الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خربت وكان معروفا إلى سنة 1269 هـ بمسجد الفتح، فعمره فى السنة المرقومة مصطفى عشقى أفندى من مجاورى المدينة وأحياه وبهذا أنقذ ساحته من أن تكون مقرا للدواب، وطول المسجد ثمانية عشر ذراعا وعرضه اثنا عشر ذراعا.
كان النبى إمام الأصفياء صلى الله عليه وسلم، قد أدى صلاة الظهر والعصر على ساحة هذا المسجد فى ختام غزوة أحد، ونزلت عليه الآية الكريمة:
11).
12 -
المسجد الثانى عشر مسجد ركن جبل عينين:
يقع هذا المسجد فوق قمة الجبل الذى أمام مشهد حمزة بن عبد المطلب-رضى الله عنه-والجهة الشرقية منه وكانت مبانيها خربة إلى سنة 1267 هـ وكان أساس خرائبه مجهولا. وعثر عليه فى السنة المذكورة المرحوم عشقى أفندى من مجاورى المدينة وجدده، إن ما يطلق عليه مسجد «صرعه» هو نفس هذا المسجد ومساحته السطحية طولا وعرضا ثمانية عشر ذراعا.
وقد كلف أربعون من الرّماة تحت قيادة عبد الله بن جبير للدفاع عن ظهر الجيش الإسلامى ووضعوا فى ساحة هذا المسجد، قد أصيب حضرة حمزة فى هذا المكان ونال رتبة الشهادة العالية، ويروى أن جسرا كان قائما بالقرب من هذا المكان، فى عصر السعادة وأن النبى صلى الله عليه وسلم قد صلى بجانب ذلك الجسر وهو مسلح فى وقفة أحد، ولكن فى زماننا لم يبق لذلك الجسر أى أثر.
13 - المسجد الثالث عشر مسجد الوادى:
يقع هذا المسجد فى الطرف الشمالى لجبل العينين وفى مكان قريب من مسجد ركن جبل العينين. كانت أبنيته القديمة بنيت بأحجار منقوشة فى غاية من الزينة والمتانة وقد أشرفت على الخراب والانهدام، وجدّده فى خلال سنة 508 هـ
حسين بن أبى الهيجاء وكتب على طاق بابه: «هذا مصرع حمزة بن عبد المطلب ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمره حسين بن أبى الهيجاء سنة ثمان وخمسمائة» .
وكان حضرة حمزة قد طعن فى ساحة مسجد ركن الجبل وسقط على ساحة مسجد الوادى، وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بإحضار جثمانه على ساحة مسجد الوادى الذى سبق تعريفه وصلى عليه.
وعلى رواية: أنه أدى صلاة الصبح فى هذا المكان ذلك اليوم هناك بين مسجد الوادى ومشهد حمزة.
وفى الجهة الغربية من المسجد المذكور مبنى مقبب يعرف باسم قبة الثنايا وهو أثر من آثار المرحوم سليم بك أحد كاتمى أسرار السلطان عبد المجيد وزملائه، كانت ثنية النبى صلى الله عليه وسلم قد تكسرت فى هذا المكان الذى تحت القبة.
مع أن هذا المكان المبارك مركز وقعة أحد الأليمة إلا أنه أصبح الآن مسيرة للناس، قد بنى هناك كثير من المحال والمنازل واعتاد الأهالى أن يذهبوا هناك من وقت لآخر.
وفى مواسم الحج يشتد الزحام هناك ليلا ونهارا، ولا سيما عندما ترد طائفة الرحبيين ويقيم أهل المدينة فى المنازل التى هناك ويبذلون جهدهم ليحملوا الزوار والواردين على الزيارة، ولكن بهجة هذا المكان وزيارة آثاره تكون مهددة بأطماع عربان البادية وإذا طغى العربان وثاروا فلا مجال لذهاب الزائرين إلى هناك كما أنه ليس فى الإمكان إقامة الأهالى فى تلك البيوت آمنين مستريحين. وفى مثل هذه الأوقات يذهب الزوار فى جماعات كبيرة حتى يستطيعوا أن يدافعوا عن أنفسهم ضد اللصوص والمسلحين، وإذا ما اقتضى الأمر حربهم فإنهم يقاتلون العربان ويشتتون شملهم.
ومن يخرجون من أهل المدينة لزيارة شهداء أحد يحملون السلاح، ويقولون إن حمل السلاح عند زيارة شهداء أحد سنة شريفة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحمل السلاح حينما كان يزور شهداء أحد.