الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقتدوا بآثاره السلطانية، وبناء على هذه الإرادة السلطانية وبهذه المعونات الكافية زوجت بنات السادات بأكفائهن.
كما بنى مؤخرا منسوبا للاسم السلطانى الكريم سبيل بالقرب من باب الرحمة كما بنى للطلاب الذين ينتمون للمذهب الحنبلى مدرسة خاصة لإقامتهم، كما صنع حوض وبركة فى طريق المحمل المصرى لسقيا الحجاج، وخصص لتعميرها كثير من النقود، وما زالت البركة والحوض موجودين مع السبيل الذى لا مثيل له بالقرب من باب الرحمة وأبناء السبيل ينتفعون منه إلا أن المدرسة التى أنشئت من أجل الطلبة فى المذهب الحنبلى خربت مع مرور الأيام ولم تعمر بعد ذلك.
كان السلحدار مصطفى باشا المغفور له قد أرسل بواسطة قاضى مصر شعبان أفندى لوحة فى غاية الزينة زينت أطرافها الأربعة بأحجار ملونة لوحة ماسية كبرى وذلك فى عهد السلطان مراد برجاء تعليقها فى ذيل الكوكب الدرى سالف الذكر، وعندما وصل المرحوم شعبان أفندى إلى المدينة علق اللوحة التى حملها تحت لوحة الكوكب الدرى هدية السلطان أحمد فى سنة 1047 هـ.
وفى عهد السلطان محمد خان بن السلطان إبراهيم أشرفت مئذنة باب السلام وبعض أماكن حرم السعادة على الانهيار والسقوط،وقد أبلغ إلى السلطان صاحب القرار فى حزن وألم فما كان إلا أن أمر والى مصر أحمد باشا بأن يرسل إلى دار الهجرة من يقومون بإصلاح ما يقتضى إصلاحه مع تدبير المبالغ اللازمة والأدوات إلى المدينة فأرسل الباشا المشار إليه الأشياء اللازمة إلى دار السكينة متتالية فهدمت مئذنة باب السلام من أساسها وجددت فى صورة جميلة وطراز بديع وفرشت الساحة الرملية التى حول الروضة المطهرة بقطع رخام مجلاة وذلك فى سنة 1060 هـ.
غريبة
كان أحمد باشا سالف الذكر الذى قد وفق فى فرش الساحة الرملية بالرخام كان قد نوى أداء الحج فى حين ولايته لديار بكر ومصر إلا إنه ذهب إلى مكة
المكرمة بعد عزله، بينما كان أحمد باشا ذاهبا إلى المدينة المنورة مع قاضى مكة محمد بن إسماعيل أفندى فى يوم من الأيام قال مخاطبا محمد أفندى إننى أريد أن أعرض على أعتاب الومضات النبوية خدمة، وحصول أملى هذا يتوقف على أن أتولى ولاية مصر، فأرجو منك إذا ما قدر لنا أن نتعبد فى الحجرة المعطرة واضعين جباهنا على ساحتها ساجدين لنستدر من الله شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا العبد العاصى العاجز وأن تدعوه-تعالى-أن يشفعه صلى الله عليه وسلم فى تحقيق ما فى ضميرى بأن يسند إلى عهدة هذا العبد العاجز ولاية إيالة مصر ولما وصلا إلى المدينة المنورة وأخذا فى زيارة حجرة السعادة، تذكر محمد أفندى بن إسماعيل رجاء المرحوم أحمد باشا وشرع فى دعاء مخلص محرق قائلا:«يا رسول الله! إن عبدك الذى يقف أمامك رافعا يديه معظما من عبيدك يتمنى أن ينال شفاعتك يوم القيامة، وإنه يريد أن تطلبوا أن توجه إليه ولاية إيالة مصر حتى يقوم بخدمة لعتبة مرتبتك النبوية!!! «ولم يكن محمد أفندى قد أنهى دعاءه بعد إذ استولى على أحمد باشا حالة وجدانية خاصة وقال لمحمد أفندى: «كفى، كفى قد استجيب دعاؤك، من قبل الله» فقال له محمد أفندى متعجبا، «ماذا حدث؟» قال له:«ما أعجبك!! ألم تر الهياكل النورانية التى أمامنا؟ وقد رأيتها أنا ولله الحمد والمنة! بينما كنت تدعو كانوا يؤمنون على دعائك» وعرف ما حدث وفى ختام كلامه استولت على الزوار حالة غريبة؛ والله على كل شئ قدير. انتهى.
وصار أحمد باشا بعد هذه الغريبة بمدة حسب القدر واليا على مصر، وأمر من قبل السلطان محمد خان بتجديد مئذنة باب السلام بعد هدمها وقام بالمهمة التى أحيلت إليه خير قيام ولم يطمع فى غلال صرة الحرمين أدنى طمع وأرسلها فى وقتها وزمانها وأخيرا أصبح صدرا أعظم وارتحل عن الدنيا مقتولا شهيدا رحمة الله عليه.
وبناء على إبلاغ مقام الخلافة العليا بأن جدران سور المدينة احتاجت إلى تعمير شامل فى خلال سنة 1077 هـ وأن الباب الذى فتح فى جهة البقيع ساء حاله وأصبح لا يفتح ولا يغلق صدر الأمر السلطانى إلى مدير حرم السعادة إبراهيم
أغا بتعمير سواء أكان الباب المذكور أو جدران السور التى أشرفت على الانهيار فى صورة لائقة كما أرسل مقدارا كافيا من النقود والمهمات فعمر ورمم إبراهيم أغا أماكن السور التى تحتاج إلى التعمير تعميرا جيدا، كما قوى وشيد باب البقيع بلوحات حديدية وكتب تاريخ التجديد فوق أكماره.
جدده السلطان الغازى محمد خان ابن إبراهيم خان، سنة ثمان وسبعين وألف وأبلغ ما تم عمله مركز السلطنة السنية فى سنة (1078).
وبعد فترة أخطر باب السعادة برسائل متعددة ومحاضر أن مؤخرة حرم السعادة وسقوف دكة الأغوات قد خربت وأشرفت على الانهيار فجأة، وفهم من المضبطة التى صدرت من المجلس الذى انعقد لدراسة هذا الموضوع أن ترك المواقع المقدسة على حالتها تلك سيؤدى إلى فتح باب نفقات كثيرة، فى المستقبل كما أن سقوطها فجأة سيؤدى إلى إتلاف نفوس كثيرة فوجه إلى مدير حرم السعادة سابق الذكر أمانة البناء بتعمير وتقوية الأماكن التى تحتاج إلى التعمير بالفرمان السلطانى الصادر إليه.
وأرسل مهندسا ماهرا والمبالغ المقتضية ولوازم الأبنية، وجدد إبراهيم أغا بقرار الأهالى ورأيهم السقوف اللازم تجديدها بعد هدمها وشيد بعضها بالترميم ثم كتب التاريخ على مؤخرة سقف الحرم السعيد:
كما كتب عليه قصيدة مناسبة ثم أبلغ الأمر بواسطة شيخ الحرم عثمان أغا إلى مركز السلطنة، ولما حظى هذا العمل باستحسان السلطان أكرم كثيرا من سادات البلاد والموظفين الحكوميين الكثيرين وذكر ما بذله الأغا المذكور من سعى وجهد وذلك فى كشف مخصوص وقدر عمله وذلك فى سنة (1039 هـ).
كما أحيا إبراهيم أغا كثيرا من الآثار الجليلة باسم المرحوم السلطان محمد