الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«وأجيب على سؤاله» : «ما أنتم فاعلون بعد ذلك؟ «؛» سنجلس ونذكر الله الذى لا ينام «فجلس عمر الفاروق وشغل معهم فى ذكر الله» .
وفى ختام الذكر دعا باكيا حتى جعل أهل السماء يمرقون أيضا، وفى ختام الدعاء أمر بأن يعود جميع الناس وأن تغلق أبواب المسجد ومن تلك الأوقات والتاريخ أصبح تفقد مسجد السعادة بإيقاد الشموع عادة وإغلاق الأبواب كذلك ولكن شبل الدولة كافور المظفرى الحريرى حينما أصبح شيخ الخدم، رفع عادة التجول فى داخل المسجد بالمشاعل وأعد ستة فوانيس وأوقدها وأخرج من بقى من الموجودين وأغلق الأبواب وأوقد فى الليالى المباركة أربعة مشاعل فى الساحة الرملية للمسجد وأضاءه وأصبح هذا التصرف عادة بعد ذلك، وكانت فى ذلك الموقف فى المسجد الشريف سلاسل معلقة وكانت القناديل تعلق عليها فى الليالى المباركة-ليالى الإحياء-وتوقد، يقول ابن فرحون:«عندما أصبح شبل الدولة شيخ الخدم كان من عادة الخدم أن يتجولوا فى أنحاء المسجد وعندما يصلون إلى باب النساء يطفئون المشاعل التى فى أيديهم ويتركونها خارج الباب، ولكن داخل جدران المسجد وخارجها يسود من الدخان الصادر من المشاعل فوضع الشيخ شبل الدولة عادة إيقاد الفوانيس وأبطل عادة إشعال المشاعل وكانت الجماعات تخرج إلى خارج المسجد كل ليلة بإيقاد الفوانيس وما زالت هذه العادة باقية وتجرى على غاية من النظام» .
موقف الأئمة:
كانت صلواتهم الأوقات الخمسة إلى سنة 865 هـ فى محراب النبى اقتداء بالإمام من المذهب الشافعى، وكان أئمة مواسم الحج ينقلون إلى المحراب العثمانى، وزاد أفراد جماعة المذهب الحنفى قليلا واقترب من عدد جماعات المذاهب الأخرى فرجا جماعات للمذهب الحنفى وجود إمام للمذهب الحنفى وأسعف رجاء الحنفية بالقبول وعين عليهم إمام يؤمهم فى صلواتهم فى سنة 860 هـ.
وكان أفراد المذاهب الثلاثة الأخرى من المدينة المنورة ومن أصحاب النفوذ
والمكانة فيها، لذا لما كان يؤم إمام الحنفية جماعته فى محراب النبى يصلى بهم خلف أحد الأعمدة صلوات الأوقات الخمسة المفروضة.
وقد سر الحنفيون من تعيين إمام لهم لأداء صلواتهم فى جماعة وكذلك فى تعيين محراب له، وعد الحنفيون هذه الحالة نجاحا عظيما وكتب كل واحد منهم لمجموعتهم كما كتب بعضهم على لوحات علقوها على جدران منازلهم عبارة «وقد وضع هذا العام محراب للحنفيين» وذكروا مؤسس المحراب رئيس الخدم الشيخ طوغان-عليه رحمة المنان-بكل خير.
كان المرحوم الشيخ طوغان بذل جهودا كبيرة فى عهد الملك الأشرف إينال راجيا أن يقام محراب للحنفية، ولكنه لم يوفق ويرجع عدم نجاحه فى مهمته إلى وقوف أحد الحقراء من الأمراء المصريين يسمى جمال الدين يوسف فى صف المتغلبة من أهل المدينة.
وقد مات هذا الحقير فى سنة 860 فنال الشيخ طوغان مطلبه وأراد للحنفيين محرابا فى مسجد السعادة ولكن لشدة الأسف تغير المحراب لم يكون محرابا عاديا فى داخل المسجد بل كان مكانا خلف أحد الأعمدة كما سبق ذكره، لأن الحكومة المصرية كانت قد استصدرت تعيين إمام واحد للحنفية وأن يؤم جماعته خلف أحد الأعمدة.
ومع هذا قد نجح الشيخ طوغان فى أن يؤم الإمام الحنفى جماعته بعد أن يؤدى الإمام الشافعى صلاته خلف محراب النبى صلى الله عليه وسلم، خلف العمود المعين له وأن يصلى الإمامان معا فى وقت واحد أيام شهر رمضان.
وكان سبب عمل الشيخ طوغان على تعيين إمام خاص للحنفية غلبة طائفة الزنادقة الذين استولوا على أراضى المدينة المنورة وعلى أهل السنة.
ولما كان أئمة الطائفة المذكورة اعتادت أداء الصلوات فى محراب النبى كان أفراد المذهب الحنفى يصلون هنا وهناك منفردين ويحرمون من فضيلة أداء الصلاة فى جماعة ويأسفون لذلك أشد الأسف.