الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
راجيا بأنه يرغب أن يدفن داخل حجرة السعادة فأجابته قائلة: وفعلا فى داخل حجرة السعادة مكان يسع لقبر واحد وكنت قد هيأته لنفسى مادام ذاته السامية يرغب فى الدفن فى مدفن السعادة أتنازل عن المكان الذى هيأته لنفسى وأقدمه له وأدبر لنفسى قبرا فى مكان آخر.
وأخذ أمراء بنى أمية ينشرون ترهاتهم ويثرثرون هنا وهناك قائلين: فلا سبيل لدفن الحسن بن على-رضى الله عنه-فى مدفن الرسول إننا سنخالف رغبة الإمام الحسن هذه بل أننا سوف نتجرأ على مقاتلة بنى هاشم فى هذا السبيل.
وانفعل الحسن بن على من أمراء بنى أمية وغضب وقال مخاطبا أخاه الحسين الشهيد إننى تنازلت عن رغبة الدفن فى مدفن الرسول فادفنونى بجانب والدتى فى البقيع ولكن لا تحملوا جنازتى إلى البقيع قبل أن تذهبوا بها أمام مواجهة السعادة للتشفع، هذه كانت وصيته. وعندما ارتحل عن دنيانا أراد حضرة حسين أن يدفنه فى حجرة السعادة، ولكن المعاندين من بنى أمية تصدوا لذلك قائلين فلن نوافق على ذلك أبدا فهيأ حسين قبرا فى البقيع بجانب قبر أمه باهر الأنوار ودفنه فيه بعد أن حمل جنازته إلى مواجهة السعادة للاستشفاع وهكذا وفى بوصية أخيه-رضى الله عنه-ولم يكن والى المدينة فى ذلك الوقت سعيد بن العاص يمانع فى دفن حضرة الحسن فى الحجرة المعطرة إلا أن مروان بن الحكم جمع أعوانه وعارض الحسين وخالفه فى فكرته وعند ما أحس مروان من الإمام شدة دفاعه قال له: كان أخوك قال إذا لوحظ ظهور الفتنة فادفنونى فى البقيع فسكت حضرة الحسين، وصلى على الحسن عمرو بن سعيد بن العاص وقال الحسين-رضى الله عنه-لو لم تكن صلاتك على أخى سنة لما سمحت لك بالصلاة عليه.
حكمة
عارض أمراء بنى أمية دفن الحسن بن على وعثمان بن عفان-رضى الله عنه- فى المحل الخالى فى الحجرة المعطرة على اعتبار أن هذا الموضع سيكون مدفن عيسى ابن مريم.
لأن النبى صلى الله عليه وسلم قد تفضل قائلا: إنّ عيسى بن مريم سيهبط على وجه الأرض وسيتزوج وسينجب الأولاد وبعد أن يعيش ما يقرب من خمسة وأربعين عاما سيتوفى ويدفن بجانب قبرى ولسوف أبعث أنا وعيسى بن مريم بين أبى بكر وعمر.
ودفن الإمام زين العابدين وابنه الإمام محمد الباقر وابنه الإمام جعفر الصادق بجانب الإمام الحسن بن على بن أبى طالب كما أن رأس الإمام الحسين دفنت بجانب قبورهم، لأن يزيد الشقى كان قد أرسل رأس سيد الشهداء المقطوع إلى والى المدينة عمرو بن سعيد بن العاص فجهزه وكفنه ودفنه بجانب قبر فاطمة- رضى الله عنها-فى بقيع الغرقد، والآن عندما يزور الكرام ضريح عباس بن عبد المطلب يتذكرون الأئمة الكرام المشار إليهم ويعرضون عليهم تحيتهم ويتحفظون سلامهم هناك من يدعى أن رأس الإمام حسين لم يدفن فى البقيع حتى إنهم يمنعون من يريد زيارة الشهيد ممن يصدقون وجود رأسه هناك. ولكن العلامة ابن سليمان يؤكد على وجود رأس الحسين المبارك فى البقيع فى كتابه «الذخر النافع» كما ذكر الزبير بن بكار بإسناد موثوق أن جنازة على بن أبى طالب قد نقلت إلى البقيع مؤخرا، ومن هنا فذكر اسميهما عند الزيارة تبركا مع تذكر أهل البيت لا يخلو من فائدة العباس بن عبد المطلب-رضى الله عنه: عباس بن عبد المطلب مدفون بجانب قبر منسوب لفاطمة بنت أسد-رضى الله عنها-،أم على بن أبى طالب وضريحه المنيف أول مقابر بنى هاشم ومدفنه قريب من دار عقيل، والقبة التى تشمل على قبر عباس يطلق عليها قبة أهل البيت ولضريحه بابان شامى وغربى وتنحصر وظيفة الحراسة فى سلالة زنجية ببراءة من مفتى المدينة الشافعى سيد جعفر بن سليمان.
صفية بنت عبد المطلب-رضى الله عنها: قبر والدتنا صفية فى مكان عند المخرج من باب البقيع أى فى اتصال دار المغيرة بن شعبة. وفى زماننا لا يزورون هذا المكان ويزورون الضريح الذى خارج البقيع وفى اتصال سور المدينة، ويقولون هذا هو قبر صفية بنت عبد المطلب ولكن قول الزبير بن العوام بن
صفية للمغيرة بن شعبة عندما كان يبنى بيته يا مغيرة ارفع رفرف سقف دارك من فوق قبر أمى وتحويل مغيرة بن شعبة مجرى سقف بيته إلى جهة أخرى يؤيد ويؤكد صحة القول الأول.
سفيان بن الحرث بن عبد المطلب-رضى الله عنه: سفيان بن الحرث مدفون فى داخل دار عقيل بن أبى طالب كان سفيان ينتزه فى داخل مقبرة بقيع الغرقد فى السنة العاشرة من الهجرة وعلى قول فى السنة الثانية والعشرين من الهجرة عندما ذهب إلى الحج ورجع منه، فلاقاه عقيل بن أبى طالب وقال له: ابن عمى! لما تتمشى هنا؟ فرد سفيان قائلا: أريد أن أهيئ لنفسى مكانا للقبر ثم دخل فى دار عقيل بن أبى طالب، ثم قال له احفر هنا قبرا لى. عنده ساعة جلس وجعل عقيلا يحفر له قبرا، ومات بعد يومين ودفن فى القبر الذى حفره عقيل، وعلى رواية أخرى، حفر بنفسه ومات بعد ثلاثة أيام ودفن فى القبر الذى حفره بنفسه ولا شبهة فى أن سفيان ابن الحرث مدفون فى الضريح الذى ينتسب إلى عقيل بن أبى طالب، ولكن الشخص الذى دفن فى هذا الضريح ليس عقيل بن أبى طالب بل عقيل بن النجار، لأن عقيل بن أبى طالب قد توفى فى الشام.
والدة سفيان بن الحرث غزنة بنت قيس بن طريف بن فهد بن مالك وأبو أبيه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى فهو عم النبى صلى الله عليه وسلم وبما أنه رضع من حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية
(1)
فهو الأخ للنبى من الرضاعة. وقبل أن يسلم كان ضد النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد جرح خاطر النبى بما كتب فى حقه من الهجاء، وبعد الإسلام قام بأعمال لا بأس بها وحاز إعجاب النبى صلى الله عليه وسلم.
عبد الله بن جعفر الطيار: عبد الله بن جعفر الطيار ابن أبى طالب مدفون فى دار عقيل أيضا، بما أن حضرة عبد الله كان أجود العرب كان يلقب ب جواد القبيلة وإن كان بعض المؤرخين قالوا إن عبد الله توفى فى خلال سنة 90 الهجرية ودفن فى الأبواء لكن القول الأول أكمل من الرواية الثانية.
الأزواج الطاهرات-رضى الله عنهن-أجمعين: أولى زوجات النبى صلى الله عليه وسلم
(1)
أنظر نسبها فى: ابن هشام 168/ 1، الإصابة 52/ 8 - 53.