الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموحدين، استشهد فيها ثلاثة عشر من الصحابة غير عبيدة بن الحارث وتوفى عبيدة مثأثرا بجراحه التى أصيب بها فى بدر فى مكان يسمى صفر حيث دفن.
صدى الطبل فى مذبحة بدر الكبرى:
وبناء على تدقيق وتحقيق المرحوم المرجانى أنه سمع فى مذبحة بدر الكبرى التى حدثت فى أوائل الدولة الإسلامية صوت طبل المعصر وأن هذا الطبل سيدق إلى يوم القيامة، وهذا ثابت بالآثار الصحيحة.
ويروى أن بعض الذين يمرون من موقع المعركة يسمعون صوت الطبل ويحكى أنه يرى فى ذلك المكان احمرار فى السماء بالليالى.
عجيبة:
يقول نخبة أهل الوثوق ابن مرزوق-رضى الله عنه-استمعت من أكثر الحجاج أنهم لما مروا بوادى بدر سمعوا أصوات طبل ملكى وأن هذا الصدى دليل انتصار المسلمين، وإننى لم أستطع أن أصدق هذه القصة أبدا وكبر الموضوع فى ذهنى حتى وصل إلى درجة الإنكار أحيانا وأحيانا عزوت هذا الصوت إلى أصوات حوافر الخيول فى أرض بدر الصلبة الخشنة وصرفت الفكر عن الموضوع. وعرفت فيما بعد أن أرض بدر ساحة رملية لينة، وأن أكثر الدواب التى تنتقل بين الحرمين جمال وأن أقدام الجمال لا تصدر صوتا حتى فى الأرض الصلبة الخشنة وبناء عليه تخليت عن التأويل السابق واستغرقت فى بحار الحيرة وبقيت مضطربا قلقا إلى أن مررت بنفسى من وادى بدر، وفى السنة التى سافرت فيها إلى مكة محرما لأداء فريضة الحج كنت نسيت الخواطر التى حول بدر وكان قائد القافلة الموقر قد ساق القافلة إلى وادى بدر فنزلت من على ظهر الجمل وأخذت أسير مترجلا دون أن يكون فى خاطرى الفكرة المشروحة وكانت فى يدى عصا من خشب شجرة أم غيلان وبجانبى غلام من الجمالين حبشى السحنة، وعند ما وصلنا إلى المكا الذى تحدث عنه بالحجاج قال لى الغلام المذكور هل تسمع
هذا الصوت؟ فذكرنا بالموضوع السابق فاستمعت إليه وفعلا يسمع صوت شبيه بصوت الطبل فتملكتنى رعشة من الهيبة واقشعر شعر جسمى وخرج من ملابسى كالإبر.
ولما كان الجو عاصفا ترددت فى الذى سمعته من صوت الطبل الملائكى وقلت يظهر أن العصا التى فى يدى تصدر صوتا بفعل اصطدام الريح بها فرميت العصا وحصرت سمعى حتى أطلع على حقيقة الحال، وكان صوت الطبل يسمع مستمرا من جهتى اليمنى ومنذ أن باتت القافلة فى وادى بدر إلى قيامها استمعت إلى ذلك الصوت سالف الذكر فحللت مشكلتى، ولا شك أن سماع تلك الأصوات غير مقدر لكل شخص.
الإمام القسطلانى «مؤلف المواهب اللدنية» من الذين سمعوا صوت الطبل المذكور إذ يقول المشار إليه فى كتابه كان ينتقل سماع صوت الطبل المعهود فى المكان الذى وقع فيه غزوة بدر الجليلة، فجربت الاستماع فى الحقيقة سمعت صوت الطبل، حتى إننى سمعت صوته عندما نزلت فى اليوم الذى نزلت فيه بدرا، ويقال إن كل شخص لا يستطيع أن يسمع هذا الصوت، وقد سمعه أيضا مؤلف تاريخ الخميس حسين بن محمد من ديار بكر، يقول فى تاريخه: أنا أيضا كنت مشتاقا لتجربة هذا الموضوع، وعندما كنا ذاهبين من المدينة إلى مكة المكرمة بتنا ليلة فى بدر حيث أقمنا فيها يوما وبعدما أدينا صلاة الفجر وصل إلى أذنى صوت طبل كان يوم الأربعاء من أوائل شهر شعبان من السنة المذكورة، وظننت أن ذلك الصوت يأتى من الجبل المرتفع الذى يقع فى الجهة الشمالية من بدر فأسرعت بالصعود إلى ذلك الجبل، مع أن مائة من رجال القافلة ونسائها استمعوا إلى الصوت، ولم أسمع فوق الجبل صوت طبل فنزلت إلى سفح الجبل، وبدأت أسمع صوت الطبل آتيا من تجاه ذلك الجبل، والذين سمعوا الصوت ظنوا أن الصوت آت من تجاه ذلك الجبل، ظللنا هناك مدة طويلة، وكان ذلك الصوت يأتى أحيانا من تحتنا وأحيانا من فوقنا وأحيانا من خلفنا وأحيانا من أمامنا أحيانا من يميننا وأحيانا من يسارنا.
وعندما استمعنا لهذا الصوت كان الهواء راكدا ولم تكن الريح تهب من آية