الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمن جنابك الإحسان والمروءة يا رسول الله
دخيلك الأمان قد وقفت ببابك
…
ارحمنى وكن شفيعى يا رسول الله
فاستصحبنى فى العالمين، السلطان محمود العدلى
…
فالدولة لك فى الأول والآخر يا رسول الله
وبعد إرسال الهدايا المذكورة علم من قبل السلطان أن قطع الرخام التى بين الروضة المطهرة وجدار القبلة قد خربت بطريقة سيئة وبناء على الأوامر الصادرة أصلحت وجددت قطع الرخام التى فى المكان المذكورة ابتداء من مواجهة السعادة إلى باب السلام ولما كان ما بين باب السلام إلى باب الرحمة ترابا فرش هذا المكان وكذلك الساحة التى فى محاذاة الأعمدة فى الساحة الرملية بالقطع الرخامية، وذهبت الخطوط التى فى السقوف وعمر حمام محمد على باشا الذى كان قد فجر اللغم من قبل، وأسست مدرسة جميلة فى قرية قباء ثم حفرت بالقرب من مشهد حمزة بئر واسعة وحوض.
وما عدا هذه بنيت بالقرب من باب السلام دار توقيت على أن تكون فى إحدى جهاتها مدرسة وفى جهة غرفا للمؤقتين، كما أسّس أمام دار التوقيت سبيل جميل وهكذا أحيا أهالى المدينة.
وبما أنه أرسلت ساعة من باب السعادة لتوضع فى داخل دار التوقيت وتاريخا ليحكّ فى أعلى طاق المبانى
التاريخ
الذى حرر بالشكل اللائق، فوضعت الساعة فى مكانها الخاص كما حكّ التاريخ فوق كمر باب دار التوقيت وذهّب وهذه صورة تاريخ دار التوقيت:
التاريخ
قد قام ملك ملوك الزمان بأثر محمود
…
بنى فى داخل حصن المدينة هذه الدار للتوقيت
كن من هذا الارتفاع الصامت دليلا على عظمة السلطان
…
قد زاد الزمان ساعة بعد ساعة بنوره
فليملأ الدهر بمفتاح الشريفة مثل الساعة
…
فلتكن روح النبى فى عون ذلك السلطان دائما
قد زين بهذا الشكل زينة محمود التاريخ
…
السلطان محمود هو الذى أوجد دار التوقيت
فى سنة 1253.
وبعد تصليح دار التوقيت المذكورة بسنة ونصف كان قد أرسل من باب السعادة خمسة أنفار من المجلدين لتعمير وتذهيب الكتب الموجودة فى دور كتب المدينة المنورة، وأعلم باب السعادة أن هؤلاء المجلدين قد عاينوا دور كتب المدينة المنورة بواسطة موظفى الدولة وعمروا سبعة آلاف مجلد من الكتب وذهبوها، وقد أجر كل واحد من هؤلاء ألفا وخمسمائة قرش معاشا شهريا.
ولما كان نظام خدمة حرم السعادة احتاج للإصلاح صدر الأمر السلطانى أن تكتب أسماء الخدم، فى دفاتر خاصة وقد جعل لعشرة من الشيوخ ثلاثون قرشا وقد خصص للشيوخ أجرا أسبوعيا مقداره أربعون قرشا وللفراشين خمسة وعشرون قرشا وأكرم الجميع بهذه الطريقة وذلك فى سنة 1255.
ومازال هذا النظام مرعى الجانب إلى الآن وكل شيخ يقوم بأداء مهمته أسبوعيا مع رفقائه، وفى يوم الجمعة يحصلون على أجورهم الأسبوعية ويعودون، والذين لا يواظبون فى أداء خدماتهم تخصم منهم يومياتهم بموجب الدفتر.
وأرسل السلطان المشار إليه إلى حرم السعادة نسخة من البخارى والشفاء الشريف كما أرسل ثلاثين عددا من الكلام القديم
(1)
وثلاثين عددا من دلائل الخيرات وثلاثين قطعة من أجزاء القرآن الكريم، وعين لتلاوة كل واحد منها شخصا وأراح باله بأن ربط له راتبا بمقدار كاف.
(1)
يعنى القرآن.