الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائل المدينة خواص تراب المدينة المنورة وفواكهها
يلزم أن يكون معلوما لدى الذين سافروا فى الأراضى الحجازية المقدسة وقاموا بالسياحة ولا سيما الذين اطلعوا على الأحاديث النبوية والذين يعتقدون فيها أن الغبار الصحى من قبل الله-للمدينة المنورة يشفى من علتى «الجذام والبرص» ،والعلل الأخرى المزمنة المخيفة، ومن المروى المحقق أن الذين يستخدمون تراب المدينة بإخلاص تام وعقيدة صحيحة يشفون من أمراضهم إن الذين حملوه إلى بلاد الروم والممالك الأخرى واستعملوه فى أى علة من العلل شفوا وأفاقوا من عللهم، إذ قال شافى مرضى المعصية عليه أقوى التحية:«غبار المدينة شفاء من الجذام» وبهذا الحديث الشريف بين أن غبار المدينة ذو رائحة عنبرية وترابها دواء شاف من مرض الجذام.
عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم داخلا إلى المدينة عائدا من غزوة تبوك الغراء استقبله بعض الذين لم يستطيعوا أن يشتركوا فى تلك الغزوة لأسباب مختلفة من سكان دار الهجرة، استقبلوا الجيش الظافر النبوى، وعند ما تلاقى المستقبلون بصفوف الغزاة ارتفع الغبار نتيجة لحركات أقدام الجمال والخيول وزاد عن حد الاعتدال فأزكم أنوف الغزاة، فانزعج الأصحاب الكرام وأمسكوا أنوفهم؛ فلما رأى قائد فرسان الأنبياء «عليه أكمل التحايا» ذلك قال:«والذى نفسى بيده إن غبار المدينة الطاهر دواء لكل داء وهو شفاء لمرضى الجذام والبرص» .وبهذه البشارة نشر فى نفوس الصحابة التسلية والحبور.
خاطرة
إن مثل هذه الكلمات التى تطيب خاطر الجنود تلقى لتهدئتهم ودفع الملل والضجر عنهم، حتى إن قواد الجيوش والفيالق يلقون بعض الخطب الحماسية
وبعض الكلمات المثيرة للشوق والحماس للجنود الذين تحت قيادتهم حتى يزيلوا ما فى نفوسهم من الضجر والانزعاج، وأن يشحنوا نفوسهم بالغيرة والشوق الجديد، إذا ما قيل هذا، فتقول لهم: إن ما يسرده قواد الجيوش فى خطبهم من الأدلة وما يستندون إليه من النقاط والحجج والمسائل ليست خالية من النفع والفائدة، ولكن أليست هذه الأدلة التى يأتون بها تذكر بالنعم الإلهية التى بشرت بها الأحاديث الشريفة؟ وإذا اشتملت هذه الخطب لبعض درجات الوعود وإذا ما تحققت مقاصد القواد بحمية الجنود وهممهم وغيرتهم فإذا ما قيل لا يبق لتلك الوعود أى قيمة وكأنها لم تكن فهذا صحيح وهو محقق كذلك.
ولكن هل يقاس منزلة القواد لدى الملوك بالمكانة التى يتمع بها النبى صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى؟
وهل يتصور قائد لم يكذب على الأقل مرة واحدة؟ وأين هو ذلك القائد الذى قدم جنده على نفسه؟! ومع هذا فمن المحقق أن الملوك يلون بدون تردد شكر قوادهم وشكاياتهم فى أثناء الحرب، وعندما يساق الجنود لإنقاذ شرف الدولة والمحافظة عليها، وليس فقط فى مثل هذه النقاط المهمة حتى الآن يقبل شكر القواد وشكاياتهم ولا يرد.
وبما أن الأقوال الصادرة من فم النبى صلى الله عليه وسلم المحسن تقترن بالوحى الإلهى، فالأحاديث الشريفة مهما كان موضوعها ومحتواها فيجب أن يبعد عن الذهن عدم صحتها، أعاذنا الله تعالى من مثل هذه الأمور؛ فالذين يتخيلون مثل ذلك يقتضى عليهم أن يصححوا عقائدهم وأن يجددوا إيمانهم. انتهى.
قد حدث ذات يوم أن قام بعض الأفراد من قبيلة بنى الحارث بالتظاهر بالمرض والضعف وقالوا إنهم فى غاية الضعف والتعب من جراء مرض الحمى، فنالوا شرف المثول بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم، فأخذ كاشف الغمة «عليه السلام والتحية» بعضا من التراب من مكان يقال له حصيب ووضعه فى مقدار من الماء ثم قال لهم فليتفل واحد منكم وينفخ فى هذا الماء قائلا: «بسم الله من تراب أرضنا، بريق