الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 -
بجانب باب الرحمة
19 -
بجانب باب الجمعة.
المياه المرة:
يقال على المياه المرة بين الأهالى العين السلطانى. ويأتى هذا الماء من قرية قباء ومن تحت مجرى عين الزرقاء إلى البلدة الطاهرة وبعد أن يطهر مع مياه المجارى والبالوعات التى حول حرم السعادة يتحد مع فائض مياه عين الزرقاء وتجرى نحو الحدائق، ولعين السلطان منهل بجانب جبل ذباب وبالقرب من ساحة مسجد الراية التى يطلق عليها قرين التحتانى.
ومجرى هذا المنهل ينقسم إلى ثلاثة جداول فى الجهة القبلية وفى النقطة التى تتصل بمجرى أبو جيدة ويسقى أحد هذه الجداول حديقة الصدقة التى تصرف فيها شركة سيد علوى سقاف والثانى الأراضى التى تملكها شركة سيد هاشم جمل الليل والثالث البساتين التى فى الجهة الشامية من وادى ذباب.
وإن كانت هذه المياه كافية لدفع حاجات أهالى البلدة الطاهرة، إلا أنها لا تقدر على سقى الحدائق التى أنبتت خارج السور تماما، ومن جهة أن الأراضى التى تستصلح والحدائق تزيد يوما بعد يوم باطراد مع زيادة السكان فهيئت المياه المذكورة وخرجت إلى خارج المدينة وما زالت توصل؛ ومن هنا فجميع المدينة المنورة نجت من الحاجة إلى المياه.
المياه التى فى الجهة القبلية من بلدة الرسول:
وإن لم يكن منبع العين الكبيرة معروفا إلا أن مبدأ مجراها بجانب حديقة تسمى مرجلين. وحديقة مرجلين وسط الربوة التى تصادف الطرف الشرقى فى سيل وادى رانوناء والذى يجرى من قرية قباء فى الجهة الغربية من ناحية بطحاء إن الأراضى التى فى الجهة القبلية من مهجر الرسول أكثرها صخرية ومواقعها المستوية كلها أشجار النخيل وبما أنه لا يمكن نقب وثقب هذه الحجارة والصخور بحفر جدول وإجرائه من بين أشجار النخيل فإنه لا يوجد فى هذه الجهة ماء غير
العين الكبيرة. ولأجل رى هذه البساتين فى فصل الصيف يعتمدون على آبار قباء وقربان. إلا أن المياه تتكاثر فى الشتاء ولا تمس الحاجة إلى الآبار. والحدائق التى زرعت وتزرع فى تلك الجهات تنبت العنب والرمان والليمون الحامض والحلو، الموز، والخوخ، الكباد شمام الشجرة، والتين الأفرنكى والأشجار المختلفة ومن الأزهار الورد والفل والحبق والأزهار الأخرى التى تزين الحدائق والبلح الذى تثمره نخيل هذه الأراضى يرجح على جميع أنواع البلح التى فى الجهات الأخرى. وسبب ذلك عذوبة مياه قرى قباء وقربان، وإن كانت مياه قرية العوالى عذبة أيضا إلا أن أراضيها غير صالحة لإنبات الأشجار والأزهار وأراضى هذه الجهات صالحة لزراعة النخيل وشجرة النبق والحبوق المتنوعة وتبعد هذه القرى الثلاث عن المدينة خمسة أذرع وتستغنى أشجار النخيل التى تنبت هنا عن الرى وأكثر هذه الأشجار ملك عربان صيارين وجزء منها ملك أهالى المدينة.
يمضى عربان الصيارين الصيف فى هذه الحدائق وفى الساعة التى يأخذون فيها محاصيل البلح ينقلونها إلى بلادهم. وقد شغف الناس بزراعة النخيل فى أيامنا هذه فى هذه الجهات، ولو استمروا على ذلك عاما أو عامين على زرع النخيل، لاتصلت الحدائق بالسور الخارجى للمدينة.
أما إذا ما تحدثنا عن مياه الجهة الشرقية فنجد أن الجهة الشرقية للمدينة أرض صخرية ومن ثم يجرى ماء هناك إلا نهير وادى القناة، ويسمى هذا النهير مسيل حمزة ومن مجراه يتشعب أحد عشر جدولا، وبعض هذه الجداول جارية وبعضها الآخر نضب ماؤها وخربت مجاريها، والنخيل الذى فى الحدائق إنما يسقى بماء المطر كالأشجار التى تنبت طبيعيا، لأجل ذلك لا يستفيد أصحاب هذه الأراضى منها.
والأراضى التى بين الحرة الشرقية وسور المدينة لا تنبت زرعا، وهى أرض سبخة، وإن كانت فى الواقع فى هذه الجهة من المدينة أشجار مثمرة مثل أشجار