الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى ذكر الأرصفة التى كانت تحيط المسجد النبوى الشريف
فى عصر السعادة وبيوت الصحابة التى استقرت
على جانبى هذه الأرصفة (رضى الله عنهم)
اختلف المؤرخون القدماء فى الوقت الذى صنعت فيه الأرصفة التى على جهات مسجد السعادة الأربعة، قال بعضهم:«إن أرصفة المدينة المنورة أحدثت فى عهد حضرة معاوية» ،وقال بعضهم رادين قول الأوائل:«وإذا ما نظرنا عندما دخل جابر بن عبد الله مع رسول الله إلى مسجد السعادة وقوله «وتركت جملى على الرصيف» ورواية رجم يهوديين على الرصيف وما نقل أن عثمان بن عفان كان قد توضأ فوق الرصيف ظهر أن هذا الرصيف كان فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم».
والرصيف الذى أنشأه معاوية بن أبى سفيان رصيف موضع الجنائز الذى فى الناحية الشرقية من مسجد السعادة.
ونحن أيضا نحكم بصحة القول الثانى لما ساقوا من أدلة قوية ترجح قولهم».
بناء على قول الثقاة الذين يبحثون عن الحق كان هناك عدة أرصفة متصلة بمسجد السعادة.
1 -
الرصيف الأول من هذه الأرصفة «كان يبدأ من باب الرحمة مارا بسوق الصياغ والعطارين ويستمر إلى ضريح مالك بن سنان «رضى الله عنه» ومن هناك يميل وينعطف قليلا ناحية دار السلام ثم يعود فيتصل أمام باب الرحمة.
2 -
الرصيف الثانى من الأرصفة التى كانت فى عصر السعادة كان يبدأ من باب السلام ويمتد إلى أن يتصل ببوابة الحصن التى كان يطلق عليها باب السويقة دون انعطاف ولا انحراف إلى أى جهة ثم كان يعود إلى ناحية مصلى العيد
وينتهى عند منزل ابن هشام، كان هذا الرصيف يمتد إلى نهاية مسجد السعادة بطريق الجهة الشرقية عن طريق بقيع الغرقد إلى منزل المغيرة بن شعبة ومن الناحية الشامية إلى نهاية مسجد السعادة كما قلنا، وكان أحد الجهتين يتصل برصيف باب الرحمة فيعود من هناك وينقطع عند الدار الكبيرة التى تنسب لعثمان بن عفان لأن الأبنية التى فى الجهة القبلية من مسجد النبى صلى الله عليه وسلم بنيت ملاصقة للأبنية المقدسة لذلك لم تكن فى هذه الجهة أرصفة، وبناء على هذا التعريف فإن الرصيف الذى كان ينتهى إلى المصلى النبوى كان أكبر الأرصفة وكانت جهتاه مزينتين ببيوت عالية، وكان فى الجهة اليسرى لمن يتوجهون إلى مسجد السعادة من مصلى العيد النبوى منزل إبراهيم بن هشام وفى الجهة اليمنى التى تميل إلى الغرب يوجد منزل سعد بن أبى وقاص، وكان يفصل بين هذين المنزلين طريق كبير.
والجهة اليمنى من منزل سعد بن أبى وقاص كان المنزل الذى أخذه من الإمام أبى رافع وفى الجهة اليسرى أيضا بيت منسوب للمشار إليه وكان يفصل بين هذين المنزلين طريق فى عرض عشرة أذرع. وكان حضرة سعد قد وقف جميع هذه المنازل فى حياته.
وكان فى اتصال منزل سعد الثانى وفى الجهة الشامية دار مشهورة بدار نوفل بن مساحق العامرى منسوبا إلى آل خراش من بنى عامر بن لؤى. كما أن خلف هذا المنزل كان «مكتب العودة» متصلا بمسجد بنى زريق. وكان فى الجهة اليمنى من منازل آل خراش الدار التى يطلق عليها «منزل حفصة» وفى الجهة القبلية من هذه الدار. دار عمار بن ياسر وفى جهتها الشرقية دار عبد الرحمن بن الحارث، وفى الجهة القبلية من هذه المنازل مسجد «بنى زريق» وفى الطرف الشرقى منها شارع «دار عبد الرحمن بن الحارث» ودار أبى هريرة-رضى الله عنه-فى هذا الصف، ولكن تلك الدار ستذكر فى الطريق الذى كان النبى صلى الله عليه وسلم يعود منه من صلاة العيد، وإذا ما دخل الآن من باب المدينة المنورة إلى داخل المدينة واتجه ناحية مسجد السعادة فأول زقاق يصادفه الإنسان أرض دار عبد الرحمن بن
الحارث. وإذا ما رجع الإنسان من هناك لبقيت تلك الأرض فى اليمين. ومن كان فى هذا الموضع يصادف للجهة اليمنى القبلية مسجد بنى زريق. والذين يدخلون من باب المدينة إلى الداخل ففى جهتهم اليسرى الشامية توجد «دار آل خراش» ودار الربيع، ودار نافع بن عتبة بن أبى وقاص، وعلى الطرف الأيسر منهم «دار حويطب بن عبد العزى ودار آمنة بنت سعد بن أبى وقاص» وعلى جانبه «دار عمرو بن أبى وقاص، وفى اتصالها زقاق عبد الرحمن بن الحارث وفى الجهة اليمنى فى هذا الزقاق «دار عبد الرحمن بن عوف» ،وعلى يمينها» زقاق أبى أمية بن المغيرة وأمامه وعلى يمين الزقاق، «دار خالد بن سعد! يقال لها بيت ومنزل ابن عقبة-أيضا-وأمامه دار أبى الجهم مالك بن أبى عامر، وبجانبهم «دار نوفل بن عدى» وكل هذه المنازل كانت منازل ذلك العصر المشهورة والمنتظمة.
قال موسى بن عقبة: قتلوا يهود بنى قريظة وأعدموهم على الرصيف الذى بجانب دار أبى الجهم، حتى سالت دماؤهم على حجارة
(1)
المحلات التى تبيع زيت الزيتون إلا أن قول موسى بن عقبة مخالف لأقوال أئمة السير الذين قالوا إن النبى صلى الله عليه وسلم حفر حفرة فى سوق المدينة حيث قطعت أعناقهم بالسيف.
ومن هنا فقول موسى غير قابل للتأويل والقبول.
(1)
هذه الحجارة بجانب مشهد مالك بن سنان وأمام البيت الذى أعطاه عمر بن الخطاب لعباد بن عبد المطلب، ويقال لهذا المكان فى عصرنا «قبان الزيت» .