الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بهذا الاسم. وعند البعض اسم واد قريب من جحفة ولما كان هذا الوادى مشهورا عند أهل الجاهلية بأنه مقر الوباء ومركز الحمى كان أهاليه ينتقلون إلى البلاد والوديان الأخرى. حتى إن حافظ مندى قال: فالذى يولد فى قرية واقعة فى هذا الوادى إذا لم ينتقل إلى محل آخر لا يمكنه أن يعيش.
إلا أن جميع هذه الشرور قد زالت من أرض يثرب بعد الهجرة فظهر قدر النبى الجليل مثل الشمس. هناك فى الجهة الشرقية على مسافة ميل من غدير الخم موضع لا ينقطع المطر منه أبدا والسيول التى تتجمع من هذه الأمطار تجرى فى صورة دائمة من الأودية وتصب فى البحر؛ لذا لا يتعرض من يمرون من هذه الأماكن للعطش.
خندق:
اسم الخندق المشهور الذى أمر النبى صلى الله عليه وسلم بحفره قبل غزوة الأحزاب.
صورة حفر الخندق الذى حفر فى عصر الرسول
(1)
صلى الله عليه وسلم:
يرى المؤرخ المطرى والذين تابعوه من المؤرخين: بناء على المعلومات التى استقرأها من النبى صلى الله عليه وسلم حفر خندقا فى غاية الاتساع والعمق قبل وقوع غزوة الأحزاب الجليلة من فوق وادى البطحان إلى الجهة الغربية منه، ومن الحرة الغربية إلى مصلى النبى صلى الله عليه وسلم ومن مصلى النبى صلى الله عليه وسلم إلى ساحة مسجد الفتح، منها إلى الجبلين الصغيرين الواقعين فى الجهة الغربية من وادى البطحان، وجعل جبل السلع فى الخلف ونصب الخيمة النبوية بجانب مسجد الفتح-وعلى قول على جانب من جوانب وادى ذباب-وعلى هذا التقدير تكون الجيوش الإسلامية قد ظلوا فى جهة جبل السلع وأحزاب المشركين فى جهة جبل أحد.
ولكن ابن سعد والإمام البيهقى ذهبوا إلى خلاف هذا الرأى وقالوا. قد بدئ فى حفر الخندق من جهة من جانب محلات بنى حارثة حليف بنى عبد الأشهل أى من جهة الحرة الشرقية إلى الحرة الغربية إلى جانب محلة بنى سلمة التى تقع فى سفح جبل بنى عبيد ومساجد الفتح وقد قسم هذا الموقع أجزاء ووزع كل جزء ليحفره جماعة من الصحابة الكرام.
(1)
انظر فى غزوة الخندق: سيرة ابن هشام 226/ 3،مغازى الواقدى 362،وابن سعد 47/ 1/2 تاريخ الطبرى 564/ 2.وغيرها.
وعلى هذا بدأ المهاجرون الكرام فى الحفر من ناحية راتج إلى موقع ذباب والأنصار من ذباب إلى جبل بنى عبيد موقع منازل بنى سلمة وأفراد بنى دينار من محلة بنى سليمة إلى محاذاة منزل ابن أبى سلول وبنو عبد الأشهل حفروا إلى محلة منازل بنى حارثة التى تقع فى الطرف الشرقى من موقع ذباب وعمقوها.
وبناء على هذا التعريف أن الخندق المذكور كان فى الجهة الشامية من المدينة المنورة وهذا المكان يمتد من الحرة الشرقية إلى الحرة الغربية ولما كانت تلك الجهات محاطة بالمبانى والأشجار وجبال متسلسلة فهجوم العدو من تلك الجهة غير ممكن. وما زالت خرائب الخندق الذى حفر فى ذلك الوقت قائمة فالماء الذى جلب من قرية قباء قد أمر من داخل تلك الخرابة وأوصل إلى حديقة سح التى حول مساجد الفتح. وملئت حفرة الخندق وغرس عليها أشجار النخيل وأصبحت أرضها سطحا مستويا. ومن المحقق أن 3000 آلاف من الصحابة قد عملوا فى عمليات الحفر ولكن اختلف فى صورة الفتح. وبناء على أشهر الأقوال وأصحها أن النبى صلى الله عليه وسلم تحرك من المدينة المنورة بثلاثة آلاف صحابى. ونصب خيامه بين جبل سلع ودار السكينة حيث أقام وقرر بناء على عرض جناب سلمان ورأيه حفر خندقا عميقا فى المكان الذى يحتمل هجوم المشركين من جهته على أن يكون عرضه وعمقه خمسة أذرع، وفرق لكل عشرة أنفار من الصحابة أربعين ذراعا من الأرض، واستصوب أن يستعير أدوات الحفر من يهود بنى قريظة الذين كانوا فى حالة صلح مع المسلمين، وكما عرف أعلاه قد عرف كل قبيلة المحل الذى ستحفره بدءوا فى الحفر معا وأتموا الحفر فى ست ليال أو أربع وعشرين أو فى عشرين ليلة وكملوا.
وبناء على هذا الحساب أن طول الخندق كان 120،000 مائة وعشرين ألف ذراع.
ولما تم حفر الخندق وصلت أحزاب المشركين وحاصروا المسلمين خمسة عشر يوما أو عشرين ليلة أو شهرا كاملا وأشعلوا نار الوغى. كما فصل فى كتب السير وفى نهاية الأمر عادوا منهزمين.
إن ما نقله جماهير أئمة السير وما كتبوه تحت عنوان معجزة الخندق الجليلة فى