الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفوق هذه الآية الكريمة أى فى المكان الذى فوق عقد الباب المذكور نقشت هذه الآية الكريمة:
32)
3 -
باب عاتكة (أوباب الرحمة):
الباب الثالث للحرم النبوى الشريف هو الباب الذى يسمى «بباب الرحمة، الذى يقع فى محاذاة دار
(1)
عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية وكان يشتهر فى زمانها باسم «باب عاتكة» .
ولما كانت سوق المدينة الميمونة أمام باب عاتكة قديما عرف واشتهر ذلك الباب فترة باسم «باب السوق» .
ولكن حدث أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يستعد لخطبة يوم الجمعة إذ جاء رجل من جهة «دار القضاء» وقال: «يا نبى الله! قد نفقت حيواناتنا من قلة الماء وتعب أولادنا وعيالنا، نرجوك أن تدعو الله لأجلنا أن يبعث لنا مطرا» ،وبمجرد رفع النبى صلى الله عليه وسلم يديه داعيا ظهرت ناحية جبل سلع علامات المطر والرحمة فنزلت الأمطار التى سقت مدينة الرسول ونواحيها لأجل ذلك أطلق على باب عاتكة «باب الرحمة» .
دار القضاء التى ذكرت آنفا كانت دارا واسعة تمتد من باب الرحمة إلى باب السلام، وكانت ملك عمر بن الخطاب، وكان أوصى بأن تباع عند وفاته لقضاء دينه، وعندما مات بيعت لمعاوية بن أبى سفيان وقضيت ديونه لأجل ذلك عرفت من ذلك التاريخ بدار القضاء، إلا أن بعض المؤرخين ينسبون هذه الدار إلى عبد الرحمن بن عوف وأنه انزوى فى هذا البيت إلى أن بيع لحضرة عثمان.
(1)
انتقلت هذه الدار بعد وفاة صاحبتها إلى يحيى بن خالد.
عندما كان زياد بن عبد الله خال السفاح العباس واليا على المدينة اشترى تلك الدار فى خلال سنة (138 هـ) وألحقها بحرم مسجد السعادة.
وفصلوها بعيدا عن المسجد الشريف وبنوا هناك بناء ليكون دائرة حكومية، وتلك هى الأبنية الجسيمة التى أسست فى ذلك الوقت والذى عرف باسم «الحصن العتيق» وفى سنة 814 هـ اشتراها حاكم البنغال السلطان غياث الدين وبنى مكانها بناء جميلا بعد هدمها.
وكانت المدرسة التى بناها الأمير جوبان من قيادة الجنود المتغلبة فى سنة 724 فى الجهة القبلية من ذلك الرباط.
كان الأمير جوبان بنى لنفسه ضريحا فى هذه المدرسة إلا أنه لم ينل شرف الدفن فيه.
وكانت «دار الشباك» المنسوبة إلى شيخ الخدم المرحوم الحريرى فى جهة باب الرحمة.
وفى سنة 888 هـ اشتريت تلك الأماكن كلها من السلطان قايتباى وهدمت وبنيت فوق مساحتها المدرسة والرباطان المنسوبان للملك المذكور وسمى ذلك الرباط فيما بعد برباط السلطان وسميت المدرسة بالمحكمة، وكان قضاة المدينة المنورة إلى وقت قريب يقيمون فى هذه المدارس، ونقلت المحكمة فيما بعد ذلك إلى مكان آخر، كما أن المدرسة آلت إلى الخراب فيما بعد فجددها السلطان محمود خان العدلى فى صورة مكملة وأضاف إليها مكتبة وأسس دارا بين باب الرحمة والمدرسة المذكورة لإقامة تلك المدرسة، وزين المكتبة المذكورة بكتب نادرة ورسائل نفيسة لم تكن موجودة فى المدينة.
وبعد خمسين عاما أشرفت سواء أكانت المدرسة أو الدار المذكورة على الخراب فجددت من قبل نجله النجيل السلطان عبد العزيز خان فأضيفت إلى تلك المدرسة حجرات عديدة فى الطابق الأول والثانى تحت نظارة شيخ الحرم أمين باشا وهدمت كليا وبنيت على أن تكون مدرسة مرة أخرى فى سنة 1288 هـ.