الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاصة، كما جدد القباب الموجودة منفقا ما لا يحصى من النقود، وفرش فوق أسطح القباب الموجودة بقطع من الرخام المجلاة، وعنى بتزيينها، وجدد الخطوط التى فى داخل مسجد السعادة وخارجه وهى التى تحدد حدود الحجرة المعطرة وقطع رخام حرم السعادة عامة، وهكذا قام بخدمة عظيمة فإنه أسس أبنية المسجد النبوى الشريف المسعودة من جديد، وأسس فوق باب التوسل مكاتب وعدة مخازن أعلاه وأسفله فأصبح باب حرم السعادة فى غاية اللطف مؤخرا. رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
دخول السلطان عبد المجيد فى حجرة السعادة
يروى أصحاب الوقوف من أهالى المدينة ومهرة بنائى الحجارة الذين استخدموا فى عمليات تجديد قبة السعادة فى حق المرحوم المشار إليه حكايتين غريبتين ولكن لهما مغزى ويدعون أنهما غير قابلتين للتكذيب.
1 - الحكاية الأولى:
نقشت الطغراء الغالية التى أرسلت من إستانبول فوق قطعة رخام مجلاة وذهبت لتكون علامة واضحة على أن السلطان عبد المجيد قد جدد وعمر مبانى الحرم العالية وعقب ختام فروغ عمليات المبانى المقدسة تركت فى جهة ما على أن توضع فوق كمر باب مناسب من الأبواب مغطاة، وكان قد مر بعض الوقت من حينه، فجاء أحد المجذوبين الذى لم يتحدث فى حياته مع أحد فأشار بأن توضع الطغراء فى مكانها بعد أن كشف غطاءها، ولم يتأخر عن الإلحاح والإصرار قبل أن تلصق الطغراء المذكورة إلى مكانها وأخبر بالأمر موظفو الحكومة، وإذا فى ذلك اليوم كان السلطان عبد المجيد قد ارتحل إلى قصر سواحل الجنة وجلس مكانه أخوه عبد العزيز خان! وعلم بهذا بعد ذلك بخمسة وعشرين يوما.
وبما أننا لا نصدق مثل هذه الحكاية فضلا عن أننا لا نريد أن تأخذ هذه الواقعة مكانا فى عالم الوجود، فاستوضحنا الأمر من بعض الموظفين الذين كانوا فى مهمة تجديد تلك المبانى المقدسة فعرفنا أن الحقيقة كانت على الوجه الآتى: إن الطغراء التى حكّت مذهبة فوق قطعة الرخام وفى تاريخ إتمامها كانت أبنية حرم
السعادة وإنشاءاتها قد وصلت إلى ختامها إلا أنه ظلت بعض كتاباتها ولما أكملت هذه الكتابات فوق الرخام ونقوشها تركت فى مكان محفوظ بعد أن غطيت حتى توضع فى مكانها، وبعد فترة ما لم يبق فى الحرم الشريف محل فى حاجة إلى التجديد والتعمير ورفع رخام الطغراء من مكانه، فجاء بعض المسافرين من جانب مكة المعظمة وأتوا بخبر وفاة السلطان عبد المجيد خان فى صورة غير رسمية، إلا أن هذا الخبر لم يوثق به ولم يعتمد عليه، ومن هنا أخذ خطباء المسجد يذكرون فى خطبتهم يوم الجمعة اسم السلطان عبد المجيد ويدعون له وقالوا: لو كانت هذه الرواية صحيحة جاءتنا الأخبار من جانب الإمارة الهاشمية فى مكة المكرمة وكنا نؤمر بذكر اسم عبد العزيز خان وتلاوته وهذا لزوم شرعى، وكان لا بد أن يأتى الأمر السلطانى يشهد بجلوس السلطان عبد العزيز وكان ما قالوه معقولا.
وبما أن عمليات مبانى حرم السعادة أصبحت رهن الختام ولم يبق لقائل أن يقول: «فى هذا المكان قصور أو نقص» إذ أصبحت الروايات المتواترة أن من ينظر إلى المبانى العالية يراها ما زالت ناقصة ومن هنا كان يلزم تبديل الطغراء باسم السلطان الجديد، ولما كان هذا خلاف الواقع وضع البنّاءون رخامة الطغراء التى أعدت من قبل فى مكانها فوق باب السلام وبهذا بين أن عمارة المسجد الأخيرة قد تمت فى عهد السلطان عبد المجيد الملئ بالخيرات وبهذه الجرأة المقدرة ودلالتها بان أنه متصف بالاستقامة والنزاهة وقد عرض هذا الوضع اللائق على السلطان عبد العزيز فى صورة غير لائقة وأدى ذلك لغضب ذلك السلطان، إلا أن المنافقين الذين عرضوا ذلك الأمر على السلطان عن طريق الغمز واللمز قد ارتكبوا عن طريق الرياء المذموم ظلما كبيرا؛ لأن عمارة حرم السعادة قد تمت فى اليوم الأولى من ذى الحجة سنة 1277 هـ ووضعت طغراء عبد المجيد خان الغراء فوق باب السلام وعلى طاقه، وكان السلطان عبد العزيز قد جلس على عرش السلطنة يوم الثلاثاء السابع عشر من ذى الحجة من السنة المذكورة ويوجد تفاوت قدر ستة عشر يوما بين الحادثين، لو كان موظف مبانى السعادة امتنع عن وضع