الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منحوتة وبعد ست سنوات أصابت الصاعقة تلك المئذنة وخربت وأصبحت مأوى للبوم والغربان فهدمها حتى الأرض وجددها فى شكل منسق جميل بعد الاستئذان.
فى بيان عرض الخدمات والعبودية
من قبل السلاطين المشار إليهم إلى المسجد النبوى
أو شكت بعض جدران مسجد السعادة وقبة حجرة السعادة ومبانى مسجد قباء على الانهيار ومالت إلى الانهدام والسقوط حتى أصبحت الصلاة فى داخل الحرم النبوى الشريف خطرا، وبلغ الأمر إلى باب أصحاب القرار، ولما كان هدم حرم السعادة هدما كاملا غير مستساغ شرعيا طلب أن يسمح بهدم بعض الأماكن الآيلة إلى السقوط من المواقع الشريفة.
وقد وصل الطلب الذى أرسل من قبل سادات وأعيان المدينة باهرة السكينة فى خصوص الأمر المعروض فى الوقت الذى يعمر فيه سور المدينة المنورة فصدر الفرمان السلطانى إلى والى مصر أن يبلغ المكلفين بتعمير السور بهذا الأمر، وأن يعد الأدوات اللازمة والمبالغ الكافية والعمال ورؤساء العمال وأن يرسل سريعا إلى المدينة المنورة، وأرسل الأمر السلطانى بعد أن كتب فى قلم الديوان السلطانى إلى والى مصر، ولما كانت الإدارة السلطانية الهامة ومطالبها قد فصلت فى كشف خاص وعرف بها الوالى المذكور فهيأ والى مصر المهندسين والمعماريين ورؤساء العمال والبناءين والمبالغ الكافية وأرسل جميع المطالب برا وبحرا بكل احترام وتعظيم كما بعث رسالة إلى أمناء البناء بها تعليمات خاصة. وتفقد أمين البناء كافة المواقع مع السادات والأعيان بناء على ورود الأشياء اللازمة والتنبيهات التى وردت من والى مصر.
وشيد وأصلح داخل الحجرة المعطرة وخارجها كما سبق أن عرف فى بحث حجرة السعادة ثم هدم باب مسجد السعادة المشهور ب (باب السلام) وبنى مكانه بابا عظيما من الرخام المجلى يجذب الأنظار وذلك فى سنة 941 هـ.
وبعد هذا التعمير بست سنوات هدم ابتداء من الباب الذى يطلق عليه باب الرحمة إلى المئذنة الشكلية مع المئذنة والجدار الواقع فى الجهة الغربية وجدد كل هذه الأماكن فى صورة رصينة محكمة وذلك فى سنة 947 هـ،وبعد أن جدد هذا الجدار الشريف على الوجه المطلوب فهدم الجدار الشرقى الذى يمتد من باب النساء إلى آخر الحرم مع مئذنته وجدده.
وبنى قبة الشمع وبنى فوقها مكان خلوة عاليا كما أسس بجانب مئذنة الشكلية واتصالها دار خلوة أخرى فشيد تلك المئذنة من جديد على شكل مآذن بلاد الروم؛ وذلك فى سنة 948 هـ.
وبعد أن تغير شكل هذه المئذنة أصبح الأهالى يذكرون مئذنة الشكلية باسم المئذنة السليمانية
(1)
.
وبعد التعمير المذكور بست وعشرين سنة أخذت بعض أماكن الجدار الغربى لامعة الأنوار تخرب، فأمر السلطان سليمان-عليه رحمة الله المنان-بهدم الجدار الذى يمتد من باب الرحمة إلى آخر حرم السعادة وجدده كما جدد تلك الأماكن التى مالت للخراب وغير أعلام محراب النبى صلى الله عليه وسلم والمنبر النبوى والمآذن التى هى من شعائر الدين المصطفوى، وأضاف إلى قناديل وشمعدانات الروضة المطهرة والحجرة المطهرة كثيرا من القناديل والشمعدانات الأخرى، فأضاء مسجد السعادة كقلوب الموحدين، ثم اشترى بيوت الديار العشرة المشهورة وأسس رباطا خاصا بالفقراء والغرباء.
كما بنى عشرين رباطا أخرى غير هذا الرباط إلا أن كلها قد اندرس وزال؛ وخرج رباط الديار العشرة من شكل العمارة وجعل مكانه مخازن لوضع لوازم مسجد السعادة ودائرة خاصة لإدارة شيخ الحرم وسبيلا وحديقة جملية.
وليس إشراف رباط الديار العشر على الخراب حالة يؤسف عليها حالته هذه
(1)
يطلق على هذه المئذنة الآن العزيزية.