الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حق الصخرة التى قاومت الكسر انبثق فى كسرها معجزات غيبية كثيرة وفتوحات عظيمة.
وقد ظهرت تلك المعجزة أسفل الموقع الذى يطلق عليه ذباب أو بجانب جبل بنى عبيد. وكان فى موقع الصخرة التى كانت سببا فى ظهور المعجزة عبد الله بن عمرو بن عوف وسلمان ونعمان بن مقرن-رضى الله عنهم-فلم يوفقوا فى نقب أو شق تلك الصخرة فأوكلوا المسألة إلى النبى صلى الله عليه وسلم بوساطة حضرة سلمان فشرف النبى صلى الله عليه وسلم وحطم تلك الصخرة كما ذكر فى كتب السير مفصلا وهكذا أظهر معجزة الخندق العظيمة.
والموقع الذى حدثت فيه غزوة الأحزاب هو المكان الذى يستقر فيه الآن المساجد الأربعة على بعد نصف ساعة فى خارج المدينة. والموقع الذى يسمى الآن مسجد الفتح هو المكان الذى نصبت فيه الخيمة النبوية ونزلت فيه سورة الفتح بناء على قول.
والمساجد الثلاثة الأخرى يطلق على واحد منها مسجد أبى بكر الصديق وعلى الآخر مسجد على وعلى الثالث مسجد سلمان كما كتب فى الصورة الثالثة من الوجهة الثالثة.
وبناء على عقيدة أهل المدينة فإن ساحة تلك المساجد الثلاثة كانت المواقع التى نصب عليها المشار إليهم خيامهم. وبما أن مؤرخى المدينة لم ينقلوا أى قول بخصوص هذا الموضوع فنحن نتردد فى قبول ذلك وتصديقه. ولكنه لا شك أن مسجد الفتح قد أقيم على الساحة التى نصب عليها النبى صلى الله عليه وسلم خيمته.
خيبر:
بلد لا نظير لها من حيث وجود رياض وفيرة ومزارع وحصون كثيرة وهو ولاية كبيرة على بعد ثلاثة أيام من مدينة الرسول، وعلى يسار الذاهبين إلى المدينة من الشام. ويظن أن خيبر فى اللغة اليهودية بمعنى قلعة وبناء على ذلك يطلقون على قلاع الولاية المذكورة خيابر وهذا التعبير ليس وجه تسميتها بخيبر، لأن تسميتها بخيبر يعود إلى أن أخا الشخص الذى يدعى يثرب وهو خيبر بن قائنة بن مهليل بن أرم بن عبيل نزل فى أرض خيبر وأقام فيها، وأقام النبى صلى الله عليه وسلم
فترة غزوة خيبر ما يقرب من شهر أمام قلاع خيابر وفتح القلاع واحدة تلو الأخرى وسخرها.
ثم عاد بعدما أبقى سكنتها فى أماكنهم بشرط أن يعطوا نصف محاصيل خيبر المتنوعة لبيت المال وكان قد خطط لإجلاء يهود خيبر إلى البلاد الأخرى ونقلهم فقالوا: «يا رسول الله!! نحن نعرف طبيعة هذه الأراضى نرجوك أن تبقينا هنا» .
فأشفق النبى صلى الله عليه وسلم عليهم ورحمهم وأبقاهم فى أماكنهم على أن يكون نصف محاصيل المزارع لهم كأجور عمل ولم يقرهم على ملكية الأرض. أى على أن يجليهم إلى أماكن أخرى وقت ما شاء.
وبعد فترة وجد أخو عبد الله بن سهل مقتولا فى أرض خيبر وبناء على طلبه كتب النبى صلى الله عليه وسلم رسالة وأرسلها إلى يهود خيبر وكانت الرسالة تتضمن إعطاء دية عبد الله المقتول أو أن يستعدوا للحرب والقتال، إلا أن اليهود أقسموا بالله وبرءوا ذممهم من قتل عبد الله بن سهل وعلى هذا أعطى النبى صلى الله عليه وسلم من بيت المال مائة جمل وسوى مسألة الدية وبين أنه قد حان الوقت لإخراج غير المسلمين من جزيرة العرب بإخراج النصارى واليهود منها. ولأجل ذلك أجلى عمر بن الخطاب فى عهد خلافته اليهود من خيبر وأسكن مكانهم من يرغب من أهل الإيمان وآواهم، لأن مطهر بن رافع بينما كان عائدا من الشام مع عشرة من العبيد فى أيام خلافته اختار أن يبيت ليلة فى خيبر التى كانت على طريقه. إلا أن اليهود الملاعين ألّبوا عليه العبيد قائلين:«بينما أنتم عشرة أنفار كيف يذلكم هذا الرجل وتتحملون المشقات الجمة والمتاعب الكثيرة؟ أهذا من شأن العاقل؟! ونقول هذه الكلمات لأننا نرقّ لحالكم ونعطف عليكم. وإلا فما لنا؟! إذا أردتم أن تنجوا من الشقاء الأبدى، اقتلوا هذا الرجل بعد خروجكم من خيبر بهذا الخنجر الحاد ثم اهربوا كل واحد منكم إلى جهة ما» وبعد هذا التلقين أعطوا لهم الخنجر وقتل هؤلاء المجرمون بناء على تلقين اليهود مطهر بن رافع فى الطريق وعادوا إلى خيبر وأسرع اليهود بإعطائهم زاد طريقهم وإعادتهم إلى سواء الشام وعندما شاع هذا الخبر المؤلم وتردد صداه فى المدينة ذهب عبد الله بن عمر إلى خيبر ليسترد
أموال مطهر بن رافع المتروكة، وهجم أهل خيبر على عبد الله بن عمر ليلة ما على غفلة، ولأن ابن عمر نجا فى فترة ما وعاد إلى دار الخلافة إلى المدينة وأبلغ والده بما حدث؛ صعد حضرة عمر على المنبر دون تأخير وبين أن أهل خيبر قد تجرءوا على أذى عبد الله وقتل مطهر بن رافع وعبد الله بن سهل وتسببوا فى الخسارة وارتكبوا الفظائع وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى حق هؤلاء الملاعين «أقركم ما أقركم الله» وأنه قد وقت إجلاءهم من قطعة خيبر الفسيحة وأجبر المهاجرين والأنصار على تصديق قراره وقرر عمر لمردهم وعندما وصل ما قرره عمر بن الخطاب إلى خيبر جاء ابن أبى الحقيق إلى المدينة ومسح جبينه على تراب رجلى عمر بن الخطاب مهادنا ثم قال يا عمر، كيف تريد أن تنفينا وتجلينا من بلدنا وأنت تعرف أن محمدا صلى الله عليه وسلم أبقانا ووطننا فى بلدنا فما سبب ذلك؟ وأنت تريد أن تتصرف خلاف الإرادة النبوية؟ فاستجوبه على هذا النحو. فقال له عمر هل تظن أنى نسيت ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم فى حقكم عندما قال «تستطيعون أن تبقوا الآن فى دوركم ودياركم ولكن كيف سيكون حالكم عندما تخرجون من بيوتكم ودوركم؟!» فقال له إن ما صدر من أبى القاسم كان من قبيل الهزل ولم يكن جادا فى قوله، ولما رأى عمر بن الخطاب أنه يستخدم فى حق النبى صلى الله عليه وسلم لغة الاستهزاء والسخرية قال له:«يا عدو الله، قد افتريت فجميع أقوال النبى صلى الله عليه وسلم قول فصل وليس بهزل وبناء على هذا قد أهملتكم ثلاثة أيام ما عدا دخولكم وخروجكم!» .
وفى هذه المدة غادروا منطقة الحجاز من جزيرة العرب!!!
وعاد وقد تلقى هذه الإجابة وأعطى أمير المؤمنين سواء أكان أثمان أموال يهود خيبر أو نصارى نجران من فيافيهم كلهم إلى الممالك الأخرى ثم وزع أموالهم وأشياءهم بين الأصحاب.
والسبب الذى دعا سيدنا عمر بن الخطاب-رضى الله عنه-إلى الصعود على المنبر النبوى وترغيب الصحابة الكرام فى نفى يهود خيبر من بلادهم ووطنهم ما