الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلف المدينة فى الجهات الشرقية والشمالية حتى أوصله إلى الساحة الرملية لمسجد السعادة حيث الفسقية وألقى مقدارا من الماء لإدارة هذه الفسقية. وصنع مقسما وبنى فوقه عقدا وأنفق فى ذلك نقودا لا تعد ولا تحصى.
5 - مسير العين:
هذه العين تصبّ فى عين يطلق عليها عيون حمزة وهذا الماء أيضا ينفصل من مقسم عين الأزرق ويجرى إلى القرب من سور المدينة بالمجرى الذى فى الجهة الشمالية ويصل من هنا إلى الطرف الشرقى من ساحة حصن الأمير الرملية حيث يسكن أمير المدينة ومن هنا إلى المقسم الذى بجانب مشهد النفس الزكية، وتتحد بعد ذلك بمجارى العيون الأخرى وتصب فى الحوض الذى ينصب بجانبه حجاج الشام خيمهم. وإن أهالى المدينة يعتقدون أن الماء الذى يطلق عليه عيون حمزة قد أجرى من قبل حضرة معاوية-رضى الله عنه-إلا أن الماء الذى أجراه معاوية رضى الله عنه-قد خرب مجراه ونضب ماؤه. ومع هذا فالماء الذى جلبه يمر من الجهة الشامية من جبل سلع ويصب فى المقسم الذى بجانب مسجد الراية.
ويخرج من هناك ويمر من الجهة الغربية لمساجد الفتح ويتوجه إلى منهل الأمراء.
وبناء على ذلك فاعتقادات الأهالى فى هذا الخصوص كانت واهية والآن قد قضى على هذا الرأى وتبينت الحالة الحقيقية.
غريبة:
يروى عن جابر بن عبد الله أن معاوية-رضى الله عنه-أمر عامله فى المدينة بسرعة إجراء هذا الماء فأجابه قائلا لا يمكن إجراء هذا الماء ما لم يمر بقبور الشهداء فأمره بنبش قبور الشهداء ونقل أجسادهم إلى مكان آخر، وبناء عليه فتح العامل القبور ونقل أجسادهم عامة حتى إن قدم حمزة-رضى الله عنه-أصابها فاس فدميت.
6 - عين الوادى:
هذه العين بجانب ضريح حضرة حمزة-رضى الله عنه-ولكن ماءها انقطع
مع مرور الأيام. وبناء على قول بدر بن فرحون، أن الشهيد نور الدين هو الذى أجرى أولا هذا الماء وعمره بعد الخراب وأجراه الأمير ودى. وإن كان الماء الذى جلبه حضرة معاوية-رضى الله عنه-فى داخل هذا الوادى إلا أنه غاب تحت الرمل مع مرور الزمن وخربت مجارى الاثنين ولم يبق لهما اسم ولا أثر.
وما زالت خرابتهما ظاهرة للعيان.
كانت أسماء ومنابع المياه التى ذكرت إلى الآن فى الأوائل مختلفة. ثم جمعت كلها وأوصلت إلى المقسم الذى صنعه مروان بن الحكم. ثم وزعت على مناهل محلات دار الهجرة. فأصبح اسمها كلها عين الزرقاء ولا يوجد فى المدينة المنورة ماء غير عين الزرقاء كان اسم عين الزرقاء القديم عين أزرق لأن مروان بن الحكم الذى جلب هذا الماء أزرق العينين وصادف ظهور هذا الماء لوقت ولايته؛ لذا أسموا الماء علين الأزرق وتسمية هذا الماء بهذا الاسم لا بأس به من قبيل تسميته الشئ باسم موجده.
وإن كان أهل المدينة قد حلّت مشكلة الماء بالنسبة لهم بعد أن جمعت المياه كلها فى عين واحدة هى عين الزرقاء إلا أن طرف عين الزرقاء لم تعمر لمدة طويلة وملأت السيول مجرى الماء بالرمال وخربته، فأصبح الناس بدون ماء مرة أخرى. وبناء عليه احتاج أهل المدينة لتضحيات كثيرة لجلب الماء من وادى العقيق.
وعرض الأمر على السلطان سليمان فالتزم السلطان جانب إراحة أهالى المدينة بأى صورة كانت.
صدر الأمر السلطانى بذلك فعمرت طرق عين الزرقاء تعميرا جيدا وعمق مجراها القديم وطهر وهكذا أنقذ أهل المدينة من خطورة قلة الماء فى سنة (932 هـ) ولكن السيول المفزعة التى تظهر من حين لآخر والتى توقع أهالى الحرمين فى بحار الاضطراب خربت مرة أخرى مجرى عين الزرقاء فاشترى السلطان مراد خان فى سنة 990 بئر غربال التى تزيد على عين الزرقاء بعشرة
أمثال وضمها إليها كما أن المهندس سليمان بك الذى أمر من قبل السلطان مصطفى بن السلطان محمد خان بتعمير مسجد السعادة فى سنة (1111) اشترى بئر العقد بأمر من السلطان وضمها لعين الزرقاء وطهر مجرى عين الزرقاء إلى وادى جرف. كما أن أمير الإسطبلات السلطانية مصطفى أغا عمر طرق المياه فى صورة منتظمة وذلك فى عهد السلطان مصطفى بن السلطان أحمد خان. وقد عرض أمر سكان المدينة الذين لن يتحملوا لمدة طويلة شح الماء على السلطان عبد المجيد، ولما كان كل أمل السلطان ألا يتعرض أهل الحرمين الشريفين لأية مضايقة، فأمر بتطهير المجرى المذكور فى صورة كاملة.
ورصد لهذا الخصوص مبالغ طائلة وعين الموظفين المخصوصين وأرسلهم إلى المدينة. ولما وصل هؤلاء الموظفون إلى المدينة المنورة عاينوا وتفقدوا مع السادات والأعيان مجرى العين وقرروا البدء فى تطهيرها من جهة بئر خاتم، ولما كان فى هذه الجهة خمس عشرة حديقة فإذا ما طهر المجرى من هذه الجهة بناء على رأى سادات المدينة وأعيانها كان الأمر يقتضى قطع ما يقرب من مائة نخلة كثيرة الثمار وسيؤدى ذلك إلى خراب الحدائق وينتج عنه انقطاع الماء ما يقرب من ستة أشهر، وهذا سيزعج الأهالى ويضرهم، وعلى ذلك اعترض الموظفون على هذا الرأى واستصوبوا أن تتخذ بئر المرحوم على أغا الطويل وحفر مجرى جديدا بحيث لا يضر ذلك أحدا.
وأقنعوا بهذا الرأى عامة الأهالى وقرروا على أن يبدءوا فى الحفر بناء على النهج.
وهكذا أصبحت بئر على أغا الطويل المنبع الجديد لعين الزرقاء وكانت البئر داخل بستان يسمى عذق وتحت قبة خاصة.
وبناء على القرار المشروح شرع فى حفر المجرى يوم السبت السادس من ربيع الأول سنة 1262 من بئر المرحوم عثمان أغا ووحدوا المجرى الذى حفروه ببئر خاتم التى فى بستان محمد باشا ومياه بئر الغربال التى فى داخل الرباط الذى أمام
مسجد قباء وبمياه بئر أهل القلعة وفتحوا طريقا فى غاية الوسع والعمق. وكانت فى طريق المجرى الجديد بعض أشجار النخيل فلم تقطع ولم تقع فحفروا تحتها بعض الأنفاق وبنيت عليها عقود رصينة ومتينة.
ووسع المجرى القديم الذى كان فى غاية الضيق قدر مرور شخصين أو ثلاثة بجانب بعض وصنعت على غاية من المتانة وأنهى العمل بدون أن يتضرر إنسان.
فرطب جميع أهل المدينة ألسنتهم بالدعاء لوالد الخليفة كثير المحامد. وكانت المنافذ فى المجرى القديم لدخول المارين وخروجهم أقل مما يحتاج إليه، ولما ثبت أن هذا كان سببا من أسباب خراب المجرى فأضاف الموظفون عشرة منافذ من بئر على أغا إلى البركة فبلغ عدد المنافذ إلى مائتين وعشرة ويطلق بين الأهالى على هذه المنافذ قصية ولكى لا يمتلئ المجرى بالرمال التى تجلبها السيول أحاطوا كل منفذ بجدار فى ارتفاع ذراع معمارى على طراز حافة البئر.
وفى المدينة غير مجرى عين الزرقاء مجرى آخر لرى البساتين بالماء، ولما كان هذا المجرى أيضا بالغ الأهمية فقد طهر وعمق على القدر المطلوب.
وطول مجرى الماء العذب من بئر على أغا إلى باب القلعة 505 ذراع معمارى ومن باب القلعة إلى مشرع البركة 5857 ذراع معمارى وطول مجرى الماء العذب الذى تسقى منه محلة الأغوات من البركة 939 ذراع ومجرى الماء المر 933 وطول مجرى الماء العذب من المناخة إلى باب السلام 590 ذراع وطول مجرى الماء المر 700 ذراع والمجرى المستقيم من مشرع البركة إلى المنبع القديم 7229 ذراع والمقنطرات لتقسيم المياه إلى الميلة الخالية من العمارة 600 ذراع. وطول المجرى المحفور عامة 23123 ذراع و 729 ذراع من هذا المجرى الطويل حفر لسقى المساجد والآثار والمدارس.
والمجرى الذى ذكر طوله يحتوى على 36 بركة وعينا وسبيلا عشرة منها فى مجرى محلة الأغوات. وأربعة منها فى مجرى باب السلام. واثنتان منها فى مجرى المناخة، واثنتان فى مجرى القلعة، وثلاث منها فى مجرى سيدنا على العرضى والباقى بالقرب من بركة مشرع.
وجعلوا السبل الموجودة فى المناخة وسبل أخرى فى القلعة خاصة من أجل النساء والمياه الزائدة التى تبقى من هذه السبل تجرى ناحية وادى جرف لرى حدائق النخيل التى فى تلك الجهات.
الأسبلة: فى المدينة ثمانية عشر سبيلا إضافة إلى مناهل عين الزرقاء، وهى التى صنعها أصحاب البر والخيرات وهذه مواقع تلك الأسبلة:
1 -
سبيل فى المناخة فى شارع العنبرية
2 -
سبيل بالقرب من منزل أمير آلاى أحمد بك
3 -
بجانب منزل سيد جعفر
4 -
بجانب مسجد مصلى
(1)
5 -
بجانب مصلى الإمام المشروطة.
6 -
بجانب مركز شرطة الخالدية.
7 -
بجانب الباب المصرى
(2)
8 -
بجانب مركز شرطة باب الصغير
9 -
بجانب منزل ذى النون أغا
10 -
بجانب بيت الخليفى
11 -
بجانب وكالة الشريف شدقمى
12 -
بجانب الباب الشامى
13 -
فى حارة حرازى
14 -
تحت ميقاتى باب السلام
15 -
فى ديار عشرة
16 -
بجانب رباط العجم
(3)
17 -
بجوار زاوية سمان
(1)
هذا السبيل من أوقاف سليم أفندى الذى كان من رجال السلطان عبد المجيد.
(2)
وقف الأميرة عادلة.
(3)
من أوقاف الشهيد نور الدين.