الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا أن الأمر السلطانى قد صدر بأن يصلى فى محراب النبى الإمام الشافعى وفى اليوم الآخر الإمام الحنفى أخذ أئمة المذهب الحنفى والشافعى يؤدون الصلاة مناوبة فى المحراب النبوى ما يقرب من 269 سنة، ولما ذهب والى مصر محمد على باشا إلى المدينة المنورة بعد واقعة الوهابية فى سنة 1229 هـ بقصد زيارة الحجرة المعطرة وضع نظام أن يؤدى كل من أئمة المذهبين كل يوم الصلاة فى المحراب النبوى، وما زال هذا النظام جاريا، فيصلى الإمام الشافعى صلوات الصباح قبل الإمام الحنفى ويصلى الإمام الحنفى صلوات الأوقات الأخرى قبل الإمام الشافعى، ولكن فى أيام مواسم الحج يصلى الإمام الحنفى فى المحراب العثمانى ويصلى الإمام الشافعى فى المحراب النبوى بعدما يتم الإمام الحنفى صلاته.
وهذا النظام خاص بمواسم الحج، ويصلى الإمامان صلوات التراويح فى وقت واحد.
صورة ظهور المذهب الحنفى وزمان ظهوره:
بعد أن نقل ابن فرحون فى هذا الخصوص أقوالا كثيرة، قال:«كان سكان المدينة المنورة إلى عصر شمس الدين العجمى يعتنقون مذهبين المالكى والشافعى» .
وعندما هاجر شمس الدين أفندى إلى المدينة شجع بعض علماء المذهب الشافعى على الاشتغال بمسائل المذهب الحنفى، وكان هؤلاء العلماء قد دققوا النتائج الأساسية لذلك المذاهب، وأخذ علماء المذهب المذكور يتكاثرون أخذوا يتفقهون وأصبحوا أئمة زمانهم من هنا أخذ الأهالى يستفيدون من علومهم ويستفتونهم ومن ذلك الوقت أخذ المذهب الحنفى ينتشر فى المدينة المنورة سنة 723 هـ.
إن المحراب السليمانى يقع-بناء على تعريف مؤلف «الجواهر الثمينة» من مؤرخى المدينة المنورة-فى الجهة اليمنى من محراب النبى صلى الله عليه وسلم وعلى يسار منبر السعادة وبجانب العمود الثالث ابتداء من المنبر الشريف، وفى نهاية الطرف
الغربى لما أضافه عمر بن الخطاب، وقد بنى ذلك المحراب كما ذكر آنفا السلطان سليمان بن السلطان سليم فى سنة 958 هـ وخصه بأئمة المذهب الحنفى والمالكى، وعرف بالمحراب السليمانى ا. هـ.
(1)
وكان أئمة الحنفية لا يؤمون الناس إلى سنة 858 هـ فى مسجد السعادة وكانت مهمة القضاء والإفتاء منحصرتين فى علماء المذهب والمالكى.
وفى عام 865 هـ بناء على طلبات ملوك مصر وضع نظام أن يصلى أئمة الشافعية صلاة الصبح قبل المالكية وأن يصلى أئمة المالكية مع جماعتهم الكبرى الصلوات الأخرى قبل الشافعية.
وكان من عادة النبى صلى الله عليه وسلم كلما شرف مسجد قباء بزيارته أن يمر بدار أم حرام
(2)
زوجة عبادة بن الصامت وكان لا يجيد عن هذه العادة ذات الحكمة النبوية.
ويروى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يشرف دار سعد بن خيثمة فى قرية قباء وكانت دار حضرة سعد فى ذلك الوقت فى الركن الغربى لجدار المسجد القبلى. وفى وقتنا هذا فموقع مسجد على فوق ساحة هذا المنزل الذى لا نظير له. وكان سعد بن خيثمة يؤدى صلاته طول عمره فى ذلك المكان المبارك. وبناء على قول ابن شيبة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان من عادته أن يستريح مضجعا فى دار سعد ويجدد وضوءه ومن هنا كان سعد بن خيثمة يؤدى صلاته فى المكان الذى كان يضطجع فيه النبى إلى أن توفى.
وكان قصر كلثوم بن هدم الساحر خلف الجدار القبلى لمسجد قباء. وقد شرف
(1)
يلزم أن يكون هذا الطريق فى زماننا فى مواجهة محل يسمى سويقة فى الطريق القبلى لسور حصن المدينة.
(2)
لما كان هذا المنزل فى داخل منازل بنى سالم الكائنة فى الجهة الغربية من مسجد الجمعة ومن هنا يتضح ويثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم كلما كان يشرف مسجد قباء يمر من جهة مسجد الجمعة.
والخبر صحيح كما جاء فى صحيح البخارى وغيره. انظر: الإصابة 222/ 8 - 223.