الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مناجاة وقصيدة .. ودعاء
هلم أيها القلب ليتفتح بعين الشهود قلبنا والعينان ..
حسبنا عمانا بدل ما لم وما كان ..
على هواها نفسنا تابعنا ..
وفى طريق من النجاد والوهاد أبلينا قدمنا ..
ما هذه المتاهة التى نسلكها من طمعنا؟
وأى جدوى لما يقلقنا؟
لقد حفيت كذلك فى الرغبة قدمنا ..
ليت شعرى ما جدوى هذا من صنيعنا؟!
عمرنا يومان ونحن على أهبة الرحيل ..
فعجبا لفكرنا فى البقاء الطويل ..
إذا لم تبلغ بك القدس قدماك ..
فأنت حبيس وجود فى دنياك ..
ليكن وضوءنا دمع الندم.
ولنعفر جبين الدعاء على ما للسجود من قدم ..
لنذب سويداء قلبنا ..
ونجعلها دما فى دمعنا ..
حسان هو أنا جعلن فى حريم قلبنا ..
مذبلة الوثنين وسومنات الهند لنا ..
فى قيد ما سوى الله اختلج طائر قلبنا ..
وفى جعالة أخرى تردى هوى نفسنا ..
أى خلاص يحتمل لنا ..
مادامت رغائبنا قيودا لنا ..
إن طول الأمل فى قلبى خيال ..
وفى رأسى أغلوطة المال ..
يستوى فى أذن الروح فى حيرتها.
نواح النائح وما للأوتار من نغمتها ..
إن فى دار الفتنة هذه إنما كان حرصى على عمرى. يزيد ويزيد.
من طبع جبلت عليه عنيد ..
ما بالك أيها الغافل الغر ..
إن مثل هذا الفكر الفاسد من الفتنة يكثر ..
ما جدواك من خسة طبعك ..
لما كانت عبادة هواك من عبادتك ..
لقد خدعت فلا تؤمل السراب ..
إنما مسح أهل الجاه ناصيتهم بالتراب ..
أطلب من الله ما لديك من مأمول ..
فاللعرش الأعظم منه حسن القبول ..
تقدم بكل ما أنت تريد ..
إلى ما يحبه الله المجيد ..
ذلك الذى يقتعد من الفلك السرير ..
وله من الملائكة جند كثير ..
المقيم فى خيمة الجبروت وله كلام الكليم.
ونديم محبة الله العظيم ..
من نال شرف منزلة هى مقام القرب.
ومن نال ذروة العلياء باللقب.
خاتم النبوة وأميرها ..
ومن هو يوم القيامة للشفاعة لبشيرها ..
ملاذ للأمم وموئل ..
ومن يوم الحشر يؤمل ..
طه يزين المنبر وهو خطيب ..
وصاحب الوحى المقرب الحبيب ..
مآل الناسوت والجوهر
وعلة هذا الخلق التى لا تنكر
النبى الأكرم محمد المحمود
كريم الذات وصفوة هذا الوجود
من شرف بالرسالة مطلق الذات
جاء تلك الدنيا بالهدى
وما امتلك قط مالا لبدا
حمى الوطيس فى غزواته
وكل من خالفوه من عصاته
وبلطفه لا ينال المسيئ بسوء
وكأى من مذنب بذنبه ينوء
أى جدوى لوفرة حسناته
ما دمت لا تحظى بمرضاته
يا حبذا كرمه ومنه القطرة ..
تخمد من نار جهنم كل شررة
لو كان الناموس الأكبر عن عتبته طريدا
كان عن باب القرب مردودا
لو تعلق بذيل شفاعته الشيطان.
دخل من الرحمة فى إيوان
إن هذه الدنيا لمن تردوا فى الحجيم ..
ومن ساروا فى خطى الشيطان الرجيم ..
هذه الدنيا للجنة والناس
والمنتبهون من غفلتهم .. فجرت الدموع مدرارا من مقلتهم
فى ذلك اليوم الذى فيه الجبار العنيد .. يعرف النار ذات الوقود
فى ذلك اليوم الذى عاتقه تحت الأمان ناء .. إن يوم أدار الأمانة جاد
وتضيف منته ضعفا شديدا .. فيشبه فى جموده جلمودا
أدرك يا رسول الله هذه الأمة أدركها .. قبل أن يوضع قيد النار فى عنقها
نج هذه الأمة من البلاء وكن لها مجير .. قبل أن تتحرق فى السعير
وخذ بيد العالمين من نار وحجارة هم فيها من المتمردين
وكن الشفيع للخلائق يوم الجزاء .. وهم من عذاب النار فى أشد بلاء
أدرك فى ذلك اليوم العالمين .. فى جهنم صاعدين هابطين
وفى أنامل كرمك لى أمل .. فحل بها ما تعقد لى فى سمطى العمل
ولنبك قليلا ونتضرع .. فباب اللطف هذا الأهل مؤهل الفقر يقرع
بحقه وهو الغفار ذو الجود.
والمهيمن المعبود
إنه الأوحد فى هذا الوجود كريم الصفات .. حى ودود
باسمه وهو ذو الغفران .. الذى يأله إليه الإنس والجان
برمز آية قاف وبحكمة حم .. لسورة هود وسر نون العظيم
وبفضل من يعتكفون الأربعين .. يضعف الدخان وقوة الصخر الرصين
بقصة الكهف العجيبة .. وقصة الأخدود الرهيبة
بانقياد الذبيح وبموضع ثراه .. بنار النمرود للخليل وبلواه
بأصحاب الرس وخسفهم .. وبعقابهم وأحجارهم
بعز ملك سليمان والخيل المطهمات .. باستماع الطير وما لداود من نغمات بشدة الهموم .. وبما لا ينتهى من غموم
بيأس مسار الفراق وأمل صبح التلاق .. بصد الدلال بعد رغبة الوصال