الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضنا، شفاء لمريضنا، بإذن ربنا»،ثم يشرب كل واحد منكم من هذا الماء، ففعلوا مثل ما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجوا من مرضهم، إن هذا الحديث يكفى للدلالة على أن تراب المدينة شفاء محض.
فائدة
كان قريبا من حديقة «مدشونية» حفرة، وكان أهل المدينة يأخذون من هذه الحفرة قليلا من التراب وكانوا يسقونه لمرضى الحمى كما ذكر فى الحديث الشريف، قال ابن النجار: إننى قد رأيت تلك الحفرة، وما زال الناس يأخذون ترابها ويرسلونه إلى أطراف البلاد بأمل الشفاء، ويروون أن من يتداوى به يشفون من أمراضهم، وقد استعملته بنفسى.
وقال الإمام السمهودى: «إن الحفرة المذكورة ما زالت فى زمنه وإن الناس يأخذون من ترابها ويرسلونه إلى بلاد بعيدة، كما أن علماء السلف قد أروا تلك الحفرة لتلاميذهم فاكتسبوا الشفاء باستعماله وكثيرون من الصالحين استعملوه وشفوا» .
ثم قال: إننى تأكدت من صحة ما يقال باستعماله شخصيا «ثم أضاف: كان أحد أقاربى تعرض لمرض الحمى ولم يستطع أن يتخلص منها مدة عام كامل، فأخذت مقدارا من التراب وضعته فى ماء كما سبق توضيحه وسقيته بعد التفل، قد شفى المريض فى ذلك اليوم وقام على رجليه» وبكلامه هذا أكد رواية ابن النجار وصدقها.
ويبتدر بعض الناس الآن غسل المريض بالحمى بأخذ تراب من حفرة ما معتقدين أنها تلك الحفرة المذكورة ويخلطونه بمقدار من الماء ولكن الأولى أن يستخدم وفقا للرواية التى سبق ذكرها آنفا، ثم الاغتسال بعد ذلك حتى يشفى وفق مفهوم الحديث سالف الذكر، والله الشافى.
أنا المؤلف لم أوفق فى زيارة حفرة المدشونية، ولكننى رأيت بعض الناس يأخذون تراب تلك الحفرة وبعد التخمير يمهرونه بمهر خاص بتراب بتراب خاص ويوزعونه على الحجاج مقابل عطاياهم، إنه تراب مائل إلى اللون الأبيض، وإذا
ما نظر إلى شفاء الذين يستعملون ذلك التراب بعد التخمير يمكن الحكم بأنه مأخوذ من حفرة «المدشونية» التى عرفها الإمام السمهودى.
المدشونية: اسم بستان جميل يقع فى جهة المدينة المنورة من البساتين التى يطلق عليها العوالى، وفى داخل هذ البستان الجميل عدة حفر قديمة ومع خلو هذا البستان من سور يحميه فاللصوص لا يستطيعون أن يصلوا إلى محاصيله ويسرقوها، مع أن البساتين المحاطة بالأسوار وفى داخلها عدة حراس تنقذ محاصيلها من البلح بصعوبة كبيرة، وعلى هذا يمكن أن يعد عدم دخول اللصوص فى بستان المدشونية من جملة خصائصه. انتهى.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم كلما أحضر له مريض أو مجروح يتلو الدعاء سالف الذكر ثم يأخذ من الأرض قليلا من الغبار بأصابعه المباركة ويمسح به المريض؛ جاءه يوما مريض يشتكى من جرح رجله وعرض عليه أنه لا يستطيع أن يتحمل الأوجاع فما كان من النبى صلى الله عليه وسلم مداوى جروح أمته إلا أن رفع قطعة الحصير التى كان يجلس عليها وأخذ قليلا من الغبار بسبابته
(1)
المباركة ومزجه بريقه السعيد ثم قال: «بسم الله ريق بعضنا يشفى سقيمنا» ثم مس به جرح الجريح، وبناء على ما نقله من كان فى مجلس النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك اليوم قد التئم جرح المجروح وعوفى من علته وعاد سالما معافى.
كما أن بلح المدينة يفيد من شفاء بعض العلل والأمراض، إذ ترى مرضى البلدة الطاهرة يشفون بتناول سبعة أعداد من العجوة صباحا فى سبعة أيام، وإذا ما سئل عن سبب يشفون يقولون: «إن الصديقة-رضى الله عنها-نبهت المصابين بعلة
(2)
«الدوام والدوار» يأكل فى كل صباح سبعة تمرات وينقل عن سعد بن أبى وقاص أنه قال: «قد مرضت فى فترة ما وشرفنى إذ ذاك طبيب مرضى القلوب من أمته-رضى الله عنه-فى منزلى ووضع يده السعيدة بين نهدى وطيب خاطرى بلفتة كريمة تساوى الدنيا بما فيها قائلا «إنك رجل شجاع»
(1)
يطلق السبابة على إصبع الشهادة.
(2)
دوام دوار: يعنى الصداع المزمن يقال للصداع المزمن فى الاصطلاح الطبى دوار الرأس.