الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأَخُوها: صاحِبُها؛ وتَفَرَّعَنِي: عَلاني بنَصْلِ السَّيْفِ غَيْرَ مُقْتَصِدٍ. وقال الجُمَحِيُّ: الوَجْعاءُ: ثُمالَةُ من الأَزْدِ.
* * *
(ود ع)
ابنُ بُزُرْجَ: وَدَعْتُ الثَّوْبَ بالثَّوْبِ، وأنا أَدَعُهُ، أي صُنْتُهُ.
ورَوَى شمرٌ عن مُحارِبٍ: وَدَعْتُ فُلانًا وَدْعًا، من وَداعِ السَّلامِ.
والوَدْعُ: القَبْرُ، أو الحَظِيرَةُ تُجْعَلُ حَوْلَ القَبْرِ.
ومَوْدُوعٌ: فَرَسُ هَرِمِ بنِ ضَمْضَمٍ المُرِّيِّ.
وقد سَمَّوْا: وادِعًا، ومَوْدُوعًا، ووَداعًا، ووَداعَةَ، ووَدْعانَ.
وبَنُو وادِعَةَ: بَطْنٌ من هَمْدانَ.
وبَنُو وَداعَةَ بن عَمْرٍو: من بَني جُشَمَ.
وأما قول عَدِيٍّ:
كَلَّا يَمِينًا بذاتِ الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ
…
فِيكُم وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزَّارا
فقال ابنُ الكلبيّ: يُرِيدُ بذاتِ الوَدْع سَفِينَةَ نُوحٍ صَلَواتُ اللهِ عليه، يَحْلِفُ بها؛ وقال أبو نَصْرٍ: ذاتُ الوَدْعِ: مَكَّةُ حَرَسَها الله تَعالى، لأنه كان يُعَلَّق عليها في سُتُورِها الوَدْعُ. ويُقالُ: أراد بذاتِ الوَدْعِ الأَوْثانَ.
وفَرَسٌ وَدِيعٌ ومُودَعٌ، من الدَّعَةِ، قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يَصِفُ ناقَةً:
قاظَتْ أُثالَ إلى المَلَا وتَرَبَّعَتْ
…
بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ
والوَدِيعُ أيضًا: العَهْدُ، وهو اسمٌ من المُوَادَعَةِ. ومنه ما جاءَ في حَديثِ طَهْفَةَ بنِ أبي زُهَيْرٍ النَّهْدِيِّ في كِتابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:" لَكُمْ يا بَني نَهْدٍ وَدائعُ الشِّرْكِ ووَضائِعُ المِلْكِ ". وَضائعُ المِلْكِ: ما وُضِعَ عَلَيْهِمْ في مِلْكِهِم من الزَّكَواتِ.
وقال أبو عَمْرٍو: الوَدِيعُ: المَقْبَرَةُ.
والتُّدْعَةُ بالضم، والتُّدَعَةُ مِثال هُمَزَةٍ، والوَداعَةُ بالفَتْح: الدَّعَةُ.
والمِيداعَةُ: الثَّوْبُ المُبْتَذَلُ، مثلُ المِيدَعِ والمِيدَعَةِ.
ويُقال: ما لَهُ مِيدَعٌ، أي ما لَهُ مَنْ يَكْفِيه العَمَلَ فيَدَعُهُ، أي يَصُونُهُ عنه، أنشد أبو عَدْنانَ:
في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أرْبَعُ
مُبْتَذَلاتٌ ما لَهُنَّ مِيدَعُ
أي ما لَهُنَّ مَنْ يَكْفِيهنَّ العَمَلَ فيَدَعُهُنّ، أي يَصُونُهُنَّ عن العَمَلِ.
وقال اللِّحيانيّ: كَلامٌ مِيدَعٌ: إذا كانَ يُخْزَنُ؛ وذلك إذا كان كَلامًا يُحْتَشَمُ منْه ولا يُسْتَحْسَنُ.
واتَّدَعَ: إذا تَقارَّ.
وقولُه تَعالى: (فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ) أي مُسْتَوْدَعٌ في الصُّلْبِ، وقيل: في الثَّرَى.
والمُسْتَوْدَعُ في قول العَبّاس بن عبد المُطَّلِبِ، رضي الله عنه، يمدحُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم:
مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي
…
مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ
المَكانُ الّذي جُعِلَ فيه آدَمُ وحَوّاءُ عليهما السلام من الجَنَّةِ واسْتُودِعاهُ. وقوله: يُخْصَف الوَرَقُ، عَنَى به قولَه تَعالى:(وطَفِقَا يَخْصِفانِ عَليْهِما مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ).
ويقال: تُوُدِّعَ مِنِّي، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه، أي سُلِّمَ عَلَيَّ.
وأمّا حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " إذا لَمْ يُنْكِرِ الناسُ المُنْكَرَ فقَدْ تُوُدِّعَ مِنهم "، فمعناه: استُرِيحَ منهم، وخُذِلُوا وخُلِّيَ بَيْنهم وبَيْنَ ما يَرْتَكِبُون من المَعاصِي، وهو من المَجازِ؛ لأنَّ المُعْتَنِي بإصْلاح شَأْنِ الرَّجُلِ إذا أَيِسَ من إصْلاحِه تَرَكَه ونَفَضَ يَدَهُ منه، واسْتَرَاحَ مِنْ مُعاناة النَّصَبِ في اسْتِصْلاحِهِ. ويجوز أنْ يكونَ من قَوْلهم: تَوَدَّعْتُ الشيءَ، أي صُنْتُه في مِيدَع. قال الراعي:
ثَناءٌ تُشْرِق الأحْسابُ مِنْه
…
به نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا
أيْ: فقد صارُوا بحَيْثُ يُتَحَفَّظُ منهم ويُتَصَوَّنُ، كما يُتَوَقَّى شِرارُ الناسِ.
وتَوَدَّعَ فلانٌ فلانًا: إذا ابْتَذَلَه في حاجَتِهِ، فكَأَنَّه مِن الأضْدادِ.