الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* قلتُ: ومن تدبر ما مرَّ ذكره، وما يأتي يلوح له شذوذُ رواية أبي عاصم النبيل مع ثقته ونبله وجلالته. والله أعلم.
* والغريب أن الحافظ ابن حجر لم يتعرض للجواب عن هذا الحديث، في موضعه من "الفتح"، ولا في موضعه من المقدمة، فصل الأحاديث المنتقدة في "الصحيح"!! التسلية / رقم 74
. . . . . أبو عامر الخزاز = صالح بن رستم
4858 - أبو عبد الرحمن الأذرميّ:
عبد الله بن محمَّد بن إسحاق الجزري [عن محمَّد بن خازم، وعنه أبو بكر بنُ أبي داود] أحدُ شيوخ النسائيّ، وأبي داود، وهو ثقة. كتاب البعث / 88 ح 47
4859 - أبو عبد الرحمن الحُبُلِّي:
هوعبد الله بن يزيد المعافري [عن عبد الله ابن عَمرو رضي الله عنهما؛ وعنه حيى بنُ عبد الله المعافري]
* ما احتج به البخاريُّ في "الصحيح". كتاب البعث / 129 ح 74؛ فإنَّ عبد الله ابن عياش وأباه وأبا عبد الرحمن الحبلي ما احتج بهم البخاريُّ، ولم يخرج لهم شيئًا في "صحيحه". . التسلية / رقم 15
* أبو عبد الرحمن الحبلي: قال الحاكِمُ: "صحيحٌ على شرط الشَّيخين"، ووافقَهُ الذَّهبيُّ. وليس كما قالا، والصَّوابُ أنَّه على شرط مُسلِمٍ؛ فهذه التَّرجمة:"سعيد بن أبي أيُّوب، عن عيَّاش بن عبَّاسٍ، عن أبي عبد الرَّحمن الحُبُلِيِّ"، لَم يُخرِّجها البُخاريُّ، ولم يَروِ البُخاريُّ شيئًا لعيَّاش بن عبَّاسٍ. الفتاوى الحديثية / ج 2/ رقم 134/ شوال / 1418، مجلة التوحيد / شوال / 1418
4860 - أبو عبد الرحمن السُّلَمي: [
عبد الله بنُ حبيب بن رُبَيْعَةَ، الكوفي المقريء]
* لكن قال البوصيري في "الزوائد"(1/ 310): وقيل: إن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع من ابن مسعود.
* قلتُ: وهذا القول خطأ من قائله، وقد دللت على ذلك في تخريج حديث:"خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" ولله الحمد.
* ويكفي الآن قول البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 3/ 73)، وفي "الصغير" (1/ 201): سمع عليًّا وعثمان وابن مسعودٍ.
* والبخاريُّ حجةٌ في هذا الباب. والله أعلم. تفسير ابن كثير ج 1/ 405
[بحث سماع أبي عبد الرحمن السلمي من عثمان وعليّ وابن مسعود رضي الله عنهم]
[حديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"]
* أما قول شعبة: "لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان" فقد روى هذه المقالة عنه يحيى بنُ معين في "تاريخه"(4/ 67)، ومن طريقه الهيثم بنُ كليب في "المسند"(ق 83/ 2) فلا شك في غلط هذا القول، فقد ولد أبو عبد الرحمن السلمي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض على عثمان وعليٍّ وابن مسعود، كما قال أبو عَمرو الدَّاني.
* وقد وقع في رواية شعبة: قال سعد بنُ عبيدة: أقرأَ أبو عبد الرحمن خلافة عثمان إلى أن توفي في إمرة الحجاج"، وما بين آخر خلافة عثمان إلى أول ولاية الحجاج العراق: ثمانٍ وثلاثون سنة، وكانت مدةُ إقراء أبي عبد الرحمن السلمي أربعين سنة كما أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 563)، وأحمد في "الزهد" (366)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 192)، قالا: حدثنا يحيى بن آدم، حدثني عبد الرحمن بن حميدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: أقرأَ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنةً" فعلى هذا يكون بدءُ الإقراء في السنتين الأخيرتين من خلافة عثمان، ولا يتصدى للإقراء -في العادة- إلا من هو في
سنِّ متقدمة، لا سيما مع وجود الكبار من الصحابة، فلقاؤه لعثمان ثابتٌ لا ريب فيه.
* ولذلك قال الذهبيُّ في "معرفة القراء الكبار"(1/ 54) بعد ذكر قول شعبة: "لم يتابع شعبة على هذا" كذا قال! وقد تابعه يحيى بن معين في رواية ابن أبي داود عنه، كما قال الحافظ في "الفتح"(9/ 75).
* وقال ابنُ حبان في "الثقات"(9/ 5): "وزعم شعبةُ أنَّ أبا عبد الرحمن السلميَّ لم يسمع من عثمان، ولا من عبد الله، وسمع عليًا" اهـ. فكأنه ينكر عليه.
* [حاشية في الأصل، هكذا: ونقول هنا ما قاله الذهبيُّ في "الميزان" (4/ 296 (تعليقًا على تضعيف شعبة لهشام بن حسّان، قال: "هذا قول مطروحٌ، وليس شعبة بمعصوم من الخطأ في اجتهاده، وهذه زلةٌ من عالم" اهـ.]
* أمَّا قولُ شعبة: "لم يسمع أبو عبد الرحمن من ابن مسعود" فأبعدُ وأبعدُ. ولقاؤه بابن مسعود لا يشك فيه أحدٌ، كيف وقد أخذ عليه القرآن؟!
* ومما يدلُّ على ذلك: ما أخرجه ابنُ سعدٍ (6/ 174) من طريق عبد السلام ابن حرب، عن عطاء بن السائب، قال: دخلتُ على أبي عبد الرحمن السلميِّ وقد كوي غلامًا له، قال: قلت: تكوي غلامك؟ قال: وما يمنعني، وقد سمعتُ عبد الله -يعني ابن مسعود- يقول:"إن الله لم ينزل داءً، إلا أنزل له شفاء".
* وأخرجه أحمد (1/ 377)، والحميديُّ (90)، وابنُ حبان (1394) من طريقين عن عطاء بن السائب، به لكنهم رفعوه. وهذا سندٌ صحيحٌ حجّةٌ في إثبات السماع، وممن رواه عن عطاء بن السائب: سفيان بن عيينة، وقد سمع منه قبل اختلاطه. ورواه الثوريُّ عن عطاء مثله. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 361). والثوري من قدماء أصحاب عطاء، إلا أنه رواه بالعنعنة.
* لذلك قال البخاريُّ في التاريخ الكبير (3/ 1/ 73)، وفي الصغير (1/ 201): سمع عليًا، وعثمان، وابن مسعود، والبخاريُّ حجَّةٌ في هذا الباب والله أعلم.
* وقد استدلَّ من استدلَّ بأنه لم يسمع عن عثمان يإسناد رواه: سعيد بن سالم، عن محمَّد بن أبان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرحمن السلميّ، عن أبان ابن عثمان، عن عثمان، مرفوعًا فذكره. قال: فهذا يدلُّ على أنه لم يسمعه من عثمان، بل من ابنه.
* ولكن قال الدارقطنيُّ في "العلل"(ج 1/ ق 79/ 2) أن سعيد بنَ سالم القداح وهم في ذكره "أبان" في إسناده.
* وكذلك ضعفه الحافظ في "الفتح" فقال (9/ 75): فإن كان محفوظًا، احتمل أن يكون السلميُّ أخذه عن أبان بن عثمان، عن عثمان، ثم لقي عثمان فأخذه عنه، و"تُعُقِّب بأنا أبا عبد الرحمن أكبرُ من أبان، وأبان اختلف في سماعه من أبيه أشدّ مما اختلف في سماع أبي عبد الرحمن من عثمان، فبعد هذا الاحتمال.
* ثم قال الحافظ (9/ 76): "لكن ظهر لي أنَّ البخاريَّ اعتمد في وصله، وفي تخريج لقاء أبي عبد الرحمن لعثمان على ما وقع في رواية شعبة، عن مسعد بن عبيدة من الزيادة وهي: أن أبا عبد الرحمن أقرأ من زمن عثمان إلى زمن الحجاج.
وأنَّ الذي حمله على ذلك هو الحديث المذكور، فدلَّ على أنه سمعه في ذلك الزمان، وإذ سمعه في ذلك الزمان، ولم يوصف بتدليس، اقتضى ذلك سماعه ممن عنعن عنه، وهو عثمان رضي الله عنه، ولا سيما مع ما اشتهر بين القراء أنه قرأ القرآن على عثمان، وأسندوا ذلك عنه من رواية عاصم ابن أبي النجود وغيره، فكان هذا أولى من قول من قال: إنه لم يسع منه" اهـ.