الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* وهذا تأويلٌ باطلٌ، بَيِّنُ البُطلان، وإِن كَانَ عَزَاهُ للشَيخ مَحمُود شَلْتوت- عفا الله عنه.
* فلا أَدرِي أيَّ خَطايَاهُ أَعظَمُ، أَهُوَ تضعيفُهُ للحديث الأوَّلِ، وهو صحيحٌ، أم تأوِيلُهُ للحديث الآخَر وهو تأويلٌ باطلٌ!
* وبهذه المُناسَبة، فإنِّي أَنصَحُ القُرَّاءَ الكِرامَ بأن لا يَثِقُوا بكلِّ ما يُكتَب اليوم في بَعض المَجلَّات السَّائرَةِ، أو الكُتب الذَّائِعَة، من البُحُوث الإِسلاميَّة، وخُصُوصًا ما كان مِنهَا في علم الحَدِيث، إلا إذا كانَت بِقَلَم من يُوثَق بدِينِه أوَّلا، ثُمَّ بعِلمِه واختِصاصِه فيه ثانيًا، فقد غَلَب الغُرورُ على كثيرٍ من كُتَّاب العصر الحَاضِر، وخُصُوصًا من يَحمِلُ منهم لقبَ "الدُّكتور" فإنَّهُم يكتبون فيما ليس من اختِصَاصِهم، وما لا عِلمَ لهم به. وإنِّي لأَعرِفُ واحدًا من هؤُلاء، أَخرَجَ حديثًا إلى النَّاس كِتابًا جُلُّه في الحديث والسِّيرَة، وزَعَم فيه أنَّهُ اعتَمَد فيه على ما صحَّ من الأحاديثِ والأَخبَارِ في كُتب السُّنَّةِ والسِّيرَة! ثُمَّ هو أَورَد فيه من الرِّوايَات والأَحَادِيث ما تفرَّد به الضُّعَفاء والمَترُوكُون والمُتَّهَمُون بالكَذِب من الرُّوَاة، كالوَاقِدِيِّ. وغيرِه، بل أَورَد فيه حديثَ:"نَحنُ نَحكمُ بالظَّاهر، والله يتولَّى السَّرائر"، وجَزَم بنِسبَتِه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، مع أنَّه ممَّا لا أَصلَ له عنه بهذا اللَّفظ، كما نبَّهَ عليه حُفَّاظُ الحديث، كالسَّخَاوِيِّ وغيرِه.
* فاحذَرُوا أيُّها القُرَّاء أمثالَ هؤُلاء. والله المُستَعان" انتهَى.
* [وانظر بقية الدفاع عن هذا الحديث في ترجمة أحمد شاكر والخطابي وابن القيم]
* الفتاوى الحديثية/ ج 2/ رقم 168/ جماد أول / 1419
5062 - الأوزاعيّ:
هو عبد الرحمن بن عَمرو بن يُحمد، أبو عَمرو.
* قال عمرُو بنُ عليٍّ الفلاسُ: حديثُ الشَّامِيِّين كلِّهم ضعيفٌ، إلا نفرًا منهم
الأَوزَاعِيُّ، وعبد الرَّحمن بنُ ثابت بن ثَوبان. الفتاوى الحديثية/ ج 2/ رقم 196/ ذو الحجة / 1419
* شيخ الإِسلام، وعالم أهل الشام وفقيهُهُم. حديثه في الكتب الستة، وفي دواوين الإِسلام. وقد أطبق الجمعُ على توثيقه والاحتجاج بحديثه.
* قال أبو مسهر: "ما رُئي الأوزاعي باكيًا قط، ولا ضاحكًا حتى تبدو نواجذُه، وإنما كان يبتسم أحيانًا كما روى في الحديث، وكان يُحيِ الليل صلاة وقرآنًا، وبكاءً. وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أنَّ أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصلاه، فتجده رطبًا من دموعه في الليل"!
* وروى ابنُ أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل"(ص 185) بسنده إلى عبد الحميد بن أبي العشرين، قال:"قلتُ لمحمد بن شابور: أنشدك الله ومقامك بين يديه لقيت أفقه في دين الله من الأوزاعي؟ قال: اللهم لا. قال: قلتُ: فأورع منه؟ قال: لا. قلتُ: فأحلم منه؟ قال: لا. وكان مالك شديد التعظيم له، وأخذ الثوري بخطام دابته، يسُلُّه من الزحام! ". فهذا والله من بركة العلم والعمل به.
* وروى ابنُ أبي حاتم (ص 210)، بسنده الصحيح، أنَّ رجلًا قال لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله رأيتُ كأنَّ ريحانة قلعت من الشام -أراه قال- فذهب بها في السماء. قال سفيان: إنْ صدقت رؤياك، فقد مات الأوزاعيُّ! فجاءه نعيُ الأوزاعي في ذلك سواء.
* ومن غرر كلامه: "عليك بآثار من سلف، وإنْ رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإنْ زخرفوه لك بالقول، فإنَّ الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم".
* وقال أيضًا: "ما أكثر عبدٌ ذكر الموت، إلا كفاه اليسير من العمل، ولا عرف عبدٌ أن منطقه من عمله، إلا قل لغطُهُ".
* وكان قوالًا للحق، آمرًا بالمعروف، وله مواقف محمودة مع بعض الولاة الظلمة، فرحم الله الأوزاعي ورضي عنه، وأين في الناس مثل الأوزاعي؟!.
* وقد أفرد له شهاب الدين أحمد بن محمَّد بن أبي بكر الحنبليّ كتابًا في ترجمته سمَّاهُ: "محاسن المساعي في مناقب الأوزاعي". ذكر فيه الكثير الطيب عن الإِمام رحمه الله. بذل الإحسان 2/ 61 - 62
* الأوزاعي: إمام أهل الشام. قال فيه مالك: "لا زال أهلُ الشام بخير ما بقي فيهم الأوزاعيُّ".
* وكان سفيان الثوري يُجِلُّهُ ويُعظمه، وأخذ بلجام بغلته، يسُلُّهُ من الزحام، وهو يقول: أوسعوا لبغلة الشيخ". تنبيه 7/ رقم 1654
[الأوزاعي حُجَّةٌ]
* قال أبو زرعة الدمشقي: "قلت لابن معين، وذكرت له الحجة: محمَّد بن إسحاق منهم؟ قال: كان ثقة، إنما الحجة مالك، وعبيد الله بن عُمر، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز". كشف المخبوء/ 43
[سماع الأوزاعي من نافع مولى ابن عمر]
* قال ابنُ معين كما في "تاريخ الدوري"(2/ 354/ 5017): "لم يسمع الأوزاعي من نافع، وقد سمع الأوزاعي من عطاء". انتهى.
* قال أبو عَمرو: قال شيخُنا: وقد صح سماع الأوزاعي من نافع.
* فأخرج البخاريُّ في "العيدين"(2/ 463)، قال: ثنا إبراهيم بن المنذر. وابن ماجة (1304)، قال: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم -هو دحيم- قالا: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا أبو عَمرو الأوزاعي، قال: أخبرني نافعٌ، عن ابن عُمر
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كانت تركز له الحربة قدَّامه يوم الفطر والنحر ثم يصلي.
* وأخرجه ابنُ ماجة أيضًا، قال: ثنا هشام بن عمار: ثنا عيسى يونس: ثنا الأوزاعي بهذا. فينبغي أن يكون هذا الإسناد حجة عليه. ورواية الأوزاعي عن نافع عزيزة، فلعل هذا هو الذي حمل ابن معين يقول ذلك. والله أعلم. تنبيه 9/ رقم 2124
[الأوزاعي في الزهريّ ليس بذاك]
* الأوزاعي: إمام أهل الشام، فقد سئل ابن معين عن روايته عن الزهريّ؟ فقال:"ثقةٌ، ما أقل ما روى عن الزهريّ".
* ونقل يعقوب بن شيبة عن ابن معين: "الأوزاعيّ في الزهريّ ليس بذاك".
* وقال يعقوب بن شيبة: "الأوزاعيُّ ثقةٌ ثبتٌ، وفي روايته عن الزهريّ خاصةً شيءٌ":. تنبيه 5/ رقم 1400
[حديث الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس]
* عبد الواحد بن قيس: فيه مقال. ولكن قال ابنُ عدي: "أرجو أنه لا بأس به؛ لأن في روايات الأوزاعي عنه استقامة". . جُنَّةُ المُرتَاب/ 218
[مِنْ أصحاب الأوزاعي المختصين به]
* هقل بن زياد: كان كاتبًا للأوزاعي، وهو من أثبت الناس فيه. تنبيه 2/ رقم 535، مجلة التوحيد/ محرم/ سنة 1419
* هقل بن زياد كاتب الأوزاعي: ومن أثبت الناس فيه، كما قال أبو مسهر، ومروان بن محمَّد، وابن عمار. . غوث المكدود 3/ 203 ح 928
* الأوزاعي: قال أحمد: "لا يكتب حديث الأوزاعي عن أوثق من هقل".
* وسُئل أبو مسهر عن أنبل أصحاب الأوزاعي قال: "الهقلُ بن زياد".
* وقال ابن عمار: "الهقلُ من أثبت أصحاب الأوزاعي". تنبيه 9/ رقم 2044
* عبد الحميد بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي، وهو من المعدودين في أصحاب الأوزاعي، كما قال أبو زرعة الرازي، ولينه النسائي وغيره. مجلة التوحيد/ ذو القعدة/ سنة 1423
[مِنْ أصحاب الأوزاعي المتكلم فيهم]
* يحيى بنُ عبد الله البابُلتِّي ابنُ امرأة الأوزاعي، تكلّم فيه النقاد، وصرّح ابنُ معين أنه لم يسمع من الأوزاعي، وخالفه أحمد في ذلك. تنبيه 8/ رقم 1847
* عَمرو بنُ هاشم البيروتي: من رجال ابن ماجة، قال ابن وارة: ليس بذاك، كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعي". . غوث المكدود 1/ 167 - 168 ح 173
* الوليد بن مسلم:. . . قال صالح بنُ محمَّد الأسدي الحافظُ: سمعتُ الهيثم ابن خارجة يقول: قلتُ للوليد بن مسلم: "قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: كيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي، عن نافع، وعن الأوزاعي، عن الزهري، وعن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، وغيرُك يُدخلُ بين الأوزاعي وبين نافع: عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري: إبراهيم بنَ مُرَّة، وقرة وغيرهما، فما يحملُك على هذا؟ قال: أُنبِّلُ الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء. قلتُ: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء، وهؤلاء ضعفاء، أحاديثَ مناكيرَ، فأسقطتهم أنت، وصَيَّرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات، ضُعِّفَ الأوزاعيُّ. فلم يلتفتْ إلى قولي". انتهى.