الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: كان المبلغ أربعة آلاف ألف، والله تعالى أعلم.
*** وفيها توفى أيّوب بن سليمان بن عبد الملك، وهو ولىّ العهد.
وفيها غزا داود بن سليمان أرض الروم؛ ففتح حصن المرأة مما يلى ملطية.
وفيها كانت الزلازل فى الدنيا كثيرة، ودامت ستة أشهر.
وحجّ بالناس عبد العزيز بن عبد الله أمير مكة.
سنة (99 هـ) تسع وتسعين:
ذكر وفاة سليمان بن عبد الملك وشىء من أخباره وعماله
كانت وفاته يوم الجمعة لعشر مضين من صفر من السنة بدابق «1» من أرض قنّسرين بذات الجنب، وله خمس وأربعون سنة. وكانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر إلا خمسة أيام، وصلّى عليه عمر بن عبد العزيز؛ وكان طويلا أبيض، جميل الوجه، فصيح اللسان، معجبا بنفسه، يتوقّى سفك الدماء. وكان أكولا نكاحا، وكان حسن السيرة، وكان الناس يقولون: سليمان مفتاح الخير؛ ذهب عنهم الحجاج، وولى سليمان، فأطلق الأسارى، وأخلى السجون، وأحسن إلى الناس، واستخلف عمر بن عبد العزيز. ويقال: إنه فعل فى يوم واحد أكثر مما فعل عمر بن عبد العزيز جميع عمره، وذلك أنه أعتق سبعين ألف مملوك ومملوكة، وكساهم.
ومن أعظم بركاته أنه جعل عمر بن عبد العزيز ولىّ عهده. وحكى
أنه لبس يوما حلّة خضراء وعمامة خضراء، ونظر فى المرآة، فقال:
أنا الملك الفتى، فما عاش جمعة.
وقيل: كانت له جارية معها مرآة، فدعاها يوما فجاءته بها، فنظر وجهه، ونظرت الجارية إليه، فقال لها: ما تنظرين؟ قالت «1» :
أنت نعم «2» المتاع لو كنت تبقى
…
غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب
…
عابه الناس غير أنك فانى «3»
وانصرفت، فاستدعاها فجاءت بالمرآة «4» فسألها عن البيتين، فقالت: والله ما جئتك اليوم؛ فعلم أنه نعى.
وقيل: إنه شهد جنازة بدابق فدفنت فى حقل، فجعل سليمان يأخذ من تلك التّربة، ويقول: ما أحسن هذه وأطيبها! فما أتى عليه جمعة حتى دفن إلى جنب ذلك القبر.
وقيل: إنه كان له من الأولاد الذكور أربعة عشر.
وكان نقش خاتمه: آمنت بالله مخلصا.
وكتّابه: يزيد بن المهلب، ثم المفضل «5» بن المهلب عم عبد العزيز ابن الحارث بن الحكم.
قاضيه: محمد بن حزم.
حاجبه: أبو عبيدة «6» مولاه.
الأمير بمصر: عبد الله بن رفاعة.