الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة (118 هـ) ثمان عشرة ومائة:
فى هذه السنة عزل هشام خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم عن المدينة، واستعمل عليها خالد بن محمد بن هشام بن إسماعيل، وحجّ بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل. وكان أمير المدينة.
سنة (119 هـ) تسع عشرة ومائة:
ذكر قتل المغيرة وبيان
فى هذه السنة خرج المغيرة بن سعيد وبيان فى ستّة نفر، وكانوا يسمون الوصفاء، وكان المغيرة ساحرا، وكان يقول: لو أردت أن أحيى عادا وثمود وقرونا بين ذلك كثيرا لفعلت. وبلغ خالد بن عبد الله القسرى خروجهم بظهر الكوفة، وهو يخطب، فقال: أطعمونى ماء، فقال يحيى بن نوفل فى ذلك من أبيات «1» :
وقلت لما أصابك أطعمونى
…
شرابا ثم بلت على السرير
لأعلاج ثمانية وشيخ
…
كبير السنّ ليس بذى نصير
فأرسل خالد فأخذهم وأمر بسريره فأخرج إلى المسجد الجامع، وأحرقهم بالقصب والنّفط.
وكان مذهب المغيرة التجسيم؛ يقول: إن ربّه على صورة رجل على رأسه تاج، وإنّ أعضاءه على عدد حروف الهجاء، تعالى الله عن ذلك.
وكان يقول: إنّ الله تعالى لما أراد أن يخلق الخلق تكلّم باسمه
الأعظم، فطار فوقع على تاجه، ثم كتب بإصبعه على كفّه أعمال عباده من المعاصى والطاعات، فلما رأى المعاصى ارفضّ عرقا، فاجتمع من عرقه بحران: أحدهما ملح مظلم، والآخر عذب نيّر، ثم اطّلع فى البحر فرأى ظلّه فذهب ليأخذه، فطار فأدركه فقلع عينى ذلك الظلّ ومحقه، فخلق من عينيه الشمس وشمسا أخرى. وخلق من البحر الملح الكفّار، وخلق من البحر العذب المؤمنين.
وكان [لعنه الله «1» ] يقول بإلهية علىّ وتكفير أبى بكر وعمر وسائر الصحابة رضى الله عنهم إلّا من ثبت مع علىّ رضى الله عنه.
وكان يقول: إنّ الأنبياء لم يختلفوا فى شىء من الشرائع.
وكان يقول بتحريم ماء الفرات وكلّ نهر أو عين أو بئر وقعت فيه نجاسة.
وكان يخرج إلى المقبرة فيتكلم فيرى أمثال الجراد على القبور.
وأما مذهب بيان فإنه كان يقول بآلهيّة علىّ رضى الله عنه، وإنّ الحسن والحسين إلهان، ومحمد ابن الحنفية بعده، ثم بعد ابنه أبو هاشم بن محمد بنوع من التناسخ.
وكان يقول: إن الله تعالى يفنى جميعه إلا وجهه، ويحتج بقوله تعالى «2» : وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ
. تعالى الله عما يقول الظالمون علوّا كبيرا.
وادّعى النبوة، وزعم أنه المراد بقوله عز وجل: هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ
«3» .