الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة (124 هـ) أربع وعشرين ومائة:
فى هذه السنة وما قبلها كان من خبر شيعة بنى العباس ما نذكره إن شاء الله فى أخبارهم.
وحجّ بالناس فى هذه السنة محمد بن هشام بن إسماعيل.
سنة (125 هـ) خمس وعشرين ومائة:
ذكر وفاة هشام بن عبد الملك ونبذة من أخباره
كانت وفاته بالرّصافة لستّ خلون من شهر ربيع الآخر منها، وصلّى عليه ابنه مسلم وكان عمره ستا وخمسين سنة. وقيل أقلّ من ذلك إلى اثنتين وخمسين. ومدة خلافته تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأحد عشر يوما، وكان أحول أبيض سمينا منقلب العينين ربعة يخضب بالسّواد، وكان حسن السياسة يقظا يباشر الأمور بنفسه، وكان له من الستور والكسوة ما لم يكن لمن قبله.
وذكر صاحب العقد «1» : أنه لما حجّ حملت ثياب لباسه «2» على ستمائة جمل، وكان جمّاعا للأموال شديد البخل كأبيه.
قال عقّال بن شبّة «3» : دخلت على هشام وعليه قباء أخضر، فجعلت أنظر إليه، فقال: مالك؟ فقلت: رأيت عليك قبل أن تلى الخلافة قباء مثل هذا. فتأمّلته هل هو هو أم غيره؟
فقال: هو والله هو. وأما ما ترون من جمع المال فهو لكم.
قيل: وكتب له بعض عمّاله: قد بعثت إلى أمير المؤمنين بسلة دراقن «1» . فكتب إليه: قد وصل وأعجب أمير المؤمنين فزد منه واستوثق من الوعاء.
وكتب إليه عامل: قد بعثت بكمأة. فأجابه: قد وصلت الكمأة وهى أربعون، وقد تغيّر بعضها من حشوها، فإذا بعثت شيئا فأجد الحشو فى الظّرف [التى تجعلها فيه]«2» بالرّمل حتى لا يضطرب ولا يصيب بعضه بعضا.
وقيل [له]«3» : أتطمع فى الخلافة وأنت بخيل جبان؟ قال:
ولم لا أطمع، وأنا عفيف حليم؟
قالوا: وخلّف من العين أربعة وأربعين ألف ألف دينار، وما لا يحصى من الورق.
ولما مات طلبوا له قمقما من بعض الخزّان يسخّن له الماء فيه، فمنعه عياض كاتب الوليد، فاستعاروا له قمقما من بعض الخزان يسخن له فيه.
وفى أيامه بنى سعيد أخوه قبّة بيت المقدس.
أولاده: كان له عشرة أولاد من الذكور والإناث، منهم: معاوية، وسليمان.
نقش خاتمه: الحكم للحكم الحكيم.