الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها كان من أخبار الدولة العباسية ما نذكره إن شاء الله تعالى.
وفيها غزا الوليد بن هشام الصائفة، فنزل العمق «1» وبنى حصن مرعش.
وحجّ بالناس فى هذه السنة محمد بن عبد الملك بن مروان، وهو أمير مكّة والمدينة والطائف.
سنة (131 هـ) إحدى وثلاثين ومائة:
فى هذه السنة مات نصر بن سيّار، ودخل قحطبة الرّىّ من قبل أبى مسلم الخراسانى، ثم دخل أصفهان، وفتحت شهرزور لبنى العباس، وسار قحطبة إلى العراق لقتال ابن هبيرة.
وحجّ بالناس فى هذه السنة الوليد بن عروة بن محمد بن عطية السعدى، وهو ابن أخى عبد الملك بن محمد، وكان على الحجاز؛ ولما بلغه قتل عمه عبد الملك توجّه إلى الذين قتلوه، فقتل منهم مقتلة عظيمة؛ وبقر بطون نسائهم، وقتل الصّبيان، وحرق بالنار من قدر عليه منهم، وكان على العراق يزيد بن هبيرة.
سنة (132 هـ) اثنتين وثلاثين ومائة:
فى هذه السنة كانت هزيمة يزيد بن هبيرة عامل العراق.
وفيها خرج محمد بن خالد بن عبد الله القسرى مسوّدا بالكوفة، وأخرج عامل ابن هبيرة منها على ما نذكر ذلك [إن شاء الله تعالى]«2» .
وفيها كان انقضاء الدّولة الأموية، وابتداء الدولة العباسية، وبيعة أبى العباس السفّاح بالخلافة.
وسار عبد الله بن علىّ بن عبد الله بن عباس إلى مروان بن محمد بأمر السفاح، فلقيه بزاب الموصل، واقتتلوا، فانهزم مروان إلى مصر، فلحقه صالح بن على أخو عبد الله ببوصير «1» ، فقتله ليلة الأحد لثلاث بقين من ذى الحجة على ما نذكر ذلك إن شاء الله مبيّنا فى أخبار الدولة العباسية، جريا فى ذلك على القاعدة التى قدّمناها.
ولما قتل مروان بن محمد كان له من العمر تسع وخمسون سنة.
وقيل: أقلّ من ذلك.
وكانت ولايته إلى أن بويع للسفاح خمس سنين وشهرا، وإلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر.
وكان نقش خاتمه: اذكر الموت يا غافل.
وكان له من الأولاد: عبد الله، وعبيد الله؛ هربا بعد قتله.
فأما عبد الله فقتله الحبشة، وعبيد الله أعقب.
وقيل: إنه أخذ وحبس إلى أيام الرشيد، فمات ببغداد، بعد أن أضر.
كاتبه: عبد الحميد بن يحيى مولى بنى عامر.
قاضيه: عثمان التيمى.
حاجبه: مقلار «2» مولاه.