الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحولها، وبلغ مروان الخبر، وقد صار بينه وبين العسكر خمسة أميال أو ستة منهزما، فانصرف إلى عسكره، وبات ليلته تلك، وانصرف الخوارج فولّوا عليهم شيبان.
ذكر أخبار شيبان الحرورى وما كان من أمره إلى أن قتل
هو شيبان بن عبد العزيز أبو الدّلفاء «1» اليشكرى.
قال: ولما بايعوه بعد قتل الخيبرىّ أقام يقاتل مروان، وتفرّق عنه كثير من أصحابه، فبقى فى نحو أربعين ألفا، فأشار عليهم سليمان بن هشام أن ينصرفوا إلى الموصل فيجعلوها ظهرهم.
فارتحلوا وتبعهم مروان حتى انتهوا إلى الموصل فعسكروا شرقى دجلة، وعقدوا عليها جسرا، وخندق مروان بإزائهم، وأهل الموصل يقاتلون مع الخوارج، فأقام مروان ستة أشهر يقاتلهم، وقيل تسعة أشهر.
وكتب مروان إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره بالمسير من قرقيسيا، بجميع من معه إلى العراق وعلى الكوفة المثنّى ابن عمران العائذى، وهو خليفة الخوارج بالعراق، فلقى ابن هبيرة بعين التّمر، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزمت الخوارج، ثم تجمّعوا بالكوفة بالنّخيلة فهزمهم ابن هبيرة، ثم اجتمعوا بالصّراة، فأرسل إليهم شيبان عبيد بن سوّارفى خيل عظيمة، فالتقوا بالصّراة «2» ، فانهزمت الخوارج، وقتل عبيدة، ولم يبق لهم
بقية بالعراق، واستولى ابن هبيرة على العراق، وسار إلى واسط، وأخذ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وحبسه، ووجّه نباتة بن حنظلة إلى سليمان بن حبيب وهو على كور الأهواز، فأرسل سليمان إلى نباتة داود بن حاتم، فالتقوا على شاطىء دجيل؛ فانهزم الناس، وقتل داود بن حاتم.
وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما استولى على العراق يأمره بإرسال عامر بن ضبارة المرّى إليه، فسيّره فى سبعة آلاف أو ثمانية، فبلغ شيبان خبره، فأرسل الجون بن كلاب الخارجى فى جمع، فالتقوا فهزم عامر؛ فأمدّه مروان بالجنود، فقاتل الخوارج فهزمهم؛ وقتل الجون، وسار إلى الموصل، فلما بلغ [شيبان قتل]«1» الجون ومسير عامر نحوه كره أن يقيم بين العسكرين. فارتحل بمن معه، وقدم عامر على مروان بالموصل فسيّره فى جمع كثير فى أثر شيبان، وأمره ألّا يبدأه بقتال، فإن قاتله شيبان قاتله، وإن أمسك عنه أمسك. فكان كذلك، حتى مرّ على الجبل، وخرج على بيضاء فارس «2» ، وبها عبد الله بن معاوية بن جعفر.
وسار إلى نحو كرمان، فأدركه عامر، فالتقوا واقتتلوا، وانهزم شيبان إلى سجستان فهلك بها، وذلك فى سنة [130 هـ] ثلاثين ومائة.
وقيل: بل كان قتال شيبان ومروان على الموصل نحو شهر.
ثم انهزم شيبان حتى لحق بفارس، وعامر يتبعه، وسار إلى جزيرة
ابن كاوان، ثم إلى عمان فقتله جلندى بن مسعود بن جيفر ابن جلندى «1» الأزدى سنة [134 هـ] أربع وثلاثين ومائة، وسنذكره إن شاء الله فى أخبار الدولة العباسية.
فلنرجع إلى تتمة حوادث سنة [127 هـ] سبع وعشرين مائة وما بعدها.
فيها كان من أخبار الأندلس وشيعة بنى العباس ما نذكره إن شاء الله فى مواضعه.
وحجّ بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو عامل مروان على مكة والمدينة والطائف، وكان العامل على العراق النّضر ابن سعيد الحرشى، وكان من أمره وأمر ابن عمر والضحاك ما قدّمنا ذكره. وكان بخراسان نصر بن سيّار [و]«2» الكرمانى، والحارث ابن سريج ينازعانه.
وفيها مات سويد بن غفلة. وقيل سنة إحدى وثلاثين.
وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وعمره مائة وعشرون سنة. والله تعالى أعلم.