المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نبذة في الكلام على هذه الطائفة - نهر الذهب فى تاريخ حلب - جـ ٣

[كامل الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الثالث]

- ‌كلمة لا بد منها

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌إجمال في ذكر الأمم التي أوطنت حلب وأصقاعها والدول التي تولتهما قبل الفتح الإسلامي

- ‌إجمال في ذكر الدول والرجال الذين تولوا حلب بعد أن فتحها المسلمون

- ‌خبر فتح حلب عن يد المسلمين

- ‌حوادث حلب أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

- ‌حاضر حلب:

- ‌أول مدربة في الإسلام:

- ‌تأمير خالد:

- ‌عزل خالد بن الوليد عن قنّسرين:

- ‌خبر من جلدوا في الخمر:

- ‌طاعون عمواس:

- ‌خبر عام الرّمادة:

- ‌بقية الحوادث في أيام سيدنا عمر:

- ‌أيام عثمان رضي الله عنه

- ‌أيام علي بن أبي طالب

- ‌حوادث أيام بني أمية

- ‌أيام معاوية

- ‌تجنيد قنّسرين وتسمية حلب بالعاصمة:

- ‌عمّال قنّسرين وحمص من سنة 45 إلى سنة 59:

- ‌أيام يزيد بن معاوية

- ‌وصول رأس الحسين رضي الله عنه إلى حلب:

- ‌أيام معاوية بن يزيد بن معاوية، ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان

- ‌غزوات بني أمية الروم وغير ذلك:

- ‌أيام الوليد بن عبد الملك

- ‌أيام سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز

- ‌أيام يزيد بن عبد الملك وهشام أخيه

- ‌أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك

- ‌أيام يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك وإبراهيم المخلوع ومروان بن محمد

- ‌حوادث أيام الخلفاء العباسيين

- ‌أيام عبد الله السفاح

- ‌أيام أبي جعفر المنصور

- ‌ضرب النقود في حلب:

- ‌قدوم المهدي الخليفة إلى حلب

- ‌قتل الزنادقة في حلب، ووصول رأس المقنع إليها:

- ‌أيام الهادي والرشيد

- ‌عمّال حلب من سنة 175 إلى سنة 193:

- ‌حوادث أيام الأمين في حلب

- ‌حوادث أيام المأمون في حلب

- ‌قدوم المأمون إلى حلب:

- ‌حوادث أيام المعتصم بحلب

- ‌حوادث حلب أيام الواثق

- ‌حوادث حلب أيام المتوكل

- ‌حادث غريب:

- ‌ولاة حلب أيام المنتصر والمستعين والمعتز

- ‌أول العمال الأتراك في الشام:

- ‌عمّال حلب أيام المعتمد

- ‌حوادث أيام بني طولون:

- ‌سنة 267 خبر الزلزلة:

- ‌عصيان لؤلؤ على مولاه:

- ‌قصد ابن طولون الثغور وموته:

- ‌سنة 271 اتفاق إسحاق مع محمد بن ديوداد بن أبي الساج المعروف بالأفشين:

- ‌عود حلب إلى العباسين وحوادثهم فيها [أيام المعتضد]

- ‌حوادث أيام المكتفي

- ‌حوادث أيام المقتدر

- ‌حوادث أيام القاهر

- ‌حوادث أيام الراضي الخليفة

- ‌حوادث أيام المتقي

- ‌استيلاء الدولة الإخشيدية على حلب وحوادثهم فيها:

- ‌حوادث أيام المتّقي وابتداء أمر بني حمدان في حلب:

- ‌سنة 332 وابتداء أمر بني حمدان في حلب وأعمالها:

- ‌استيلاء سيف الدولة على حلب

- ‌غزو سيف الدولة أرض الروم:

- ‌قصد جيوش الإخشيد حلب واستيلاؤه عليها:

- ‌سنة 334 عود سيف الدولة إلى حلب وهو الاستيلاء الثاني:

- ‌استيلاء سيف الدولة على دمشق:

- ‌سنة 335 حرب سيف الدولة مع كافور:

- ‌الفداء بالثغور بين المسلمين والروم:

- ‌سنة 336:

- ‌سنة 337 غزو سيف الدولة الروم وانكساره وغير ذلك:

- ‌سنة 339 غزو سيف الدولة الروم:

- ‌سنة 340 موت يماك التركي:

- ‌سنة 341 قصد الروم مدينة سروج:

- ‌مدّ نهر قويق:

- ‌سنة 342 خروج سيف الدولة إلى ديار مضر وإيقاعه بالدمستق، وأسره ابنه:

- ‌سنة 343 سير سيف الدولة إلى الحدث وإيقاعه بجيوش الدّمستق:

- ‌إيقاع سيف الدولة ببني كلاب:

- ‌سنة 344 ورود رسول ملك الروم:

- ‌خروج سيف الدولة إلى الأعراب وإيقاعه بهم:

- ‌مسير سيف الدولة إلى الدّمستق في حصن الحدث:

- ‌سنة 345 غزو سيف الدولة الروم:

- ‌سنة 347 الزيادة في الأذان:

- ‌سنة 348 غزو الروم طرسوس والرّها:

- ‌سنة 349 غزو سيف الدولة الروم:

- ‌الجليد والبرد:

- ‌سنة 351 استيلاء الروم على عين زربة:

- ‌استيلاء الدمستق على حلب:

- ‌امتناع أهل حران على عاملها:

- ‌الإيغال في بلاد الروم:

- ‌سنة 353 عصيان «نجا» على سيف الدولة:

- ‌سنة 354 استيلاء نقفور على المصيصة:

- ‌مخالفة أهل أنطاكية سيف الدولة:

- ‌سنة 355 الفداء بين سيف الدولة وبين الروم:

- ‌سنة 356 وفاة سيف الدولة وبقية حوادث دولته في حلب:

- ‌سنة 378 عصيان بكجور وقتله، ووفاة أبي المعالي:

- ‌399 وفاة لؤلؤ وخلفه ابنه:

- ‌سنة 402 انقراض دولة بني حمدان من حلب:

- ‌سنة 406 عصيان فتح على مولاه مرتضى الدولة:

- ‌سنة 414 استيلاء المرداسيين على حلب

- ‌حوادث الدولة المرداسية في حلب سنة 415: دفن قاضي حلب حيّا:

- ‌سنة 416 إسناد صالح الوزارة إلى تاذرس النصراني:

- ‌سنة 418 خروج صالح إلى المعرة واجتماعه بأبي العلاء:

- ‌سنة 420 قتل صالح وولده الأصغر وولاية ابنه نصر حلب:

- ‌سنة 421 خروج ملك الروم من القسطنطينية إلى حلب:

- ‌سنة 429 قتل شبل الدولة:

- ‌سنة 433 موت الدزبري واستيلاء أبي علوان على حلب:

- ‌سنة 440 وصول عساكر مصر إلى حلب:

- ‌سنة 441 زحف المصريين على حلب:

- ‌سنة 449 تنازل ثمال عن حلب إلى المصريين:

- ‌سنة 452 و 453 و 454:

- ‌سنة 468 ملك نصر منبج وقتله في حلب:

- ‌انقراض دولة بني مرداس، ودخول حلب تحت سلطة شرف الدولة، ثم حكم الشريف بها، ثم دخولها تحت سلطة الدولة السلجوقية وغير ذلك من الحوادث إلى سنة 491

- ‌وصول الفرنج الصليبيين أنطاكية وغيرها من بلاد حلب

- ‌وفد من حلب إلى بغداد للاستغاثة بالخليفة وطلب النجدة منه على الصليبيين

- ‌سنة 507: وفاة رضوان وما جرى بعده

- ‌انتهاء الدولة السلجوقية بحلب ودخولها تحت سلطة بني أرتق وحوادثهم فيها، وهم من فروع الدولة السلجوقية

- ‌انتهاء دولة بني أرتق بحلب ودخولها في حوزة أقسنقر البرسقي صاحب الموصل، وحوادث أيامه فيها، وهو من رجال الدولة السلجوقية

- ‌دخول حلب في حوزة الدولة الأتابكية وحوادثها فيها وهي من فروع الدولة السلجوقية

- ‌سنة 544 حصر نور الدين قلعة حارم وغير ذلك:

- ‌سنة 545 استيلاء نور الدين على أفامية:

- ‌سنة 546 انهزام نور الدين وأسر حامل سلاحه ثم أسر جوسلين وغير ذلك:

- ‌سنة 547 انكسار الفرنج عند دلوك:

- ‌سنة 549 ملك نور الدين دمشق وغيرها:

- ‌سنة 551 حصار نور الدين حارم ومصالحته الفرنج على نصف أعمالها:

- ‌خبر الزلزال وغيره:

- ‌سنة 554 مرض نور الدين وغير ذلك من الحوادث:

- ‌أخبار الحوادث من سنة 555 إلى نهاية سنة 558:

- ‌سنة 559 أخذ قلعة حارم:

- ‌اتخاذ حمام الزاجل:

- ‌ملك صلاح الدين يوسف بن أيوب دمشق وغيرها

- ‌ملك صلاح الدين بزاعة وعزاز ثم منازلته حلب:

- ‌استيلاء السلطان صلاح الدين الأيوبي على حلب:

- ‌فتح حارم وغير ذلك من الحوادث:

- ‌استيلاء صلاح الدين على بيت المقدس وأخذه من حلب منبرا للمسجد الأقصى:

- ‌استيلاء الملك الظاهر على سرمينية من الفرنج واستيلاء أبيه على دربساك:

- ‌وفاة صلاح الدين وولايات البلاد بعده وما كان من الحوادث إلى سنة 600

- ‌قصد ابن لاوون الأرمني أنطاكية وغير ذلك

- ‌مجيء الملك الأشرف إلى حلب

- ‌إجمال في الأتراك

- ‌أجناس الترك ومساكنهم:

- ‌تركستان وتاتارستان:

- ‌كلمة تورك:

- ‌لغة الأتراك:

- ‌توران أو طوران:

- ‌أصل الأتراك ودياناتهم:

- ‌متى بدأ الدين الإسلامي ينتشر في الأتراك

- ‌السلاجقة والعثمانيون من أصل واحد

- ‌السلاجقة

- ‌جنكز خان

- ‌أسباب خروجه إلى الممالك الإسلامية:

- ‌إسلام أولاد جنكز خان:

- ‌شجاعة الأتراك

- ‌معارف الأتراك

- ‌علماء الإسلام الذين هم من عرق تركي

- ‌سنة 637 وفاة شيركوه

- ‌سنة 638 وصول الخوارزمية إلى حلب وما جرى من الحوادث إلى سنة 641

- ‌سرد الحوادث من سنة 641 إلى آخر سنة 656

- ‌وصول التتر إلى حلب وما جرى عليها منهم

- ‌دخول حلب في حوزة دولة الأتراك المماليك وحوادثهم فيها

- ‌مبايعة الخليفة في حلب:

- ‌استيلاء الملك الظاهر على يافا وأنطاكية وغيرها من البلاد الشامية:

- ‌عود التتر إلى حلب:

- ‌انقراض دولة الصليبيين من سوريا وفلسطين:

- ‌وصول الملك الأشرف إلى حلب وفتحه قلعة الروم:

- ‌افتتاح بلاد سيس:

- ‌عود التتر إلى حلب وما حدث فيها من سنة 697 إلى 713:

- ‌غزو بلاد سيس

- ‌تمزيق كتاب فصوص الحكم

- ‌طاعون كبير

- ‌غزو بلاد سيس

- ‌إبطال وكلاء الدعاوي

- ‌غزو سيس

- ‌قصد تمرباي سيس لردع التركمان:

- ‌ردع خليل بن دلغادر:

- ‌عزل القضاة الأربع:

- ‌الحرب مع ابن رمضان:

- ‌عصيان الناصري على السلطان

- ‌قتال بين أهل بانقوسا وكمشبغا

- ‌القبض على منطاش وقتله:

- ‌وباء عظيم:

- ‌قدوم السلطان إلى حلب لحرب تيمورلنك:

- ‌أول تحرش العثمانيين بالمملكة المصرية:

- ‌اقتراب شرور تيمورلنك من حلب:

- ‌إجمال في تمرلنك

- ‌مجيء تيمور إلى حلب وما أحله فيها من الويل والصخب

- ‌نزول أمير العرب على حلب

- ‌قتال فارس بن صاحب الباز

- ‌قصد دمشوخجا بلد حلب

- ‌زلزال عظيم:

- ‌تملك جكم:

- ‌تواتر الزلازل:

- ‌أصل قبيلة آل المهنا:

- ‌قصد ابن دلغادر حلب:

- ‌قتال أمير التركمان:

- ‌إبطال مكس البيض:

- ‌قصد قرا يوسف حلب

- ‌مجيء الأمراء إلى حلب وقتل يشبك اليوسفي

- ‌إبطال مكس الكتان وتكسير الخوابي

- ‌ طاعون

- ‌إبطال ما كان يؤخذ من الدلالين:

- ‌إبطال مكس الزيتون من قرى عزاز:

- ‌احتفال الناس بماء السمرمر:

- ‌طاعون جارف:

- ‌إبطال خانية قلعة القصير:

- ‌إبطال مكس الزيت من قرى عزاز:

- ‌قتال أمراء ذي القدرية مع بعضهم:

- ‌محاربة شاه سوار:

- ‌إبطال مكس السلاح وغيره:

- ‌البطش بالحوارنة:

- ‌محاربة علي دولات:

- ‌استرضاء السلطان المصري السلطان العثماني:

- ‌الحرب بين العسكرين العثماني والمصري:

- ‌إبطال إقامة المكّاسين:

- ‌إبطال رسم الحنّة:

- ‌الصلح بين السلطانين:

- ‌منع السقي من ماء الساجور:

- ‌إبطال مكس القطن وغيره من المكوس:

- ‌حصار آق بردي حلب:

- ‌هجوم الشيعي على منلا عرب:

- ‌نبذة من الكلام على‌‌ دولة الأتراكالمعروفة أيضا بدولة الأملاك، وعلى دولة الجراكسة في مصر والشام

- ‌ دولة الأتراك

- ‌دولة الجراكسة

- ‌مقتل السلطان قانصوه الغوري واستيلاء السلطان سليم العثماني على مصر والشام:

- ‌حوادث الدولة العثمانية في حلب:

- ‌صلب حبيب بن عربو:

- ‌قتل طومان جماعة السلطان سليم:

- ‌نفي جماعة من الحلبيين إلى طربزون

- ‌الاستئذان عن عقود الأنكحة:

- ‌هبوب عاصفة شديدة:

- ‌إشهار جان بردي العصيان وقتله:

- ‌عزل قراجا باشا عن حلب وبيان أغلاط في سالنامة سنة 1303:

- ‌صلب نائب حلب أي قاضيها:

- ‌مقتل قرا قاضي:

- ‌عيسى باشا وحالته:

- ‌مجيء السلطان سليمان إلى حلب:

- ‌حريق:

- ‌طاعون وغلاء وغيرهما:

- ‌توريث ذوي الأرحام من الشافعية:

- ‌قدوم كوهر ملكشاه إلى حلب:

- ‌طاعون:

- ‌إحضار ماء السمرمر إلى حلب:

- ‌غدر والي حلب بالحلبيين:

- ‌خروج الجراد:

- ‌الشركة الشرقية في حلب:

- ‌حريق في حلب وفساد من العرب:

- ‌فتك إبراهيم باشا بالانكشارية وذكر شيء من فظائعهم:

- ‌قيام نصوح باشا على حسين باشا الجانبولاط وما جرى بينهما:

- ‌قتل حسين باشا:

- ‌عصيان علي باشا على الدولة وما آل إليه أمره:

- ‌قتل ملحد:

- ‌‌‌شغب الإنكشارية:

- ‌شغب الإنكشارية:

- ‌إبطال التدخين بالتبغ:

- ‌استطراد في الكلام على هذه الحشيشة:

- ‌فساد العرب والإيقاع بهم:

- ‌حصار السيد أحمد باشا حلب:

- ‌فساد العربان والتنكيل بهم:

- ‌غلاء، وقتل ابن حجازي:

- ‌وضع حدّ لقرى المقاطعات:

- ‌غلاء عظيم:

- ‌غلاء شديد وقتل شيخ المداراتية:

- ‌وصول سفير العجم إلى حلب:

- ‌النّزالة الإنكليزية في حلب:

- ‌برد وغلاء:

- ‌غلاء عظيم:

- ‌زلزال مهول:

- ‌ولاية محمد باشا العظم حلب وإبطاله بدعة الدومان وغيرها:

- ‌نفي نقيب الأشراف محمد أفندي طه زاده:

- ‌فتنة بين الأشراف والإنكشارية:

- ‌فتنة بين الأشراف والدالاتية:

- ‌غلاء عظيم:

- ‌فتن في عينتاب وكلّز:

- ‌صلح اليكجرية مع أهل حلب:

- ‌تخفيض عدد تراجمة قناصل الدول الأجنبية:

- ‌واقعة جامع الأطروش:

- ‌سفر المتطوعة من حلب إلى مصر لإخراج الفرنسيين منها:

- ‌إصلاح ذات البين بين اليكجرية والسادات:

- ‌ولاية محمد جلال الدين باشا ابن جوبان حلب، وما كان في أيام ولايته من الحوادث:

- ‌عزل قاضي حلب:

- ‌طاعون جارف:

- ‌خروج مناد من قبل الحكومة:

- ‌ورود أمر سلطاني بقتل جماعة من زعماء اليكجرية:

- ‌أمر النصارى بالغيار:

- ‌تأديب حيدر آغا مرسل، وغيره من الخوارج:

- ‌ولاية خورشيد باشا على حلب:

- ‌حصار حلب المعروف بحصار خورشيد:

- ‌غريبة:

- ‌الزلزلة الكبرى في حلب وأعمالها:

- ‌مقتل نعمان أفندي ابن عبد الرحمن أفندي شريف:

- ‌لقاح الجدري البقري:

- ‌نبذة في الكلام على هذه الطائفة

- ‌مقتل أحمد بك قطاراغاسي:

- ‌سفر علي رضا باشا إلى بغداد:

- ‌إجمال بهذه الأسرة:

- ‌حوادث حلب أيام إبراهيم باشا المصري

- ‌مجيء عسكر الأرناود إلى حلب:

- ‌غلاء شديد:

- ‌الفتنة المعروفة بقومة حلب:

- ‌أسباب هذه الفتنة:

- ‌السبب الحقيقي لهذه الكارثة:

- ‌كيف كانت الثورة

- ‌استطراد في الكلام على احترام رابطة اللسان ورابطة الجوار عند أمة العرب في جاهليتها وإسلاميتها

- ‌ الرابطة اللسانية

- ‌رابطة الجوار:

- ‌رجعنا إلى سرد الحوادث:

- ‌النفير العام:

- ‌وصول السكاير إلى حلب:

- ‌ظهور بقلة الطماطم في حلب:

- ‌قطع الماء عن قسطل الرمضانية:

- ‌تمديد السلك التلغرافي:

- ‌بناء دور في جبل الغزالات:

- ‌وصول استعمال زيت البترول إلى حلب:

- ‌تشكيل لواء الزور:

- ‌صدور جريدة الفرات:

- ‌سالنامة الولاية:

- ‌غرائب الخلق:

- ‌الشروع بفتح طريق إسكندرونة:

- ‌حريق أسواق حلب:

- ‌ميت عاش:

- ‌سفر الوالي إلى طريق إسكندرونة وما أجراه من الإصلاح:

- ‌تولي الحكومة بريد إسكندرونة:

- ‌ابتداء العمل في محلة العزيزية:

- ‌زلزلة أنطاكية:

- ‌انقضاض صاعقة:

- ‌صدور جريدة في حلب:

- ‌النفير العام:

- ‌شتاء شديد:

- ‌تشكيل عدلية حلب:

- ‌غلاء شديد:

- ‌صدور جريدة في حلب:

- ‌حريق في مرعش:

- ‌سقوط نيزك من الجو:

- ‌فتح الجادة العظيمة:

- ‌إنشاء جامع منبج:

- ‌تقديم كتاب المجلة إلى القاضي:

- ‌عزل جميل باشا من حلب وما يتعلق به:

- ‌قصد زيرون اغتيال الوالي:

- ‌تأسيس محلة الجميلية:

- ‌التباس بين مولودين:

- ‌حريق في مرعش وبيادر حلب:

- ‌تفشّي حمى التيفوس في المحابيس:

- ‌سنة 1308 ه

- ‌سنة 1309 ه

- ‌سنة 1310 ه

- ‌سنة 1311 ه

- ‌سنة 1312 ه

- ‌عصابات الأرمن:

- ‌سنة 1313 ه

- ‌تمرد الأرمن في الزيتون:

- ‌استطراد في الكلام على الأرمن ومدينة الزيتون:

- ‌ما تؤاخذ به أمة الأرمن:

- ‌سنة 1314 ه

- ‌حدوث حرب اليونان:

- ‌سنة 1315 ه

- ‌سنة 1316 ه

- ‌سنة 1317 ه

- ‌سنة 1318 ه

- ‌عزل رائف باشا عن ولاية حلب:

- ‌ولاية أنيس باشا في حلب:

- ‌سنة 1319 ه

- ‌سنة 1320 ه

- ‌سنة 1321 ه

- ‌وفاة علي محسن باشا:

- ‌سنة 1322 ه

- ‌سنة 1323 ه

- ‌فيها عزل عثمان كاظم بك عن ولاية حلب ووليها ناظم باشا الشروع بأعمال سكة حديد حلب- حماة

- ‌ضريبة جديدة:

- ‌سنة 1324 ه

- ‌وصول قطار سكة الحديد إلى حلب:

- ‌سنة 1325 ه

- ‌مصابيح لوكس:

- ‌سنة 1326 ه

- ‌النداء بالدستور وقلب الحكومة العثمانية من الحالة المطلقة الاستبدادية (الأتومقراطية) إلى حالة المشروطية المقيدة (الدمقراطية)

- ‌العفو عن المنفيين:

- ‌صدور الأمر بإطلاق السجناء:

- ‌إبطال التجسس:

- ‌صدور الترخيص بالسفر:

- ‌خطبة عامة في الجامع الكبير:

- ‌افتتاح نادي جمعية الاتحاد:

- ‌انتهاء مرمّات الجامع الكبير:

- ‌إبراهيم باشا ابن معمو التمّو:

- ‌الشروع بانتخاب النواب المعروفين بالمبعوثان:

- ‌تنازل السلطان عن أملاكه ومزارعه:

- ‌ما هي الأملاك السنية والجفاتلك الهمايونية

- ‌سنة 1327 ه

- ‌خلع السلطان عبد الحميد

- ‌ذكر شيء من سيرة هذا السلطان

- ‌كم سنة بقي سلطانا:

- ‌كيف كانت سيرته في رعيّته:

- ‌عدم سماحه عمن يمسّ شخصه وسلطانه، وكيف كان يعاقب المسيء إليه بالنفي وغيره من العقوبات:

- ‌استخدامه الرجال في مآربه وكيفية سياسته معهم:

- ‌استخدامه صحف الأخبار الأجنبية في مآربه:

- ‌رغبته بالمستخدم المبتلى بهوس ما، وعدم رغبته بالمستخدم المتنفذ:

- ‌حكاية عن مستخدم من هذا القبيل:

- ‌استكثاره من الجواسيس:

- ‌كراهيته الجمعيات، ومنعه استعمال بعض الألفاظ، وتضييقه على المؤلفات وصحف الأخبار:

- ‌تحرزه المفرط في أكله وشربه ومحل نومه:

- ‌غناه وحشده الأموال:

- ‌التغالي بألقابه ومدائحه:

- ‌الاحتفال بزينة عيدي ميلاده وجلوسه:

- ‌مواكب السلطان في صلاة الجمعة والعيدين:

- ‌احتفال السلطان بالأضاحي في عيد الأضحى:

- ‌وصف قاعة العرش:

- ‌وصف المعايدة:

- ‌خبر زلزال حدث في ذلك الوقت وثبات جأش السلطان:

- ‌سلام الخلافة:

- ‌نبذة في الكلام على الزلزلة:

- ‌أسباب الزلازل:

- ‌بقية حوادث سنة 1327:

- ‌مظاهرة في حلب ومقاطعة اليونان:

- ‌سنة 1328 ه

- ‌تجنيد المسيحيين والإسرائليين:

- ‌كلمة في الجزية والبدل العسكري:

- ‌مقدار الجزية:

- ‌تتمة حوادث سنة 1328:

- ‌سنة 1329 ه

- ‌شدة الشتاء وكثرة القرّ والثلج:

- ‌تأثير الثلج والقرّ:

- ‌تتمة حوادث هذه السنة:

- ‌سنة 1330 ه

- ‌سير قطار بغداد:

- ‌انتهاء حرب طرابلس وابتداء حرب البلقان:

- ‌سنة 1331 ه

- ‌سنة 1332 ه

- ‌أول طيارة في جو حلب:

- ‌الحرب العامة

- ‌الدول المتحاربة مع بعضها:

- ‌أسباب هذه الحرب:

- ‌السبب الأوليّ:

- ‌أغراض دولة بريطانيا العظمى من هذه الحرب:

- ‌أغراض دولة فرانسة من هذه الحرب:

- ‌أغراض الدولة الروسية من هذه الحرب:

- ‌سبب دخول دولة أميركا إلى هذه الحرب:

- ‌السبب الثانوي لهذه الحرب:

- ‌بيان أن هذه الحرب كانت مقررة قبل هذه الحادثة:

- ‌نبذة من الكلام على تضخم إيمبراطورية ألمانيا:

- ‌لم لم تتفق تركيا مع دول الاتّفاق، ولم لم تبق على الحياد

- ‌تحالف تركيا مع ألمانيا:

- ‌تصريح بالفوائد التي تقصدها ألمانيا من محالفتها مع تركيا:

- ‌المقصد الأول:

- ‌المقصد الثاني:

- ‌الفائدة الأولى:

- ‌الفائدة الثانية:

- ‌الفائدة الثالثة:

- ‌تصريح في البواعث التي حملت تركيا على الاتفاق مع دولة ألمانيا:

- ‌دولة إيطاليا حيال الدول المتحاربة:

- ‌منذرات هذه الحرب في حلب قبل ظهورها:

- ‌تتمة حوادث سنة 1332 ه

- ‌سباق الخيل:

- ‌دعوة العرفاء إلى الثكنة العسكرية:

- ‌إعلان تركيا النفير العام في ممالكها:

- ‌الإدارة العرفية:

- ‌التكاليف الحربية وحجز أموال التجار:

- ‌تطواف الضباط العسكريين في الخانات:

- ‌كيف بدأت هذه الحرب:

- ‌أول تحرش بألمانيا:

- ‌إعلان روسية وإنكلترة واليابان الحرب على ألمانيا:

- ‌توغل جيوش روسية في أراضي ألمانيا وطردهم منها:

- ‌إعلان إنكلترا وفرنسة وروسية على تركيا الحرب، وإعلان تركيا اتفاقها مع ألمانيا والنمسا وبلغاريا، ثم إعلانها الحرب على روسية وإنكلترا وفرنسة:

- ‌إعلان تركيا الحرب على الدول الثلاث:

- ‌إعلان إنكلترة استقلالها بمصر:

- ‌منع الحكومة إخراج الذهب:

- ‌سنة 1333 ه

- ‌فتوى شيخ الإسلام في النفير العام:

- ‌قدوم جمال باشا إلى حلب:

- ‌أمر جمال باشا جلال بك والي حلب بحمل الناس على العمل في طريق المركبات:

- ‌وفود استقبال العلم النبوي الشريف:

- ‌قتلى بالرصاص:

- ‌خبر استيلاء الجيوش العثمانية على أردهان:

- ‌فروغ الفحم الحجري واستعمال الفحم النباتي وقطع أشجار من البساتين:

- ‌متطوعة الدراويش المولوية:

- ‌وفود القدس:

- ‌فرع من سكة الحجاز إلى الترعة:

- ‌إنهاء جسر جرابلس:

- ‌وصول الورق النقدي إلى حلب:

- ‌إعانة الكسوة الشتوية:

- ‌قانون تأجيل الديون:

- ‌تعرض إنكلترا للبصرة وتقسيم جيوش تركيا:

- ‌إعلان الحكومة إلغاء الامتيازات الأجنبية:

- ‌وفود للقدس:

- ‌وصول جنود الألمان إلى حلب:

- ‌إجلاء أمة الأرمن عن أوطانهم:

- ‌الجرب وحمّى القملة:

- ‌غلاء البضائع الأجنبية:

- ‌تصاعد أسعار الحبوب:

- ‌حجز الغلّات:

- ‌الجراد النجدي:

- ‌هدم الحكومة المنازل في جادة السّويقة:

- ‌قدوم أنور باشا إلى حلب:

- ‌وفود من بلاد العرب إلى استانبول:

- ‌أخذ العسكرية أموال التجّار:

- ‌هبوط أسعار الورق النقدي:

- ‌تكليف موظفي الحكومة التجار تبديل الورق بالنقود:

- ‌إحسان الحكومة بالحبوب على خدمة العلم:

- ‌استيلاء جيوش بريطانيا على البصرة:

- ‌سنة 1334

- ‌تصاعد أسعار الحبوب:

- ‌عقد شركة إسهام لبيع الحبوب:

- ‌فك الحصار عن الدردنيل:

- ‌قدوم أنور باشا إلى حلب وتعليق الستار على المرقد الشريف:

- ‌توزيع البذر والنقود على الزراع:

- ‌مكتب المعلمات:

- ‌تشدد العسكرية بالوثائق:

- ‌استيلاء الجيوش البريطانية على قود الإمارة:

- ‌إسعاف الفقراء بالحبوب والخبز:

- ‌حوادث الأرمن:

- ‌مشاغب الأرمن في أورفة:

- ‌حادثة الأرمن في الزيتون:

- ‌حادثة الأرمن في السويدية:

- ‌أحزاب الأرمن في حلب:

- ‌أحوال الأرمن في عينتاب وكلّز:

- ‌الحملة على قناة السويس:

- ‌ما هو الغرض المقصود من هذه الحملة

- ‌ورود نبأ برقي بنجاح الحملة:

- ‌عدد الأيام التي أمضتها جيوش الحملة في قطع الصحراء بين بئر السبع والقناة:

- ‌ما لاقاه الجيش من التعب والضنك:

- ‌عدد عساكر الحملة وعدد عساكر الإنكليز:

- ‌مساعدة ابن السعود وابن الرشيد وعدد الجمال التي كانت في جيش الحملة:

- ‌ثقة جمال باشا بإخلاص العرب:

- ‌هجوم الحملة على القناة وفشلها وعدد من قتل وأسر وجرح فيها:

- ‌مقتل زعماء الجمعية اللامركزية:

- ‌قيام حضرة الشريف حسين على تركيا:

- ‌إجلاء أسر من دمشق وحلب:

- ‌إحداث جريدة في المدينة:

- ‌وفود إلى المدينة:

- ‌فتوى في وجوب قتال من خرج على الخليفة:

- ‌قدوم الشريف علي حيدر باشا على حلب:

- ‌جودة الموسم ورخص الأسعار:

- ‌سنة 1335 ه

- ‌ملكية حضرة الشريف حسين على البلاد العربية:

- ‌وفد من استانبول إلى البلاد الشامية:

- ‌سباق الخيل:

- ‌دار للمعلمين ودار للحكومة:

- ‌أخبار غزة:

- ‌انفكاك مصطفى عبد الخالق عن ولاية حلب:

- ‌نفي بعض المتلاعبين بالورق النقدي:

- ‌قلة الماء في حلب وجرّ ماء عين التل إليها:

- ‌الغلاء وضحايا الجوع:

- ‌خسوف القمر:

- ‌مقتول بالتعليق:

- ‌طوابع على الثقاب ودفاتر اللفائف:

- ‌تعليق شخصين:

- ‌قدوم إبراهيم بك على حلب:

- ‌عزل توفيق بك والي حلب، وتعيين بدري بك، وأكياس الرمل:

- ‌قدوم أحد أفراد الأسرة العثمانية على حلب:

- ‌توحيد أوائل الأشهر:

- ‌الأوراق النقدية المعروفة باسم بنكينوط:

- ‌الورق النقدي وحالة مرتزقة الحكومة:

- ‌جالية أهل المدينة المنورة:

- ‌سقوط القدس في يد الإنكليز:

- ‌عزل جمال باشا وسفره:

- ‌تعيين نهاد باشا قائدا بدل جمال باشا:

- ‌سقوط بغداد في يد الإنكليز واستيلاء روسيا على بلاد الأناضول:

- ‌هبوط أسعار الحبوب وعودها للارتفاع:

- ‌تشدد العسكرية في القبض على الناس:

- ‌تظاهر المستخدمين بالرشوة وسلب الأموال الأميرية:

- ‌سنة 1336 ه

- ‌اشتداد الجوع وجمع إعانة للفقراء:

- ‌سقوط السّلط ويافا وغيرها:

- ‌عود البرنس عبد الحليم إلى استانبول:

- ‌استقراض داخلي:

- ‌انكسار روسية:

- ‌ترخيص الحكومة بنقل الذهب:

- ‌وفاة السلطان رشاد:

- ‌عزل بدري بك والي حلب وتولي عاطف بك:

- ‌انكسار بلغاريا:

- ‌فحص فضلة المسافر:

- ‌انسحاب الروس من بلاد الأناضول:

- ‌عود الشريف حيدر باشا إلى الآستانة:

- ‌تقدم جيوش الإنكليز والعرب في جهات درعا وانهزام المستخدمين:

- ‌استبدال والي حلب عاطف بك بمصطفى عبد الخالق بك:

- ‌سنة 1337 ه

- ‌جلاء الموظفين من أماكنهم:

- ‌خبر سقوط دمشق وتشتت شمل الجيوش العثمانية:

- ‌سقوط رياق:

- ‌انتهاء صحيفة الفرات:

- ‌إبطال القبض على العساكر:

- ‌حدوث فزع في حلب:

- ‌نسف محطات وسقوط حمص وحماة وغيرهما:

- ‌خوف الجنود التركية وموظفي حكومتها وارتحالهم من حلب:

- ‌تحليق طيارات الإنكليز في سماء حلب:

- ‌مقدمات سقوط حلب:

- ‌الهدنة بين إنكلترا وتركيا:

- ‌إطلاق المحابيس:

- ‌صدور أمر الوالي بحل المجلس الذي أمر به:

- ‌اشتداد الخوف وقيام الأسافل للنهب:

- ‌انفجار لغم:

- ‌سقوط حلب:

- ‌قدوم عرب العنزة إلى حلب:

- ‌جلاء الوالي والقائد والجنود التركية عن حلب ودخول عساكر الشريف حسين إليها:

- ‌عزم المأمورين الراحلين على استصحاب السجلات:

- ‌سفر الوالي والقائد التركيين:

- ‌محاماة الوالي عن حلب تجاه القائد:

- ‌ما كان في حلب بعد وصول الشريف مطر إليها:

- ‌انفجار ألغام:

- ‌وصول عساكر الإنكليز إلى حلب:

- ‌واقعة قرب قرية بلّليرمون:

- ‌فرقعة ألغام وقذائف:

- ‌وصول الشريف ناصر إلى حلب وانعقاد مجلس شورى:

- ‌نادي العرب وجريدة العرب:

- ‌قدوم شكري باشا الأيوبي إلى حلب في هذه الأيام:

- ‌وصول سمو الأمير الكبير الشريف فيصل إلى حلب:

- ‌أخذ الأمير فيصل بيعة الحلبيين لأبيه الشريف حسين بن علي ملك العرب:

- ‌خطبة الأمير فيصل:

- ‌سفر الأمير فيصل:

- ‌كلمة في بني عثمان

- ‌تناهي السلاطين العثمانيين بالأبهة والعظمة:

- ‌أسباب انقراض الدولة العثمانية:

- ‌سبب هذا التسلط:

- ‌السبب الثاني لانقراض الدولة العثمانية:

- ‌أسباب سرعة سقوط العراق والشام:

- ‌ذكر طائفة من الأمور المنفّرة التي كانت أثناء الحرب، وهي تهور جمال باشا وقلة تبصره:

- ‌ركوب جمال باشا بالعظمة والأبهة:

- ‌انهماكه في المعاصي:

- ‌تسلط المأمورين على التجار وأخذ الذهب منهم بالورق:

- ‌إخراج الناس من بيوتهم قهرا:

- ‌تظاهر جهلة الأتراك ببغض العرب:

- ‌تعليم البنات فن الرقص والتمثيل:

- ‌إفساح الحكومة مجال البغاء:

- ‌كتاب «قوم جديد» :

- ‌كتاب سيرة النبي:

- ‌التسرع بإراقة الدماء:

- ‌تسلط جباة الأموال ورجال الدرك على أهل القرى:

- ‌حبس الأقوات عن المدينة المنورة وجهات بيروت:

- ‌منع إخراج البضائع من مواضعها:

- ‌خلاصة في بيان ماجريات الحرب العالمية:

- ‌مهاجمة الألمان بلجيكا وفرنسة:

- ‌طرد الروس عن غاليسا والاستيلاء على وارسوا:

- ‌هجوم النمسا وحلفائها على صربيا والجبل الأسود:

- ‌إعلان إيطاليا الحرب على النمسا:

- ‌إعلان رومانيا الحرب على ألمانيا وحلفائها:

- ‌إعلان إمريكا الحرب على ألمانيا:

- ‌الهرج والمرج في روسيا:

- ‌تفاقم الحرب في الجبهة الغربية:

- ‌رجعا إلى تتمة حوادث سنة 1337 في حلب

- ‌تجديد جسر الحاج:

- ‌تمثيل رواية باللغة الأرمنية:

- ‌احتلال أنطاكية:

- ‌صدور جريدة «حلب» :

- ‌قدوم الشريف ناصر إلى حلب:

- ‌الأتراك المرخص لهم بالبقاء في حلب:

- ‌قدوم الجنرال اللنبي إلى حلب:

- ‌قدوم حاكم سوريا العسكري إلى حلب:

- ‌قدوم رضا باشا الصلح:

- ‌مأدبة:

- ‌رجوع الجنرال اللنبي إلى حلب:

- ‌سفر رضا باشا الركابي:

- ‌استيلاء العرب على المدينة المنورة:

- ‌حادثة الأرمن المعروفة باسم (فتنة 28 شباط سنة 1919)

- ‌أسباب هذه الحادثة:

- ‌كيف كانت هذه الفتنة

- ‌ذيول هذه الحادثة الكارثة:

- ‌اجتماع مهمّ يتعلق بهذه الحادثة:

- ‌تزلّف عظماء المسلمين والنصارى واليهود إلى بعضهم:

- ‌عقوبة المعتدين على الأرمن:

- ‌تسليم السلاح:

- ‌منع إخراج الذهب:

- ‌قدوم الحاكم العسكري على حلب:

- ‌وصول الأمير فيصل إلى بيروت:

- ‌قدوم سمو الأمير فيصل إلى حلب:

- ‌زيارة سموه المستشفى الوطني ومكتب الصنائع:

- ‌مأدبة البلدية لسمو الأمير:

- ‌حفلة الجمعية العلمية لسمو الأمير:

- ‌وصول برقية من المارشال اللّنبي عن اللجنة الدولية:

- ‌عود سمو الأمير فيصل إلى دمشق:

- ‌الوفد الدولي واجتماع رجال حلب للمذاكرة بما يجيبونه به:

- ‌أعضاء المجلس العمومي:

- ‌افتتاح المؤتمر السوري:

- ‌وصول اللجنة الأميركية إلى حلب واستفتاؤها الشعب الحلبي:

- ‌قدوم الشريف ناصر إلى حلب وعوده إلى دمشق:

- ‌عود ناجي بك السويدي:

- ‌سفر سمو الأمير فيصل إلى أوروبا:

- ‌قدوم الأمير زيد إلى حلب:

- ‌سنة 1338 ه

- ‌انسحاب الجيش الإنكليزي من دمشق وحلب:

- ‌مظاهرة:

- ‌بلاغ مندوب حكومتي إنكلترا وفرنسا:

- ‌روابط المحبة بين العرب والأرمن في حلب:

- ‌عود الأمير فيصل من أوربا:

- ‌خطاب الأمير في دمشق:

- ‌قدوم سمو الأمير فيصل على حلب:

- ‌سمو الأمير في نادي العرب:

- ‌سفر الأمير:

- ‌تعيين حاكم عسكري على حلب:

- ‌استقلال سوريا وتتويج سمو الأمير فيصل ملكا عليها:

- ‌مبايعة رؤساء الطوائف المسيحية في دمشق لجلالة الملك فيصل الأول:

- ‌صورة المبايعة بالحرف الواحد

- ‌وفد التهاني لجلالة الملك فيصل:

- ‌والي الولاية:

- ‌الاحتفال بالعلم العربي:

- ‌زيادة الضرائب والدعوة إلى التجند وقيام الفتن في سورية الساحلية:

- ‌توتر العلائق بين جلالة الملك فيصل وبين الحكومة الفرنسية المنتدبة:

- ‌أول ما ظهر من نتائج توتر العلائق:

- ‌ذكر ما حدث في حلب أثناء هذه الحرب:

- ‌منشور ألقته الطيارة على حلب:

- ‌والي حلب:

- ‌دخول الجيش الفرنسي إلى حلب:

- ‌رفع استقالة:

- ‌والي الولاية الجديد:

- ‌إجمال في الكلام على الأمة الفرنسية المحترمة

- ‌مملكة فرنسا، ومن أين أتى إليها هذا الاسم

- ‌ديانة سكان تلك البلاد:

- ‌متى دخلت النصرانية تلك البلاد

- ‌أول من تنصر من ملوك فرنسا:

- ‌السلسلة الأولى من ملوك فرانسة:

- ‌السلسلة الثانية:

- ‌ السلسلة الثالثة

- ‌حرب فرنسا وإنكلترا مائة سنة وسنة:

- ‌وأشهر ما جرى في تلك الحرب الطويلة هو:

- ‌أسماء التواريخ العالمية عند الأوروبيين:

- ‌ظهور المذهب البروتستاني:

- ‌الثورة الفرنسية الشهيرة:

- ‌مبدأ الثورة وتاريخها:

- ‌أخبار نابليون بنابرت:

- ‌أسباب هذه الحرب:

- ‌أسماء رؤساء الجمهورية مرتبة على السنين

- ‌أهم ما كان من الشؤون في مدة هؤلاء الرؤساء:

- ‌نوابغ الرجال في مدة هؤلاء الرؤساء:

- ‌حالة فرنسا قبل الحرب العالمية:

- ‌الحرب العالمية العامة وأسبابها:

- ‌رجال العلم في فرنسا:

- ‌[جدول في بيان الأعمال العمرانية التي تجدّدت في حلب وأعمالها]

- ‌خاتمة هذا الجزء

- ‌الأماكن المقصودة في حلب وضواحيها:

- ‌الأماكن القديمة المقصودة للسيّاح في بعض الجهات التابعة لحلب:

- ‌الأماكن التي هي مظنّة لوجود العاديات والذخائر النفيسة:

- ‌فهرست الجزء الثالث من كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب

الفصل: ‌نبذة في الكلام على هذه الطائفة

وسمع بذلك أحمد بك قطاراغاسي فأسرع الحضور إلى الوالي وأعطاه المائتي ذهب، فسر منه وقرّبه إليه وحقد على نعمان أفندي. ثم وشى واش بنعمان أفندي إلى السلطان بأنه يحاول إثارة فتنة بين الأشراف- وكان هو نقيبهم- وبين اليكجرية. فأصدر السلطان إلى بهرام أمرا باغتياله. فأرسل إليه يطلبه فامتثل الأمر وخرج من منزله قاصدا منزل الوالي وهو لا يعلم بما أضمر له. ولما وصل إلى منزل الوالي كانت الخيول واقفة بانتظاره، فأمره الوالي بركوب أحدها موهما إياه بأنه يريد قمع بعض الفلاحين في جهات كلّز لأنهم في صدد الفتنة. فسارت الخيول بهما وبمن معهما من الجند حتى وصلوا إلى قرية تل الشعير من أعمال كلّز وهناك نزل الوالي ومن معه- وكان وقت الظهر قد مضى- فابتدر نعمان أفندي أداء فريضة الصلاة فتوضأ ووقف يصلي فما شعر إلا وقد خرط في رقبته حبل معقود، واثنان يشدان طرفيه حتى زهقت نفسه. فتركوا جثته ملقاة في العراء، وعاد الوالي ومن معه إلى حلب. وشاع الخبر فخرج أهل نعمان أفندي وواروا جثته هناك.

وفي خامس جمادى الأولى من هذه السنة 1238 ولي حلب حسن باشا الدرنده لي، والي الأناضول. وفي الثالث والعشرين من رمضان سنة 1239 وليها محمد أمين وحيد باشا، وهو مولود في كلّز.

‌لقاح الجدري البقري:

في سنة 1240 وصل لقاح الجدري البقري إلى حلب عن يد طبيب من الفرنج المولودين في حلب اسمه منتوره، وأصله من إيطاليا. فلم يقبل أهل حلب على هذا اللقاح كما ينبغي إلا بعد دخول إبراهيم باشا المصري إلى حلب. وأصل هذا اللقاح كان ظهوره في البلاد العثمانية من الأناضول، اكتشف بواسطة الفلاحين الذين يقتنون البقر ويعانون حلبها. وفي سنة 1241 كان إلغاء حزب اليكجرية وانقراضهم.

‌نبذة في الكلام على هذه الطائفة

قال في دائرة المعارف وغيرها ما خلاصته: كانت عساكر الدولة العثمانية في بدء تأسيسها رجالا يتخذون القتال واسطة لاكتساب معايشهم، منتقلين بجميع ما لهم من المال والعيال عند الخروج للغارات والغزوات. ثم صار إذا حاربوا أياما قليلة ولم يفوزوا

ص: 259

بسلب تبددوا وعسر جمعهم، فاضطرت الدولة في أيام السلطان أورخان بن عثمان إلى أن تستبدلهم بجنود لهم رواتب معلومة غير أنهم لم يمض عليهم غير سنيّات قليلة حتى تمردوا على السلطان أورخان، وربما قاتلوه إذا حملهم على أمر لا يريدونه. فبدا له حينئذ أن يقيم عسكرا من أولاد الأسراء الروم، وذلك بأن يفصلهم عن والديهم ويعلمهم العقائد الإسلامية ويمرّنهم على الحروب فيشبون على الغزو والجهاد. وبعد سنيّات قليلة تكوّن جيش من العسكر المذكور مؤلف من ألف رجل ما منهم إلا بطل صنديد. فأخذ السلطان أورخان ذلك الجيش إلى ولي الله الحاج بكطاش، وطلب منه أن يسمّيه ويدعو له فوضع يده على رأس جندي منه وقال: ليكن اسمه يكجريا. ثم قطع كمّ لبادته ووضعه على رأس ذلك الجندي ودعا لهذا الجيش بالفوز والظفر. ومعنى يكجري: العسكري الجديد فحرفته العامة إلى انكشاري.

ثم لما كثرت فتوحات السلطان مراد وكثر عدد الأسراء- حتى بيع الأسير بكأس من البوزة «1» - قال بعض العلماء: إن الحكم الشرعي بإعطاء خمس الغنيمة للسلطان يتناول الأشخاص أيضا، وإنه إذا جرى هذا الأمر يرتفع ثمن الأسراء ويزداد عدد اليكجرية بسرعة. فأعجب السلطان هذا الرأي وأمر بإجرائه. وقد جرى اصطلاحهم في ذلك الزمان على أن يقسموا أولئك الأولاد إلى أجواق يسمونهم عجم أوغلان، أي أولاد أعجام، ويعلمونهم القرآن الكريم ثم التمرن على الأشغال الشاقة، ثم يدخلونهم في السلك العسكري، وبعضهم يتخذون حرسا وأعوانا للسلطان. وينقسم هذا العسكر إلى أرط ثم إلى أوض (مفرده أوضة محرفة عن أوطاق معناه الحصن) ثم وجاقات. والأرطة مؤلفة من عشرة أشخاص. وبلغت في أيام السلطان محمد خان الرابع مئة وتسعين شخصا. ولهم قائد عام يعرف باسم آغا، له سلطة مطلقة على وجاقه وحقّ تأديب من أذنب من عساكره ورؤسائه بالحبس والضرب دون معارض.

وكان راتب الآغا في أول الأمر فوق أربعة آلاف قرش في الشهر، ثم زاد كثيرا.

وله أن يبقى في مأموريته ما لم يرتكب ذنبا يستحق به العزل، وإذا عزله السلطان ولم

ص: 260

يقطع رأسه يجعله واليا في إحدى الإيالات كأنه منفي، وللمأمورين من هذا الوجاق ألقاب شتى: كشربجي باشي، وعشي باشي، وساقي آغاسي، وأوطه باشي، إلى غير ذلك مما يدل على أن أولئك الجنود كانوا عائشين من إنعامات السلطان وأنهم كأولاد له. وكانوا يحترمون القدور والمراجل التي توزع عليه بها تعييناتهم ويأخذونها معهم إلى الحروب فإذا خسروها عدّ ذلك عارا عليهم. ثم في أواخر أيامهم صاروا إذا أرادوا رفض أمر يضعونها أمام منازلهم مقلوبة علامة على العصيان، ولكل واحد منهم وشم خاص على يده اليسرى فوق الكوع مستدير، قطره نحو قيراط وربع بأحرف تدل على اسم صاحبه وسنّه، وتحته عدد فرقته. وإذا عجز أحدهم بسبب جراح أو كبر سنّ يعتزل وجاقه تحت اسم «متقاعد» ، ويعطى شهرية المتقاعدين ويؤذن له بالتروج.

وعلى هذه الترتيبات البسيطة امتدت فتوحات تلك الطائفة من أبواب برصة إلى أبواب فينّا، وحافظوا على ذلك النظام مدة خمسمائة سنة، حتى إنهم بعد أن صارت طريقتهم ثقيلة على البلاد والعباد وأوصلوا المملكة إلى أقصى درجات الانحطاط، كانوا لم يزالوا من الأمة كالروح من الجسد حتى كاد سقوطهم يتهدد وجودها، وهم- قبل اختلال نظامهم- أحسن جنود العالم ضبطا وانتظاما وأشدهم بأسا وإقداما.

وهاك نبذة في ذكر معركة من معاركهم، بها تعلم ما كانوا عليه من القوة والنجدة:

وهي أن السلطان با يزيد يلدرم خان سار في أيامه بعسكره الجرار المؤلف من اليكجرية وغيرهم إلى حدود هنكاريا قاصدا الاستظهار على أوربا بأسرها. وكان السلطان مراد خان الأول قد صادم عساكر الصّرب والبشناق بعساكره من اليكجرية فهزمهم وبدد شملهم، فألقي النفير العام في ممالك أوربا قاطبة أن النصرانية أمست في خطر التلاشي من مهاجمات المسلمين، وقامت دعاة النصرانية في كل صقع وإقليم يدعون بالغيرة الدينية، فأجاب الجميع صوت النفير وأخذت الأبطال تتهيأ للحرب، وأرسلت فرنسا وألمانيا أحسن رجالهما وخرجت فرسان مار يوحنا من حصونها في رودس، وثارت رجال هنكاريا بحمية لا مزيد عليها. ولم يمض إلا القليل حتى اجتمع عند الملك سيجسيمند مئة ألف مقاتل من الأبطال، وكان الجميع يمدون يد المساعدة في دفع العثمانيين عن بلادهم واستئصالهم عن آخرهم.

وكان السلطان با يزيد خان قد استعد لمقابلتهم وجمع نحو مائتي ألف مقاتل ونزل بهم

ص: 261

متحصنا بالقرب من بيكويوليس. فلما أقبلت عساكر سيجسيمند على جيوش الإسلام ظنوا أن الغلبة سهلة عليهم جدا لأنهم رأوا تلك الجيوش خالية من كل ترتيب وإن كانت أسلحتهم كاملة. وكان يظن الناظر في اليكجرية أن ملابسهم الطويلة الواسعة تعوقهم عن خفة الحركة والرشاقة في استعمال الحراب، وعمائم الصباهية الكبيرة وقلانسهم الضخمة تزيد مناظرهم ضخامة في عين الناظر إليهم وتجعله يتهاون بمصادمتهم. فتقدم فرسان من فرنسا وأنشبوا الحرب مع فئة قليلة من اليكجرية لا يبلغ عددهم 4000 فبدد شملهم الفرسان وفتحوا فيهم طريقا ساروا منه إلى بقية جيش المسلمين المجتمع وراءهم، وإذا بجيش عرمرمي من الرجال الأشداء لا يلتفتون إلى الهاربين من عساكر تلك الشرذمة ولا يبالون بما وقع عليها من الكسرة، كأنهم الأسود ثباتا ومنظرا ينتظرون هجوم عساكر الأعداء عليهم فما كان غير قليل حتى سمع من عساكر المسلمين جلبة هائلة وفي أثرها ثارت اليكجرية على ذلك العدو فخام عن لقائهم فتبعوه وأعملوا فيه السيف ولم يفلت منه إلا الشريد الهارب، وقد جعل ذلك الظفر العظيم اسم اليكجرية مهيبا جدا في أوربا بأسرها.

وكانت طريقة اليكجرية في القتال أن يحيطوا صفوفهم بجيش من العساكر الجاهلة، ويفتحون بها باب الحرب ويشتغل بها العدو مدة ولا يتيسر له الوصول إلى معظم عساكرهم إلا بعد أن يكلّ من القتال، حتى إن تلك الجنود الجاهلة كانوا يملؤون بجثثها الخنادق، وربما جعلوها تلالا يتسلقون عليها إلى الحصون والقلاع التي يحاصرونها. ولما كان اليكجرية يباشرون الحروب دائما ويرزقون الفوز والظفر وينالون الغنائم العظيمة، داخلهم التيه والكبرياء وصاروا يعدّون أنفسهم هم المحامون عن بيضة الإسلام وحوزة الملك، والعلة الوحيدة لوجودهما. ثم تمادوا في غلوائهم حتى صاروا يتجاسرون على خلع الملوك وتبديل الوزراء وقد بالغ بعض سلاطين آل عثمان في تعظيمهم وإكرامهم، مستندا في ذلك إلى أنهم هم الذين شادوا الملك وبهم امتد في أوربا وآسيا وأفريقية وجزائر البحر حتى استحق مالكه أن يلقب بسلطان البرّين وخاقان البحرين.

ولما أحرزت المملكة هذه الشهرة العظيمة بواسطة اليكجرية ازدادوا عتوّا وتعديا وضعفت شجاعتهم وإقدامهم، وصاروا رعبا للسلاطين بعد أن كانوا رعبا للعدو، وصاروا يجاهرون بالعصيان لأدنى سبب حتى اضطر السلطان عثمان الثاني إلى العزم على ملاشاتهم، وأمر بجمع عساكر جديدة في آسيا وتعليمهم أصول الحرب الحديثة. فاستاء اليكجرية من

ص: 262

ذلك وهاجوا واجتمعوا في ساحة آت ميدان وقلبوا مراجلهم أمام القشلة، وضربوا الطبول. فانزعج السلطان لذلك وأشاع بأنه كان يستعد للحج الشريف وأن العساكر التي أمر بجمعها في آسيا لم تكن إلا للمحافظة عليه في طريق الحج، وأمر بتجهيز سفن لأجل تلك الغاية. فلم يقنعهم هذا الاعتذار وقاموا قومة رجل واحد وقتلوا عددا عظيما من الحرس والحجاب وأفرجوا عن السلطان مصطفى وبايعوه وأزالوا السلطان عثمان.

وهكذا طغوا وبغوا وذاقوا لذة السلطة وحرصوا على إبقائها فيهم. وتاريخهم مدة قرنين بعد هذا العمل ليس هو إلا سلسلة متصلة مؤلفة من حلقات العصيان والتمرد والعبث بالنفوس الزكية، ثم صاروا يمتنعون عن الدخول في العسكرية إلا بالاسم ويؤذن لهم بالإقامة دائما كالمحافظين. ثم حصلوا على إذن بالتزوج والإقامة مع عيالهم، فاضطرتهم العيلة «1» إلى الدخول في التجارة والصنائع وأهملوا سيوفهم وبواريدهم ولم يبق بهم من صفات الجنود سوى المحافظة على أخذ رواتبهم في أوقاتها. ولم يكفهم ذلك حتى صاروا يأخذون مرتّبات لعيالهم، وقيدوا أسماء أولادهم في سلك الجنود الأمناء مستبدين لا يؤدون شيئا لخزينة الحكومة. وصار ينخرط في سلكهم جماهير غفيرة من الناس، وبعضهم ينفق مبالغ باهظة ليحرز شرف الانتظام في مسلكهم وأن يوشم على يده اليسرى بالوشم المتقدم ذكره، الذي كان صاحبه يستبد بجميع أعماله، صالحة كانت أم طالحة. وقد دخل في تلك الزمرة كثير من اليهود والنصارى طمعا في السلب والغنائم في أوقات العصيان. واستولى عليهم الكسل والجهل باستعمال السلاح حتى إن كثيرا منهم من يضع في البارودة الرصاص قبل البارود، وكثيرا منهم من يكون في المؤخرة ويطلق بارودته على من في المقدمة. وربما حاول قوّادهم ردعهم عن ذلك فيجيبونهم بقولهم: إن رصاصة اليكجري تعرف العدو من الصديق.

وقد انتشبت مرارا مقاتلات شديدة في أزقة القسطنطينية بينهم وبين الصباهية الذين كانوا أعداء لهم، فكانوا يطوفون في الأسواق وبين البيوت ويوسعون الناس ضربا وافتراء، ويسلبون ما صادفوه من الأمتعة ويرتكبون شرورا كثيرة ويسبون النساء والبنات من دون مانع ولا معارض. وكانت القسطنطينية بجملتها في قبضة يدهم يفعلون فيها ما يشاءون

ص: 263

من دون حساب ولا عقاب، وإذا قدم مركب موسوق «1» حطبا أو فحما إلى الميناء يذهبون حالا إليه ويسمونه بسمة أرطتهم «2» ، إشعارا بأنه قد دخل تحت ظل حمايتهم وبأنه قد صار لهم حق بيعه وقبض ثمنه، وجميع الخضر الواردة إلى السوق تحت مطلق تصرفهم يبيعونها بما شاؤوا ويعطون أصحابها من الثمن ما سمحت به أنفسهم. وهم في كل يوم يذهبون جميعا باحتفال لأجل أخذ مرتّباتهم، ويتعدون في طريقهم على كل من صادفوه، وقائدهم يمشي أمامهم وبيده مغرفة ضخمة طولها ذراعان وهم يتبعونه حاملين مراجلهم العظيمة على عتلات ومعهم جمهور من المحافظين بأيديهم سياط ضخمة. فإذا اتفق أن أحدا لم يحد عن الطريق- الذي يمرّون فيه- حالما يسمع قولهم: صاغ (أي ظهرك أو احذر) فإن القائد يضربه بتلك المغرفة العظيمة فيرميه إلى الأرض، ثم يأتي أصحاب السياط ويوجعونه ضربا. وإذا رأى الحمّال منهم مع رجل رزمة يجبره أن يسلمه إياها لكي يحملها له، طالبا منه أن يدفع له الأجرة سلفا، التي ربما تساوي قيمتها. ثم بعد قبض الأجرة يسمح له بحملها إن شاء، بشرط أن يعطيه شيئا على ذلك.

وكان إذا بنى أحد بيتا يأتي إليه نجار من اليكجرية ويطرد نجّاريه، ثم يتمم هو العمل متى شاء، وبالطريقة التي يستحسنها. وكان الأمر والنهي في الدواوين والمحاكم والمأموريات بيد أولئك القوم العتاة في جميع بلاد المملكة العثمانية. وكانوا ينصبّون ويعزلون متى شاؤوا.

ولم تزل الأمور جارية على هذا المنوال حتى كادت المملكة تسقط تحت نير تلك القوة الهائلة التي كانت أوربا بأسرها ترتعد من مجرد ذكر اسمها.

وفي سنة 1208 ابتدأ السلطان سليم الثالث يتخذ عسكرا جديدا وسماه بالنظام الجديد.

فهاج اليكجرية ومن يتعصب إليهم، فاضطر السلطان إلى إرسال ما كان عنده من العسكر المذكور إلى آسيا ثم أرجعه إلى استانبول حينما اشتغلوا في الحرب خارجا مغتنما تلك الفرصة.

ولما أخذ هذا العسكر الجديد يزيد عدّة، قام الجميع عليه بصوت واحد مدّعين أن ذلك بدعة تضادّ الدين، فاضطره الأمر إلى التسليم لهم أيضا. ثم انتهز فرصة أخرى وأرجع النظام وجعل منه عسكرا محافظين على المدينة وأحضر من آسيا عساكر غير منتظمة لتكثير العدد.

ص: 264

فأخذ اليكجرية في إضرام نيران الاختلاف بين عساكر النظام وتلك العساكر التي هي غير منتظمة، فحدثت حركة شديدة من بين الفريقين دارت فيها الدائرة على عساكر النظام فهربوا إلى القشل «1» ، وأما العساكر التي هي غير منتظمة فذهبوا إلى اليكجرية وأخرجوا المراجل المشهورة وجعلوها صفوفا في ساحة القشلة، فاجتمع جمهور من اليكجرية المستوطنين وثار معهم جمهور من رعاع المدينة وحينئذ لم يسع السلطان إلا الأمر بإبطال النظام. غير أن اليكجرية لم يرضوا إلا بخلعه وسجنه عند الحريم جزاء لما ابتدع في الإسلام من العادات والملابس الفرنجية على زعمهم، ونادوا باسم السلطان مصطفى. ولما أجلسوه على تخت السلطنة أصدر أمرا بإبطال النظام الجديد.

ثم في السنة التالية قام مصطفى باشا بيرقدار ووقف بعساكره على باب السرايا وطلب متهدّدا إرجاع السلطان سليم إلى تخت الملك. فلما رأى السلطان مصطفى ذلك الأمر خنق السلطان سليما وطرح جثته من كوة القصر إلى العصاة الذين كانوا محيطين بالسرايا.

فساءهم ذلك جدا وهجموا على السرايا وخلعوا السلطان مصطفى ووضعوه في السجن الذي كان فيه السلطان سليم، ونودي باسم السلطان محمود الثاني، وكان السلطان محمود يتردد دائما على السلطان سليم وهو في السجن، ويسرّ جدا بما كان يطلع عليه من تدابير ابن عمه بما يرجع المملكة العثمانية إلى ما كانت عليه من النجاح والسطوة، ولم يكن أقل بغضا منه لطريقة اليكجرية، وكان يحسب نفسه قادرا على قهرهم، فحلف مقسما أنه لا بد من أن يهلك تلك القوة الفظيعة التي كانت قابضة على زمام السلطنة بأيديها الخبيثة.

فتولى مصطفى باشا بيرقدار منصب الصدارة العظمى وأخذ ينتقم من أعداء السلطان سليم، وأما السلطان محمود فصرف همته في اتخاذ التدابير والوسائل اللازمة لقرض زمرة اليكجرية.

وبعد أن تسلح بفتوى من شيخ الإسلام أمر بإجراء نظام اليكجرية القديم بكل صرامة وتدقيق وإبطال علائق المتزوجين منهم، وإجبار المتزوجين بأن يتركوا حوانيتهم ويسكنوا في القشلة، ويتعلموا هناك فنون الحرب ويخضعوا لأصول طريقتهم.

فلما نشرت هذه الأوامر هاج اليكجرية وأظهروا العصيان في شهر رمضان وأضرموا النار في بيوت مجاورة لقصر الصدر الأعظم، فاحترق وهو نائم على سريره، ثم ساروا

ص: 265

هاجمين على السرايا، حيث كان السلطان محمود، فجمع السلطان حالا الطّوبجية ومن عنده من العساكر الجديدة، وانتشب القتال بين الفريقين مدة يومين، وأصبحت المدينة في خطر عظيم من تلك النيران التي أضرمها اليكجرية. وكانت عساكر السلطان محمود قليلة ضعيفة ورعاع المدينة قد اتحدت مع اليكجرية والمتعصبون لهم يحركون العامة ويهيجونهم، فرأى السلطان أنه لم يبق له إلا وجه واحد للتخلص من أيدي أولئك القوم العصاة، وهو أن يقتل السلطان مصطفى فيبقى وحده من سلالة بني عثمان، ففعل ثم خرج ووقف وحده أمام ذلك الجمهور الهائج فلم يجسر أحد أن يمد إليه يدا، وسلم قواد العساكر الذين قاتلوا عنه في السرايا للعدو لكي ينتقموا منهم بحسب إرادتهم، وأقسم بأنه لا يجدد إلى الأبد ذلك النظام الجديد المكروه. وأجاب اليكجرية إلى كل ما طلبوه، وأطلق لهم العنان كجاري عادتهم حتى إنه قيّد اسمه يكجريا في إحدى أورطهم.

ومن ذلك الوقت وقع القضاء على اليكجرية لأن انقياد السلطان محمود وتسليمه لهم في كل شيء لم يكن إلا بقصد الغلبة عليهم، فأخذ من ذلك الوقت بعزم شديد يستخدم التدابير اللازمة المؤدية إلى المرغوب، ودام مدة ثمان عشرة سنة منتظرا الفرصة لتنكيس تلك السيطرة وإنقاذ السلطنة من مخالبها الحادة. وكان جماعة من الطّوبجيّة قد تعلموا من عدة سنين طريقة الإفرنج في استخدام المدافع، إلا أنهم لقلة عددهم وقصر معرفتهم في استعمال المدافع كان اليكجرية يزدرون بهم. وأما السلطان فكان يزيد عددهم ويقويهم شيئا فشيئا لكي يعتمد عليهم عند الاقتضاء. وفي تلك الأثناء حصلت حركة الأروام فصارت حجة لتعليم تلك الزمرة أصول العسكرية وزيادة عسكرهم، وكانوا شديدي البغضة لليكجرية، وكان السلطان لا يألو جهدا عن اتخاذ كل الوسائل لتقوية تلك الحماسة فيهم نحو اليكجرية.

وفي سنة 1241 بلغ عدد الطوبجية في القسطنطينية أربعة عشر ألفا، وكانوا جميعا خاضعين خضوعا تاما للسلطان، خبيرين بأمور الحرب، خلافا لليكجرية الذين كانوا دائما يجلبون عارا على الراية العثمانية بعدم انقيادهم إلى قوادهم عند القتال، ورغبتهم الوحشية في سفك الدماء والسلب عند الانتصار، وكانوا قد أغضبوا الناس بمظالمهم وتعدياتهم، والعلماء بإدعائهم السيادة عليهم، وقوادهم بما كانوا يبدونه من الجبن والتمرد على أوامرهم.

ولما ظهرت- من انتصارات عساكر إبراهيم باشا في حرب المورة- القوة التي يكسبها

ص: 266

التعليم الإفرنجي العساكر، رأى السلطان محمود خان أن الوقت الذي كان ينتظره منذ سنين كثيرة قد أتى، وأنه قد حان الزمان الذي يجب فيه بأن يخلص من مخالب اليكجرية بإيجاد قوة جديدة منظمة كافية لدفع قوتهم وإنقاذ السلطنة منهم، وقادرة على المدافعة عن المملكة إذا مسّت الحاجة. وإذ كان لا بد له من التخلص قبلا من الارتباكات الخارجية، اضطره الحال للتسليم إلى طلب اقترحته روسيا، ولم يكن لها قصد بذلك إلا جعله وسيلة لإضرام نار الحرب بينها وبين الدولة العلية. ثم عقد مجلسا من رجال الدولة العظام لأجل النظر في قوة العسكر وإصلاح الأحوال وأخرج فتوى بجواز تزيّي جنود المسلمين بزي أهل الكتاب، وبأن يتخذوا ما لهم من العوائد فيستخدمونها لمدافعتهم ويقاتلونهم بسلاحهم.

وفيما كان المجلس ملتئما، قال رجل من أعضائه، وكان شيخا مسنا: إن اليكجرية أشبه بعجائز ذوات عجب، وقد علاهن الكبر يفتخرن كثيرا بما كان لهن من الجمال منذ سنين كثيرة. وقال آخر: إنهم لا يعتبرون الآن العلماء، مع أنهم كثيرا ما حاموا عنهم وساعدوهم. وقال آخر: إنهم طالما جلبوا العار على الراية العثمانية بواسطة تجاوزهم حدود الشريعة وعدم انقيادهم لأوامر السلطنة. فقر رأي ذلك المجلس على وجوب إصلاح أحوال العسكر، وحكم بأن يؤخذ رجال من كل فرقة من فرق اليكجرية ويجعلوا عسكرا جديدا وأن يكون لهم لباس خاص على نسق واحد وأن يتعلموا أصول الحرب على طريقة الإفرنج، مع المحافظة على الواجبات الدينية الإسلامية وعين ذلك المجلس مرتبات ذلك العسكر الجديد وكل ما يتعلق به من النظامات بكل تدقيق وتفصيل.

وبعد أن حكم شيخ الإسلام أن ذلك جائز شرعا تعهد المجلس بإجرائه بالفعل. ثم عرضت تلك الأحكام على قواد العساكر فقبلوها وختموا على تلك العهود، ولكن حالما ابتدأت الحكومة في إجراء ذلك النظام الجديد وتعليم ذلك العسكر الطريقة الإفرنجية استفاق اليكجرية من غفلتهم فجاهروا بالعصيان وصفوا المراجل كجاري العادة وأخذ أصحابهم والمتعصّبون لهم من رعاع الناس يتواردون إليهم من كل أطراف المدينة. وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر حزيران سنة 1825 م مسيحية المصادفة سنة 1241 هـ وكانت الدراويش تتقدم تلك الجماهير وتهيجهم لمقاومة تلك البدع الجديدة الإفرنجية، وذهبوا بهم إلى منزل كبير اليكجرية قاصدين قتله فنجا من أيديهم، فنهبوا منزله ومنزل الصدر الأعظم فوقعت المدينة ثانيا في قبضة أيديهم.

ص: 267

وأما السلطان محمود خان فإنه استحضر إلى سراياه جميع الطوبجية، وبعث رسولا إلى اليكجرية العصاة يأمرهم بإلقاء السلاح والتسليم فرفضوا الأوامر واستهزءوا بها. فجمع العلماء وأخبرهم بما كان فقالوا جميعا: إن اليكجرية هم أعداء الدين. فجلس السلطان تلك الليلة في السرايا في نفس الموضع والحالة التي جلس عليها منذ ثمان عشرة سنة، وكانت المدينة بأيدي جنود هائجة قد علا ضجيجهم إلى الجو وملؤوا الأسواق حتى وصلوا إلى باب السرايا وأخذوا يجلبون ويتهددون. وفي صباح اليوم السادس عشر من شهر حزيران من السنة المذكورة أخرج السلطان علم النبي صلى الله عليه وسلم من الخزينة وسار بكل جنوده إلى ساحة آت ميدان. وبعد تقديم الدعاء في جامع السلطان أحمد نشر هناك العلم الشريف فأخذت الجماهير تتقاطر إليه، ثم أخذت الجيوش تتقدم نحو اليكجرية وتدفعهم إلى الوراء، إلى أن وصلوا إلى تل مشرف على معسكرهم بقرب جامع السلطان محمود، وكنت ترى جماهير كثيرة من المسلمين يبادرن بسرعة إلى معسكر السلطان لأجل المدافعة عن العلم الشريف.

ثم ثار جماعة من الطوبجية نحو ساحة آت ميدان من دون مصادمة كثيرة، ولم يمض إلا القليل حتى أحاطت الجنود المظفرة بتلك الساحة الفسيحة من كل جهة، وجعلت المدافع على كل مرتفع وفي كل شارع مقابل ذلك الموضع.

وعند ذلك خرجت اليكجرية من القشل قاصدة الهجوم على عساكر السلطان فأرسل السلطان رسولا يأمر اليكجرية أن يسلموا، فقتلوا الرسول وللحال أشعلت الطوبجية المدافع وكان عددها مائة مدفع وأخذت تطلق الكرات والقنابل على ساحة آت ميدان والقشلة، فهجمت اليكجرية على الصفوف السلطانية فدفعتهم العسكر المظفرة دفعة هائلة وذبحوا منهم عددا غفيرا، فرجع من سلم هاربا إلى القشلة، وحينئذ تحولت المدافع نحو القشلة بأسرها، وأشعلت النار الدائمة فلعبت بالقشلة. فصرخ اليكجرية من داخلها طالبين العفو والرجمة فلم يلتفت إلى صراخهم، وذلك أن ألوفا من الشيوخ والنساء والعذارى طالما كانوا يصرخون إليهم في أيام سطوتهم طالبين الرحمة فلم يرحموهم ولا التفتوا إلى صراخهم.

ولم تزل المدافع تعج والبواريد ترسل الرصاص من دون انقطاع حتى سقطت حيطان القشلة إلى الداخل على من سلم فيها من نيران القتال فهلكوا عن آخرهم، ولم ينج أحد من جميع الذين كانوا قد وقفوا في تلك المعمعة لمحاربة سلطانهم وولي نعمتهم، فسحق ذلك العصيان سحقا فظيعا في أول ظهوره، ولكن لم يكن ذلك نهاية العمل لأنه كان لم يزل ألوف من

ص: 268

اليكجرية باقين متفرقين في أماكن مختلفة من المدينة، وكانت الإيالات أيضا مملوءة منهم.

وفي اليوم الثاني خرج فرمان شريف بإبطال تلك الزمرة وملابسها ومصطلحاتها وقشلها حتى واسمها من كل المملكة، ونادى به المنادون. وهذه ترجمته:«بموجب حكم الكتاب والشريعة، إصلاحا لحال أمة محمد، وإحياء للدولة والدين، تلغى أرط اليكجرية من الآن وصاعدا وتبطل كليا. وبموجب اتفاق العامة مع جميع العلماء حرر أنفار عساكر محمدية منصورة مكان هؤلاء، وعلى أهل العرض بعد هذا أن يفتحوا دكاكينهم ويكونوا في أشغالهم ومكاسبهم» . اه.

فوقع الرعب على كل زمر اليكجرية وهربوا متبددين في كل صقع وناد. وكانت الحكومة تفتش عليهم في كل مكان من المملكة وتلقي القبض على كل من وجدته منهم وتعاقبهم بالقتل بالسيف أو بالخنق أو بالسجن أو النفي، بحسب أحوالهم وذنوبهم. وكنت ترى خليج قسطنطينية مملوءا من جثث القتلى الذين كانت تلقى فيه «1» . فبلغ عدد الذين قتلوا ثلاثين ألفا. وهكذا كانت نهاية هؤلاء العساكر المنكودة الحظ، والوبال الذي جلبه لنفسها بغيها وعدم مراعاتها النعمة. وقد أرخ بعضهم هذه الحادثة بقوله: غزاي أكبر، وذلك سنة 1241.

قلت: إن الفظائع التي كان اليكجرية يجرونها في استانبول، كانوا يجرونها بل أعظم منها في حلب وغيرها من البلاد الخارجة عن استانبول، فقد كانوا قابضين فيها على الحرف والصنائع، وكانوا يعاملون الناس بالجبروت والقسوة ويهينون الأشراف ويهتكون الأعراض. وكانت جميع الفتن والثورات في حلب- التي أسلفنا ذكرها- هم السبب الأعظم بإثارتها وكان زعماؤهم في الدرجة القصوى من الثراء والغنى، وهم على جانب عظيم من العتوّ والكبرياء. وكان ولاة حلب يعجزون عن إخضاعهم وردعهم إلا من لجأ منهم في قهرهم إلى الحيلة والخدعة معهم، كما فعل باستئصال عدد كبير من طواغيهم جلال الدين باشا. وكانوا يجرون في حلب من الفظائع والمخازي ما يقف اليراع خجلا عن تحريره وتسطيره: يهتكون شرف العذارى في حضور أوليائهم وفي منازلهم، ثم يبصقون بوجه الرجل ويأخذون منه ما يوجد عنده من النقود وما عند نسائه من الحلي، ويخرجون من

ص: 269

بيته وهم يودعونه باللعن والشتائم. ومن فظائعهم أيضا أنهم كانوا يدخلون رأس الكلب في بطيخة خضراء فارغة ويرسلونه في الأسواق والشوارع، ووراءه واحد منهم ينادي بقوله: تنحّوا عن طريق السيّد (لأن السادة كانوا يلبسون في رؤوسهم العمائم الخضر) .

ومما كانوا مستولين عليه من الحرف والمهن حرفة اللحّامين، فقد كان معظمها في أيديهم، وكان الرجل لا يقدر أن يطبخ في بيته إلا نوع الطعام الذي يأمره به لحّامه، فلربما أمره عدة أيام بأن يطبخ نوعا واحدا من الطعام لأن اللحمة التي عند لحامه لا تصلح لغير ذلك النوع، ولا يستطيع الرجل أن يشتري من لحام آخر مطلوبه من اللحم، لأنه إذا فعل ذلك فربما يقضي لحامه عليه. فاتفق أن رجلا كان اسم لحامه رحمون آغا فكانت زوجة الرجل إذا سألته: ماذا نأكل في هذه الليلة؟ يجيبها بقوله: «الإرادة لرحمون آغا» .

فسارت هذه الكلمة مسير المثل في حلب يتمثل به من كانت إرادته تبعا لإرادة من هو أقوى منه.

والخلاصة أن الفظائع التي كانت تجريها هذه الطغمة الشريرة كثيرة جدا يحتاج استقصاؤها إلى مجلّد على حدته، وأن جميع ما كان يجريه عليهم الولاة من العقوبات والمصادرة والتعذيب قليل من كثير مما كانوا يستحقونه. فالحمد لله الذي أراح منهم البلاد والعباد.

انتهى ما قصدنا إلى إيراده من الكلام على أحوال الطائفة اليكجرية. ولنعد الآن إلى سرد الحوادث فنقول: في سنة 1242 ولي حلب سيروزي يوسف مخلص باشا ابن إسماعيل بك من أعيان سيروز. وفيها حدث بحلب طاعون جارف بلغ عدد وفياته اليومية نحو أربعمائة نسمة.

وفي سنة 1243 ولي حلب الصدر الأسبق رؤوف باشا. وقرأت في السجل المحفوظ في المحكمة الشرعية أنه في هذه السنة رفع مفتي حلب أحمد أفندي الجابري، ونقيب أشرافها عباس أفندي طه زاده- وغيرهما من وجهاء حلب- إلى الحاكم الشرعي أن بكير آغا ابن كعدان، وعبيد بن الجذبة وأتباعهما- وهم مصطفى وعواد وأحمد بن هاشم- عازمون على العود إلى حلب والإضرار بأهلها، فهم- أي المفتي ونقيب الأشراف ورفقاؤهما- يطلبون من الحاكم الشرعي أن يحكم بقتلهم: فأحضر الحاكم أهل المحلات

ص: 270