الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أيضا بلادها في الهند التي كان استولى عليها دوبلكس، وبلادها في كناده ولم يبق لها في الهند سوى خمسة بلدان. وانتهت هذه الحرب في معاهدة باريس سنة 1763 م/ 1177 هـ. وفي سنة 1768 اشترت فرنسا جزيرة كورس من جمهورية (جينوا) التي ولد فيها نابليون بانابرت سنة 1769 م/ 1183 هـ.
وفي أيام هذا الملك قام البرلمان الفرنسي يعارض بابا رومية والرهبانية، ويحمل عليها حملة شعواء حتى إنه حصل على أمر بإلغائها، فأغلقت مدارسها. وكان ولتير وروسو وغيرهما من الفلاسفة يعضدون البرلمان بخطبهم ومؤلفاتهم. ومات الملك لويس الخامس عشر وخلفه حفيده لويس السادس عشر وكان محبا للخير لكنه كان ضعيفا.
وفي سنة 1781 م/ 1196 هـ اتحدت فرنسا مع أميركا بغضا في إنكلترا التي تمردت عليها مستعمراتها في أميركا، فانتصرت المستعمرات على إنكلترا واستقلّت وأعادت إنكلترة إلى فرنسا عدة مستعمرات كانت سلبتها منها سنة 1763 م/ 1177 هـ. وختمت هذه الحرب بمعاهدة فرسايل سنة 1783 م/ 1198 هـ. وقد كلفت هذه الحرب فرنسا نفقات عظيمة بحيث كان عجز موازنتها كل سنة ستة وخمسين مليونا، وتعذر على الدولة جباية الضرائب. وفي سنة 1789 م/ 1204 هـ اجتمع المجلس العمومي الذي لم يجتمع منذ سنة 1614 م/ 1013 هـ فلم يحصل من اجتماعه فائدة.
وفي خامس أيار من هذه السنة ابتدأت الثورة الفرنسية. وفي هذه السنة ينتهي تاريخ الأزمنة الحالية ويبتدئ الجزء الرابع من التاريخ العالمي العام.
الثورة الفرنسية الشهيرة:
أسباب هذه الثورة سوء إدارة الملك وقلة اكتراثه بالرأي العام وعدم المساواة بين طبقات الشعب، فإن جميع الامتيازات كانت محصورة بطبقة الأشراف والإكليروس والطبقة الثالثة من الشعب، وكل الأثقال كانت مطروحة على عاتق الفلاحين.
مبدأ الثورة وتاريخها:
اجتمع في فرسايل مندوبو الفرق المتنوعة من أهل البلاد وقرروا أن يؤلفوا مجلسا مليا تسير فرنسا على ما يراه. وقد تحالفوا على أنهم لا ينفكون عن بعضهم إلا بعد تنفيذ ما
عولوا عليه وسمي هذا الحلف حلف ملعب البوم فلم يرض الشعب بذلك. وفي 14 تموز سنة 1789 م/ 1204 هـ أعلن الشعب تمرده على الحكومة وهجم على سجن الباستيل وأطلق السجناء وعيّن عريفا لنفسه وأقام حرسا وطنيا، وأرغم الحكومة على الاعتراف بأوامره وبقي هذا التاريخ يتخذ عيدا للجمهورية إلى اليوم. ثم حدث شقاق ديني اضطرب له الملك والمجلس الملّي وأصبح الملك لويس السادس عشر في خطر. غير أن المجلس تعهد بحمايته على شرط أن يكون حكمه بعد الآن مبنيا على ما يراه المجلس التشريعي.
وفي تلك الأيام اشتهر الخطيب (ميرابو) . وظهر العلم الفرنسي الذي أضيف إليه اللون الأبيض رمزا لوقوع التراضي بين الملك والأمة، واللون الأزرق شعار الملك، والأحمر شعار باريس. وقد قسمت فرنسا في تلك الأيام إلى 83 مقاطعة وبقيت هذه القسمة إلى اليوم. وفيها قرر المجلس التشريعي ضبط أوقاف الكنائس وأموالها على أن تقوم الدولة باحتياج الكهنة، وأن تعم المساواة بين سائر الطبقات وتلغى الامتيازات القديمة. وذلك كله في سنة 1791 م/ 1206 هـ فشقت قضية ضبط الأوقاف على البابا وعارض بها، فقام الاضطهاد على قدم ضد الكهنة، فهاجر بعضهم وتبعهم عدد كبير من الأشراف وكثر الهرج والمرج، وكانت النمسا تساعد المهاجرين فأعلنت فرنسا عليها الحرب وقد تطوع فيها مائة ألف فلم يظفروا من النمسا بطائل وأصبح الوطن في خطر.
وفي أواخر تموز سنة 1791 دخل البروسيون فرنسا وقامت الحرب بين حرس الملك السويسريين وبين الثوار، وانجلت عن قتل الكثيرين من السويسريين وسجن منهم عدد عظيم، وحكم المجلس التشريعي على الملك بالحبس، وقرر أن يعقد اجتماع لتأليف حكومة فرنسية جديدة وأن يفرج عن الملك، فرفض الثوار هذه المقررات وزجّوا العائلة الملوكية في سجن الهيكل. وكان البروسيون في ذلك الأثناء يتقدمون في فرنسا، فما كان من الثوار سوى أن هجموا على الكهنة والحرس الملوكي وأحزاب الملك وأعملوا فيهم السيف مدة ثلاثة أيام وكان ذلك في أيلول 1792.
وفي 20 من هذا الشهر انتصر القائد الفرنسي (دوموريز) على البروسيين في فلمى، فهدأت الأفكار قليلا وانعقد مجلس جديد سمي مجلس الاتفاق، فقرر إلغاء الحكم الملكي في فرنسا وبدأ حكم الجمهورية في 22 أيلول المذكور، وهي الجمهورية الأولى. وقام