الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التباس بين مولودين:
في شهر جمادى الثانية اتفق أن امرأتين من اليهود وضعتا في بيت وآن واحد طفلين ذكرين. وكانت القابلة ومن حضر من النسوة يشتغلن بأمهاتهما، فلما فرغن منهن وطلبت كل واحدة ولدها التبس عليهن تعيين كل ولد إلى أمه، ولم يظهر لهن ذلك إلا بعد مشقة زائدة.
وفي هذه السنة جمع مقدار وافر من بزر الجراد. وفي الساعة السابعة والدقيقة الخامسة عشرة من يوم السبت حادي وعشرين محرم سنة 1305 سادس والعشرين أيلول سنة 1303 رومية، وقع في حلب، وعينتاب وكلّز ومرعش، والبستان وأورفة وسروج، زلزال من الغرب إلى الشرق، وامتد نحو نصف دقيقة دون أن يحدث منه خطر. وفي هذا الوقت نفسه حصل زلزال شديد في بعض قرى عينتاب فهدمت عدة دور وهلك بها تحت الردم طفلان وبعض مواش. وفي أوائل صفر كان قدوم حسن باشا والي حلب وسفر سلفه عثمان باشا.
حريق في مرعش وبيادر حلب:
وفي السادس والعشرين حزيران سنة 1304 حدث في مرعش حريق عظيم قوّم ضرره باثني عشر ألف ذهب عثماني، التهمت ناره (520) دكانا و 21 دارا و 11 فرنا وقسما من جامع وخان وتكية المولوية بتمامها. وفي يوم الخميس 17 ذي القعدة و 14 تموز شبت النار في بيادر قارلق بحلب فأحرقت 217 بيدرا.
تفشّي حمى التيفوس في المحابيس:
وفي رجب الفرد سنة 1306 وشباط سنة 1304 فشا بالمحابيس في سجن الحكومة حمّى قتّالة يقال لها حمى تيفوس، وصار يموت بها كل يوم بضعة محبوسين. فعيّنت لهم الحكومة مستشفى في جبل الغزالات أفردتهم به. وبعد ثلاثة أشهر صرفها الله عنهم. وفي شهر ذي القعدة وحزيران شبّت النار في إحدى محلات مرعش ولم تخمد حتى أتت على عشرين دارا، وامرأة وطفل. وفي اليوم الحادي والعشرين رمضان سنة 1306 الثالث عشر أيار سنة 1305 بين الصلاتين، وقع في حلب وأطرافها مطر غزير يصحبه برق ورعد
وصواعق وبرد كبار في شمالي حلب، حتى حملت السيول وساقت عدة مواش من بساتين حلب وأراضيها وأغرقت محلة الوراقة، واختنق بها بضعة أوادم.
وفي أوائل ربيع الثاني سنة 1307 المصادف شهر تشرين الثاني سنة 1305 ورد الأمر من النظارة الصحية بإقامة منطقة الحجر الصحي في حدود الولاية، مما يلي الموصل، لما شاع من ظهور الهيضة «1» في الموصل، فأقيمت المنطقة المذكورة في جهة الرّها وحرّان والبيرة والرقة خمسة عشر يوما على كل مارّ من هناك إذا لم يكن معه تذكرة مشعرة بنظافته.
وفي هذا الشهر قدم من استانبول إلى حلب الشيخ وفا ابن الشيخ بهاء الدين ابن الشيخ «محمد وفا الرفاعي» ومعه من حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرة أعطته إياها امرأة من أكابر نساء استانبول. فتلقاه الناس بالتكريم، ووضعت الشعرة في زاوية الشيخ تراب المتصلة بجامع خسرو باشا. وفي الساعة الثامنة بعد ظهيرة يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان المعظم من هذه السنة المصادف لليوم 27 آذار سنة 1306 بدأ المطر ينهلّ كأفواه القرب، واستمر بهذه القوة العظيمة إلى الساعة الأولى ليلا، حتى طافت الشوارع وبعض جوامع وحمّامات ودكاكين، وأغرق نحو ثلاثين حملا من الأرزّ والملح وغيرهما في خانات باب الجنان، وخسفت الأزقّة، وسقط صاعقة في محلة ساحة بزّة فصدّعت أربعة جدران.
وفي يوم الخميس 12 رمضان سنة 1307 وصل إلى حلب واليا عليها عارف باشا.
وفي صيف هذه السنة ظهر في حلب ونواحيها مرض وافد سماه الناس باسم «أبي الرّكب» وكان وفوده من الممالك الإفرنجية، وكانت أعراضه في حلب أن يبتدئ مع الإنسان بقشعريرة خفيفة تارة وسخونة أخرى، ثم تطبق السخونة ويلزم المريض الفراش، ويشتد معه وجع الرأس والصداع والغثيان بضعة أيام، ثم يشعر بوجع في مفاصله وفي ركبه إلى أن يمضي عليه نحو خمسة عشر يوما تقريبا، فينقه من مرضه. وفي شتاء هذه السنة أيضا انقلب هذا المرض إلى علّة سماها الناس «الفولانزا» وفدت من البلاد الإفرنجية، وهي نزلة صدرية شديدة يصحبها سخونة في الجسم، تستمر نحو عشرين يوما وتنتهي بالشفاء غالبا.
وفي يوم الثلاثاء 29 شوال المصادف اليوم الخامس حزيران سنة 1306 في الساعة الرابعة والدقيقة الثالثة والثلاثين ابتدأت الشمس بالكسوف وانتهى الكسف في الساعة الخامسة والدقيقة الرابعة والثلاثين، وبدأ بالانجلاء في الساعة الخامسة والدقيقة الخامسة والثلاثين، فكانت مدة الكسوف من الابتداء إلى انتهاء الانجلاء ساعتين ودقيقتين، ومقدار ما انكسف من قرص الشمس تسع أصابع من اثنتي عشرة أصبعا.