الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الرابع عشر بعد المائة
علم أحوال المسند وأحوال متعلقات الفعل
ولم يذكر هذا النوع الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى-
فصل:
في أحوال المسند وهو الخبر
أما تركه وحذفه فلما تقدم في أحوال المسند إليه من كونه واضحًا وصون الكلام عن الزيادة وإيثار الاختصار إلى غير ذلك من الفوائد
ومن أمثلة حذف الخبر كما جزم به الزمخشري في الكشاف قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة: 62]
وأما قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 83] فيحتمل حذف المبتدأ
ويكون التقدير: فأمري صبر جميل ويحتمل حذف الخبر والتقدير: فصبر جميل أجمل
ومما يحتمل الأمرين قول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا} [النساء: 171]
وأما ذكر المسند: فلكونه الأصل ولكونه أوضح وأبين أو للتبرك والتعظيم إلى غير ذلك
ثم إن المسند تارة يكون اسما وتارة يكون جملة فعلية لأجل تقييده بأحد الأزمنة الثلاثة مثل زيد قام للماضي وزيد يقوم وزيد انطلق مع إفادة التجدد قال الله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15]
وإذا كان الخبر اسما أفاد عدم التقييد والتجديد لكن الاستمرار والثبوت والدوام كقول الله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ} [الشورى: 19]
وأما تنكير الخبر: فلإرادة عدم الحصر كقولك زيد كاتب أو للتفخيم
نحو قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]
وأما تخصيصه بالإضافة أو الوصف نحو: زيد رجل عالم فلإفادة معان يقتضيها حال الكلام
وأما تعريف الخبر فغالبا يكون لإفادة الحصر والاختصاص -ولو ادعاء- نحو: زيد الأسير وعمرو الشجاع
وأما تأخيره -أي الخبر- فلكونه هو الأصل فإن المبتدأ مقدم والخبر مؤخر
وأما تقديمه: فإظهار الاهتمام به والتخصيص وحصره في المسند إليه [155 ب/ح] إلى غير ذلك كقول الله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} [الصافات: 47] أي بخلاف خمور الدنيا
وقد يكون التقديم للإشارة من أول الأمر إلى أنه خبر لا صفة كقول حسان في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
له همم لا منتهى لكبيرها
…
همته الصغرى أجل من الدهر
ويكون التقديم للتفاؤل والتشويق كقول القائل: