الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحذوفات، كما أن ملفوظه أحسن الملفوظات.
قال: ومتى تردد بين أن يكون مجملاً أو مبينًا، فتقدير المبين أحسن، نحو قوله تعالى:{وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث} [الأنبياء: 78] لك أن تقدر: في أمر الحرث، أو في تضمين الحرث، وهو أولى؛ لتبيينه وهو مجمل لتردده بين أنواع.
فصل:
نذكر فيه أنواع الإطناب كما سبق أنواع الإيجاز
.
النوع الأول: من أنواب الإطناب، الإطناب بتكثير الجمل، نحو قول الله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في
البحر
…
} الآية في سورة (البقرة)[البقرة: 164]. أطنب الله -جل شأنه- في أنواع المتفكر فيه لكون الخطاب فيه لجميع الثقلين، وفي كل عصر وحين، للعالم والجاهل، والموافق والمخالف، وكذا قوله تعالى:{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} في سورة [آل عمران: 190]. أطنب الحق فيها في صفات المتفكرين لبيان شرفهم وعلو مقامهم، وما منحهم الله من جليل النعم، وكذلك قوله تعالى:{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به} [غافر: 7]، فقوله تعالى:{ويؤمنون به} إطنابًا؛ لأن من المعلوم إيمان حملة العرش، وذكر؛ لإظهار شرف الإيمان والترغيب فيه. وكذا قوله تعالى:{وويل للمشركين (6) الذين لا يؤتون الزكاة} [فصلت: 6، 7]، وليس أحد من المشركين مزكي، والنكتة: الحث للمؤمنين على أدائها، والتحذير من المنع، حيث جعل من أوصاف المشركين.
النوع الثاني: من أنواع الإطناب: دخول حرف فأكثر من حروف التأكيد على الجملة، مثل: لا الابتداء، و «ألا»
الاستفتاحية، و «أما» ، و «ها» التنبيه.
والكلام في التأكيد إذا لم/ يكن هو مقتضى الحال، أما إذا كان الحال مقتضية فليس من الإطناب./. مثال التأكيد على وجه الإطناب، قوله تعالى:{ثم إنكم بعد ذلك لميتون (15) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون} [المؤمنين: 15، 16]، أكد الموت تأكيدين، وإن لم ينكر؛ لتنزيل المخاطبين -لتماديهم في الغفلة- تنزيل من ينكر الموت. وأكد إثبات البعث تأكيدًا واحدًا وإن كان أشد نكيرًا؛ لأنه لما كانت أدلته ظاهرة واضحة، نزل إنكار المنكر منزلة العدم.
كما في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} [البقرة: 2]، نفي عنه «الريب» على سبيل الاستغراق بـ «لا» مع أن «الريب» واقع فيه من المرتابين؛ لكن نزل ارتيابهم فيه منزلة العدم، تعويلاً على ما فيه من الأدلة الباهرة، أو