الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل: ومن لطائفه التنبيه على أنه مبتدأ للخلق للغيبة منهم عنه سبحانه وقصورهم عن محاضرته ومخاطبته، وقيام حجاب العظمة عليهم؛ فإذا عرفوه بما هو له، وتوسلوا للقرب بالثناء [عليه] وأقروا بالمحامد له، تعبدوا له بما يليق بهم، وتأهلوا لمخاطبته ومناجاته فقالوا:{إياك نعبد وإياك نستعين} .
تنبيهات:
الأول:
[شرط الالتفات]
أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدًا في نفس الأمر إلى المنتقل عنه، وألا يلزم عليه في: أنت صديقي- التفات.
الثاني: شرطه أن يكون في جملتين: صرح به صاحب الكشاف وغيره، وإن يلزم عليه أن يكون [نوعًا غريبًا].
الثالث: ذكر التنوخي في «الأقصى القريب» ، وابن الأثير، وغيرهما نوعًا غريبًا من الالتفات، وهو بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلمه، كقوله تعالى:{غير المغضوب عليهم} بعد «أنعمت» ، فإن المعنى:«غير الذين غضبت عليهم» . وتوقف فيه صاحب «عروس الأفراح» .
الرابع: قال ابن أبي الإصبع: جاء في القرآن من الالتفات قسم غريب جدًا، لم أظفر في الشعر بمثاله، وهو أن يقدم المتكلم في كلامه مذكورين مرتبين، ثم يخبر عن الأول منهما، وينصرف عن الإخبار عنه إلى الإخبار عن الثاني، ثم يعود إلى الإخبار عن الأول، كقوله تعالى:{إن الإنسان لربه لكنود * وإنه على ذلك لشهيد} [العاديات]، انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلى الإخبار عن ربه تعالى، ثم قال منصرفًا عن الإخبار عن ربه إلى الإخبار عن الإنسان:{وإنه لحب الخير لشديد} [العاديات: 8]، قال: وهذا يحسن أن يسمى التفات.
الخامس: يقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر، ذكره التنوخي هو وابن الأثير، وهو ستة أقسام
أيضًا. مثاله من الواحد إلى الاثنين: {قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض} [يونس: 78].
وإلى الجمع، قوله تعالى:{يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1].
ومن الاثنين/ إلى الواحد، كقوله تعالى:{قال فمن ربكما يا موسى} [طه: 49]، وقوله تعالى:{فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} [طه: 117].
وإلى الجمع قوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتًا واجعلوا بيوتكم قبلةً} [يونس: 87].
ومن الجمع إلى الواحد قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين} [يونس: 87].
وإلى الاثنين، قوله تعالى:{يا معشر الجن والإنس إن استطعتم} إلى قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} [الرحمن: 33، 34].
السادس: -ويقرب منه- الانتقال من الماضي والمضارع والأمر إلى الآخر.
مثاله من الماضي إلى المضارع قوله تعالى: {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابًا} [فاطر: 8]، وقوله تعالى:{ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير} [الحج: 31]، {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله} [الحج: 25].
وإلى الأمر قوله تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم} [الأعراف: 29]، {وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان} [الحج: 30].