الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لفظان فأكثر ثم يذكر أضدادها على الترتيب.
والفرق بين الطباق والمقابلة [
أن] الطباق لا يكون إلا بالأضداد، والمقابلة بالأضداد وبغيرها.
قال السكاكي: ومن خواص المقابلة أنه إذا شرط في الأول أمر شرط في الثاني ضده، كقوله تعالى: {فأما من أعطى واتقى
…
} الآيات، قابل بين الإعطاء والبخل، والاتقاء والاستغناء، والتصديق والتكذيب، والعسر واليسر، ولما جعل التيسير في الأول مشتركًا بين الإعطاء والاتقاء، والتصديق جعل ضده- وهو التعسير- مشتركًا بين أضدادها.
وقال بعضهم: المقابلة إما لواحد بواحد وذلك قليل جدًا، كقوله تعالى:{لا تأخذه سنة ولا نوم} [البقرة: 255]. أو اثنين، كقوله تعالى:{فليضحكوا قليلًا وليبكوا كثيرًا} [التوبة: 82]، أو ثلاثة، كقوله تعالى:{يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} [الأعراف: 157]، {واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152] أو
أربعة بأربعة، كقوله تعالى: {فأما من أعطى
…
} [الليل: 5] الآيات.
أو خمسة بخمسة، كقوله تعالى: {إن الله لا يستحي
…
} [البقرة: 26] الآية وما بعدها. قابل بين «بعوضة فما فوقها» وبين «فأما الذين آمنوا» و «أما الذين كفروا» ، وبين «يضل» و «يهدي» ، وبين «ينقضون» و «ميثاقه» ، وبين «يقطعون» و «أن يوصل» .
أو ستة بستة، كقوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات
…
} [آل عمران: 14] الآية، ثم قال {قل أؤنبئكم
…
} [آل عمران: 15] الآية. قابل الجنات، والأنهار، والخلد، والأزواج، والتطهير، والرضوان، [إزاء] النساء، والبنين، والذهب، والفضة، والخيل المسومة، والأنعام، والحرث.
وقسم آخر المقابلة إلى ثلاثة أنواع: نظيري، ونقيضي، وخلافي.
مثال الأول: مقابل السنة بالنوم في الآية الأولى، فإنهما جميعًا من باب الرقاد المقابل باليقظة. في قوله تعالى:{وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود} [الكهف: 18] وهذا مثال الثاني؛ فإنهما نقيضان.
ومثال الثالث: مقابلة الشر بالرشد. في قوله تعالى: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا} [سورة الجن: 10]، فإنهما خلافيان