المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أرجى آية في القرآن: - الزيادة والإحسان في علوم القرآن - جـ ٦

[محمد عقيلة]

فهرس الكتاب

- ‌النوع الرابع عشر بعد المائةعلم أحوال المسند وأحوال متعلقات الفعل

- ‌فصل:في أحوال المسند وهو الخبر

- ‌فصل في أحوال المفعول:

- ‌النوع الخامس عشر بعد المائةعلم حصره واختصاصه

- ‌ الحصر ويقال له القصر

- ‌فصلطرق الحصر كثيرة:

- ‌تنبيه:

- ‌النوع السادس عشر بعد المائةعلم خبره وإنشائه

- ‌فصل:القصد بالخبر إفادة المخاطب

- ‌فرع:من أقسامه على الأصح التعجب

- ‌قاعدة:

- ‌فرع:من أقسام الخبر:

- ‌تنبيهات:

- ‌قاعدة:

- ‌فائدة:

- ‌فصل:من أقسام الإنشاء:

- ‌تنبيهات:

- ‌فصل:من أقسام الإنشاء:

- ‌فصل: ومن أقسامه: «النهى»

- ‌فصل:ومن أقسامه؛ التمني

- ‌فصل:ومن أقسامه: الترجي

- ‌فصل:يجوز تقدير الشرط بعد التمني

- ‌فصل:ومن أقسامه: النداء

- ‌قاعدة:

- ‌فائدة:

- ‌فصل:ومن أقسامه: القسم

- ‌النوع السابع عشر بعد المائةعلم فصله ووصله

- ‌تذنيب

- ‌النوع الثامن عشر بعد المائةعلم إيجازه وإطنابه ومساواته

- ‌فصل:والإيجاز والاختصار بمعنى واحد

- ‌فصل:الإيجاز على قسمين:

- ‌فصل:ذكر ابن الأثير، وصاحب «عروس الأفراح» وغيرهما: أن من أنواع إيجاز القصر

- ‌فصل:تقدم الكلام على إيجاز القصر

- ‌ للحذف ثمانية شروط:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:ينبغي أن يقدر المحذوف في محله الذي يليق به

- ‌فائدة:ينبغي تقليل الحذف مهما أمكن

- ‌فائدة:اعتبر الأخفش التدريج في الحذف مهما أمكن

- ‌فصل:في أماكن من الحذف في القرآن

- ‌فائدة:الحذف على أنواع:

- ‌فائدة:قال الشيخ عز الدين: لا يقدر من المحذوف إلا أشدها موافقة للغرض

- ‌فصل:نذكر فيه أنواع الإطناب كما سبق أنواع الإيجاز

- ‌لطيفة:

- ‌فائدة:

- ‌فائدة:قطع النعوت في مقام المدح والذم أبلغ من إجرائها

- ‌ البدل يفارق عطف البيان في ثمانية أشياء:

- ‌فائدة:

- ‌النوع التاسع عشر بعد المائة«علم بديعه»

- ‌وأما نفي الشيء بإيجابه، وكثير من أنواع البديع، وحسن التخلص، فستأتي في كثير من الأنواع. ونورد في هذا الفن كثيرًا من أنواعه

- ‌الاستخدام:

- ‌الالتفات:

- ‌تنبيهات:

- ‌[شرط الالتفات]

- ‌التوشيح:

- ‌التهكم:

- ‌التسليم:

- ‌التسهيم:

- ‌حسن التعليل:

- ‌الاطراد:

- ‌الانسجام:

- ‌الإدماج:

- ‌الافتنان:

- ‌الاقتدار:

- ‌ائتلاف اللفظ مع اللفظ وائتلافه مع المعنى:

- ‌الاستدراك والاستثناء:

- ‌الاقتصاص:

- ‌الإبدال:

- ‌تأكيد المدح بما يشبه الذم:

- ‌التفويف:

- ‌التقسيم:

- ‌التدبيج:

- ‌القول بالموجب:

- ‌التنكيت:

- ‌التجريد:

- ‌التعديد:

- ‌الترتيب:

- ‌الترقي والتدلي:

- ‌التضمين:يطلق على أشياء:

- ‌الجناس:

- ‌تنبيه:

- ‌الإثبات:

- ‌الترديد:

- ‌الترصيع:

- ‌المماثلة:

- ‌التوزيع:

- ‌الجمع:

- ‌الجمع والتفريق:

- ‌الجمع والتقسيم:

- ‌الجمع مع التفريق والتقسيم:

- ‌جمع المؤتلف والمختلف:

- ‌حسن النسق:

- ‌عتاب المرء [لنفسه]:

- ‌العكس:

- ‌العنوان:

- ‌الفرائد:

- ‌القسم:

- ‌اللف والنشر:

- ‌المشاكلة:

- ‌المزاوجة:

- ‌المبالغة:

- ‌فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌المطابقة:

- ‌ترصيع الكلام:

- ‌المقابلة:

- ‌والفرق بين الطباق والمقابلة [

- ‌مراعاة النظير:

- ‌المواربة:

- ‌المراجعة:

- ‌النزاهة:

- ‌الإبداع:

- ‌النوع العشرون بعد المائةعلم فواتح السور

- ‌أعلم أن الله افتتح سور القرآن بعشرة أنواع من الكلام، لا يخرج شيء من السور عنها:

- ‌النوع الحادي والعشرون بعد المائةعلم خواتم السور

- ‌النوع الثاني والعشرون بعد المائةعلم مناسبات الآيات والسور

- ‌فصلالمناسبة في اللغة المشاكلة والمقاربة

- ‌وله أسباب:

- ‌قاعدة:

- ‌تنبيه:

- ‌فصل:من هذا النوع مناسبة فواتح السور وخواتمها

- ‌ لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر عن حكيم:

- ‌فصل:قال في «البرهان»: ومن ذلك افتتاح السور بالحروف المقطعة واختصاص كل واحدة بما بدئت به

- ‌فصل:ومن هذا النوع مناسبة أسماء السور لمقاصدها

- ‌فوائد منثورة في المناسبات:

- ‌النوع الثالث والعشرون بعد المائةعلم الآيات المتشاكلات المتقاربات

- ‌فصل في آخر الحروف الزوائد والنواقص

- ‌النوع الرابع والعشرون بعد المائةعلم لطائف القرآنوأسراره ونكته وفوائده

- ‌النوع الخامس والعشرون بعد المائةعلم أسرار تكرار قصص القرآنوبيان الحكمة والسر في ذلك

- ‌(فصل: فإن سأل سائل): ما الحكمة في عدم تكرار قصة يوسف عليه السلام

- ‌النوع السادس والعشرون بعد المائةإعجاز القرآن

- ‌فصل:وإنما كان القرآن العزيز معجزًا لأن لفظه الكلام العربي البليغ الراقي في درجة الفصاحة والبلاغة والبراعة إلى الغاية القصوى

- ‌فصل:لما ثبت كون القرآن معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم وجب الاهتمام بمعرفة وجه الإعجاز

- ‌ إعجاز القرآن ذكر من وجهين:

- ‌ مراتب تأليف الكلام خمس:

- ‌ اعلم أن القرآن منطو على وجوه من الإعجاز كثيرة، وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها في أربعة وجوه

- ‌تنبيهات:

- ‌النوع السابع والعشرون بعد المائةعلم مفردات القرآن العزيز

- ‌أرجى آية في القرآن:

- ‌النوع الثامن والعشرون بعد المائةعلم معرفة العلوم المستنبطة من القرآن

- ‌فصل:قال [الإمام] الغزالي [رحمة الله تعالى عليه] وغيره: آيات الأحكام

- ‌النوع التاسع والعشرون بعد المائةعلم أقسام القرآن

- ‌ كيف أقسم بالخلق وقد ورد النهي عن القسم بغير الله

- ‌ الألفاظ الجارية مجرى القسم ضربان:

- ‌النوع الثلاثون بعد المائةعلم جدل القرآن

- ‌ استدل سبحانه [وتعالى] على المعاد الجسماني بضروب:

- ‌فصل:من الأنواع المصطلح عليها في علم الجدل السبر والتقسيم

الفصل: ‌أرجى آية في القرآن:

وأخرج أبو ذر الهروي في فضائل القرآن من طريق يحيى بن يعمر، عن ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أعظم آية في القرآن: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم

} [البقرة: 255]، وأعدل آية في القرآن: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان

} [النحل: 90] إلى آخرها، وأخوف آية في القرآن:{فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره (8)} [الزلزلة: 7، 8]، و‌

‌أرجى آية في القرآن:

{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله

} [الزمر: 53] إلى آخرها».

وقد اختلف في أرجى آية في القرآن على بضعة عشر قولًا:

أحدها: آية [الزمر: 53].

والثاني: {أولم تؤمن قال بلى} [البقرة: 260]، أخرجه الحاكم في المستدرك وأبو عبيد، عن صفوان بن سليم، قالا: التقى ابن عباس

ص: 420

وابن عمر رضي الله عنهم، فقال ابن عباس: أي آية في كتاب الله أرجى؟ . فقال عبد الله بن عمر: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم

} الآية [الزمر: 53]، فقال ابن عباس، لكن قول الله:{وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} [البقرة: 260]، قال: فرضي منه بقوله: {بلى} ، قال: فهذا لما يعترض في الصدر مما يوسوس به الشيطان.

الثالث: ما أخرجه أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب-[كرم الله وجهه ورضى عنه-] أنه قال: إنكم يا معشر أهل العراق تقولون: أرجى آية في القرآن: {قل يا عبادي الذين أسرفوا

} الآية [الزمر: 53] الآية، لكنا أهل البيت نقول: إن أرجى آية في كتاب الله: {ولسوف يعطيك ربك فترضى (5)} [الضحى: 5]، وهي الشفاعة.

الرابع: ما أخرجه الواحدي عن علي بن الحسين، قال: أشد آية على

ص: 421

أهل النار: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا (30)} [النبأ: 30]، وأرجى آية في القرآن لأهل التوحيد: {إن الله لا يغفر أن يشرك به

} الآية [النساء: 48].

وأخرج الترمذي وحسنه عن علي [كرم الله وجهه] قال: أحب آية إلي في القرآن: {إن الله لا يغفر أن يشرك به

} الآية.

الخامس: ما أخرجه مسلم في صحيحه، عن ابن المبارك، أن أرجى آية في القرآن قوله تعالى:{ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة} إلى قوله: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} [النور: 22].

السادس: ما أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب «التوبة» عن أبي عثمان

ص: 422

النهدي، قال: ما في القرآن آية أرجى عندي لهذه الأمة من قوله: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملًا صلحًا وآخر سيئًا} [التوبة: 102].

السابع والثامن: قال أبو جعفر النحاس: في قوله [تعالى]: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} [الأحقاف: 35] إن هذه الآية عندي أرجى آية في القرآن؛ إلا أن ابن عباس قال: أرجى آية في القرآن: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} [الرعد: 6]، وكذا حكاه عنه مكي، ولم يقل «على إحسانهم» .

التاسع: روى الهروي في مناقب الشافعي [رحمه الله تعالى] عن ابن عبد الحكم، قال: سألت الشافعي: أي آية أرجى؟ . قال: قوله: {يتيمًا ذا مقربة (15) أو مسكينًا ذا متربة (16)} [البلد: 15، 16]، قال: وسألته عن أرجى حديث للمؤمن، قال: إذا كان يوم القيامة يدفع إلى كل مسلم رجل من

ص: 423

الكفار فداؤه.

العاشر: {قل كل يعمل على شاكلته} [الإسراء: 84].

الحادي عشر: [قوله تعالى]: {وهل نجزي إلا الكفور} [سبأ: 17].

الثاني عشر: [قوله تعالى]: {إنا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذب وتولى (48)} [طه: 48]، حكاه الكرماني في كتاب العجائب.

الثالث عشر: [قوله تعالى]: {وما أصابكم كم مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير (30)} [الشورى: 30].

حكى هذه الأقوال الأربعة النووي في [رؤوس المسائل]، والأخير ثابت عن علي [كرم الله وجهه ورضى الله عنه].

ففي مسند [الإمام] أحمد عنه قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله تعالى، حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه؟ . {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير (30)} [الشورى: 30]، وسأفسرها لك يا علي:«ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله أكرم من أن يثني العقوبة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه» .

ص: 424

الرابع عشر: [قوله تعالى]: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} [الأنفال: 38].

قال الشبلي: إذا كان الله [جل شأنه] أذن للكافر بدخول الباب إذا أتى بالتوحيد والشهادة، افتراه يخرج الداخل فيها والمقيم عليها؟ .

الخامس عشر: آية الدين، ووجهه: أن الله أرشد عباده إلى مصالحهم الدنيوية حتى انتهت العناية بمصالحهم إلى أمرهم بكتابة الدين الكثير والحقير فمقتضى ذلك ترجى عفوه عنهم؛ لظهور العناية العظيمة بهم.

[قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى-]: ويلحق بهذا ما أخرجه ابن المنذر، عن ابن مسعود، أنه ذكر عنده بنو إسرائيل، وما فضلهم الله به، فقال: كان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنبًا أصبح وقد كتبت كفارته على أسكفة بابه، وجعلت كفارة ذنوبكم قولًا تقولونه؛ [تستغفرون الله] فيغفر لكم، والذي نفسي بيده لقد أعطانا الله آية لهي أحب إلي من الدنيا وما فيها: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله

} الآية [آل عمران: 135].

وما أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة عن ابن عباس قال: ثماني آيات نزلت

ص: 425

في سورة [النساء]، هن خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت: أولهن {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم} [26]. والثانية {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات} [27]، والثالثة: {يريد الله أن يخفف عنكم

} الآية [28]، والرابعة: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه

} الآية [31]، والخامسة: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة

} الآية [41]، والسادسة: {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله

} الآية [110]، والسابعة: {إن الله لا يغفر أن يشرك به

} [48]، والثامنة: {والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم

} الآية [152].

وما أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: سئل ابن عباس: أي آية أرخص في كتاب الله قال: قوله [تعالى]: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت: 30].

وما أخرجه ابن راهويه، في مسنده، أنبان أبو عمر العقدي، أنبانا عبد الجليل بن عطية، عن محمد بن المنتشر، قال: قال رجل لعمر بن

ص: 426

الخطاب [رضي الله عنه]: إني [لأعرف] أشد آية في كتاب الله تعالى، فأهوى عمر فضربه بالدرة، وقال: مالك نقبت عنها حتى علمتها؟ ما هي؟ قال: {من يعمل سوءًا يجز به} [النساء: 123] فما منا أحد يعمل سوءًا إلا جزي به، فقال عمر [رضي الله عنه] لبثنا حين نزلت ما ينفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله [جل شأنه] بعد ذلك ورخص {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا (110} [النساء: 110].

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن، قال: سألت أبا برزة الأسلمي، عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار، فقال:{فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا} [النبأ: 30].

وفي «صحيح البخاري» عن سفيان، قال: ما في القرآن آية أشد علي من [قوله تعالى]: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم

ص: 427

من ربكم} [المائدة: 68].

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس، قال: ما في القرآن أشد توبيخًا من هذه الآية، [وهي قوله تعالى]: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت

} الآية [المائدة: 63].

وأخرج ابن المبارك في كتاب الزهد عن الضحاك بن مزاحم، [قرأ] في قول الله [تعالى]: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت

} الآية [المائدة: 63] قال: والله ما في القرآن آية أخوف عندي منها.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن، قال: ما أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية كانت أشد عليه من قوله [تعالى]: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه

} الآية [الأحزاب: 37].

ص: 428

وأخرج ابن المنذر عن ابن سيرين [رحمه الله تعالى] لم يكن شيء عندهم أخوف من هذه الآية: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8)} [البقرة: 8].

وعن أبي حنيفة [رحمه الله تعالى] أخوف آية في القرآن {واتقوا النار التي أعدت للكفرين (131)} [آل عمران: 131].

وقال غيره: {سنفرغ لكم أيه الثقلان (31)} [الرحمن: 31]، ولهذا قال بعضهم: لو سمعت هذه الكلمة من خفير الحارة لم أنم.

وفي «النوادر» لأبي زيد، قال مالك [رحمه الله تعالى] أشد آية على أهل الأهواء قوله [تعالى]: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه

} الآية [آل عمران: 106]، فتأويلها على أهل الأهواء. انتهى.

ص: 429

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية، قال: آيتان في كتاب الله، ما أشدهما على من يجادل فيه [قوله تعالى]:{ما يجدل في آيات الله إلا الذين كفروا} [غافر: 4]، {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} [البقرة: 176].

وقال السعيدي: سورة (الحج) من أعاجيب القرآن، فيها مكي ومدني، وحضري وسفري، وليلي ونهاري، وحربي وسلمي، وناسخ ومنسوخ، فالمكي من رأس الثلاثين إلى آخرها، والمدني من رأس خمس عشرة إلى رأس الثلاثين، والليلي خمس آيات من أولها والنهاري من رأس تسع آيات إلى رأس اثنتي عشرة، والحضري إلى رأس العشرين.

قلت: والسفري أولها، والناسخ [قوله تعالى]: {أذن للذين يقاتلون

} الآية [الحج: 39]، والمنسوخ [قوله تعالى] {الله يحكم بينكم

} الآية [الحج: 69]، نسختها آية السيف، وقوله [تعالى]:

ص: 430

{وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي

} [الحج: 52] نسختها [قوله تعالى]: {سنقرئك فلا تنسى (6)} [الأعلى: 6].

وقال الكرماني: ذكر المفسرون أن قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا شهادة بينكم

} الآية [المائدة: 106]، من أشكل آية في القرآن حكمًا ومعنى وإعرابًا.

وقال غيره: قوله تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الآية [الأعراف: 31] جمعت أصول أحكام الشريعة كلها: الأمر والنهي والإباحة والخبر.

وقال الكرماني في «العجائب» : في قوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} [الأعراف: 31] قيل: هو قصة (يوسف)، وسماها {أحسن القصص} لاشتمالها على ذكر حاسد ومحسود، ومالك ومملوك، وشاهد ومشهود، وعاشق ومعشوق، وحبس وإطلاق، وسجن وخلاص، وخصب وجدب، وغيرها مما يعجز عن بيانها طوق الخلق.

وقال: ذكر أبو عبيدة عن رؤبة: ما في القرآن أعرب من قوله

ص: 431

[تعالى]: {فأصدع بما تؤمر} [الحجر: 94].

وقال ابن خالويه في كتاب «ليس» : ليس في كلام العرب لفظ جمع لغات ما النافية إلا حرف واحد في القرآن، جمع اللغات الثلاث، وهو قوله [تعالى]:{ما هن أمهاتهم} [المجادلة: 2]، قرأ الجمهور بالنصب، وقرأ بعضهم بالرفع، وقرأ ابن مسعود [رضي الله تعالى عنه]«ما هن بأمهاتهم» بالباء، قال: وليس في القرآن لفظ على «أفعوعل» إلا في قرأه ابن عباس [رضي الله تعالى عنهما]: {ألا إنهم يثنون صدورهم} [هود: 5].

وقال بعضهم: أطول سورة في القرآن [البقرة]، وأقصرها [الكوثر]، وأطول آية فيه آية الدين، وأقصر آية فيه و [الضحى]، و [الفجر]، وأطول كلمة فيه رسمًا {فأسقيناكموه} [الحجر: 22].

ص: 432

وفي القرآن آيتان جمعت كل منهما حروف المعجم: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا} الآية [آل عمران: 154]، [وقوله تعالى]: {محمد رسول الله والذين معه

} الآية [الفتح: 29].

وليس في حاء بعد حاء بلا حاجز إلا في موضعين؛ قوله [تعالى]: {ولا تعزموا عقدة النكاح حتى

} [البقرة: 235]، {لا أبرح حتى} [الكهف: 60].

ولا كافان كذلك إلا: {مناسككم} [البقرة: 200]، {ما سلككم} [المدثر: 42].

ولا غينان كذلك إلا [قوله تعالى]: {ومن يبتغ غير الإسلام} [آل عمران: 85].

ولا آية فيها ثلاثة وعشرون كافًا إلا آية الدين.

ولا آية فيها ثلاثة عشر وقفًا إلا آيتا المواريث.

ولا سورة ثلاث آيات فيها عشر واوات إلا و (العصر) إلى آخرها.

ولا سورة إحدى وخمسون آية، فيها اثنان وخمسون وقفًا إلا سورة [الرحمن].

ذكر أكثر ذلك ابن خالويه.

وقال أبو عبد الله الخبازي المقرئ: أول ما وردت على السلطان محمود بن ملكشاه [سألني كم في القرآن آية أولها غين؟ ] فقلت: ثلاثة: {غافر الذنب} [غافر: 3]، وآيتان بخلاف:{غلبت الروم (2)} [الروم: 2]،

ص: 433

{غير المغضوب عليهم} [الفاتحة: 7].

قال الحافظ السيوطي [رحمه الله تعالى عليه]: ونقلت من خط شيخ الإسلام ابن حجر: في القرآن أربع شدات متواليات قوله تعالى: {نسيًا (64) رب السماوات} [مريم: 64، 65].

{في بحر لجى يغشاه موج} [النور: 40].

{سلام قولًا من رب رحيم (58)} [يس: 58].

{ولقد زينا السماء الدنيا} [الملك: 5].

انتهى.

ص: 434