الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم:
هو أن يريد المتكلم الحلف على شيء، فيحلف بما يكون فيه فخر له، أو تعظيم لشأنه، أو تنويه لقدره، أو ذم لغيره، أو جاريًا مجرى الغزل والترفق، أو خارجًا مخرج الموعظة والزهد. كقوله تعالى:{فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} [الذاريات: 23]، أقسم سبحانه وتعالى بقسم يوجب الفخر، لتضمنه التمدح بأعظم قدرة، وأجل عظمة.
وكقوله عز وجل: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} [الحجر: 72]، أقسم سبحانه بحياة نبيه صلى الله عليه وسلم تعظيمًا لشأنه وتنويهًا لقدره.
اللف والنشر:
هو أن يذكر شيئان أو أشياء، إما تفصيلاً بالنص على كل/ واحد أو إجمالاً، بأن يؤتى بلفظ مشتمل على متعدد، ثم يذكر أشياء على عدد ذلك، كل واحد يرجع إلى واحد من لمتقدم، ويفوض إلى عقل السامع رد كل واحد إلى ما يليق به، فالإجمالي كقوله تعالى: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان
هودًا أو نصارى} [البقرة: 111] أي: وقالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا اليهود، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا النصارى، وإنما سوغ الإجمال في اللف ثبوت العناد بين اليهود والنصارى، فلا يمكن أن يقول أحد الفريقين بدخول الآخر إلى الجنة، فوثق بالعقل في أنه يرد كل قول إلى فريقه لأمن، اللبس.
وقائل ذلك يهود المدينة ونصارى نجران.
قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى- قلت: وقد يكون الإجمال في النشر لا في اللف؛ بأم يؤتى بمتعدد، ثم بلفظ مشتمل على متعدد يصلح لهما، كقوله تعالى:{حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187]، على قول أبي عبيدة: إن «الخيط الأسود» أريد به الفجر الكاذب، لا الليل. والتفصيلي قسمان:
أحدهما: أن يكون على ترتيب اللف، كقوله تعالى:{ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله} [القصص: 73]، فالسكون راجع إلى الليل، والابتغاء راجع إلى النهار.
وقوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29]، فاللوم راجع إلى البخل، ومحسورًا راجع إلى الإسراف، لأن معناه: منقطعًا لا شيء عندك.
وقوله تعالى: {ألم يجدك يتيمًا فآوى} [الضحى: 6] الآيات، فإن قوله:{فأما اليتيم فلا تقهر} راجع إلى قوله: {ألم يجدك يتيمًا فآوى} ، {وأما السائل فلا تنهر} راجع إلى قوله:{ووجدك ضالا فهدى} ، فإن المراد السائل عن العلم، كما فسره مجاهد وغيره. {وأما بنعمة ربك فحدث} راجع إلى قوله:{ووجدك عائلًا فأغنى} ، قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى-: رأيت هذا المثال في: «شرح الوسيط» للنووي المسمى: «بالتنقيح» .
والثاني: أن يكون على عكس ترتيبه، كقوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم
…
} إلى آخر الآية.
وجعل منه جماعة قوله تعالى: {حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} [البقرة: 214]؛ قالوا: «متى نصر الله» : قول الذين آمنوا، و {ألا إن نصر الله قريب} ، قول الرسول.
وذكر الزمخشري له قسمًا آخر؛ كقوله تعالى: {ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله} [الروم: 23]. قال: هذا من باب اللف، وتقديره: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين منامكم وابتغاؤكم بالليل والنهار؛ لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء