الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي عجائب الكرماني: إنما سميت السور السبع (حم) على الاشتراك في الاسم لما بينهن من لتشاكل الذي اختصت به؛ وهو أن كل واحد منها استفتحت بالكتاب أو صفة الكتاب مع تقارب المقادير في الطول والقصر وتشاكل الكلام في النظام.
فوائد منثورة في المناسبات:
في تذكرة الشيخ تاج الدين السبكي [ومن خطه نقلت][سئل] الإمام ما الحكمة في افتتاح سورة (الإسراء) بالتسبيح، و (الكهف) بالتحميد؟ . [وأجاب] بأن التسبيح- حيث جاء- مقدم على التحميد، نحو {فسبح بحمد ربك} [الحجر: 98، النصر 3] «سبحان الله والحمد لله» .
وأجاب ابن الزملكاني: بأن سورة ...........
(سبحان) لما اشتملت على الإسراء الذب كذب المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه تكذيب لله [سبحانه] وتعالى، أتى بـ (سبحان) لتنزيه الله (تعالى)[عما نسب إلى نبيه] من الكذب، وسورة (الكهف) لما أنزلت بعد سؤال المشركين عن قصة أصحاب (الكهف) وتأخر الوحي، نزلت مبينة أن الله لم يقطع نعمته عن نبيه ولا عن المؤمنين، بل أتم عليهم النعمة [بإنزال الكتاب، فناسب افتتاحها بالحمد على هذه النعمة]. قلت: وقد لاح لي وجه في افتتاح سورة (الإسراء){هو تنزيل الله تعالى} ، وذلك لأن الإسراء هو الذهب ليلاً وهو [التوجه] من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فقد يتوهم انحصار المطلوب والمقصود في جهة من الجهات أو مكان من الأماكن فلذا افتتحت السورة بالتنزيه عن انحصار فضله وفيضه في جهة أو زمان أو مكان -والله أعلم-.
وفي تفسير الخويي ابتدأت (الفاتحة) بقوله: {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة]، فوصف بأنه مالك جميع المخلوقين، وفي (الأنعام) و (الكهف) و (سبأ) و (فاطر) لم يوصف بذلك، بل بفرد من أفراد صفاته، وهو خلق السماوات والأرض والظلمات والنور في (الأنعام)[وإنزال الكتاب] في (الكهف)، وملك ما في السماوات وما في الأرض في (سبأ)، وخلقهما في (فاطر)؛ لأن (الفاتحة) أم القرآن ومطلعه، فناسب الإتيان فيها فأبلغ الصفات وأعمها وأشملها.
وفي العجائب للكرماني: إن قيل: كيف جاء {يسئلونك} أربع مرات بغير واو: {يسئلونك عن الأهلة} [البقرة: 289]، {يسئلونك ماذا ينفقون} [البقرة: 219]، {يسئلونك عن الشهر الحرام} [البقرة: 222]، {يسئلونك عن الخمر} [البقرة: 219]، ثم جاء ثلاث مرات بالواو:{ويسئلونك ماذا ينفقون} [البقرة: 219]، {ويسئلونك عن اليتامى} [البقرة: 220]، {ويسئلونك عن المحيض} [البقرة: 222]؟ . قلنا: لأن سؤالهم عن الحوادث الأول وقع متفرقًا، وعن الحوادث الأخر وقع في وقت واحد، فجيء بحرف الجمع دلالة على ذلك.
فإن قيل: كيف جاء {ويسئلونك عن الجبال فقل} [طه: 105] وعادة القرآن مجيء {قل} في الجواب بلا رفاء. أجاب الكرماني بأن التقدير: «لو سئلت عنها فقل» .
فإن قيل: كيف جاء {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} [البقرة: 186]، وعادة السؤال يجيء جوابه في القرآن بـ «قل»؟ قلنا: حذفت للإشارة إلى أن العبد في حالة الدعاء في أشرف المقامات لا واسطة بينه وبين مولاه.
ورد في القرآن سورتان: أولهما: {يأيها الناس} [النساء، والحج] في كل نصف سورة، فالتي في النصف الأول تشتمل [على شرح المبدأ والتي في الثاني على شرح المعاد].