الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واحد مع إقامة اللف على الاتحاد.
وذكر في «الكشاف» في قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيامٍ أخر} [البقرة: 185]، قال: فقوله: {ولتكملوا العدة} علة الأمر بمراعة العدة. {ولتكبروا} علة ما علم من كيفية القضاء والخروج عن عهدة الفطر، {ولعلكم تشكرون} علة الترخيص والتيسير.
وهذا النوع من اللف لطيف المسلك لا يكاد يهتدي إلى تبيينه إلا النقاب المحدث من علماء البيان. انتهى.
وأورد عليه في «المطول» إشكالاً، وأجاب عنه وأطال عليه، فراجعه.
المشاكلة:
ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقًا، أو تقديرًا؛ فالأول
كقوله تعالى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} [المائدة: 116]، وقوله تعالى:{ومكروا ومكر الله} [آل عمران: 54]. فإن إطلاق النفس والمكر في جانب الباري تعالى إنما هو لمشاكلة ما معه. وكذا قوله تعالى: {وجزاء سيئةٍ سيئة مثلها} [الشورى: 40]؛ لأن الجزاء الحق لا يوصف بأنه سيئة. وقوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} [البقرة: 194]، وقوله جل شأنه:{فاليوم ننساهم كما نسوا} [الأعراف: 51]، وقوله تعالى:{فيسخرون منهم سخر الله منهم} [التوبة: 79]، وقوله:{إنما نحن مستهزئون (14) الله يستهزئ بهم} [البقرة: 14 - 15].
ومثال التقديري، قوله تعالى:{صبغة الله ومن أحسن من الله صبغةً} [البقرة: 138]، أي تطهير الله؛ لأن الإيمان يطهر النفوس. والأصل فيه: أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية، ويقولون: إنه تطهير لهم. فعبر عن الإيمان بصبغة الله للمشاكلة بهذه ..........