الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأجيب: بأن لفظ الإصفاء يشعر بزعم أن البنات لغيرهم، أو بأن المراد مجموع الجملتين؛ وينحل منهما كلام واحد. والتقدير: أجمع بين الإصفاء بالبنين واتخاذ البنات!
وأشكل منه قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} [البقرة: 44] ووجه الإشكال: أنه لا جائز أن يكون المنكر أمر الناس بالبر فقط. كما تقتضيه القاعدة المذكورة؛ لأن أمر البر ليس مما ينكر، ولا نسيان النفس فقط؛ لأنه يصير ذكر أمر الناس بالبر لا مدخل له، ولا مجموع الأمرين؛ لأنه يلزم أن تكون العبادة جزء المنكر، ولا نسيان النفس بشرط الأمر؛ لأن النسيان منكر مطلقاً، ولا يكون نسيان النفس حال الأمر أشد منه حال عدم الأمر؛ لأن المعصية لا تزداد بشاعتها بانضمامها إلى الطاعة؛ لأن جمهور العلماء على أن الأمر بالبر واجب؛ وإن كان الإنسان ناسياً لنفسه وأمره لغيره بالبر كيف يضاعف/ بمعصية نسيان [النفس]، ولا يأتي الخير بالشر.
قال في «عروس الأفراح» ويجاب بأن فعل المعصية مع النهي عنها أفحش؛ لأنها تجعل حال الإنسان كالمتناقض، وتجعل القول كالمخالف للفعل، ولذلك كانت المعصية مع العلم أفحش منها مع الجهل، قال: ولكن الجواب عن أن الطاعة كيف تضاعف المعصية المقارنة لها من جنسها؟ فيه دقة.
فصل:
من أقسام الإنشاء:
الأمر: وهو طلب فعل غير كف. وصيغته: «افعل» ،
و «ليفعل» . وهي حقيقة في الإيجاب نحو قوله تعالى: {أقيموا الصلوة} [البقرة: 43]، وقوله تعالى:{فليصلوا معك} [النساء: 102]. ويرد مجازاً لمعان أخر:
(1)
- منهما الندب، نحو قوله تعالى:{وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا} [الأعراف: 204].
(2)
والإباحة، نحو قوله تعالى:{فكاتبوهم} [النور: 33] نص الشافعي على أن الأمر فيه للإباحة؛ ومنه قوله تعالى: {وإذا حللتم فاصطادوا} [المائدة: 2].
(3)
والدعاء من السافل للعالي، نحو قوله تعالى:{رب اغفر لي} [الأعراف: 151، نوح 28].
(4)
والتهديد، نحو قوله تعالى:{اعملوا ما شئتم} [فصلت: 40]، إذ ليس المراد الأمر بكل عمل شاؤوا.
(5)
والإهانة، نحو قوله تعالى:{ذق إنك أنت العزيز الكريم (49)} [الدخان: 49].
(6)
والتسخير، أي التذليل، نحو قوله تعالى:{كونوا قردةً} [البقرة: 65]؛ عبر عن نقلهم من حالة إلى حالة إذلالاً لهم، فهو أخص من الإهانة.
(7)
والتعجيز عن قوله تعالى: {فأتوا بسورةٍ من مثله} [البقرة: 24]؛ إذ ليس المراد طلب ذلك منهم، بل إظهار عجزهم.
(8)
والامتنان، نحو قوله تعالى:{كلوا من ثمره إذا أثمر} .
(9)
والعجب، نحو قوله تعالى:{انظر كيف ضربوا لك الأمثال} [الإسراء: 48].
(10)
والتسوية، نحو قوله تعالى:{فاصبروا أو لا تصبروا} [الطور: 16].
(11)
والإرشاد، نحو قوله تعالى:{وأشهدوا إذا تبايعتم} [البقرة: 282].
(12)
والاحتقار، نحو قوله تعالى:{ألقوا ما أنتم ملقون} [يونس: 80].
(13)
والإنذار، نحو قوله تعالى:{قل تمتعوا} [إبراهيم: 30].
(14)
والإكرام، نحو قوله تعالى:{ادخلوها بسلامٍ امنين (46)} [الحجر: 46].
(15)
والتكوين، وهو أعم من التسخير، نحو قوله تعالى:{كن فيكون} [النحل: 40].
(16)
والإنعام، وهو تذكير النعمة، نحو قوله تعالى:{كلوا مما رزقكم الله} [الأنعام: 142].
(17)
والتكذيب، نحو قوله تعالى:{قل فأتوا بالتوراة فاتلوها} [آل عمران: 93]، وقوله تعالى:{قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا} [الأنعام: 150].
(18)
والمشورة، نحو قوله تعالى:{فانظر ماذا ترى} [الصافات: 102].