الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّه لا يَجوزُ أن يَكونَ حَديثُ ابنِ مَسعودٍ فى تَحريم الكَلامِ ناسِخًا لحَديثِ أبى هريرةَ وغَيِره فى كَلامِ النّاسِى
وذَلِكَ لِتَقَدُّمِ حَديثِ عبدِ اللَّه وتأَخُّرِ حَديثِ أبى هريرةَ رضي الله عنه وغَيرِهِ.
قالَ ابنُ مَسعودٍ فيما رُوّينا عنه فى تَحريمِ الكَلامِ: فلَمّا رَجَعْنا مِن أرضِ الحَبَشَةِ. ورُجوعُه مِن أرضِ الحَبَشَةِ كان قَبلَ هِجرَةِ النبىِّ صلى الله عليه وسلم إلى المَدينَةِ، ثم هاجَرَ إلى المَدينَةِ، وشَهِدَ مع النبىِّ صلى الله عليه وسلم بَدرًا، فقِصَّةُ التَّسليمِ كانَت قَبلَ الهِجرَةِ.
3976 -
حدَّثَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدَّثَنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا حُدَيجُ بنُ مُعاويَةَ، عن أبى إسحاقَ، عن عبدِ اللَّه بنِ عُتبَةَ، عن عبدِ اللَّه بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه قال: بَعَثَنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى النَّجاشِىِّ، ونَحنُ ثَمانونَ رجلًا ومعنا جَعفَرُ بنُ أبى طالِبٍ. فَذكَر الحديثَ فى دُخولِهِم على النَّجاشِىِّ، وفى آخِرِه قال: فجاءَ ابنُ مَسعودٍ فبادَرَ، فشَهِدَ بَدرًا
(1)
.
3977 -
أخبرَنا أبو الحسينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، حدَّثَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ عَتّابٍ، حدَّثَنا القاسِمُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ المُغيرَةِ الجَوهَرِىُّ،
(1)
المصنف فى الدلائل 2/ 297، 298، والطيالسى (344). وأخرجه أحمد (4400) من طريق حديج ابن معاوية به. وقال ابن كثير فى البداية والنهاية 4/ 174: هذا الإسناد جيد قوى، وسياق حسن. وقال ابن حجر فى الفتح 7/ 189: إسناده حسن.
حدَّثَنا إسماعيل بنُ أبى أُوَيسٍ، حدَّثَنى إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ قال: ومِمَّن يُذكَرُ أنَّه قَدِمَ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمَكَّةَ مِن مُهاجِرَةِ أرضِ الحَبَشَةِ الأولَى ثم هاجَرَ إلى المَدينَةِ. فذَكَرَهُم وذكَر فيهِم عبدَ اللَّهِ بنَ مَسعودٍ قال: وكانَ مِمَّن شَهِدَ بَدرًا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. هَكَذا ذكَره سائرُ أهلِ المَغازِى بلا اختِلافٍ بَينَهُم فيه.
وأَمّا أبو هريرةَ رضي الله عنه فقَد رُوّينا عن سُفيانَ بنِ عُيَينَةَ وحَمّادِ بنِ زَيدٍ عن أيّوبَ عن محمدِ بنِ سيرينَ عن أبى هريرةَ رضي الله عنه قال: صَلَّى بنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إحدَى صَلاتَى العَشِىِّ
(2)
. ورُوّينا عن يَحيَى بنِ أبى كَثيرٍ عن أبى سلمةَ عن أبى هريرةَ أنَّه قال: بَينَما أنا أُصَلِّى مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلاةَ الظُّهرِ. فذكَر قِصَّةَ ذِى اليَدَينِ
(3)
. ورُوِّينا فى حَديثِ أبى سُفيانَ مَولَى ابنِ أبى أحمدَ عن أبى هريرةَ رضي الله عنه قال: صَلَّى بنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
3978 -
وفى حَديثِ الزُّهرِىِّ عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ وأَبِى سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ وأَبِى بكرِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ وعُبَيدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ، أنَّ أبا هريرةَ رضي الله عنه قال: صَلَّى لَنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهرَ أوِ العَصرَ، فسَلَّمَ فى رَكعَتَينِ. فذكَره. أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو بكرِ ابنُ عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا الحسنُ بنُ سُفيانَ، حدَّثَنا حَرمَلَةُ بنُ يَحيَى،
(1)
أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 33/ 76 من طريق أبى الحسين بن الفضل به.
(2)
تقدم تخريجه فى (3951، 3962).
(3)
تقدم تخريجه فى (3964).
(4)
تقدم تخريجه فى (3873، 3967).
أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى
(1)
يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ. فذكَره
(2)
.
وأَخبَرَ أبو هريرةَ رضي الله عنه أنَّه شَهِدَ هَذِه القِصَّةَ، وقُدومُ أبى هريرةَ رضي الله عنه على النبىِّ صلى الله عليه وسلم كان وهو بخَيبَرَ.
3979 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا بشرُ بنُ موسَى، حدَّثَنا الحُمَيدِىُّ، حدَّثَنا سُفيانُ، حدَّثَنا الزُّهرِىُّ، أخبرَنِى عَنبَسَةُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ، عن أبى هريرةَ رضي الله عنه قال: قَدِمتُ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَصحابِه خَيبَرَ بَعدَما فتَحوها. وذكَر الحديثَ
(3)
. رواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن الحُمَيدِىِّ
(4)
.
3980 -
وأَخبرَنا أبو الحسينِ ابنُ القَطّانِ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدَّثَنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدَّثَنا أبو بكرٍ الحُمَيدِىُّ، حدَّثَنا سُفيانُ، حدَّثَنا عثمانُ بنُ أبى سليمانَ قال: سَمِعتُ عِراكَ بنَ مالكٍ يقولُ: سَمِعتُ أبا هريرةَ رضي الله عنه يقولُ: قَدِمتُ المدينَةَ والنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بخَيبَرَ، ورَجُلٌ مِن بني غِفارٍ يَؤُمُّ النّاسَ
(5)
.
(1)
بعده فى س، م:"ابن". والمثبت هو الصواب، وتقدم مرارًا.
(2)
أخرجه ابن خزيمة (1043) من طريق ابن وهب به. وأخرجه أبو داود (1012)، وابن خزيمة (1040، 1044) من طريق الزهرى به بدون ذكر أبى بكر بن الحارث. وضعفه الألبانى فى ضعيف أبى داود (217).
(3)
المصنف فى المعرفة (5340)، والحميدى (1109). وأخرجه أبو داود (2723، 2724) من طريق سفيان به.
(4)
البخارى (2827).
(5)
المعرفة والتاريخ 2/ 740.
قال الشيخُ رحمه الله: ثم إنَّه تَبِعَ النبىَّ صلى الله عليه وسلم فقَدِمَ عليه وهو بخَيبَرَ.
3981 -
أَخبرَنا أبو الحسينِ ابنُ الفَضلِ، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ جَعفَرٍ، حدَّثَنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدَّثَنا أبو بكرٍ الحُمَيدِىُّ، حدَّثَنا سُفيانُ، حدَّثَنا إسماعيلُ يَعنِى ابنَ أبى خالِدٍ قال: سَمِعتُ قَيسًا يَعنِى ابنَ أبى حازِمٍ يقول: سَمِعتُ أبا هريرةَ رضي الله عنه يقولُ: صَحِبتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثَ سِنينَ
(1)
.
3982 -
أخبرَنا أبو سعيدٍ الإِسفَرايينِىُّ، أخبرَنا أبو بَحرٍ البَربَهارِىّ، حدَّثَنا بشرُ بنُ موسَى قال: قال الحُمَيدِىُّ وهو يَذكُرُ هَذِه المَسأَلَةَ: ويُحْمَلُ حَديثُ ابنِ مَسعودٍ رضي الله عنه على العَمدِ. قال: فإِن قال قائلٌ: فما دَلَّ على ذَلِكَ؟ فظاهِرُه العَمدُ والنِّسيانُ والجَهالَةُ؟ قُلنا: صَدَقتَ، هذا ظاهِرٌ، ولَكِن كان إتيانُ ابنِ مَسعودٍ مِن أرضِ الحَبَشَةِ قَبلَ بَدرٍ، ثم شَهِدَ بَدرًا بَعدَ هذا القَولِ، فلَمّا وجَدْنا إسلامَ أبى هريرةَ رضي الله عنه والنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بخَيبَرَ قَبلَ وفاةِ النبىِّ صلى الله عليه وسلم بثَلاثِ سِنينَ وقَد حَضَرَ صَلاةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَولَ ذِى اليَدَينِ، ووَجَدْنا عِمرانَ بنَ حُصَينٍ حَضرَ صَلاةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً أُخرَى وقَولَ الخِرباقِ، وكانَ إسلامُ عِمرانَ بَعدَ بَدرٍ، ووَجَدْنا مُعاويَةَ بنَ حُدَيجٍ حَضَرَ صَلاةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَولَ طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ، وكانَ إسلامُ مُعاويَةَ قَبلَ وفاةِ النبىِّ صلى الله عليه وسلم بشَهرَينِ، ووَجَدْنا ابنَ عباسٍ رضي الله عنهما يُصَوِّبُ ابنَ الزُّبَيرِ رضي الله عنهما فى ذَلِكَ، ويَذكُرُ أنَّها سُنَّةُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكانَ ابنُ عباسٍ ابنَ عَشرِ سِنينَ حينَ قُبِضَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ووَجَدْنا ابنَ عمرَ رَوَى ذَلِكَ، وكانَ إجازَةُ النبىِّ صلى الله عليه وسلم ابنَ عمرَ يَومَ الخَندَقِ بَعدَ بَدرٍ، فعَلِمْنا أنَّ
(1)
المعرفة والتاريخ 2/ 739، 740.
حَديثَ ابنِ مَسعودٍ رضي الله عنه خُصَّ به العَمدُ دونَ النِّسيانِ، ولَو كان ذَلِكَ الحَديثُ فى النِّسيانِ والعَمدِ يَومَئذٍ لَكانَت صَلَواتُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِه ناسَخَةً له؛ لأنَّها بَعدَه
(1)
.
3983 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا دَعلَجُ بنُ أحمدَ، حدَّثَنا أحمدُ بنُ علىٍّ الأبّارُ، حدَّثَنا أبو أحمدَ عبدُ اللَّه بنُ بَحرٍ الخَشّابُ، حدَّثَنا الوَليدُ ابنُ مُسلِمٍ، عن الأوزاعِىِّ قال: كان إسلامُ مُعاويَةَ بنِ الحَكَمِ فى آخِرِ الأمرِ، فلَم يأمُرْه النبىُّ صلى الله عليه وسلم إِعادَةِ الصَّلاةِ، فمَن تَكَلَّمَ فى صَلاتِه ساهيًا أو جاهِلًا مَضَت صَلاتُه، ومَن تَكَلَّمَ مُتَعَقَدًا استأنَفَ الصَّلاةَ
(2)
.
وقَد أشارَ الشافعىُّ رحمه الله إلى أكثَرِ ما حَكَيناه عن غَيرِه فى كِتابِ "اختلاف الأحاديث"
(3)
. وفيما رُوّينا عن غَيرِه تأكيدٌ لِقَولِهِ. قال الشافعىُّ رحمه الله: قال قائلٌ: أفَذو اليَدَينِ الذى رُوّيتُم عنه المَقتولُ ببَدرٍ؟ قُلتُ: لا، عِمرانُ يُسَمّيه الخِرباقَ، ويَقولُ: قَصيرُ اليَدَينِ أو مَديدُ اليَدَينِ. والمَقتولُ ببَدرٍ ذو الشِّمالَينِ.
قال الشيخُ رحمه الله: الذى قُتلَ ببَدرٍ هو ذو الشِّمالَينِ ابنُ عبدِ عمرِو بنِ نَضلَةَ حَليفٌ لِبَنِى زُهرَةَ مِن خُزاعَةَ، هَكَذا ذكَره عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ.
3984 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ البَغدادِىُّ، حدَّثَنا
(1)
ذكره المصنف فى المعرفة 2/ 193 مختصرًا جدًا.
(2)
ذكره المصنف فى المعرفة 2/ 193 إلى قوله: بإعادة الصلاة.
(3)
اختلاف الحديث ص 232 - 235.
أبو عُلاثَةَ محمدُ بنُ عمرِو بنِ خالِدٍ، حدَّثَنا أبى، حدَّثَنا ابنُ لَهيعَةَ، عن أبى الأسوَدِ، عن عُروةَ قال: وممَّن شَهِدَ بَدرًا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذو الشِّمالَينِ ابنُ عبدِ عمرِو بنِ نَضلَةَ بنِ غُبشانَ مِن خُزاعَةَ. قال: واستُشهِدَ مِنَ المُسلِمينَ يَومَ بَدرٍ مِن بنى زُهرَةَ بنِ كِلابٍ رجلانِ؟ عُمَيرُ بنُ أبى وقّاصٍ، وذو الشِّمالَينِ ابنُ عبدِ عمرِو بنِ نَضلَةَ حَليفٌ لَهُم مِن خُزاعَةَ مِن بنى غُبشانَ.
وكَذَلِكَ قالَه موسَى بنُ عُقبَةَ فى "مَغازيه" ومُحَمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ
(1)
. قالَ محمدٌ: لا عَقِبَ لَه.
قال الشيخُ رحمه الله: أمّا ذو اليَدَينِ الذى أخبرَ النبىَّ صلى الله عليه وسلم بسَهوِه فإِنَّه بَقِىَ بَعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. هَكَذا ذكَره شَيخُنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ واحتَجَّ بما:
3985 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدَّثَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الصَّفّارُ الزّاهِدُ، حدَّثَنا الحسنُ بنُ علىِّ بنِ بَحرِ بنِ بَرِّىٍّ، حدَّثَنا أبى، حدَّثَنا مَعَدِىُّ بنُ سليمانَ، حدَّثَنى شُعَيثُ
(2)
بنُ مُطَيرٍ، عن أبيه، ومُطَيرٌ حاضِرٌ فصَدَّقَه مُطَيرٌ، قال شُعَيثٌ
(2)
: يا أبَتاه أخبَرتَنِى أنَّ ذا اليَدَينِ لَقِيَكَ بذِى خُشُبٍ
(3)
فأَخبَرَكَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بهِم إحدَى صَلاتَى العَشِىِّ وهِىَ العَصرُ، فصَلَّى رَكعَتَينِ فسَلَّمَ، ثم قامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واتَّبَعَه أبو بكرٍ وعُمَرُ رضي الله عنهما، وخَرَجَ سَرَعانُ النّاسِ، فلَحِقَه ذو اليَدَينِ وأبو بكرٍ وعُمَرُ فقالَ:
(1)
ينظر سيرة ابن هشام 1/ 680، 707، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (2625، 2626).
(2)
فى س، م:"شعيب". بالباء، والمثبت هو الصواب. ينظر المؤتلف والمختلف 3/ 1355، 1356، وتعجيل المنفعة 1/ 643، 644.
(3)
ذو خُشُب: واد على مسيرة ليلة من المدينة. ينظر معجم ما استعجم 2/ 500، والنهاية 2/ 32.
يا رسولَ اللَّهِ أقُصرَتِ الصَّلاة أو نَسيتَ؟ قال: "ما قُصِرَتِ الصَّلاةُ ولا نَسيتُ". ثم أقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على أبى بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما فقالَ: "مما يقولُ ذو اليَدَينِ؟ ". فقالا: صَدَقَ يا رسولَ اللَّه. فرَجَعَ وثارَ النّاسُ، فصَلَّى رَكعَتَينِ، ثم سَجَدَ سَجدَتَى السَّهوِ
(1)
.
3986 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو المُثَنَّى، حدَّثَنا أبى ونَصرُ بنُ علىٍّ وبُندارٌ قالوا: حدَّثَنا مَعدِىُّ بنُ سليمانَ، حدَّثَنا شُعَيثُ
(2)
بنُ مُطَيرٍ، عن أبيه، قال: وأَبوه مُطَيرٌ حاضِرٌ حينَ حدَّثَنى بهَذا الحديثِ قال: قال له: يا أبتِ، حَدَّثتَنِى أنَّ ذا اليَدَينِ لَقيَكَ بذِى خُشُبٍ، فحَدثَكَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بهِم إحدَى صَلاتَى العَشِى، وهِىَ العَصرُ، رَكعَتَينِ، ثم سَلَّمَ. فذكَر الحديثَ وقالَ فيه: فصلَّى بهِم رَكعَتَينِ ثم سَلَّمَ، ثم سَجَدَ
(3)
.
وقَد قال بَعضُ الرّواةِ فى حَديثِ أبى هريرةَ: فقالَ ذو الشِّمالَينِ: يا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أقُصرَتِ الصَّلاة أم نَسيتَ
(4)
؟ وشَيخا الصَّحيحَينِ البخارىُّ ومُسلِمٌ
(1)
أخرجه ابن عبد البر فى التمهيد 1/ 401، والاستيعاب 2/ 476 من طريق على بن بحر به. وقال الذهبى 2/ 795: معدى لين.
(2)
فى س، م:"شعيب".
(3)
أخرجه عبد اللَّه بن أحمد فى زوائد المسند (16708) عن نصر بن على. وابن عبد البر فى التمهيد 1/ 402 من طريق محمد بن بشار بندار به. وعبد اللَّه بن أحمد فى زوائد المسند (16707) عن محمد ابن المثنى عن معدى به. وينظر الاستيعاب 2/ 477. وقال الهيثمى فى المجمع 2/ 151: وفيه معدى ابن سليمان قال أبو حاتم: شيخ. وضعفه النسائى.
(4)
تقدم فى (3965، 3966).
لم يُصَحِّحا شَيئًا مِن تِلكَ الرِّواياتِ؛ لِما فيها مِن هذا الوَهْمِ الظّاهِرِ، وكانَ شَيخُنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ رحمه الله يقولُ: كُلُّ مَن قال ذَلِكَ فقَد أخطأَ؛ فإِنَّ ذا الشِّمالَينِ تَقَدَّمَ مَوتُه ولَم يُعقِبْ، ولَيسَ له راوٍ.
3987 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ، حدَّثَنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا شُعبَةُ، عن خُبَيبِ بنِ عبدِ الرحمنِ قال: سَمعتُ حَفصَ بنَ عاصِمٍ يُحَدِّثُ، عن أبى سعيدِ ابنِ المُعَلَّى، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان فى المَسجِدِ وأَنا أُصَلِّى فدَعانِى. قال: فصَلَّيتُ ثم جِئتُ فقالَ: "ما مَنَعَكَ أن تُجيبَنِى حينَ دَعَوتُكَ؟ أمَا سَمِعتَ اللَّهَ يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟ لأُعَلِّمَنَّكَ أعظَمَ سورَةٍ فى القرآنِ قبلَ أن أخرجَ مِنَ المَسجِدِ". قال: فمَشَيتُ مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كِدْنا أن نَبلُغَ بابَ المَسجِدِ فقُلتُ: نَسِىَ، فذَكَّرْتُه فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلتُ كَذا وكَذا. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. السَّبعُ المَثانِى والقُرآنُ العَظيمُ الذى أُوتيتُه"
(1)
.
3988 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو نَصرٍ أحمدُ بنُ سَهلٍ الفَقيهُ ببُخارَى، أخبرَنا صالِحُ بنُ محمدٍ الحافظُ، حدَّثَنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عمرَ الجُشَمِىُّ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ سعيدٍ القَطّانُ، حدَّثَنا شُعبَةُ. فذكَر الحديثَ بنَحوِه إلا أنَّه قال فى إسنادِه: عن، عَن، وقالَ:"دَعَوتُكَ فلَم تُجِبْنِى". قال: كُنتُ
(1)
الطيالسى (1362).