الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى رِوايَةِ الحارِثِ عن علىٍّ رضي الله عنه، أنَّ رجلًا قالَ: إنِّى صَلَّيتُ ولَم أقرأْ. قالَ: أتمَمتَ الرُّكوعَ والسُّجودَ؟ قالَ: نَعَم. قالَ: تَمَّت صَلاتُكَ
(1)
. وهَذا إن صَحَّ فمَحمولٌ على تَركِ الجَهرِ أو قراءةِ السّورَةِ؛ بدَليلِ ما مَضَى مِنَ الأخبارِ المُسنَدَةِ فى إيجابِ
(2)
القراءةِ
(3)
. والحارِثُ الأعوَرُ لا يُحتَجُّ بهِ
(4)
.
بابُ وُجوبِ القراءةِ على ما نَزَلَ مِنَ الأحرُفِ السَّبْعَةِ دونَ غَيِرهِنَّ مِنَ اللُّغاتِ
4043 -
أخبرَنا أبو الحسينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّار، حدَّثَنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِىُّ، أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، أخبرَنا مَعمَر، عن الزُّهرِىُّ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن المِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ وعَبدِ الرحمنِ بنِ عَبدٍ القارِئَ، أنَّهُما سَمِعا عمرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه يقولُ: مَرَرتُ بهِشامِ بنِ حَكيمِ بنِ حِزامٍ يَقرأُ سورَةَ "الفُرقانِ" فى حَياةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاستَمَعتُ قراءتَه، فإِذا هو يَقرأُ على حُروفٍ كَثيرَةٍ لم يُقرِئْنيها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكِدتُ أن أُساوِرَه
(5)
فى الصَّلاةِ، فانتَظَرتُ حَتَّى سَلَّمَ، فلمَّا سَلَّمَ لَبَّبتُه برِدائِه فقُلتُ: مَن أقرأكَ هَذِه السّورَةَ الَّتِى أسمَعُكَ تَقرَؤُها؟ قالَ: أقرأنيها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: قُلتُ له: كذبتَ واللَّهِ، إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَهوَ
(1)
أخرجه عبد الرزاق (2749)، وابن أبى شيبة (4027) من طريق الحارث به.
(2)
فى م: "إيجاد".
(3)
ينظر ما تقدم فى (2395 - 2405).
(4)
تقدمت مصادر ترجمته قبل (33).
(5)
أى: أعاجله وأواثبه. صحيح مسلم بشرح النووى 6/ 101.
أقرأَنِى هَذِه السُّورة الَّتِى تَقرَؤُها. فانطَلَقتُ أقودُه إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّى سَمِعتُ هذا يَقرأُ سورَةَ "الفُرقانِ" على حُروفٍ لم تُقرِئْنيها، وأَنتَ أقرأتَنِى سورَةَ "الفُرقانِ". فقالَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم: "أرسِلْه يا عُمَرُ، اقرأْها
(1)
يا هِشامُ". فقَرأَ عليه القراءةَ الَّتِى سَمعتُ، فقالَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم: "هَكَذا أُنزِلَت". ثم قال النبىُّ صلى الله عليه وسلم: "اقرأْ يا عُمَرُ". فقَرأتُ القراءةَ الَّتى أقرأَنِى النبىُّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم: "هَكَذا أُنزِلَت". ثم قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ القُرآن أُنزِلَ على سَبعَةِ أحرُفِ، فاقرَءوا مِنه ما تَيَسَّرَ"
(2)
. رواه مسلم فى "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ وعَبدِ بنِ حُمَيدٍ عن عبدِ الرزاقِ، وأَخرَجَه البخارىُّ مِن حَديثِ عُقَيلِ ويونُسَ عن الزُّهرِىِّ
(3)
.
4044 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ الفَرّاءُ وعَلِىُّ بنُ الحسنِ الدَّرابَجِرْدِىُّ قالا: حدَّثَنا يَعلَى بنُ عُبَيدٍ، حدَّثَنا إسماعيلُ بنُ أبى خالِدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عيسَى بنِ عبدِ الرحمن بنِ أبى لَيلَى، عن جَدِّه عبدِ الرحمنِ بنِ أبى لَيلَى، عن أُبَىِّ بنِ كَعبٍ قال: كُنتُ جالِسًا فى المَسجِدِ، فدَخَلَ رجلٌ فقَرأ قراءةً أنكَرتُها عليه، ثم جاءَ آخَرُ فقَرأ قراءةً سِوَى قراءةِ صاحِبِه، فلَمّا انصَرَفا دَخَلنا على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ:
(1)
فى مصادر التخريج: "اقرأ".
(2)
عبد الرزاق (20369)، ومن طريقه أحمد (278)، والترمذى (2943). وتقدم من طريق مالك عن الزهرى (2959).
(3)
مسلم (818/. . .)، والبخارى (4992، 6936، 7550)، ورواية يونس ذكرها تعليقًا.
يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ هذا الرَّجُلَ قرأ قراءةً أنكَرتُها عليه، ثم قرأ هذا سِوَى قراءةِ صاحِبِهِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ:"اقرأْ". فقَرأَ، ثم قال لِلآخَرِ:"اقرأْ". فقَرأ فقال: "أحسَنتُما" أو: "أصَبتُما". فلَمّا رأَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَسَّنَ شأنَهُما سُقِطَ فى نَفسِى، ووَدِدتُ أنِّى كُنتُ فى الجاهِليَّةِ
(1)
، قال: فلَمّا رأَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما غَشيَنِى ضرَبَ بيَدِه فى صَدرِى، ففِضتُ عَرَقًا وكأنِّى أنظُرُ إلى اللَّهِ فرَقًا، ثم قال:"يا أُبَىَّ بنَ كَعبٍ إنَّ رَبِّى أرسَلَ إلىَّ، أنِ اقرأَ القُرآنَ على حَرفٍ". قال: "فرَدَدتُ عليه: يا رَبِّ هَوِّنْ على أُمَّتِى. فرَدَّ عَلَىَّ الثّانيَةَ، أنِ اقرأَ القرآنَ على حَرفٍ"
(2)
. قالَ "قُلتُ: يا رَبِّ هَوِّن على أُمَّتِى. فرَدَّ عَلَىَّ الثّالِثَةَ، أن اقرأْ على سَبعَةِ أحرُفٍ، ولَكَ بكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدتَها مَسألَةٌ تَسألُنيها. فقُلتُ: اللَّهُمَّ اغفِر لأُمَّتِى، اللَّهُمَّ اغفِر لأُمَّتِى، وأخَّرتُ الثّالِثَةَ إلى يَومٍ يَرغَبُ إلىَّ فيه الخَلقُ حَتَّى إبراهيمُ عليه السلام"
(3)
. رواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ نُمَيرٍ، عن أبيه، عن إسماعيلَ، إلا أنَّه قال: فسُقِطَ فى نَفسِى مِنَ التَّكذيبِ ولا إذ كُنتُ فى الجاهِليَّةِ
(4)
. وقالَ غَيرُه
(5)
: سُقِطَ فى نَفسِى وكَبُرَ عَلَىَّ ولا إذ كُنتُ فى الجاهِليَّةِ
(1)
قال القاض عياض: هذا مما ينبغى أن يحمل على أنه وقع فى نفسه خاطر ونزغة من الشيطان غير مستقرة؛ لأن إيمان الصحابة رضى اللَّه عنهم فوق إيمان من بعدهم واختلاف القراءات ليس بعظيم الموقع فى الشبهات. إكمال المعلم 3/ 108.
(2)
فى مصادر التخريج: "حرفين".
(3)
أخرجه أبو عوانة (3844) من طريق يعلى به. وأحمد (21171، 21179)، ومسلم (820/. . .)، وابن حبان (740) من طريق إسماعيل به.
(4)
مسلم (820/ 273).
(5)
ينظر المسند المستخرج لأبى نعيم (1855).
ما كَبُرَ عَلَىَّ.
4045 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ قراءةً عليه مِن أصلِه، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حَدَّثَ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الصَّبّاحِ الزّعفَرانِىُّ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ عَبادٍ، حدَّثَنا شُعبَةُ قال: أخبرَنِى الحَكَمُ، عن مُجاهِدٍ، عن ابنِ أبى لَيلَى، عن أُبَى بنِ كَعبٍ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أتاه جِبريلُ وهو عندَ أضاةِ
(1)
بنى غِفارٍ، قال: إنَّ اللَّه عز وجل يأمُرُكَ أنتَ وأُمَّتَكَ أن تَقرأَ القُرآنَ على حَرفٍ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أسألُ اللَّهَ مُعافاتَه ومَغفِرَتَه، إنَّ أُمَّتِى لا تُطيقُ هذا". ثم عادَ فقالَ: إنَّ اللَّه عز وجل يأمُرُكَ أنتَ وأُمَّتَكَ أن تَقرأَ القُرآنَ على حَرفَينِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أُمَّتِى لا تُطيقُ هذا". ثم عادَ فقالَ: إنَّ اللَّه عز وجل يأمُرُكَ أنتَ وأُمَّتَكَ أن تَقرأَ القُرآنَ على ثَلاثَةِ أحرُفٍ. قال: "أسألُ اللَّه مُعافاتَه ومَغفِرَتَه، إنَّ أُمَتِى لا تُطيقُ ذَلِكَ". ثم أتاه فقال: إنَّ اللَّهَ عز وجل يأمُرُكَ أنتَ وأُمَّتَكَ أن تَقرأَ القُرآنَ على سَبعَةِ أحرُفٍ، أىُّ حَرفٍ قَرَءوا عليه فقَد أصابوا
(2)
. أَخرَجَه مسلمٌ فى "الصحيح" مِن حَديثِ غُندَرٍ ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ عن شُعبَةَ
(3)
.
4046 -
وأخبرَنا أبو محمدِ ابنُ يوسُفَ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حَدَّثَ الحسنُ بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىُّ قال: حدَّثَنا عَفّانُ، حدَّثَنا هَمّامٌ، حدَّثَنا قَتادَةُ، حدَّثَنى يَحيَى بنُ يَعمَرَ، عن سليمانَ بنِ صُرَدٍ، عن أُبَىِّ بنِ كَعبٍ قال:
(1)
الأضَاة بوزن الحَصَاة: الغدير. ينظر النهاية 1/ 53.
(2)
أخرجه أحمد (21172)، وأبو داود (1478) مختصرًا، والنسائى (938) من طريق شعبة به.
(3)
مسلم (821).
قَرأتُ آيَةً وقَرأ ابنُ مَسعودٍ قراءةً خِلافَها، فأَتَينا النبىَّ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: ألَم تُقرِئْنِى آيَةَ كَذا وكَذا؟ قال: "بَلَى" فقال ابنُ مَسعودٍ: ألَم تُقرِئْنيها كَذا وكَذا؟ قال: "بَلَى". قال: "كِلاكُما فحسِنٌ فجمِلٌ". قُلتُ: ما كِلانا أحسَنَ ولا أجمَلَ. قال: فضَرَبَ فى صَدرِى وقالَ: "يا أبَىُّ أُقرِئتُ القُرآنَ فقيلَ لِى: أعَلَى حَرفِ أم على حَرفَينِ؟ فقالَ المَلَك الذى مَعِىَ: على حَرفَينِ. فقُلتُ: على حَرفَينِ. فقيلَ لِى: على حَرفَينِ أم ثَلَاثَةٍ؟ فقالَ المَلَكُ الذى مَعِىَ: على ثَلَاثَةٍ. فقُلتُ: ثَلاثَةٍ. حَتَّى بَلَغَ سَبعَةَ أحرُفٍ. قال: لَيسَ فيها إلا شافٍ كافٍ. قلتَ: "غَفورٌ رَحيمٌ" "عَليمٌ حَليمٌ" "سَميعٌ عَليمٌ" "عَزيزٌ حَكيمٌ" نَحوَ هذا، ما لم تَختِمْ آيَةَ عَذاب برَحمَةٍ أو رَحمَةٍ بعَذابٍ"
(1)
.
ورواه مَعمَرٌ عن قَتادَةَ فأَرسَلَه
(2)
.
4047 -
أخبرَنا أبو الحسينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ ابنُ محمدٍ الصَّفّارُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ، حدَّثَنا عبدُ الرزاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُتبَةَ، عن ابنِ عباسٍ، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أقرأنِى جِبريل عليه السلام على حَرفِ، فراجَعتُه فلَم أزَلْ أستَزيده ويَزيذُنِى حَتَّى انتَهَى إلى سَبعَةِ أحرُفٍ". قال الزُّهرِىُّ: وإِنَّما هَذِه الأحرُفُ فى الأمرِ الواحِدِ لَيسَ يَختَلِفُ فى حَلالٍ ولا حَرامٍ
(3)
. رواه مسلمٌ فى "الصحيح"
(1)
المصنف فى الصغرى (1053). وأخرجه أحمد (21149، 21150)، وأبو داود (1477) من طريق همام به. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (1310).
(2)
أخرجه عبد الرزاق (20371) من طريق معمر به.
(3)
المصنف فى الصغرى (1045)، وعبد الرزاق (20370)، وعنه أحمد (2858). وأخرجه مسلم (819/ 272) من طريق الزهرى به.
عن عبدِ بنِ حُمَيدٍ عن عبدِ الرزاقِ، وأَخرَجَه البخارى مِن حَديثِ يونُسَ وعُقَيلٍ عن الزُّهرِىِّ
(1)
.
4048 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدَّثَنا أبو العباسِ هو الأصَمُّ، حدَّثنا الحسنُ بنُ علىِّ بنِ عفانَ، حدَّثَنا ابنُ نُمَيرٍ، عن الأعمَشِ، عن شَقيقٍ (ح) وأَخبرَنا أبو الحسنِ ابنُ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدَّثَنا يوسُفُ القاضِى وأبو مُسلِمٍ قالا: حدَّثَنا عمرٌو هو ابنُ مَرزوقٍ، أخبرَنا شُعبَةُ، عن الأعمَشِ قال: سَمِعتُ أبا وائلٍ يُحَدِّثُ عن عبدِ اللَّهِ يَعنِى ابنَ مَسعودٍ قال: سَمِعتُ القراءةَ فوَجَدناهُم مُتَقارِبينَ، اقرَءوا ما عُلِّمتُم، وإيّاكُم والتَّنَطُّعَ والاختِلافَ، فإِنَّما هو كَقَولِ أحَدِهِم:"هَلُمَّ" و"تَعالَ" و"أَقبِلْ". لفظُ حَديثِ شعبَةَ. وفى حَديثِ ابنِ نُمَيرٍ قال: قال عبدُ اللَّه: إنِّى قَد سَمِعتُ. وقالَ: فاقرَءوا كما عُلِّمتُم. ولَم يَذكُرْ قَولَه: و"أَقبِلْ"
(2)
.
أخبرَنا أبو عبدِ الرحمنِ السَّلَمِىُّ، أخبرَنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ الكارِزِىُّ، أخبرَنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ قال: قال أبو عُبَيدٍ: قَولُه: سَبعَةُ أحرُفٍ. يَعنِى سَبعَ لُغاتٍ مِن لُغاتِ العَرَبِ، ولَيسَ مَعناه أن يَكونَ فى الحَرفِ الواحِدِ سَبعَةُ أوجُهٍ، هذا ما لم يُسمَعْ به قَطُّ، ولَكِن يقولُ: هَذِه اللُّغاتُ السَّبعُ
(1)
مسلم (819/. . .)، والبخارى (3219، 4991).
(2)
المصنف فى الصغرى (1049). وأخرجه عبد الرزاق فى تفسيره 1/ 320، ومن طريقه ابن جرير فى تفسيره 13/ 77، وابن أبى حاتم فى تفسيره (11465)، وسعيد بن منصور (34 - تفسير)، وابن أبى شيبة (30529)، والطبرانى (8680)، وفى الأوسط (1409) من طريق الأعمش به.
مُتَفَرِّقَة فى القُرآنِ، فبَعضُه نَزَلَ بلُغَةِ قُرَيشٍ، وبَعضُه بلُغَةِ هَوازِنَ، وبَعضُه بلُغَةِ هُذَيلٍ، وبَعضُه بلُغَةِ أهلِ اليَمَنِ، وكَذَلِكَ سائرُ اللُّغاتِ، ومَعانيها فى هذا كُلِّه واحِدٌ، ومِمّا يُبَيِّنُ لَكَ ذَلِكَ قَولُ ابنِ مَسعودٍ. فذَكَرَه. قال: وكَذَلِكَ قال ابنُ سيرينَ: إنَّما هو كَقَولِكَ: "هَلُمَّ" و"تَعالَ" و"أَقبِلْ". ثم فسَّرَه ابنُ سيرينَ فقالَ: فى قراءةِ ابنِ مَسعودٍ: (إن كانَت إلا زَقيَةً واحِدَةً)
(1)
وفى قراءتِنا: {صَحَيحَة وَحدَةً} [يس: 29]. والمَعنَى فيهِما واحِدٌ، وعَلَى هذا سائرُ اللُّغاتِ
(2)
.
4049 -
أخبرَنا أبو سَهلٍ محمدُ بنُ نَصرُويَه بنِ أحمدَ المَروَزِىُّ، حدَّثَنا أبو بكرِ ابنُ خَنْبٍ
(3)
، حدَّثَنا أبو إسحاقَ إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدَّثَنا إبراهيمُ ابنُ حَمزَةَ، حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ سَعدٍ، عن الزُّهرِىِّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ فى قِصَّةِ جَمعِ القُرآنِ حينَ دَعا عثمانُ بنُ عفانَ رضي الله عنه زَيدَ بنَ ثابِتٍ، فأَمَرَه وعَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ وسَعيدَ بنَ العاصِ وعَبدَ الرحمنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ أن يَنسَخوا الصُّحُفَ فى المَصاحِفِ، وقالَ: ما اختَلَفتُم أنتُم وزيدُ بنُ ثابِتٍ فيه فاكتُبوه بلِسانِ قُرَيشٍ، فإِنَّما نَزَلَ بلِسانِهِم. فكَتَبوا الصُّحُفَ فى المَصاحِفِ، فاختَلَفوا هُم وزيدُ بنُ ثابِتٍ فى "التّابوتِ"، فقالَ الرَّهطُ القُرَشيّونَ:"التّابوتُ". وقالَ زَيدٌ: "التّابوه". فرَفَعوا اختِلافَهُم إلى
(1)
ينظر مختصر الشواذ ص 125.
(2)
المصنف فى الصغرى (1048)، وغريب الحديث لأبى عبيد 3/ 159، 160.
(3)
فى س، م:"حبيب". وتقدم على الصواب غير مرة.
عثمانَ رضي الله عنه فقالَ: اكتُبوه "التّابوتُ"[البقرة: 248] فإِنَّه بلِسانِ قُرَيشٍ. قال إسماعيلُ: هَكَذا حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ حمزة بقِضَةِ التّابوتِ مَوصولًا فى آخِرِ حَديثِه
(1)
، وفَصَلَه أبو الوَليدِ مِنَ الحديثِ فجَعَلَه مِن قَولِ الزُّهرِىِّ:
4050 -
أخبرَنا أبو سَهلٍ، حدَّثَنا أبو بكرِ ابنُ خَنْبٍ، حدَّثَنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدَّثَنا أبو الوَليدِ، عن إبراهيمَ بنِ سَعدٍ قالَ: قال ابنُ شِهابٍ: واختَلَفوا يَومَئذٍ فى "التّابوتِ"؛ فقالَ زَيدٌ: "التابوه". وقالَ سَعيدُ بنُ العاصِ وابنُ الزُّبَيرِ: "التّابوتُ". فرَفَعوا اختِلافَهُم إلى عثمانَ رضي الله عنه فقالَ: اكتُبوها
(2)
"التّابوتُ" فإِنَّه بلِسانِهِم
(3)
.
4051 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ النَّضرُوِىُّ، حدَّثَنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدَّثَنا سَعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدَّثَنا ابنُ أبى الزِّنادِ، عن أبيه، عن خارِجَةَ بنِ زَيدٍ، عن زَيدِ بنِ ثابِتٍ قال: القراءةُ سُنَّةٌ
(4)
.
وإِنَّما أرادَ واللَّهُ أعلَمُ أنَّ اتَباعَ مَن قَبلَنا فى الحُروفِ وفى القراءاتِ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، لا يَجوزُ مُخالَفَةُ المُصحَفِ الذى هو إمامٌ، ولا مُخالَفَةُ القراءاتِ الَّتِى
(1)
المصنف فى دلائل النبوة 7/ 148 - 151. وأخرجه البخارى (4987)، والنسائى فى الكبرى (7988) من طريق إبراهيم بن سعد به. وليس فيه ذكر التابوت.
(2)
فى م: "اكتبوه".
(3)
المصنف فى دلائل النبوة 7/ 148 - 151. وأخرجه ابن حبان (4506)، والمصنف فى الشعب 1/ 195 - 197 من طريق أبى الوليد به. والترمذى (3104) من طريق إبراهيم بن سعد به. وقال: حسن صحيح.
(4)
سنن سعيد بن منصور (67 - تفسير)، ومن طريقه الطبرانى (4855). قال الهيثمى: فيه ابن أبى الزناد وهو ضعيف. مجمع الزوائد 2/ 115.