الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزُّهرِىِّ، حدَّثَنى حَرمَلَةُ مَولَى أُسامَةَ بنِ زَيدٍ، أنَّه بَينَما هو جالِسٌ مَعَ عبدِ اللَّهِ ابنِ عمرَ دَخَلَ الحَجّاجُ بنُ أيمَنَ ابنِ أُمِّ أيمَنَ وهو رجلٌ مِنَ الأنصارِ -وكانَ أيمَنُ أخًا لأُسامَةَ بنِ زَيدٍ كان أكبَرَ مِن أُسامَةَ- قالَ حَرمَلَةُ: فصَلَّى الحَجّاجُ صَلاةً لم يُتِمَّ رُكوعَه ولا سُجودَه، فدَعاه ابنُ عمرَ حينَ سَلَّمَ فقالَ: أى ابنَ أخِى، أتَحسِبُ أنَّكَ قَد صَلَّيتَ؟ إنَّكَ لم تُصَلِّ فعُد لِصلاتِكَ. فلَمّا ولَّى الحَجّاجُ قالَ لِى عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ: مَن هَذا؟ قُلتُ: الحَجّاجُ بنُ أيمَنَ ابنِ أمِّ أيمَنَ. قالَ ابنُ عمرَ: لَو رأى هذا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأحَبَّه. فذكَر حُبَّه ما ولَدَت أمُّ أيمَنَ، وكانَت حاضِنَةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
بابُ ما رُوِى فى إتمامِ الفَريضَةِ مِنَ التَّطَوُّعِ فى الآخِرَةِ
4056 -
أخبرنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ، حدَّثَنا إسماعيلُ (ح) وأَخبرنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى محمدُ بنُ يَزيدَ العَدلُ، حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ أبى طالِبٍ، حدَّثَنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقِىُّ، حدَّثَنا إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّةَ، حدَّثَنا يونُسُ، عن الحسنِ، عن أنَسِ بنِ حَكيمٍ الضَّبِّىِّ، أنَّه خافَ مِن زيادٍ -قالَ أبو داودَ فى رِوايَتِه: مِن زيادٍ أوِ ابنِ زيادٍ- فأَتَى المَدينَةَ، فلَقِىَ أبا هريرةَ قالَ: فنَسَبَنِى فانتَسَبتُ له
(2)
، فقالَ: يا فتَى ألا أُحَدِّثُكَ حَديثًا؟ قالَ: قُلتُ: بَلَى
(1)
المعرفة والتاريخ 1/ 420. وأخرجه البخارى (3737) عن سليمان بن عبد الرحمن به.
(2)
نسبنى: ضبطها العينى بفتح السين غير مشددة، وضبطها فى عون المعبود: نسَّبنى، بتشديد السين، من نسبت الرجل أنسُبه بالضم إذا ذكرت نسبه. قوله: فانتسبت له: أى فاتصلت معه فى النسب. ينظر شرح سنن أبى داود للعينى 4/ 66، وعون المعبود 1/ 322.
يَرحَمُكَ اللَّه. قال يونُسُ: وأَحسِبُه ذكَره عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ النّاسُ به يَومَ القيامَةِ مِن أعمالِهِمُ الصَّلاةُ، قال: يقولُ رَبُنا عز وجل لِمَلائكَتِه وهو أعلمُ: انظُروا فى صَلاةِ عَبدِى أتَمَّها أم نَقَصَها؟ فإِن كانَت تامَّةً كتبَت له تامَّةً، وإِن كان انتقَصَ مِنها شَيئًا قال: انظُروا هَل لِعَبدِى مِن تَطَوُّعٍ؟ فإِن كان له تَطَوُّعٌ قال: أتِمّوا لِعَبدِى فريضَتَه مِن تَطَوُّعِهِ. ثم تُؤخَذُ الأعمالُ على ذَلِكُم"
(1)
.
4057 -
وأَخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدَّثَنا حَمّادٌ، عن حُمَيدٍ، عن الحسنِ، عن رجلٍ مِن بنى سَليطٍ، عن أبى هريرةَ رضي الله عنه، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَه
(2)
. هذا حَديثٌ قَدِ اختُلِفَ فيه على الحسنِ مِن أوجُهٍ كَثيرَةٍ، وما ذَكَرنا أصَحُّها إن شاءَ اللَّه تَعالَى
(3)
. ورُوِى عن يَحيَى بنِ يَعمَرَ عن أبى هريرةَ رضي الله عنه مَرفوعًا
(4)
.
4058 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو بكر محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الشافعىُّ، حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الحَربِىُّ وَمُحَمَّد بنُ غالِبٍ قالا: حدَّثَنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدَّثَنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن داودَ بنِ أبى هِندٍ، عن زُرارَةَ ابنِ أوفَى، عن تَميمٍ الدّارِىَّ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أوَّلَ مما يُحاسَبُ به العَبدُ يَومَ القيامَةِ صَلاتُه، فإن كان أكمَلَها كُتبَت له كامِلَةً، وإِن لم يُكمِلْها
(1)
الحاكم 1/ 262، وصححه، وأبو داود (864). وأخرجه أحمد 15 (9494) عن إسماعيل به.
(2)
أبو داود (865). وأخرجه أحمد (16954)، وابن ماجه (1426) من طريق حماد به.
(3)
ينظر علل الدارقطنى 8/ 244 - 248.
(4)
أخرجه النسائى (466) من طريق يحيى بن يعمر به. وصححه الألبانى فى صحيح النسائى (453).
قال اللَّه تعالَى لِمَلائكَتِه: هَل تَجِدونَ لِعَبدِى تَطَوُّعًا تُكَمِّلوا به ما ضَيَّعَ مِن فريضَتِهِ؟ ثم الزَّكاةُ مِثلُ ذَلِكَ، ثم سائرُ الأعمالِ على حَسَبِ ذَلِكَ"
(1)
. رَفَعَه حَمّادُ بنُ سلمةَ ووَقَفَه غَيرُه.
4059 -
أخبرَنا أبو الحسينِ ابنُ بِشْرانَ يَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ الرزازُ، حدَّثَنا علىُّ بنُ إبراهيمَ الواسِطىُّ، حدَّثَنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا داوُدُ بنُ أبى هِندٍ، عن زُرارَةَ بنِ أوفَى، عن تميمٍ الدّارِىِّ قال: إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ به العَبدُ يَومَ القيامَةِ الصَّلاةُ المَكتوبَةُ، فمَن أتَمَّها حوسِبَ بما سِواها، وإِن كان قَدِ انتَقَصَها قيلَ: انظُروا هَل له مِن تَطَوُّعٍ؟ فإِن كان له تَطَوُّعٌ أُكمِلَتِ الفَريضةُ مِنَ التَطَوُّعِ، وإِن لم يَكُنْ له تَطَوَّعٌ لم تكمَلِ الفَريضَةُ، وأُخِذَ بطَرَفَيه فقُذِفَ فى النّارِ
(2)
.
ووَقَفَه كَذَلِكَ سُفيانُ الثَّورِىُّ
(3)
وحَفصُ بنُ غِياثٍ عن داودَ بنِ أبى هِندٍ.
ورواه يَزيدُ الرَّقاشِىُّ عن أنَسِ بنِ مالكٍ عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم بمَعنَى حَديثِ تَميمٍ الدّارِىِّ، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم فى الصَّلاةِ والزَّكاةِ وأَتَمَّ مِنه
(4)
.
ورَوَى موسَى بنُ عُبَيدَةَ وهو ضَعيفٌ فى هذا المَعنَى ما يُشبِهُ خِلافَ هذا:
(1)
الحاكم 1/ 263. وأخرجه أبو داود (866) عن موسى بن إسماعيل به. وأحمد (16954)، والدارمى (1395)، وابن ماجه (1426) من طريق حماد به. وقال الذهبى 2/ 812: رواه جماعة عنه -يعنى حماد بن سلمة- ووقفه غيره. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (771).
(2)
أخرجه ابن أبى شيبة (36915) عن يزيد بن هارون به.
(3)
ذكره المصنف عقب (3282) عن الثورى.
(4)
أخرجه الحارث (100 - بغية)، وأبو يعلى (4124) من طريق يزيد به. وقال الهيثمى فى المجمع 1/ 288: وفيه يزيد الرقاشى ضعفه شعبة. ووثقه ابن معين وابن عدى.
4060 -
أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا الحسنُ بنُ على بنِ عفانَ، وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه محمدُ بنُ أحمدَ ابنِ أبى طاهِرٍ الدَّقاقُ المَعروفُ بابنِ البَياضِ ببَغدادَ، أخبرَنا علىُّ بنُ محمدِ بنِ الزُّبَيرِ القُرَشِىُّ، حدَّثَنا الحسنُ بنُ علىِّ بنِ عفانَ، حدَّثَنا زَيدُ
(1)
بنُ الحُبابِ، حدَّثَنى موسَى بنُ عُبَيدَةَ، حدَّثَنى إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ حُنَينٍ، عن أبيه، عن علىٍّ قال: قال: رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (ح). وأَخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، أخبرَنا الحسنُ
(2)
بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىِّ، حدَّثَنا أسباطُ بنُ محمدٍ القُرَشِىُّ، حدَّثَنا موسَى بنُ عُبَيدَةَ الرَّبَذِىُّ
(3)
، عن ابنِ حُنَينٍ، عن أبيه، عن علىِّ بنِ أبى طالِبٍ رضي الله عنه، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم قال: "يا علىُّ مَثَلُ الذى لا يُتِمُّ صَلاتَه كَمَثَلِ حُبلَى حَمَلَت، فلَمّا دَنا نِفاسُها أستَطَت، فلا هِىَ ذاتُ ولَد ولا هِىَ ذاتُ حَملٍ، ومَثَلُ المُصَلِّى كَمَثَلِ التّاجِرِ، لا يَخلُصُ له رِبحُه حَتَّى يَخلُصَ له رأسُ مالِه، كَذَلِكَ المُصَلِّى لا تُقبَلُ نافِلَتُه حَتَّى يُؤَدِّىَ
(4)
الفَريضَةَ"
(5)
. موسَى بنُ عُبَيدَةَ لا يُحتَجُّ به
(6)
، وقَدِ
(1)
فى ص 2: "يزيد".
(2)
فى ص 2: "الحسين".
(3)
فى س: "الزبدى".
(4)
فى ص 2: "تؤدى".
(5)
المصنف فى الشعب (3285) بلفظ: "إن مثل المصلى". وأخرجه أبو يعلى (315) من طريق أسباط به بلفظ: "مثل الذى لا يقيم صلبه فى صلاته".
(6)
هو موسى بن عبيدة بن نَشِيط بن عمرو بن الحارث الربذى، أبو عبد العزيز المدنى. ينظر الكلام عليه فى: التاريخ الكبير 7/ 291، والجرح والتعديل 8/ 151، والصعفاء الكبير 4/ 160، وتهذيب الكمال 29/ 104، وميزان الاعتدال 4/ 213. وقال ابن حجر فى التقريب 2/ 286: ضعيف =
اختُلِفَ عليه فى إسنادِه، فرواه زَيدُ بنُ الحُبابِ وأَسباطُ بنُ محمدٍ هَكَذا، ورواه سليمانُ بنُ بلالٍ، عن موسَى بنِ عُبَيدَةَ، عن صالِحِ بنِ سُوَيدٍ، عن علىٍّ كَذَلِكَ مَرفوعًا، وهو إن صَحَّ كما:
4061 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، حدَّثَنا عبدُ اللَّهِ بنُ وهبٍ، حدَّثَنا سليمانُ بنُ بلالٍ، حدَّثَنى موسَى، عن صالِحِ بنِ سُوَيدٍ، عن علىِّ ابنِ أبى طالِبٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَثَلُ الذى لا يُتِمُّ صَلَاتَه كَمَثَلِ الحُبلَى، حَمَلَت حَتَّى إذا دَنا نِفاسها أسقَطَت، فلا حَملَ ولا هِىَ ذاتُ ولَدٍ، ومَثَلُ المُصَلِّى كَمَثَلِ التّاجِرِ، لا يَخلُصُ رِبحٌ حَتَّى يَخلُصَ له رأسُ مالِه، كَذَلِكَ المُصَلِّى لا تُقبَلُ له نافِلَةٌ حَتَّى يُؤَدِّىَ الفَريضَةَ"
(1)
.
[وهَذا إن صَحَّ فمَحمولٌ على نافِلَةٍ تكونُ فى صَلاةِ الفَريضَةِ]
(2)
، فتَكونُ صحَّتُها بصِحَّةِ الفَريضَةِ، والأخبارُ المُتَقَدِّمَةُ مَحموَلةٌ على نافِلَةٍ تَكونُ خارِجَةَ الفَريضَةِ، فلا يَكونُ صِحَّتُها بصِحَّةِ الفَريضَةِ، واللَّهُ أعلَمُ.
تم بحمد اللَّهِ ومَنِّه الجزءُ الرابعُ ويتلوه الجزءُ الخامسُ وأولُه: جِماعُ أبوابِ القراءةِ
= ولا سيما فى عبد اللَّه بن دينار، وكان عابدًا.
(1)
أخرجه الرامهرمزى فى الأمثال (55) من طريق موسى بن عبيدة به، وعنده: ماعز بن سويد. بدلًا من: صالح بن سويد.
(2)
ليس فى: س، م.