الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: سَمِعتُ النبىَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ما فوقَ الرُّكبَتَينِ مِنَ العَورَةِ، وما أسفَلَ مِنَ السُّرَّةِ مِنَ العَورَةِ". أخبرَناه أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحارِثِ الفَقيهُ، أخبرَنا علىُّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدَّثَنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ بُهلولٍ، حدَّثَنا جَدِّى، حدَّثَنا أبى، عن سعيدِ بنِ أبى
(1)
راشِدٍ. فذكَره
(2)
. وفيما مَضَى كِفايَةٌ، وبِاللَّهِ التَّوفيقُ.
بابُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْفَخِذَ لَيْسَتْ بِعَوْرَةٍ وَمَا قِيلَ فِى السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ
3280 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنِى أبو الحسنِ علىُّ بنُ عمرَ بنِ أحمدَ بنِ مَهدِىٍّ الحافظُ ببَغدادَ، أخبرَنا القاضِى الحسينُ بنُ إسماعيلَ وعَبدُ المَلِكِ بنُ أحمدَ بنِ نَصرٍ قالا: حدَّثَنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ، حدَّثَنا ابنُ عُلَيَّةَ، حدَّثَنا عبدُ العَزيزِ بنُ صُهَيبٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزا خَيبَرَ. قال: فصَلَّينا عندَها صَلاةَ الغَداةِ بغَلَسٍ، فرَكِبَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ورَكِبَ أبو طَلحَةَ وأَنا رَديفُ أبى طَلحَةَ، فأَجرَى نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فى زُقاقِ خَيبَرَ، وإِنَ رُكبَتى لَتَمَسُّ فخِذَ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثم حَسَرَ الإِزارَ عن فخِذِه، حَتَّى إنِّى لأَنظُرُ إلى بَياضِ فخِذِ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا دَخَلَ القَريَةَ قال:"اللَّهُ أكبَرُ، خَرِبَت خَيبَرُ، إنّا إذا نَزَلنا بساحَةِ قَومٍ فساءَ صَباحُ المُنذَرينَ"
(3)
. وذكَر الحديثَ بطولِه، رواه
(1)
سقط من: م.
(2)
الدارقطنى 1/ 231.
(3)
أخرجه النسائى (3380) من طريق ابن علية به. وفيه: "فانكشف فخذه" بدلًا من: "ثم حسر الإزار عن فخذه".
البخارىُّ فى "الصحيح" عن يَعقوبَ بنِ إبراهيمَ بهَذا اللَّفظِ
(1)
، وأَخرَجَه مسلم عن زُهَيرِ ابنِ حَربٍ عن إسماعيلَ ابنِ عُلَيَّةَ إلا أنَّه قال: وانحَسَرَ الإِزارُ عن فخِذِ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
3281 -
ورواه أحمدُ بنُ حَنبَلٍ عن إسماعيلَ فقالَ فى الحديث: فانكَشَفَ فخِذُه. أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدَّثَنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ قال: حدَّثَنى أبى، حدَّثَنا إسماعيلُ. فذَكَرَه
(3)
.
وفِى قَولِه: انحَسَرَ أو انكَشَفَ. دَليلٌ على أنَّ ذَلِكَ لم يَكُنْ بقَصدِه صلى الله عليه وسلم، وقَد تَنكَشِفُ عَورَةُ الإِنسانِ بريحٍ أو سَقْطَةٍ أو غَيرِهِما، فلا يَكونُ مَنسوبًا إلى الكَشفِ، وقَولُه فى الرِّوايَةِ الأولَى: ثم حَسَرَ الإِزارَ عن فخِذِهِ. يَحتَمِلُ أن يَكونَ أرادَ حَسَرَ ضيقُ الزُّقاقِ الذى أجرَى فيه مَركوبَه إزارَه عن فخِذِه. فيَكونُ الفِعلُ لِجِدارِ الزُّقاقِ لا لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
، ويَكونُ موافِقًا لِرِوايَةِ غَيرِه عن إسماعيلَ موافِقًا لِما مَضَى مِنَ الأحاديثِ فى كَونِ الفَخِذِ عَورَةً، غَيرَ مُخالِفٍ لَها، وبِاللَّهِ التَّوفيقُ.
3282 -
ورواه حُمَيدٌ الطَّويلُ عن أنَسٍ وقالَ فى إحدَى الرِّوايَتَينِ عنه: وإِنَّ رُكبَتِى لَتَمَسُّ رُكبَةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ولَم يَذكُرِ انكِشافَ الفَخِذِ
(5)
. أخبرَناه أبو
(1)
البخارى (371).
(2)
مسلم (1365/ 84، 120).
(3)
أحمد (11992) ولفظه: وانحسر الإزار.
(4)
قال الذهبى 2/ 669: أو هو مبنى لم يُسَمَّ فاعله، فتوافق الألفاظ بمعنى.
(5)
قال الذهبى 2/ 669: هى زيادة ثابتة حفظها غير حميد.
عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرِ ابنُ الحسنِ القاضِى وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالوا: حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا محمدُ بنُ هِشامِ بنِ مَلَّاسٍ النُّمَيرِىُّ الدِّمَشقِىُّ، حدَّثَنا مَرْوانُ يَعنِى ابنَ مُعاويَةَ، حدَّثَنا حُمَيدٌ، عن أنَسٍ قال: انتَهَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى خَيبَرَ لَيلًا، فلَمّا أصبَحَ رَكِبَ ورَكِبَ المُسلِمونَ معه، فخَرَجَ أهلُ خَيبَرَ بمَساحيهِم ومَكاتِلِهِم
(1)
كما كانوا يَصنَعونَ كُلَّ يَومٍ، فلَمّا بَصروا بالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قالوا: محمدٌ واللَّهِ، محمدٌ والخَميسُ. ثم رَجَعوا هِرابًا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"خَرِبَت خَيبَرُ، إنّا إذا نَزَلنا بساحَةِ قَومٍ فساءَ صَباحُ المُنذَرينَ". قال أنَسٌ: وأَنا رَديفُ أبى طَلحَةَ يَومَئذٍ، وإِنَّ رُكبَتِى لَتَمَسُّ رُكبَةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وقالَ فى الرِّوايَةِ الأُخرَى: وإِنَّ قَدَمِى لَتَمَسُّ قَدَمَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
3283 -
أخبرَناه أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ عَبدوسُ بنُ الحسينِ ابنِ مَنصورٍ، حدَّثَنا أبو حاتِمٍ الرّازِىُّ، حدَّثَنا الأنصارىُّ، حدَّثَنى حُمَيدٌ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ. فذكَره بنَحوِهِ
(2)
. قال أبو حاتِمٍ: قُلتُ لِلأَنصارِىِّ: ما مَعنَى الخَميسِ؟ قال: الجُندُ، الجَيشُ.
واحتَجَّ مَن زَعَمَ أنَّ الفَخِذَ لَيسَت بعَورَةٍ بشَئٍ يَرويه فى ذَلِكَ فى قِصَّةِ عثمانَ رضي الله عنه.
(1)
المساحى: جمع مِسْحاة، وهى المِجْرَفَة من الحديد. والمكاتل: جمع مِكتَل، وهو الزَّبيل الكبير، أى القُفَّة. ينظر النهاية 4/ 150، 328.
(2)
المصنف فى الدلائل 4/ 202، وذكر أن الأنصارى هو محمد بن عبد اللَّه. وأخرجه أحمد (13140)، والبخارى (610)، وابن حبان (4745) من طرق عن حميد بنحوه.
3284 -
والثّابِتُ مِن قِصةِ عثمانَ فى ذَلِكَ ما أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدَّثَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ (ح) وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ ابنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا محمدُ بنُ نُعَيمٍ، حدَّثَنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثَنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ
(1)
، عن محمدِ بنِ أبى حَرمَلَةَ، عن عَطاءٍ وسُلَيمانَ ابنَىْ يَسارٍ، وأَبِى سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، أنَّ عائشةَ رضي الله عنها قالَت: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضطَجِعًا فى بَيتِه كاشِفًا عن فخِذَيه أو ساقَيه، فاستأْذَنَ أبو بكرٍ فأَذِنَ له وهو على تِلْكَ الحالِ فتَحَدَّثَ، ثم استأْذَنَ عُمَرُ فأَذِنَ له
(2)
وهو [كَذَلِكَ فتَحَدَّثَ]
(3)
، ثم أستأْذَنَ عثمانُ فجَلَسَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وسَوَّى ثيابَه -قال محمدٌ: ولا أقولُ ذَلِكَ فى يَومٍ واحِدٍ- فتَحَدَّثَ. فلَمّا خَرَجَ قالَت عائشَةُ: يا رسولَ اللَّهِ دَخَلَ أبو بكرٍ فلَم تَهتَشَّ
(4)
له ولَم تُبالِه
(5)
، ثم دَخَلَ عُمَرُ فلَم تَهتَشَّ له ولَم تُبالِه، ثم دَخَلَ عثمانُ فجَلَستَ وسَوَّيتَ ثيابَكَ؟! فقالَ:"ألا أستَحىِ مِن رجلٍ تَستَحيِى مِنه المَلائكَةُ؟ "
(6)
. لَفظُ حَديثِ قُتَيبَةَ. رواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى وقُتَيبَةَ وغَيرِهِما بهَذا اللَّفظِ: كاشِفًا
(1)
فى س: "حفص".
(2)
بعده فى م: "عمر".
(3)
فى س: "على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر وهو كذلك فتحدث".
(4)
قال النووى: هكذا هو فى جميع نسخ بلادنا: تهتش بالتاء بعد الهاء، وفى بعض النسخ الطارئة بحذفها، وكذا ذكره القاضى. صحيح مسلم بشرح النووى 8/ 168.
(5)
لم تباله: أى لم تكترث به وتحتفل لدخوله. صحيح مسلم بشرح النووى 8/ 168، 169.
(6)
أخرجه البخارى فى الأدب المفرد (603)، وابن حبان (6907) من طريق إسماعيل بن جعفر به.
عن فخِذَيه أو ساقَيه بالشَّكِّ
(1)
.
ولا يُعارَضُ بمِثلِ ذَلِكَ الصَّحيحُ الصَّريحُ عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم فى الأمرِ بتَخميرِ الفَخِذِ، والنَّصُّ على أنَّ الفَخِذَ عَورَةٌ.
وقَد رواه ابنُ شِهابٍ الزُّهرِىُّ وهو أحفَظُهُم فلَم يَذكُرْ فى القَصَّةِ شَيئًا مِن ذَلِكَ:
3285 -
أخبرَناه أبو عبدِ اللَّه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدٍ محمدُ ابنُ موسَى بنِ الفَضلِ قالا: حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا العَباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ، حدَّثَنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، حدَّثَنا أبى، عن صالِحِ بنِ كَيسانَ قال: قال ابنُ شِهابٍ: أخبرَنِى يَحيَى بنُ سعيدِ بنِ العاصِ، أنَّ سَعيدَ بنَ العاصِ أخبرَه، أنَّ عثمانَ وعائشَةَ رضي الله عنهما تَحَدَّثا، أنَّ أبا بكرٍ استأْذَنَ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُضطَجِعٌ على فِراشِه لابِسٌ مِرطَ عائشةَ، فأُذِنَ لأبِى بكرٍ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو كَذَلِكَ، فقَضَى إلَيه حاجَتَه ثم انصَرَفَ، ثم استأْذَنَ عُمَرُ رضي الله عنه فأَذِنَ له وهو على ذَلِكَ الحالِ، فقَضى إلَيه حاجَتَه ثم انصرَفَ، قال عثمانُ رضي الله عنه: ثم استأْذَنتُ عليه فجَلَسَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقالَ لِعائشَةَ: "اجمَعِى عَلَيكِ ثيابَكِ". قال: فقَضيتُ إلَيه حاجَتى ثم انصَرَفتُ. قال: فقالَت عائشَةُ رضي الله عنها: يا رسولَ اللَّه لم أرَكَ فزِعْتَ لأبِى بكرٍ وعُمَرَ كما فزِعْتَ لِعُثمانَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ عثمانَ رجلٌ حَيِىٌّ، وإِنِّى خَشيتُ إن أذِنتُ له وأنا
(1)
مسلم (2401/ 26).
على تِلَكَ الحالِ ألَّا يُبَلِّغَ إِلَىَّ حاجَتَه"
(1)
. رواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن عمرٍو النّاقِدِ وغَيرِه عن يَعقوبَ، وأَخرَجَه مِن حَديثِ عُقَيلِ بنِ خالِدٍ عن ابنِ شِهابٍ، ولَيسَ فيه ذِكرُ الفَخِذِ ولا السّاقِ
(2)
.
3286 -
وقَد أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارىُّ وأبو عبدِ اللَّهِ الحسينُ بنُ عمرَ ابنِ بَرهانٍ وغَيرُهُما قالوا: أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدَّثَنا الحسنُ ابنُ عَرَفَةَ، حدَّثَنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ، عن ابنِ جُرَيجٍ قال: أخبرَنِى أبو خالِدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبى سعيدٍ المَدِينِىِّ
(3)
قال: حَدَّثَتنِى حَفصَةُ بنتُ عمرَ قالَت: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَومٍ جالِسًا قَد وضعَ ثَوبَه بينَ فخِذَيه، فجاءَ أبو بكرٍ فاستأْذَنَ فأَذِنَ له، والنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم على هَيئَتِه، ثم عُمَرُ بمِثلِ هَذِه القِصةِ، ثم عَلِىٌّ ثم أُناسٌ مِن أصحابِه، والنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم على هَيئَتِه، ثم جاءَ عثمانُ يستأذنُ، فأَخَذَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوبَه فتَجَلَّلَه، قالَت: فتَحَدَّثوا ثم خَرَجوا. قالَت: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، جاءَ أبو بكرٍ وعُمَرُ وعَلِىٌّ وسائرُ أصحابِكَ وأَنتَ على هَيئَتِكَ، فلَمَّا جاءَ عثمانُ تَجَلَّلتَ بثَوبِكَ؟! قالَت: فقالَ: "ألا أستَحيِى مِمَّن تَستَحيِى مِنه المَلائكَةُ؟ "
(4)
.
قال الشيخُ: وكَذَلِكَ رواه أبو يَعفورٍ عن عبدِ اللَّهِ:
(1)
أخرجه أحمد (515) عن يعقوب به. والبخارى فى الأدب المفرد (600) من طريق إبراهيم بن سعد به. وابن حبان (6906) من طريق ابن شهاب به.
(2)
مسلم (2402).
(3)
كذا فى س، م، والمهذب للذهبى 2/ 670، وكذلك فى الجرح والتعديل 5/ 73. وسيأتى فى الإسناد التالى:"المدنى"، وهو كذلك فى التاريخ الكبير 5/ 104.
(4)
أخرجه أحمد (26466) عن روح به. وقال الهيثمى فى المجمع 9/ 82: وإسناده حسن.
3287 -
أخبرَناه أبو عبدِ اللَّه الحافظُ وأبو صادِقِ ابنُ أبى الفَوارِسِ العَطّارُ قالا: حدَّثَنا أبو العباسِ ابنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا الحسنُ بنُ علىِّ بنِ عفانَ، حدَّثَنا عُبَيدُ اللَّه بن موسَى، عن شَيبانَ، عن أبى يَعفورٍ، عن عبدِ اللَّه بنِ أبى سعيدٍ المَدَنِىِّ، عن حَفصَةَ بنتِ عمرَ قالَت: دَخَلَ عَلَىَّ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَومٍ فوَضَعَ ثَوبَه بَينَ فخِذَيه. فذكَر مَعناه
(1)
.
والَّذِى هو الأشبَهُ أن يَكونَ صلى الله عليه وسلم أخَذَ بطَرَفِ ثَوبِه فوَضَعَه بَينَ فخِذَيه، إذ لا يُظَنُّ به غَيرُ ذَلِكَ، وإِنَّما يَنكَشِفُ بذَلِكَ فى الغالِبِ رُكبَتاه دونَ فخِذَيهِ.
وَرِوايَةُ أبى موسَى الأشعَرِىِّ قَد صَرَّحَت بذَلِكَ، أظُنُّه فى قِصةٍ أُخرَى:
3288 -
أخبرَنا أبو الحسنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدَّثَنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدَّثَنا سليمانُ بنُ حَربٍ، حدَّثَنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ فى حَديثٍ ذكَره عن أيّوبَ، عن أبى عثمانَ، عن أبى موسَى. قال حَمَّادٌ: فحَدَّثَنى علىُّ بنُ الحَكَمِ وعاصِمٌ الأحوَلُ، أنَّهُما سَمِعا أبا عثمانَ يُحَدِّثَه عن أبى موسَى نَحوًا مِن هذا، غَيرَ أنَّ عاصِمًا زادَ فيه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان فى مَكانٍ فيه ماءٌ قَد كَشَفَ عن رُكبَتَيه، فلمَّا أقبَلَ عثمانُ غَطّاهُما
(2)
. رواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن سليمانَ بنِ حَربٍ
(3)
.
وهَذا لا حُجَّةَ فيه لِمَن ذَهَبَ إلى أنَّ الفَخِذَ لَيسَت بعَورَةٍ، وكَشفُهُما قَبلَ
(1)
أخرجه أحمد (26467) من طريق شيبان به. وقال الذهبى 2/ 671: حديث غريب.
(2)
المصنف فى الاعتقاد ص 517.
(3)
البخارى (3695).
دُخولِ عثمانَ رضي الله عنه إنَّما يَدُلُّ على أنَّ الرُّكبَتَينِ لَيسَتا بعورَةٍ، وعَلَى ذَلِكَ دالٌّ أيضًا حَديثُ عمرِو بنِ شُعَيبٍ، وَعَلَى أنَّ السُّرَّةَ لَيسَت بعَورَةٍ، وإِنَّما العَورَةُ مِنَ الرَّجُلِ ما بَينَهُما.
3289 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الحسينُ بنُ محمدٍ الفَقيهُ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدَّثَنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدّارِمِىُّ، حدَّثَنا أبو سلمةَ، حدَّثَنا حَمّادُ ابنُ سلمةَ، أخبرَنا ابنُ عَونٍ، عن محمدٍ هو ابنُ سيرينَ، أنَّ أبا هريرةَ رضي الله عنه قال لِلحَسَنِ: ارفَعْ قَميصَكَ عن بَطنِكَ حَتَّى أُقَبِّلَ حَيثُ رأَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ. فرَفَعَ قَميصَه فقَبَّلَ سُرَّتَه
(1)
. كَذا قال: عن حَمّادٍ. وقالَ غَيرُه: عن حَمّادٍ وعَنِ ابنِ عَونٍ عن أبى محمدٍ وهو عُمَيرُ بنُ إسحاقَ
(2)
.
3290 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ مَطَرٍ، حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ علىٍّ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا أزهَرُ السَّمّانُ، عن ابنِ عَونٍ، عن عُمَيرِ بنِ إسحاقَ قال: كُنتُ مَعَ الحسنِ فلَقيَه أبو هريرةَ قال: أرِنِى أُقَبِّلْ مِنكَ حَيثُ رأَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ. فقالَ بفُقمَيه
(3)
، فوَضَعُ فاه على سُرَّتِهِ
(4)
.
(1)
أخرجه الحاكم 3/ 168، وصححه، ووافقه الذهبى، والخطيب فى تاريخه 9/ 95 من طريق أزهر ابن سعد عن ابن عون به. وابن عدى فى الكامل 5/ 1724 من طريق إبراهيم بن الحجاج عن حماد ابن سلمة، وقال فيه: عن أبى محمد.
(2)
قال الدارقطنى فى العلل 10/ 50: وهو أشبه بالصواب.
(3)
كذا فى س، م. وفى حاشية س، ومسند أحمد، والمهذب 2/ 671:"بقيمصه". والفقم: الفك. الوسيط 2/ 724 (ف ق م).
(4)
أخرجه أحمد (7462)، وابن حبان (5593، 6965) من طرق عن ابن عون به.