الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبى هريرةَ قال: صَلَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهرَ أوِ العَصرَ رَكعَتَينِ، فقالَ له ذو اليَدَينِ: أقُصِرَتِ
(1)
الصَّلاةُ يا رسولَ اللَّه أو نَسيتَ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأصحابِه: "أحَقٌّ ما يَقولُ ذو اليدين؟ ". قالوا: نَعَم. فصَلَّى رَكعَتَينِ أُخراوَينِ، ثم سَجَدَ سَجدَتَى السَّهوِ. قال سَعدٌ: ورأَيتُ عُروةَ بنَ الزُّبَيرِ صَلَّى مِنَ المَغرِبِ رَكعَتَينِ وسَلَّمَ، فتَكَلَّمَ ثم صَلَّى ما بَقِىَ فقالَ: هَكَذا فعَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
. رواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن آدَمَ بنِ أبى إياسٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن أبى سلمةَ
(3)
.
وتَمامُ هَذِه المَسأَلَةِ يَرِدُ فى بابِ السُّجُودِ إنَّ شاءَ اللَّهُ تَعالَى.
بابُ مَن بَكى فى صَلاتِه فلَم يَظهَرْ مِن صَوتِه ما يَكونُ كَلامًا له هِجاءٌ
3399 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو زكريا
(4)
يَحيَى بنُ محمدٍ العنبرىُّ وأبو بكرٍ محمدُ بنُ جَعفَرٍ المُزَكِّى (ح) وأَخبرَنا أبو أحمدَ المِهرَجانِىُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ جَعفَرٍ قالا: حدَّثَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ ابنُ إبراهيمَ، حدَّثَنا ابنُ بُكَيرٍ، حدَّثَنا مالكٌ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه،
(1)
قال ابن حجر: بضم القاف وكسر المهملة على البناء للمفعول، أى أن اللَّه قصرها، وبفتح ثم ضم على البناء للفاعل. أى: صارت قصيرة. فتح البارى 3/ 100.
(2)
سيأتى تخريجه فى (3963).
(3)
البخارى (1227)، ومسلم (573/. . .).
(4)
فى م: "بكر". وتقدم فى (627، 2749) وغيرها، وينظر سير أعلام النبلاء 15/ 533.
عن عائِشَةَ زَوجِ النبىِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مُرُوا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنَّاسِ". قُلتُ: يا رسولَ اللَّه، إنَّ أبا بكرٍ إذا قامَ فى مَقامِكَ لم يُسمِعِ النّاسَ مِنَ البُكاءِ، فمُرْ عمرَ فليُصَلِّ بالنّاسِ. قال:"مُرُوا أبا بكرٍ فليُصَلِّ لِلنَّاسِ". قالَت عائشَةُ: فقُلتُ لِحَفصَةَ: قولِى له: إنَّ أبا بكر إذا قامَ فى مَقامِكَ لم يُسمِعِ النّاسَ مِنَ البُكاءِ، فمُرْ عمرَ فليُصَلِّ لِلنّاسِ. ففَعَلَت حَفصَةُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّكُنَّ لأنتُنَّ صَواحِبُ يوسُفَ
(1)
، مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنَّاسِ". فقالَت حَفصَةُ لِعائشَةَ: ما كُنتُ لأُصيبَ مِنكِ خَيرًا
(2)
. رواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن عبدِ اللَّهِ بنِ يوسُفَ وغَيرِه عن مالكٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن هِشامٍ
(3)
.
3400 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلىُّ، أخبرَنِى الحسنُ بنُ سُفيانَ، حدَّثَنى أبو سعيدٍ يَحيَى بنُ سليمانَ الجُعفِىُّ، حدَّثَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، عن حمزة بنِ عبدِ اللَّهِ، عن أبيه قال: لما اشتَدَّ برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجَعه قال: "مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". فقالَت عائشَةُ رضي الله عنها: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ رَقيقٌ، إذا قامَ فى مَقامِكَ لم يُسمِعِ النّاسَ مِنَ البُكاءِ. فقالَ: "مُروا أبا بكرٍ
(1)
قال الإمام النووى: أى فى التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن فى طلب ما تردنه وتملن إليه. صحيح مسلم شرح النووى 4/ 140.
(2)
مالك 1/ 170، ومن طريقه الترمذى (3672)، والنسائى فى الكبرى (11252). وأخرجه أحمد (24647)، وابن حبان (6601) من طريق هشام بن عروة به. وسيأتى فى (3704)، ومن حديث أبى موسى (5133، 5134).
(3)
البخارى (679، 716)، ومسلم (418/ 97) ولفظه بنحوه.
فليُصَلِّ بالنّاسِ". فعاوَدَته مِثلَ مَقالَتِها فقالَ: "أنتُنَّ صَواحِباتُ يوسُفَ، مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ"
(1)
. رواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن يَحيَى بنِ سليمانَ الجُعفِىِّ
(2)
. وأَخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ مَعمَرٍ عن الزُّهرِىِّ عن حَمزَةَ عن عائشةَ رضي الله عنها وقالَت فى الحديث: إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ رَقيقٌ، إذا قرأَ القُرآنَ لا يَملِكُ دَمعَه
(3)
.
3401 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ الفَقيهُ ببَغدادَ، حدَّثَنا الحسنُ بنُ مُكرَمٍ البَزّازُ
(4)
، حدَّثَنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا حَمَّادُ بنُ سَلَمةَ، عن ثابِتٍ، عن مُطَرِّفٍ، عن أبيه قال: رأَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّى وفِى صَدرِه أزيزٌ
(5)
كأَزيزِ الرَّحَى مِنَ البُكاءِ
(6)
.
3402 -
وأَخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسينِ القَطّانُ، حدَّثَنا علىُّ بنُ الحسنِ الدَّرابَجِرْدِىُّ، حدَّثَنا عبدُ اللَّهِ بنُ عثمانَ،
(1)
أخرجه ابن حبان (6874) عن الحسن بن سفيان به. والنسائى فى الكبرى (9272) من طريق الزهرى به.
(2)
البخارى (682).
(3)
مسلم (418/ 94).
(4)
فى س، م:"البزار". والمثبت هو الصواب، وتقدم فى (2068)، وسيأتى فى (4315، 5086، 7809، 10587) وغيرها. وينظر سير أعلام النبلاء 13/ 192. ووقع فى تاريخ بغداد 7/ 432: البزار. بالراء المهملة، وفى أثناء الترجمة البزاز. بالزاى.
(5)
أزيز: يعنى غليان جوفه بالبكاء، والأصل فى الأزيز الالتهاب والحركة. غريب الحديث لأبى عبيد 1/ 222.
(6)
المصنف فى الشعب (774)، والدلائل 1/ 357، والحاكم 1/ 264، وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه أحمد (16312)، وأبو داود (904)، وابن حبان (753) من طريق يزيد بن هارون به، وعند أحمد وابن حبان:"كأزيز المرجل". وهو اللفظ الآتى.