الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعظمها وظفرها وعصبها وحافرها ولبنها وإنفحتها (1) وجلدتها (2)(نجسة إلا شعرًا ونحوه) كصوف ووبر وريش من حيوان طاهر في الحياة، فإنه طاهر، لكن أصوله نجسة، (والمنفصل من) حيوان (حيٍّ كميتته) طهارة ونجاسةً، فما قطع من السمك مع بقاء حياته طاهر، لأن ميتته كذلك، بخلاف ما قطع من بهيمة الأنعام، إلا نحو طريدة الصيد (3) -وتأتي في بابها إن شاء اللَّه تعالى- وإلا المسك مع فأرته (4).
تتمة:
يباح استعمال منخل من شعر نجس كشعر بغل في يابس، لا مائع
= كتاب الزكاة، باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 135).
(1)
الإنفحة -بكسر الهمزة وفتح الفاء مخفَّفة- كرشُ الحَمَل أو الجَدْي ما لم يأكل، فإذا أكل، فهو كرش. قاله في "اللسان" (2/ 624). وقال في "القاموس" (ص 314): شيء يستخرج من بطن الجدي الرضيع، أصفر فيعصر في صوفةٍ فيغلظ كالجبن. فإذا أكل الجدي، فهو كرش. اهـ
(2)
وجلدتها: أي جلدة الإنفحة. ينظر: "شرح منتهى الإرادات"(1/ 27)، و"حاشية ابن قاسم"(1/ 113).
(3)
طريدة الصيد هي: الصيد يقع بين القوم لا يقدرون على ذكاته فيقطع ذا منه بسيفه قطعة، ويقطع الآخر -أيضًا- قطعة، حتى يؤتى عليه -أي الصيد- وهو حي. قال الحسن: لا بأس بالطريدة، كان المسلمون يفعلون ذلك في مغازيهم، وما زال الناس يفعلونه في مغازيهم، واستحسنه أبو عبد اللَّه أحمد. اهـ "المغني"(13/ 281)، و"كشاف القناع"(6/ 222)، و"حاشية ابن قاسم"(1/ 115).
(4)
المسك طيب معروف. وفأرته: النَّافجةُ، وهي جلدة يكون فيها المسك. وأصله دم يجتمع في بُخرةٍ -أي كيس- في سُرَّةِ الظبية ثم يتقوَّر ويسقط، وقد يبس الدم فصار كالفتات.
ينظر: "تاج العروس"(13/ 291)، و"معجم البلدان" لياقوت (2/ 11)، و"النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب" لابن بطال (1/ 68، 238).
لتعدي نجاسته إليه. ويُسنُّ تغطية آنية، وإيكاء أسقية لحديث أبي هريرة: أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نغطي الإناء ونُوكيَ السِّقاء. رواه أبو داود (1).
(1) لم أجد في سنن أبي داود -المطبوع- حديث أبي هريرة هذا. والمعروف أن هذا الحديث من رواية جابر بن عبد اللَّه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "غطوا الإناء، وأوكوا السِّقاء. . . " الحديث، أخرجه البخاري في الأشربة من "صحيحه" باب تغطية الإناء (6/ 249)، ومسلم في الأشربة من "صحيحه"(3/ 1594) واللفظ له. وأبو داود في باب إيكاء الآنية من كتاب الأشربة من "سننه"(4/ 117).
وأبو داود هو: سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدقي السجستاني. الإمام الثبت سيد الحفاظ. صاحب "السنن" ولد سنة 202 هـ قال الصاغاني: لين لأبي داود الحديث كما لين لداود الحديد. اهـ، كتب خمسمائة ألف حديث، انتخب منها كتابه "السنن" توفي سنة 275 هـ بالبصرة.
ينظر: "تذكرة الحفاظ"(2/ 591).