الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ
2468 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ تَمَامِ الْبِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.
2468 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته زافر بن سليمان.
تخريجه:
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 234) عن أبي يعلى به.
وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 214)، من طريق أبي موسى الهروي به بنحوه.
وأخرجه أبو الشيخ: كما في اللآلي (2/ 395)، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 395)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 197)، وأخرجه الروياني في مسنده (ق 243 أ) كما في الضعيفة (2/ 135)، والبيهقي في الشعب (7/ 214) كلهم من طريق زافر بن سليمان به ولفظه من كنوز البر إخفاء الصدقة، وكتمان المصائب والأمراض، ومن بث فلم يصبر.
ومدار هذه الطرق على زافر بن سليمان وهو ضعيف، إلَّا أنه تابعه ثلاثة وهم:
الأول: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد، حدثني أبي به بنحوه.
أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 214)، وأبو علي الهروي في الفوائد (ق7 أ)، =
= والبوشبنجي في المنظوم (ق4 أ) كلاهما كما في الضعيفة (2/ 135) كلهم من طريق عبد الله بن عبد العزيز، به. وعبد الله بن عبد العزيز قال في المغني (1/ 345) قال أبو حاتم وغيره: أحاديثه منكرة، وقال ابن الجنيد لا يساوي فلسًا، فالإسناد ضعيف جدًا والمتابعة لا يُفرح بها.
الثاني: عبد الوهاب الخفاف، عن عبد العزيز بن أبي رواد به بنحوه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 234)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 215)، وأخرجه أبو نعيم في كتاب الأربعين (ق 60 ب) كما في الضعيفة (2/ 135)، كلاهما من طريق الحسن بن حمزة، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم عن عبد الوهاب الخفاف به.
قال الألباني في الضعيفة (2/ 135) ورجاله ثقات إلَّا الحسن بن حمزة فلم أجد له ترجمة، فالظاهر أنه هو علة الإسناد، والله أعلم. اهـ.
قلت: بل له ترجمة في تاريخ بغداد (7/ 333) وهو الحسن بن الطيب بن حمزة، قال عنه الدارقطني: لا يساوي شيئًا لأنه حدث بما لم يسمع، وقال الحضرمي: هو كذاب، فعليه الإسناد تالف والمتابعة لا يُفرح بها أيضًا.
الثالث: بقية، عن ابن أبي رواد به بنحوه.
أخرجه أبو زكريا البخاري في فوائده كما في اللآلىء (2/ 396). وهذا إسناد ضعيف، علته بقية فقد عنعن. وورد الحديث عن عدد من الصحابة منهم أنس، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي هريرة، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وعن العلاء بن عبد الرحمن.
أما حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة من كنوز البر، إخفاء الصدقة وكتمان المصيبة، وكتمان الشكوى، يقول الله عز وجل: ابتليت عبدي ببلاء، فصبر، ولم يشكني إلى عوّاده فأبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه. وإن أرسلته أرسلته ولا ذنب له، وإن توفيته توفيته فإلى رحمتي. =
= فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 220)، وتمام في فوائده (1/ 302)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 15/ ق 241)، وأبونعيم في الحلية (7/ 117)، وفي الأربعين الصوفية (ق 60 ب) كما في الضعيفة (2/ 135)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 199)، والطبراني كما في اللآلىء (2/ 395)، والشجري في أماليه (2/ 281) كلهم من طريق الجارود بن يزيد، حدّثنا سفيان يعني الثوري، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك به.
والجارود، قال عنه في لسان الميزان (2/ 90): قأل أبو حاتم: كذّاب، وقال العُقيلي: يكذب ويضع الحديث.
فالحديث موضوع: وكذا حكم عليه ابن الجوزي، وتعقبه السيوطي في اللآلىء (2/ 395) فقال: لم يتهم الجارود بوضع! وتعقَّب السيوطي ابنُ عرَّاق في تنزيه الشريعة (2/ 354) فقال: هذا ممنوع كما يعرف بمراجعة المقدمة.
قلت: يعني بمراجعة مقدمة كتابه حيث ذكر أسماء الوضاعين والكذابين، ومنهم الجارود (1/ 44).
وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 42) من طريق داود بن المحبر، حدّثنا عنبسة بن عبد الرحمن، حدّثنا عبد الله بن الأسود الأصبهاني، عن أنس مرفوعًا بنحوه، وداود بن المُحبر يأتي في الحديث (رقم 33) أنه متروك.
أما حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثٌ من كنوز البر، كتمان الأوجاع والمصائب، ومن بث لم يصبر.
فأخرجه تمام في فوائده (2/ 47)، من طريق ناشب بن عمرو، حدّثنا مقاتل بن سليمان، عن قيس بن سكن، عن ابن مسعود مرفوعًا. وناشب، قال عنه في اللسان (6/ 143): قال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف.
وأما حديث العلاء بن عبد الرحمن قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: أربعة من =
= كنوز البر، إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول لا حول ولا قوة إلَّا بالله.
فأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 215) وإسناده منقطع.
وأما حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم أربعة من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول لا حول ولا قوة إلَّا بالله.
فأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 186)، من طريق سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي مرفوعًا.
وإسناده ضعيف فيه علتان:
الأولى: عنعنة أبي إسحاق السبيعي.
الثانية: الحارث بن الأعور، قال عنه في التقريب (ص 146): في حديثه ضعيف.
وعليه يمكن أن يرتقي حديث الباب بالشواهد الضعيفة إلى الحسن لغيره، لكن يرد عليه قول أبي زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (2/ 332) هذا حديث باطل.
ولمعنى الحديث شاهدان: عن ابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهما.
أما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأولى: عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا: من أصيب بمصيبة في ماله، أو جسده، فكتمها ، ولم يشكها إلى الناس، كان حقًا على الله أن يغفر له.
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 184)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 126، 136، 178)، كلاهما من طريق بقية بن الوليد، عن ابن جريج، عن عطاء به، وذكر الذهبي في الميزان (1/ 333) هذا الحديث في ترجمة بقية، ثم نقل قول ابن حبّان:
وهذا من نسخة كتبناها بهذا الإِسناد كلها موضوعة، يُشبه أن يكون بقية سمعه من إنسان واهٍ، عن ابن جريج، فدلس عنه، والتزق به.
الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. =
= أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 215) وفي سنده محمد بن إبراهيم هو الخزاعي، قال في التقريب (ص 446) صدوق يهم، فالإسناد ضعيف.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فلفظه بنحو الشطر الثاني من حديث أنس.
أخرجه الحاكم (1/ 348)، وعنه البيهقي في الكبرى (3/ 375)، وفي الشعب (6/ 547، 7/ 187)، من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال البيهقي: إسناده صحيح.
وأخرجه أبو الشيخ: كما في اللآلىء (2/ 396)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 199)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 9 أ، 22أ)، كلاهما من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه، وعبد الله بن سعيد متروك.
وقال ابن الجوزي: وهذا حديث لا يصح، وتعقبه السيوطي في اللآلىء (2/ 396) فقال: بل هو صحيح وله طرق أخرى.
قلت: إن كان السيوطي يعني هذا الإِسناد فغير صحيح وعرفت علته، إما إن كان يعني الطرق الأخرى فنعم كما تقدم.