المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌51 - باب النهي عن الفحش - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌51 - باب النهي عن الفحش

‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

2710 -

[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن أابن سِنَانٍ، (1) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: المستبان ما قالا فعلى البادىء حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أبو علي، حدّثنا يونس بهذا (2).

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "أبي سنان" وما أثبته الصحيح من المصادر التي أخرجت الحديث.

(2)

إسناده حسن من أجل سعد بن سنان. وهو في مسند أبي يعلى (7/ 250) بنفس الإسناد والمتن.

ص: 838

2710 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن من أجل سعد بن سنان.

ص: 838

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى (7/ 250)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 35) كلاهما من طريق يونس بن محمد به بلفظه.

وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 216) من طريق الليث بن سعد به بلفظه.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 424)، والطبراني في مسند الشاميين =

ص: 838

= (1/ 154) كلاهما من طريق يزيد بن أبي حبيب به بلفظه.

وعند الطبراني يزيد، عن أنس وسقطت الواسطة بينهما. إلَّا أن البخاري، والقضاعي، والخرائطي ذكروا سعد بن سنان بدلًا من أبي سنان، وعند أبي يعلى ابن سنان وهو الصحيح، إذ لا تعرف ليزيد بن أبي حبيب رواية عن أبي سنان ولا لأبي سنان رواية عن أنس كما في تهذيب الكمال (خ 2/ 1079، 3/ 1531)، والعكس صحيح عند سعد بن سنان.

وللحديث شاهدان عن أبي هريرة، وعياض بن حمار رضي الله عنهما.

أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بلفظ حديث أنس.

فأخرجه مسلم (ح 2587)، وأبو داود (13/ 237 العون)، والترمذي (6/ 115 التحفة)، وأحمد (2/ 235، 517، 488)، والبخاري في الأدب المفرد (423)، وأبو يعلى (11/ 365)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 34)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 216)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 492)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 222)، والبيهقي في الكبرى (10/ 235)، وفي الشعب (5/ 283)، والبغوي في شرح السنة (13/ 133).

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأما حديث عياض بن حمار قال: قلت يا رسول الله! الرجل من قومي يشتمني وهو دوني فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان فما قالاه فهو على البادىء حتى يعتدي المظلوم.

فأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 366)، والطيالسي (ص 146)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (10/ 235) من طريق قتادة، عن يزيد بن عبد الله الشخير، عن عياض به. وإسناده صحيح.

وعليه يرتقى حديث الباب بهذين الشاهدين إلى الصحيح لغيره.

ص: 839

2711 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، ح وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[قَالَ](1): لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبثت نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَت نَفْسِي (2).

قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وغيرهما من حديث يونس بن يزبد، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل (3)، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، وَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ، وَأَبُو أُمَامَةَ (4) لَهُ رِؤيَةٌ ورِوَايَةٌ، وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ، وَتَقَدَّمَ فِي فَضْلِ الْحَيَاءِ شَيْءٌ مِنْ هذا الباب.

(1) سقطت من الأصل و (حس) وأثبتها من (عم) و (سد)، والسياق يقتضيها.

(2)

قوله: "نفسي" سقط من (سد) و (حس).

(3)

نصحفت "سهل" في (حس) إلي "سهيل".

(4)

تصحفت "أبو أمامة" في (حس) إلى "أبو أسامة".

ص: 840

2711 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن الزهري لم يصرح فيه بالحديث وهو مُدلس من الثالثة فالإِسناد ضعيف.

ص: 840

تخريجه:

أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 146)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1052) كلاهما من طريق سفيان به بلفظه.

وأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20991) عن الزهري به بلفظ: لا يقل أحدكم أني خبيث النفس، ولكن ليقل: إني لقس النفس. ولم يصرح الزهري بالحديث في هذه الأسانيد. =

ص: 840

= وأما حديث أبي أمامة بن سهل، عن أبيه الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر.

فأخرجه البخاري (10/ 563 الفتح)، ومسلم (ح 2250)، وأبو داود (13/ 325 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 810)، والطحاوي في المشكل (1/ 146)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1051)، وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 307)، والطبراني في الكبير (6/ 78)، والبيهقي في الشعب (4/ 310)، وفي الآداب (ح 431).

وللحديث شاهدان عن عائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهم:

أما حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي.

فأخرجه البخاري (10/ 563 الفتح)، ومسلم (ح 2251)، وأبو داود (13/ 325)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 809)، وأحمد (6/ 51، 66، 209، 231، 281)، والحميدي (1/ 128)، وإسحاق ابن راهويه (1/ 285)، وابن أبي شيبة (9/ 67)، وأبو عبيد في غريب الحديث (3/ 334)، وأبو بكر بن أبي داود في "جزء مما أسندت عائشة"(ح 6)، والطحاوي في المشكل (1/ 145)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 491)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1049)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 361)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 58، 217) والبيهقي في الشعب (4/ 310)، والبغوي في شرح السنة (12/ 359).

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ حديث عائشة.

فأخرجه أبو يعلى في المسند (10/ 237)، وفي معجم شيوخه (ح 33)، وعنه ابن عدي في الكامل (3/ 232) من طريق زمعة، عن بديل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.

وزمعة هو ابن صالح، ضعيف.

وعليه يرتقى حديث الباب بالشواهد الصحيحة إلى الحسن لغيره.

ص: 841

2712 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ (1)، وَلَا الرِّيَاحَ، فَإِنَّهَا تُرْسل رَحْمَةً لِقَوْمٍ وَعَذَابًا لِقَوْمٍ.

(1) في (سد) و (عم)"ولا الشمس ولا القمر".

ص: 842

2712 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:

الأولى: ضعف سفيان بن وكيع.

الثانية: ضعف ابن أبي ليلى.

الثالثة: عنعنة أبي الزبير وهو مدلس.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 142 ب مختصر) وقال رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى.

قلت: هكذا ولم يذكر بقية العلل.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 71) وقال: رواه أبو يعلى لإسناد ضعيف.

ص: 842

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (4/ 178) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 18)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 615) كلاهما من طريق ابن أبي ليلى، عن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرفوعًا مرسلًا.

وتابع ابن أبي ليلى سعيد بن بشير، عن أبي الزبير به بنحوه.

أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 أ)، وفي الدعاء (3/ 1718)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 371). =

ص: 842

= وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلَّا سعيد بن بشير تفرّد به محمد بن بكّار.

قلت: بل رواه غيره عن أبي الزبير كما تقدم. لذا قال أبو حاتم كما في العلل (2/ 286): لا أعلم رواه إلَّا ابن أبي ليلى وسعيد بن بُشير.

وسعيد بن بشير ضعيف، ثم أنه رواه عن أبي لزبير ولم يصرح الثاني بالتحديث فالحديث باقٍ على ضعفه.

ولشطره الأخير المتعلق بالنهي عن سب الريح شواهد عن أبي هريرة، وأبي بن كعب، وابن عباس رضي الله عنهم.

أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: الريح من روح الله تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلو الله من خيرها، واستعيذوا به من شرها.

فأخرجه أبو داود (14/ 3 العون)، وابن ماجه (ح 3727)، وأحمد (2/ 250، 267، 437)، والشافعي في الأم (1/ 253)، وابن أبي شيبة (9/ 19)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 932) والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 382)، وأبو يعلى (10/ 527)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20004)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 924)، والطبراني في الدعاء (2/ 1256)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 702)، وابن حبّان كما في الإِحسان (3/ 287 شعيب).

وإسناد معمر صحيح.

أما حديث أبي بن كعب رضي الله عنه، مرفوعًا قال: لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقدلوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح .. الحديث.

فأخرجه الترمذي (6/ 527 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 933)، وأحمد (5/ 123)، والطحاوي في المشكل (1/ 398)، وعبد الله بن أحمد في الزوائد (5/ 123)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 719)، والحاكم (2/ 272)، والبيهقي في الشعب (4/ 315)، وابن السني في عمل اليوم والليلة =

ص: 843

= (ح 298)، وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1312).

وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: مدار أسانيدهم على حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس من الثالثة، ولم يصرح بالتحديث. إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه شعبة عند النسائي في عمل اليوم والليلة (ح 938) وبقية رجاله ثقات فالإسناد صحيح.

وأما حديث ابن عباس مرفوعًا: لا تلعن الريح فإنها مأمورة.

فأخرجه أبو داود (13/ 253 العون)، والترمذي (6/ 112 التحفة)، وابن أبي شيبة (10/ 217) موقوفًا، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 499)، والطبراني في الكبير (12/ 160)، والبيهقي في الشعب (4/ 316)، وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1315).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعلم أحدًا أسنده غير بشر بن عمر.

قلت: بشر بن عمر قال في التقريب (ص 123) ثقة وبقية رجال الإسناد كلهم ثقات، لذلك صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/ 189)، وفي صحيح سنن أبي داود (3/ 927).

ص: 844

2713 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ (1): سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ [يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ](2)، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الْقَائِلُ بِالْفَاحِشَةِ وَالَّذِي يَسْمَعُ في الإثم سواء (3).

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

سقطت "لام قال" في (عم).

(3)

تصحفت في الأصل و (حس) و (عم) إلى (يزيد بن حبيب) وما أثبته الصحيح من (سد)، ومسند أبي يعلى، وكتب التراجم.

ص: 845

2713 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علّته حسّان بن كريب فهو مجهول الحال.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 91) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حسان بن كريب وهو ثقة.

وتبعه حسين أسد. محقق مسند أبي يعلى فقال: رجاله ثقات.

قلت: حسان بن كريب، لم أجد من وثّقه.

ص: 845

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (1/ 420) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 324) هن طريق أبي. موسى به بلفظ القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء.

ومعنى لفظ البخاري يختلف عن معنى لفظ أبي يعلى، مع أنهما رووه من طريق واحد والحديث ذكره الهندي في الكنز (ح 8984) بلفظ أبي يعلى وعزاه له، وللبخاري في الأدب المفرد. كما روى الحديث البيهقي في الشعب (7/ 44) من طريق وهب بن جرير به بلفظ أبي يعلى فتبيّن من ذلك أن لفظ أبي يعلى هو الأرجح.

ومدار هذه الأسانيد على حسان بن كريب وقد علمت حاله. فالأثر ضعيف.

ص: 845

2714 -

حَدَّثَنَا (1) أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ رضي الله عنه يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَالَ: تُصَلِّي (2) عِنْدَ قَبْرِهِ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ، فَقَالَ لَهُ قَوْلًا قَبِيحًا ثُمَّ أَدْبَرَ، فَانْصَرَفَ أُسَامَةُ رضي الله عنه فَقَالَ لِمَرْوَانَ: إِنَّكَ آذَيْتَنِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (3): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ الْفَاحِشَ المتفحش، وإنك فاحش متفحش.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تصحفت في (حس) إلى "يصلي".

(3)

سقطت من (حس).

ص: 846

2714 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علّته عنعنة محمد بن إسحاق وهو مُدَلس.

ص: 846

تخريجه:

أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 481)، عن أبي يعلى به بلفظه.

وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 166)، من طريق وهيب بن جرير به بنحوه.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 683)، من طريق محمد بن إسحاق به بنحوه دون ذكر القصة.

ومدار هذه الأسانيد على محمد بن إسحاق ولم يصرح بالتحديث، إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه اثنان:

الأول: عثمان بن حكيم، عن محمد بن أفلح.

أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 334)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 334)، والطبراني في الكبير (1/ 165)، وفي الأوسط (1/ 220)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 188)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 27) معلقًا، كلهم من =

ص: 846

= طريق محمد بن أفلح مولى أبي أيوب، عن أسامة بن زيد قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعته يقول: لا يحب الله الفاحش المتفحش.

قلت: ومحمد بن أفلح مولى أبي أيوب ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 26)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول والإسناد ضعيف.

الثاني: أبو معشر، عن سليم مولى ليث، عن أسامة به بنحوه.

أخرجه أحمد (5/ 202).

وأبو معشر قال في التقريب (ص 559) ضعيف وسليم مولى ليث قال الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 164): لا يعرف فالإسناد ضعيف.

وللمرفوع منه شواهد كثيرة عن عبد الله بن عمرو، وعائشة، وأبي هريرة، وسهل بن الحنظلية، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.

أما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه أربع طرق:

الأولى: عن أبي سبرة، عنه مرفوعًا: إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش

لحديث.

أخرجه أحمد (2/ 162)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 285)، والآجري في الشريعة (ص 353)، وابن المبارك في الزهد (ح 1610)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 367).

وأبو سبرة، قال في الميزان (2/ 111): مجهول.

الثانية: عن أبي كثير الزبيدي، عنه مرفوعًا: ألا فاتقوا الله، وإياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش.

أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 319)، والطيالسي (ص 300)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 138)، والبيهقي في الشعب (7/ 425)، والحاكم (1/ 11)، وأحمد (2/ 159، 191، 195)، والببهقي في الكبرى (10/ 243). =

ص: 847

= وأبو كثير الزبيدي، الراجح أنه زهير بن الأقمر قال في التقريب (ص 668) مقبول.

قلت: نقل الحافظ في التهذيب (12/ 231)، توثيق العجلي، والنسائي له فهو ثقة، وبقية رجال الطيالسي ثقات فإسناده صحيح.

الثالثة: عن بكر بن عبد الله المزني مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه (ح 90)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 843)، والبيهقي في الشعب (6/ 46)، وإسناد الحسن بن عرفة رجاله ثقات، وهو ثقة فالأسناد صحيح.

الرابعة: عن يحيى بن يعمر: عنه مرفوعًا: إن الله يبغض الفاحش المتفحش.

أخرجه الشجري في أماليه (2/ 261)، وفي سنده عبّاد بن صهيب، قال في الميزان (2/ 367): أحد المتروكين، فالإسناد ضعيف جدًا.

وأما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها طريقان:

الأولى: عن أبي سلمة، عنها قالت: جاء رجل يستأذن عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بئس أخو العشيرة، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فبشّ به، فقالت عائشة: فقلت له في ذلك! فقال: يا عائشة! إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش.

أخرجه أبو داود (ح 4792)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 755)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 340)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 214).

ورجاله ثقات إلَّا محمد بن عمرو، فهو صدوق والإسناد حسن.

الثانية: عن سهيل، عن أبيه، عنها مرفوعًا: إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش

لحديث.

أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 288، 3/ 38)، وإسناده صحيح.

وأما حديث سهل بن الحنظلية قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنكم قادمون على إخوانكم فأحسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، إن =

ص: 848

= الله لا يحب الفحش والتفحش.

فأخرجه أبو داود (11/ 146 العون)، وأحمد (4/ 180)، وابن المبارك في الزهد (ح 853)، وابن أبي شيبة (5/ 345)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 65)، والطبراني في الكبير (6/ 94)، والحاكم (4/ 183)، والبيهقي في الشعب (5/ 164)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 98) معلقًا، كلهم من طريق قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي، عن سهل بن الحنظلية به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: كيف وقد قال الذهبي في الميزان (3/ 392)، عن قيس، وأبيه:

لا يعرفان. وقال الحافظ في التقريب (ص 456)، عن قيس: مقبول قلت: نقل الحافظ في التهذيب (8/ 344) قول أبي حاتم فيه: ما أرى بحديثه بأسًا. اهـ. وقال أبو زرعة كما في الجرح والتعديل (7/ 94): رجل صدق: فهو صدوق.

وقال الحافظ في التقريب (ص 124)، عن بشر بن قيس والدقيس (ص 124): صدوق، مع أنه لم ينقل في التهذيب (1/ 399) توثيق أحد له إنما نقل ذكر ابن حبّان له في الثقات وذكر بشر بنُ أبي حاتم في الجرح (2/ 364)، وسكت عليه وروى عنه غير واحد، فهو مستور، والإسناد ضعيف.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأولى: عن أبي سلمة، عنه مرفوعًا: إن الله يبغض الفاحش المتفحش.

أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 737)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 92).

وفي إسناده أيوب بن عتبة القاضي قال في التقريب (ص 118): ضعيف.

الثانية: عن المقبري، عنه مرفوعًا: إياكم والفحش، فإن الله عز وجل لا يحب الفاحش المتفحش

الحديث.

أخرجه أحمد (2/ 431)، والحميدي (2/ 490)، والخرائطي في مساوئ =

ص: 849

= الأخلاق (ح 354)، والحاكم (1/ 12)، والبيهقي في الشعب (7/ 424)، وفي الأدب (ح 108)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 373)، وابن حبّان كما في الإحسان (11/ 580 شعيب)، وصححه الحاكم وقال: على شرط مسلم. وهو صحيح كما قال ولكن بمجموع الطرق.

وأما حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا: لا يحب الله الفاحش المتفحش، الصبّاح في الأسواق.

فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 310)، وابن عدي في الكامل (6/ 17)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 337)، وفي سنده الفضل بن مبشر قال في التقريب (ص 447) فيه لين فالإِسناد ضعيف.

وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا: إن الله لا يحب الفاحش المتفحش.

فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 327).

وفي سنده فضيل بن سليمان، قال في التقريب (ص 447): صدوق، له خطأ كثير فالإِسناد ضعيف. وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع المتابعات والشواهد إلى الحسن لغيره.

ص: 850

2715 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَإِذَا قَالَ لَهُ:[يَا كَافِرُ](1) فهو كقتله.

(1) مكانها بياض في الأصل وأثبتها من باقي النسخ.

ص: 851

2715 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه:

1 -

منقطع فأبو قلابة لم يسمع من عمران بن حصين وفاتُه كانت سنة أربع ومائة وقيل بعد ذلك، ووفاة عمران سنة اثنتين وخمسين. ولم يسمع أبو قلابة ممن عاش بعد عمران من الصحابة كما في جامع التحصيل (ص 211).

2 -

شاذ الإِسناد كما سيأتي.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع بسند منقطع.

ص: 851

تخريجه:

أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 194)، والبزار كما في الكشف (2/ 431)، كلاهما من طريق حماد بن سلمة به إلَّا أن أبا قلابة رواه عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، وجعل البزّار شطره الأول متنًا لحديث منفصل عن شطره الثاني بسند سواء، وقال بعد الأول: لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا عن عمران، وإسحاق حدث بأحاديث لم يتابع عليها.

وقال بعد الثاني: لا نعلمه يروي إلَّا عن عمران، وثابت بن الضحاك وحديث عمران أحسن إسنادًا وعمران أجل، ولا تعلم روى هذا إلَّا حماد.

قلت: حديث ثابت بن الضحاك الذي أشار إليه البزّار، قال عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ =

ص: 851

= حلف بملة غير الإِسلام كاذبًا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله. لفظ البخاري.

أخرجه البخاري (10/ 514 الفتح)، ومسلم (ح 110)، وأبو داود (9/ 83 العون)، والنسائي (7/ 5)، والترمذي (5/ 147 التحفة)، وابن ماجه (ح 2098)، وأحمد (4/ 33، 34)، وأبو عوانة (1/ 44)، والطحاوي في المشكل (1/ 361)، وأبو يعلى (3/ 104)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 21)، والطبراني في الكبير (2/ 72، 73)، والبيهقي في الكبرى (23/ 8، 10/ 30)، والبغوي في شرح السنة (10/ 8)، وابن الأثير أسْدُ الغابة (1/ 272)، كلهم من طرق مختلفة عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك.

فكيف يكون حديث عمران أحسن إسنادًا، وجلالة عمران رضي الله عنه لا علاقة له بالسند.

ثم إنه قال: لا نعلم روى هذا إلَّا حماد.

قلت: إن كان يعني حديث عمران فنعم، وإن كان يعني المتن فلا، إذ رواه ثمانية غير حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ ثابت بن الضحاك وهم:

1 -

وهيب بن خالد ــ عند البخاري، والطبراني.

2 -

حماد بن زيد ــ عند الطبراني.

3 -

سفيان بن عيينة ــ عند أبي عوانة، والطبراني.

4 -

شعبة بن الحجاج ــ عند مسلم، والطبراني.

5 -

أشعث بن سوار ــ عند الطبراني.

6 -

معمر ــ عند أحمد، والطبراني.

7 -

روح بن القاسم ــ عند الطبراني.

8 -

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ــ عند الخرائطي.

ص: 852

= بل في اجتماع هؤلاء في رواية الحديث عن أيوب، عن أبي قلابة، عن الضحاك، وفيهم شعبة بن الحجاج دلالة على وَهم حماد بن سلمة في جعل الحديث من رواية عمران بن حصين. وحمّاد تقدم في ترجمته أنه لا يحتج بحديثه إن خالف الثقات فيكون إسناده شاذًا.

ص: 853

2716 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [عَنْ](1) صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عون بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: صَرَخَ دِيكٌ (2) عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا تَسُبَّهُ ولا تلعنه (3) فإنه يدعو للصلاة.

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "بن" فصارت "إسماعيل بن صالح"، وما أثبته الصحيح من بغية الباحث.

(2)

تصحفت في (حس) إلى "ذلك".

(3)

تصحفت في (حس) إلى "ولا يلعنه".

ص: 854

2716 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

1 -

إسماعيل بن عياش روى عن مدني وروايته عن غير الشاميين ضعيفة، ثم أنه لم يصرح بالتحديث.

2 -

رواية عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابن مسعود مرسلة كما تقدم في ترجمته.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر)، وسكت عليه.

ص: 854

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 7857) بنفس الإسناد والمتن.

وهذا الحديث مداره على صالح بن كيسان واختلف عليه فيه:

1 -

فروي عنه، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود به.

أخرجه الحارث كما في المطالب هنا، وتقدم الحكم عليه.

2 -

ورُوي عنه، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود به.

ورواه عنه اثنان بهذا الإسناد:

الأول: إسماعيل بن عياش. =

ص: 854

= أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 18)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 268)، وعلّته إسماعيل بن عياش.

الثاني: مسلم بن خالد الزنجي.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 433)، والبيهقي في الشعب (4/ 298).

ومسلم بن خالد، قال في التقريب (ص 529)، صدوق كثير الأوهام فالإِسناد ضعيف.

3 -

وروي عنه، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن ابن عباس مرفوعًا به.

أخرجه أبو سعيد النقّاش في فوائد العراقيين (ح 19)، مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صالح به، والحسن بن أبي جعفر قال في التقريب (ص 159) ضعيف فالإِسناد ضعيف.

4 -

ورُوي عنه، عن عبيد الله بن عتبة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ح 1448)، من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان التيمي، عن صالح به.

وخالد بن مخلد صدوق له بعض المناكير فيظهر أن هذا من مناكيره.

5 -

ورُوي عنه، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن زيد بن خالد يرفعه به.

أخرجه أبو داود (14/ 6 العون)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 945)، وأحمد (4/ 115، 5/ 193)، والحميدي (6/ 352)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 278)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20498)، والطيالسي (ص 129)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 493)، والطبراني في الكبير (5/ 240)، وفي الدعاء (3/ 1719)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 346)، والبغوي في شرح السنة (12/ 199)، والبيهقي في الشعب (4/ 299)، والبغوي في الجعديات (2999)، من طرق عن صالح به.

وإسناد معمر صحيح. =

ص: 855

= قلت: وهذا هو الصواب إذ رواه جمع، عن صالح بهذا الإسناد وصرح الأئمة بذلك.

فقال البزّار: والصواب، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [عن] تصحفت إلى ابن زيد بن خالد.

وقال أبو نعيم: والصحيح رواية صالح، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن زيد بن خالد، وقال الحافظ ابن حجر في المطالب (ح 2717): وَالصَّوَابُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد.

ص: 856

2717 -

وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه نَحْوَهُ.

* وَالصَّوَابُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ.

ص: 857

2717 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه شاذ كما تقدم في الحديث السابق رقم (2716).

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر) وقال: رواته ثقات.

ص: 857

تخريجه:

هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ح 1448) بنفس الإسناد والمتن وتقدم تخريجه.

ص: 857

2718 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَدَغَتْ رَجُلًا بُرْغُوثٌ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا نَبَّهَتْ نَبِيًّا من الأنبياء للصلاة.

ص: 858

2718 -

[1] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:

الأولى: عمار بن هارون فهو متروك.

الثانية: ضعف سويد أبي حاتم.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 142 ب مختصر) وسكت عليه.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 475) وقال: رواته رواة الصحيح إلَّا سويد بن إبراهيم.

ص: 858

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (5/ 33، 429) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1720) من طريق أبي ياسر به بلفظه.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1237)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 158)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 714)، والبزار كما الكشف (2/ 434)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 346)، وابن عدي في الكامل (3/ 422)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 714)، والدولابي في الكنى (1/ 142)، والبيهقي في الشعب (4/ 300)، كلهم من طريق سويد به بنحوه.

وقال العقيلي: لا يصح في البراغيث شيء.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح.

وتابع سويدًا سعيدُ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: ذُكِرَتِ الْبَرَاغِيثُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّهَا توقظ للصلاة. =

ص: 858

= أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب)، والبيهقي في الشعب (4/ 300)، وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا سعيد تفرّد به الوليد.

قلت: سعيد بن بشير ضعيف، ويروي عن قتادة المنكرات فلا يصلح للاعتبار.

ويشهد له حديثان عن علي، وأبي سعيد رضي الله عنهما.

أما حديث علي رضي الله عنه، قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَآذَتْنَا الْبَرَاغِيثُ فَسَبَبْنَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تسبوها، فنعمت الدابة إنها أيقظتكم لذكر الله تعالى. فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2720) وهو ضعيف جدًا.

وأما حديث أبي سعيد بنحو حديث أنس.

فأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 159)، وفي إسناده سَلّام الطويل، قال في التقريب (ص 261): متروك.

وزيد بن الحواري العمي، قال في التقريب (ص 223): ضعيف فالإِسناد ضعيف جدًا.

وذكر حديث البرغوث السخاوي في المقاصد الحسنة وقال: أفرد له شيخنا جزءًا. وللسيوطي فيه جزءًا سماه: الطرثوث في خبر البرغوث ذكره الغماري في حاشية المقاصد.

وذكر حديث البرغوث ملا على القارئ في الأسرار المرفوعة (ص 468) ونقل قول العقيلي الذي ذكرته آنفًا وتعقبه فقال: هذا غريب منه، فقد روى أحمد، والبزار، والبخاري في الأدب، والطبراني في الدعوات عِن أنس .. الحديث.

قلت: قد علمت حال الحديث وحال شواهده ولم أجده في المسند.

ص: 859

2718 -

[2] وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا (1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ (2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: ذُكِرَت البراغيثُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّهَا تُوقِظُ لِلصَّلَاةِ.

(1) في (سد) و (عم)"وحدثنا" فصار إبراهيم بن المنذر شيخًا للطبراني وليس كذلك.

(2)

تصحف في (حس) إلى "يسير".

ص: 860

2718 -

[2] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس.

الثانية: ضعف سعيد بن بشير.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 475) وقال: رواته ثقات إلَّا سعيد بن بشير.

ص: 860

تخريجه:

هو في مجمع البحرين (ق 164 أ) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 300) من طريق الوليد بن مسلم قال: حدّثنا سعيد بن بشير فعليه زالت علة التدليس وبقيت العلة الثانية. وتقدم تخريجه في الطريق السابقة.

ص: 860

2719 -

حَدَّثَنَا (1) هَاشِمُ بْنُ مَرْثَد، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقاضِي، عَنْ [سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ](2) عَنْ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَآذَتْنَا الْبَرَاغِيثُ فَسَبَبْنَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا تَسُبُّوهَا، فَنِعْمَتِ الدابة فإنها أيقظتكم لذكر الله تعالى.

لا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ إلَّا بِهِ تَفَرَّدَ بِهِ [آدم](3).

(1) القائل هو الطبراني رحمه الله في المعجم الأوسط.

(2)

تصحف اسمه في جميع النسخ إلى "سعيد بن طريف" وما أثبته الصحيح من مجمع البحرين، وكتب التراجم.

(3)

تصحف في جميع النسخ إلى "أبو داود" وما أثبته الصحيح من مجمع البحرين.

ص: 861

2719 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:

الأولى: سعد بن طريف فهو متروك.

الثانية: الأصبغ بن نباته فهو متروك.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 475) وضعّفه.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 77) وقال: فيه سعد بن طريف وهو متروك.

ص: 861

تخريجه:

هو في مجمع البحرين (ق 164 أ) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 120)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 713) من طريق سعد بن طريف به بنحوه.

ص: 861

2720 [1]،- حَدَّثَنَا (1) أَبُو خَيْثَمَةَ، [حَدَّثَنَا](2) ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَارَ رَجُلٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَعَنَ بَعِيرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَا تَسِر مَعَنَا على بعير ملعون.

(1) لم يبيّن الحافظ من صاحب المسند هنا وفيه إيهام على أنه الذي قبله كما هو منهجه، وليس بصحيح إذ إن الراوي هنا أبو يعلى رحمه الله.

(2)

سقطت من جميع النسخ وأثبتها من مسند أبي يعلى والمقصد العلي.

ص: 862

2720 [1]- الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته إسماعيل بن أبي أويس.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا بإسناد جيد. اهـ.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 474) وقال مثل قول البوصيري.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 77) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط بنحوه.

ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.

قلت: نعم رجال الصحيح ولكن قد علمت حالهم.

ص: 862

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (6/ 306) بنفس الإِسناد والمتن.

وفي المقصد العلي (ق 96 أ) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 387)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 أ) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي أويس به بلفظه.

ومدار هذه الأسانيد على إسماعيل وتقدم أنه ضعيف.

لكن يشهد لمعناه ما جاء عن عمران بن حصين، وأبي برزة، وعائشة، =

ص: 862

= وأبي هريرة، وابن عمر، وجابر رضي الله عنهم.

أما حديث عمران بن حصين قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها. فسمع ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة. قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد.

فأخرجه مسلم (ح 2595)، وأبو داود (7/ 230 العون)، وأحمد (4/ 429، 431)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19532)، وابن أبي شيبة (8/ 485)، والدارمي (2/ 199)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 71)، والطبراني في الكبير (18/ 190)، وابن حبّان كمافي الإِحسان (7/ 497)، والبيهقي في الشعب (4/ 296)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 965)، والبغوي في شرح السنة (13/ 136)، والبيهقي في الكبرى (5/ 254)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (8/ 252).

وأما حديث أبي برزة قال: بينما جارية على ناقة، عليها بعض متاع القوم، إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل. فقالت: حل. اللهم العنها. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة.

فأخرجه مسلم (ح 2596)، وأحمد (4/ 420، 423)، وابن أبي شيبة (8/ 485)، وابن حبّان كما في الإِحسان (497/ 7)، والبيهقي في الكبرى (5/ 254)، وفي الشعب (4/ 297)، وفي الآداب (456).

أما حديث عائشة رضي الله عنها، فله عنها طريقان:

الأولى: عن يحيى بن وثاب قال: قرب إلى عائشة بعيرًا لتركبه فالتوى عليها فلعنته، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تركبيه.

أخرجه أحمد (6/ 138)، وإسحاق بن راهوية (3/ 931)، وهنّاد في الزهد (2/ 612)، وأبو يعلى (8/ 180)، وابن أبي شيبة (8/ 486). =

ص: 863

= وهو منقطع فيحيى بن وثاب لم يسمع من عائشة كما في جامع التحصيل (ص 299) فكيف برفعه للحديث.

الثانية: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: ابتعت بعيرًا، فلعنته، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تركبيه.

أخرجه هنّاد في الزهد (2/ 613).

وإسناده صحيح إلَّا أنه منقطع. فالمسيب بن رافع لم يسمع من عائشة رضي الله عنها: كما في في ترجمته في التهذيب (10/ 139).

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يسير مع أصحابه فلعن رجل ناقته، فقال: أخرها عنّا فقد استجيب لك.

فأخرجه أحمد (2/ 428)، وابن أبي شيبة (8/ 485)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 73).

ورجال ابن أبي شيبة ثقات إلَّا محمد بن عجلان صدوق، وأبوه لا بأس به فالإسناد حسن.

وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه، قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في سفر فلعن رجل بعيره، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنحى.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 433).

وقال البزّار لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلَّا بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 77) وقال: رواه البزّار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.

قلت: بل هو واهٍ كما في الميزان (2/ 438) والإسناد ضعيف جدًا.

وأما حديث جابر رضي الله عنه، بنحو حديث أبي هريرة.

فأخرجه مسلم (3009)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 498).

وعليه يرتقى حديث أنس بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.

ص: 864

2021 [2]- وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ به وقال: تفرّد به إسماعيل.

ص: 865

2021 [2]- الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف إسماعيل بن أبي أويس.

الثانية: العباس بن الفضل لم أجد من ترجم له.

ص: 865

تخريجه:

هو في مجمع البحرين (ق 164 أ) بنفس الإِسناد والمتن. وتقدم تخريجه.

ص: 865