المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌36 - باب ذم الكبر ومدح التواضع - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌36 - باب ذم الكبر ومدح التواضع

‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

2673 -

[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أُعَلِّمُكُمْ مَا عَلَّمَ (1) نُوحٌ ابْنَهُ؟ قالوا: بلى (2)! قال: يَا بُنَيَّ، إِنِّي آمُرُكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ: أَنْهَاكَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا فَإِنَّهُ مَنْ (3) يُشْرِكْ بِاللَّهِ شيئاً (4) فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الْكِبْرِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حبَّةُ (5) خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ.

وَآمُرُكَ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ كَانَتْ حَلْقَةٌ قَصَمَتْهَا. وَآمُرُكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا (6) صَلَاةُ الْخَلْقِ وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ وَبِهَا يُرزق الْخَلْقُ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أمِنَ الكِبْر أَنْ يكون للرجل الدابة يركبها،

(1) في (حس): "ما أعلم".

(2)

قولهم: "بلى" سقط من (حس).

(3)

قوله: "من" سقط من (حس).

(4)

قوله: "شيئًا" سقط من (عم) و (حس).

(5)

تصحفت في (حس) إلى: "جنه".

(6)

تصحفت في (عم) و (سد) إلى: "فإن".

ص: 730

أو الثوب يَلْبَسْهُ، أَوْ الطَعَامُ يَدْعُو عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ يَسْفَه (7) الحقَّ ويَغْمِص (8) النَّاسَ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بخمسٍ مَنْ كنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مُتَكَبِّرًا (9): اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَلُبْسُ الصُّوفِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤُمِنِينَ، وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ مَعَ عِيَالِهِ.

[2]

وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا [عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى](10)، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ.

* مُوسَى: ضَعِيفٌ، خَالَفَهُ الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

(7) في (سد): "أن تسفه".

(8)

تصحفت في (سد) إلى: "تغمط".

(9)

في (سد) و (عم): "بمتكبر".

(10)

تصحفت في جميع النسخ إلى: "عبد الله بن موسى" وما أثبته الصحيح من المنتخب من مسند عبد بن حميد وكتب التراجم.

ص: 731

2673 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف موسى بن عبيدة.

الثانية: الانقطاع بين زيد بن أسلم وجابر، فزيد لم يسمع من جابر: كما في جامع التحصيل (ص 178).

ص: 731

تخريجه:

هو في المصنف لابن أبي شيبة (292/ 10) بنفس الإسناد إلَّا أن في متنه اختصارًا.

والرواية الثانية في مسند عبد بن حميد (ص 348). =

ص: 731

= وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 235)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 348)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 672) كلهم من طريق موسى بن عبيدة، به بنحوه.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 219) من طريق موسى بن عبيدة، به ولم يذكر أوله إلى: وبها يرزق الخلق.

ومدار هذه الطرق على موسى بن عبيدة وقد علمت حاله.

ص: 732

2674 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ [الصَّقْعَبُ بْنِ زُهَيْرٍ](1)، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَرُدَّهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيْجان مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: إِنَّ نُوحًا قَالَ لِابْنِهِ .. فَذَكَرَهُ.

(107)

وَبَقِيَّتُهُ تَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضَائِلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم (2).

وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

[2]

قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عمر بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما رَفَعَهُ:

أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ عليه السلام فذكره.

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى: "الصعب بن زهير" وما أثبته الصحيح من كتب التراجم.

(2)

برقم (3835)، باب حلمه صلى الله عليه وسلم.

ص: 733

2674 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا الموصلي فهو صدوق، ولكن في سماع زيد بن أسلم من ابن عمر مقال حيث قال ابن عيينة لم يسمع من ابن عمر إلَّا حديثين: كما في جامع التحصيل (ص 178).

وطريق البزّار هذا إسناده ضعيف علته عنعنة محمد بن إسحاق وهو مُدلس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع.

وهو في كشف الأستار (4/ 8) بنفس الإسناد والمتن.

وقال البزّار: لا نعلم أحدًا رواه عن عمرو، عن ابن عمر إلَّا ابن إسحاق، ولا نعلم حدث به عن أبي معاوية إلَّا إبراهيم بن سعيد. =

ص: 733

= وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 675) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، به بلفظه، إلَّا أنه جعل صحابيه عبد الله بن عمرو.

ص: 734

تخريجه:

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 674) من طريق أبي يعلى، به بلفظه. إلَّا أن صحابيه هو عبد الله بن عمرو.

وخالف أحمد بن إبراهيم الموصلي سليمانُ بن حرب فرواه عن حماد بن زيد، عَنِ الصَّقْعَبُ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم قال: لا أعلمه إلَّا عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، به.

أخرجه أحمد (2/ 169)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 548) كلاهما عن سليمان بن حرب، به.

وسليمان بن حرب، قال عنه في التقريب (ص 250) ثقة، إمام، حافظ، وبقية رجال الإسناد ثقات وصار الحديث موصولًا.

وتابع حمادَ بن زيد وهبُ بن جرير فرواه عن صقعب بن زهير، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن عبد الله بن عمرو.

أخرجه أحمد (2/ 225)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 206)، والحاكم في المستدرك (1/ 48)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 674) كلهم من طريق وهب بن جرير، به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث، ووافقه الذهبي ووهب بن جرير، قال عنه في التقريب (5/ 585): ثقة.

وتابع الصقعب بن زهير هشام بن سعد فرواه عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ج 17/ ق 673). =

ص: 734

= ولم أعرف بعض رجال الإسناد.

وعليه فتترجح رواية الصقعب، عن زيد، عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.

وأخرجه أحمد في الزهد (1/ 92)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 595)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 17/ ق 674) كلهم من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء مرفوعًا مرسلًا.

وفي سند الخرائطي محمد بن عبد الرحمن بن المجبر وهو ضعيف جدًا.

وفي سند أحمد، علي بن ثابت هو الجزري قال في التقريب (ص 398): صدوق، ربما أخطأ، وقد ضعّفه الأزدي بلا حُجة.

وفي سنده أيضًا هشام بن سعد، قال في التقريب (ص 572): صدوق، له أوهام.

وعليه فرواية الوصل أرجح من رواية الإرسال.

ص: 735

2675 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنِّي جَعَلْتُ نَسَبًا (وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا)(1)، فَجَعَلْتُ أَكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ وَأَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ. وَأَنَا الْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي وأضعُ نَسَبَكُمْ، أَيْنَ المتقون؟

(1) ما بين الهلالين سقط من (عم).

ص: 736

2675 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا، علته طلحة بن عمرو: فهو متروك.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وسكت عليه.

ص: 736

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 838) بنفس الإسناد مرفوعًا، وفي المطالب هنا موقوفًا.

وأخرجه الطبراني في الصغير (ح 642)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 163 أ)، والبيهقي في الشعب (4/ 290) كلهم من طريق طلحة بن عمرو، به مرفوعًا بنحوه.

وقال الطبراني: لا يروى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد، تفرد، به صالح.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 464)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (289/ 4) من طريق طلحة بن عمرو، به موقوفًا بنحوه.

وسكت عليه الحاكم.

وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد، موقوف.

وأخرجه ابن مردويه، والثعلبي في التفسير: كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 210) ولم أعرف إسناديهما. والحمل على طلحة بن عمرو في الاختلاف بين الرفع والوقف. =

ص: 736

= وروي من طريق آخر عن أم سلمة بنت العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيها، عن جدها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يقول يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم أنسابكم، فاليوم أرفع نسبي وأضيع أنسابكم أين المتقون؟ أين المتقون؟ إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 464)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 289).

وقال الحاكم: هذا حديث عال غريب الإسناد والمتن ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: المخزومي ابن زبالة ساقط.

قلت: محمد بن الحسن بن زبالة قال في التقريب (ص 474): كذبوه، فهي متابعة لا يُفرح بها.

ويشهد له حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَ يَوْمُ القيامة أوقف العباد بين يدي الله تعالى غرلًا بُهْمًا فيقول الله: عبادي، أمرتكم فضيعتم أمري، ورفعتم أنسابكم فتفاخرتم بها، واليوم أضع أنسابكم، أنا الملك الديان، أين المتقون؟ أين المتقون؟ إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 338).

وقال: هذا حديث منكر، لم كتبه إلَّا بهذا الإسناد.

قلت: في سنده الحارث بن عمرو لم أعرفه.

وعليه يبقى الحديث على ضعفه الشديد إذ لا تزيده هذه المتابعات والشواهد إلَّا وهنًا.

ص: 737

2676 -

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْحِلْمِ وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إلَّا أَهْلَ بيته.

ص: 738

2676 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.

الثانية: ضعيف عبد العزيز بن عبيد الله.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 418) وضعفه.

وذكره الألباني في ضعيف الجامع (ح 1453) وضعفه.

ص: 738

تخريجه:

وأخرجه ابن أبي الدنيا في الحلم (ح 8)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 289)، وأبو الشيخ في الثواب: كما في الترغيب والترهيب (3/ 665)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 157 ب) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، به مرفوعًا: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْحِلْمِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إلَّا أَهْلَ بيته.

وتقدم تخريجه في الحديث رقم (2576) ولكن بلفظ (بالخلق الحسن) بدلًا من (الحلم).

ص: 738

2677 -

وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الكِبْر مثقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُحِبُّ الْجَمَالَ بحِمِالة سَيْفِي، وَبِغْسَلُ ثِيَابِي مِنَ الدَّرَنِ، وَبِحُسْنِ الشَّرَاكِ وَالنِّعَالُ، فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ أَعِنِّي، إِنَّمَا الكِبْر مَنْ سَفه الْحَقَّ، وَغَمِصَ النَّاسَ. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَا السَّفَهُ عَنِ (1) الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: السَّفه عَنِ الْحَقِّ أَنْ يَكُونَ لَكَ على رجل مال فيُنكر ذلك، وكزعم (2) أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَيَأْمُرُهُ رَجُلٌ بِتَقْوَى اللَّهِ فَيَأْبَى (3)، وَأَمَّا الْغَمْصُ فَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ (النَّاسَ)(4) شَامِخًا بِأَنْفِهِ، وَإِذَا رَأَى ضُعَفَاءَ النَّاسِ وَفُقَرَاءَهُمْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَجْلِسْ إِلَيْهِمْ محقْرة (5) لَهُمْ، فَذَلِكَ الَّذِي يَغْمِصُ النَّاسَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَقَعَ ثَوْبَهُ، وَخَصَفَ نَعْلَهُ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ، وَعَادَ الْمَمْلُوكَ إِذَا مَرِضَ، وَحَلَبَ الشَّاةَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْعَظَمَةِ.

وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بَقِيَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْفَضَائِلِ (6) فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه.

(1) تصحفت في (حس) إلى: "من".

(2)

كتبت في (عم): "فيزعم".

(3)

تصحفت في (حس) إلى: "فيأتي".

(4)

ما بين الهلالين سقط من (حس) و (عم) و (سد).

(5)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى: "يحقره".

(6)

هو في كتاب المناقب، باب عبد الله بن قيس الأنصاري حديث رقم (4043).

ص: 739

2677 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:

الأولى: ضعف عبد الرحمن بن أبي ليلى.

الثانية: سالم بن عبيد لم أجد له ترجمة.

الثالثة: أبو عبد الله لم أميزه.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وقال: رواه عبد بن حميد، والحاكم وقال: احتجا برواته.

قلت: الذي أخرجه الحاكم (1/ 26) حديث ابن مسعود، وعنه قال: وقد احتجا جميعًا برواته.

ص: 740

تخريجه:

هو في المنتخب من مسند عبيد بن حميد (ح 673) بنفس الإسناد وفي متنه زيادة يسيرة.

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 131) من طريق الحسن بن علي الحلواني، عن يزيد بن هارون، به وذكر شطره الأول.

وأخرجه ابن مسنده: كما في أسْدُ الغابة (3/ 262).

وأخرجه الحسن الحلواني: كما في الإصابة (4/ 121).

ولشطره الأول شواهد كثيرة عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس، والسائب بن يزيد، وأبي ريحانة، وعبد الله بن سلام، ومالك بن مرارة الرهاوي رضي الله عنهم:

أما حديث عبد الله بن مسعود فله عنه ثلاث طرق:

الأولى: عن علقمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس. لفظ مسلم. =

ص: 740

= أخرجه مسلم (ح 91)، والترمذي (4/ 137 التحفة)، وابن ماجه (ح 59)، وأبو داود (11/ 150 العون)، وأحمد (1/ 451)، وأبو عرانة (1/ 31)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 218)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 589)، والبغوي في شرح السنة (3/ 165)، والبيهقي في الشعب (6/ 279)، والطبراني في الكبير (10/ 92)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 155)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 184)، والقشيري في الرسالة: كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 361).

الثانية: عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا قال: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبة من خردل من كبر.

أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 116)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 593) كلاهما من طريق الهيثم بن جميل، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، به.

ورجال الخرائطي ثقات إلَّا قيس بن الربيع قال في التقريب (ص 457): صدوق، تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. ولم أعرف إن كان الهيثم بن جميل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده.

الثالثة: عن يحيى بن جعدة، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحو الأولى.

أخرجه أحمد (1/ 399)، والطبراني في الكبير (10/ 273)، وهنّاد في الزهد مرسلًا (ح 826) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 590)، والحاكم في المستدرك (1/ 26) كلهم من طريق حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جعدة، به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا برواته، ووافقه الذهبي.

قلت: فيه علتان:

الأولى: عنعنة حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس من الثالثة: كما في طبقات المدلسين (ص 59). =

ص: 741

= الثانية: يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود قاله ابن معين وأبو حاتم: كما في جامع التحصيل (ص 297).

وأما حديث عبدَ الله بن عمرو رفعه قال: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خردل من كبر أكبه الله على وجهه في النار.

فأخرجه أحمد (2/ 215)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 280)، وابن أبو الدنيا في التواضع (ح 196)، وهنّاد في الزهد (ح 831)، وابن أبي شيبة (9/ 89)، والخرائطي في المساوئ (ح 612).

وفي سند أحمد مروان بن شجاع الجزري قال في التقريب (ص 526): صدوق، له أوهام، وبقية رجاله ثقات فالإِسناد حسن إن شاء الله.

وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا قال: لا يدخل الجنة مثقال حبة من خردل من كبر.

فأخرجه البزّار: كما في كشف الأستار (1/ 70)، والطبراني في الكبير (11/ 435)، وابن عدي في الكامل (3/ 72)، والقشيري في الرسالة: كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 374) كلهم من طريق محمد بن كثير، عن هارون بن حيان، عن خصيف، عن سعيد بن حبير، عن ابن عباس مرفوعًا.

ومحمد بن كثير هو المصيصي، قال في التقريب (ص 504): صدوق، كثير الغلط.

وأما حديث عبد الله بن سلام قال: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبة من خردل من كبر.

أخرجه الحاكم (3/ 416)، وعنه البيهقي في الشعب (6/ 292) وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه في ذكر عبد الله بن سلام وتعقبه الذهبي وقال: سلم واهٍ.

قلت: سلم هو ابن إبراهيم الوراق، قال في التقريب (245) ضعيف.

وأما حديث السائب بن يزيد مرفوعًا: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبة =

ص: 742

= من كبر، قالوا: يا رسول الله! هلكنا وكيف لنا أن نعلم ما في قلوبنا من ذلك الكبر؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ لبس الصوف، أو حلب الشاة، أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله الكبر.

فأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 153).

وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي قال في التقريب (ص 603): ضعيف.

وأما حديث مالك بن مرارة الرهاوي مرفوعًا: لا يدخل الجنة مثقال حبة خردل من كبر.

فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 293).

وفي سنده بقية بن الوليد وقد عنعن فالإسناد ضعيف.

وعليه يرتقي شطره الأول بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.

ويشهد لقوله: "من رقع ثوبه .. إلى آخر الحديث " الحديث رقم (1/ 2673) وشواهده. أما بيانه صلى الله عليه وسلم لمعنى السفه عن الحق وغمص الناس فلا شاهد له. =

ص: 743

2678 -

وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ آدَمَيٍّ إلَّا وَفِي رَأْسِهِ حِكْمَةٌ وَهِيَ بِيَدِ مَلَكٍ، فَإِنْ تواضع رفعه، وإن تكبّر وضعه.

ص: 744

2678 -

الحكم عليه:

هذا الأثر إسناده صحيح.

ص: 744

تخريجه:

لم أجده.

ويشهد له أحاديث كثيرة عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وأنس رضي الله عنهم: أما حديث ابن عباس الأول مرفوعًا: مَا مِنْ آدَمَيٍّ إلَّا وَفِي رَأْسِهِ حِكْمَةٌ بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته، وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته.

فأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 218).

وفي سنده علي بن زيد، وهو ضعيف.

أما حديث أبي هريرة مرفوعًا ما من امرئ إلَّا وفي رأسه حكمة، والحكمة بيد ملك فإن تواضع قيل للملك: ارفع الحكمة، وإذا أراد أن يرتفع، قيل للملك: ضع الحكمة أو حكمته.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 223)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 237)، وابن عدي في الكامل (6/ 330)، والبيهقي في الشعب (6/ 277)، والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (ق 142 أ) كما في الصحيحة (2/ 65) كلهم من طريق المنهال بن خليفة، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. =

ص: 744

= وعثمان بن سعيد قال عنه في التقريب (ص 383): مقبول.

والمنهال بن خليفة قال في التقريب (ص 547): ضعيف.

وأما حديث ابن عباس الثاني مرفوعًا: ما من آدمي وإلَاّ في رأسه سلسلتان سلسلة إلى السماء، وسلسلة إلى الأرض فإذا تواضع رفعه الله عز وجل بالسلسلة التي في السماء، وإذا تجبّر وضعه الله بالسلسلة التي في الأرض.

أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 223)، والبيهقي في الشعب (6/ 277)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 588).

ومدار أسانيدهم على زمعة بن صالح وهو ضعيف.

وأخرجه ابن لال، والحسن بن سفيان، والديلمي كلهم كما في الكنز (ح 5745).

وأما حديث أبي أمامة مرفوعًا: ما من أحد إلَّا ومعه ملكان وعليه حكمة يمسكانها فإن هو رفع نفسه جبذاها ثم قالا: اللهم ضعه، وإن وضع نفسه قالا: اللهم ارفعه بها.

فأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع (ح 75).

وفي سنده علي بن زيد تقدم أنه ضعيف.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأولى: عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس الأول.

أخرجه ابن عساكر في مدح التواضع (ق 89 ب) كما في الصحيحة (2/ 65).

وفي سنده علي بن الحسن الشامي قال الذهبي في المغني (2/ 444) قال ابن عدي: أحاديثه بواطيل.

الثانية: عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا بنحوه.

أخرجه ابن عساكر في مدح التواضع (ق 89 ب)، والدامغاني في الأحاديث والأخبار (ج 1/ ق 111 ب) كلاهما كما في الصحيحة (2/ 66). =

ص: 745

= ويزيد الرقاشي قال في التقريب (ص 599) ضعيف.

وأخرجه أبو نعيم، والديلمي، وابن صصري في أماليه كما في الكنز (ح 5742، 5743).

الخلاصة: تقدم أن أثر كعب صحيح الإسناد ولكنه ليس له حكم المرفوع، فقد يكون من الإسرائيليات ولكن ترتقي الشواهد بمجموعها وبأثر كعب إلى الحسن لغيره فيصير المعنى له حكم المرفوع.

ص: 746

2679 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه (1) قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا رَفَعَهُ. يَقُولُ: مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا رَفَعْتُهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ باطن كله إلى الأرض، ثم جعل باطن كله إلى السماء ورفعها نحو السماء.

(1) قوله: "عن عمر" سقط من (سد) فصار الحديث من رواية ابن عمر رضي الله عنه.

ص: 747

2679 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وقال: رواه الحارث بسند صحيح.

ص: 747

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 836) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه أحمد في المسند (1/ 44)، والبزار كما في الكشف (4/ 222)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 123)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 163 أ)، وفي الصغير (ح 645)، ومن طريقه الضياء في المختارة (1/ 317)، وأحمد بن منيع كما في الضياء، وأبو يعلى (1/ 167)، والبيهقي في الشعب (6/ 275) كلهم من طريق يزيد بن هارون به بنحوه.

وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 163 أ)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 220)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 129)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 110)، والبيهقي في الشعب (6/ 276)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 810) كلهم من طريق سعيد بن سلام العطار، عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة قال: قال عمر رضي الله عنه، وهو على المنبر: يا أيها الناس! تواضعوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: من تواضع لله رفعه الله، فهو في =

ص: 747

= نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبّر وضعه الله عز وجل، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير وحتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير.

وسعيد بن سلام العطار قال الذهبي في المغني (1/ 260): قال أحمد: كذاب، وقال غيره: متروك.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع (ح 78)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 59)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 716)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 141)، والبيهقي في الشعب (6/ 275) من طريق عبيد الله بن عدي في الخيار، عن عمر بن الخطاب موقوفًا من قوله بمعناه.

ورجال الخرائطي ثقات، إلَّا نصر بن داود، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 472) محله الصدق.

ومحمد بن عجلان، قال في التقريب (ص 496) صدوق.

ويشهد لمعناه أحاديث عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس رضي الله عنهم.

أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأولى: عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله.

أخرجه مسلم (ح 2588)، وأحمد (2/ 235، 386)، وابن خزيمة (4/ 97)، والبغوي في شرح السنة (6/ 132)، والبيهقي في الكبرى (4/ 187، 10/ 235)، وفي الشعب (6/ 258)، وفي الآداب (ح 157)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 74)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ص 58)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 59).

الثانية: عن محمد بن عجلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ =

ص: 748

= رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تواضع لله رفعه الله.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 46).

وقال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهم، لا أعرف له طريقًا غيره، وأبو سليمان هو الداراني.

وأبو سليمان الداراني هو عبد الرحمن بن أحمد بن عطية ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 214) وسكت عليه ولم أجد من وثّقه. وروى عنه غير واحد فهو مستور.

وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله في عليين، ومن تكبّر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل السافلين.

فأخرجه أحمد (3/ 76)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 475).

ومدار إسناديهما على ابن لهيعة وهو ضعيف.

وأما حديث ابن عباس مرفوعًا: إذا تواضع العبد رفعه الله عز وجل إلى السماء السابعة.

فأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 717). وفي سنده زمعة بن صالح وهو ضعيف، ومحمد بن يونس الكديمي قال في التقريب (ص 515) ضعيف.

ص: 749

2680 -

حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ (2) رضي الله عنه، قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ائْذَنْ لَرَدِيفِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لعُظماؤكم أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ الخُرْءَ بِآنَافِهَا. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَذَمِّي شَيْنٌ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم كَذَبْتَ، ذَاكَ اللَّهُ تبارك وتعالى.

(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة.

(2)

في (عم)"ابن شداد" ولم يذكر اسمه.

ص: 750

2680 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا علته عبد العزيز بن أبان.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وسكت عليه.

ص: 750

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 839) بنفس الإسناد إلَّا أن متنه في حديثين منفصلين.

ص: 750

2681 -

قَالَ (1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (2) أَنَّ أَصْحَابَ ابْنَ مَسْعُودٍ قَرَصَهُمُ الْبَرْدُ فَجَعَلُوا يَسْتَحْيُونَ (3) أَنْ يَجِيئُوا (4) فِي الْعَشَاشِ وَالْعَبَاءِ، فَفَقَدَهُمْ فَقِيلَ لَهُ: أَمْرُهُمْ كَذَا وَكَذَا، فَأَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَبَاءَةٍ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي عَبَاءَةٍ ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّانِي ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثالث، فلما رأوه في العباءة جاؤوا فِي أَكْسِيَتِهِمْ مَعًا، فَعَرَفَ وُجُوهًا قَدْ كَانَ فَقَدَهَا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ كِبْرٍ أو قال: ذرة من كبر".

(1) هذا الحديث زيادة من (ك).

(2)

في (ك): مخلد والتصحيح من مسند أبي يعلى.

(3)

في (ك): يستحبون؛ والتصحيح من المسند.

(4)

في (ك): يخبأوا؛ والتصحيح من المسند.

ص: 751

2681 -

الحكم عليه:

إسناد أبي يعلى ضعيف لانقطاعه فأبو مجلز لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه،

لكن المرفوع منه ثابت بطرق صحيحة.

ص: 751

تخريجه:

أخرجه بتمامه أبو يعلى في المسند (8/ 430: 5013).

وأخرج المرفوع منه فقط مسلم (91)، وأبو داود (4091)، والترمذي (1999)، وأحمد (1/ 451)، وابن ماجه (4173)، وأبو يعلى (5066)، وابن حبّان (224)، وأبو عوانة (1/ 31)، والبغوي في شرح السنة (3587). (سعد).

ص: 751