المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌23 - باب أدب الركوب - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌23 - باب أدب الركوب

‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

2635 -

قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا (1) إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى أَنَّ صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا.

* هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ لَكِنْ لَهُ شواهد.

(1) تصحفت في (سد) إلى "بن" فصارت محمد بن إسماعيل.

ص: 633

2635 -

الحكم عليه:

هذا حديث مرسل ضعيف الإسناد فيه ثلاث علل:

الأولى: عنعنة إسماعيل بن عياش.

الثانية: عتبة بن تميم فهو مستور.

الثالثة: الوليد بن عامر فهو مستور.

وذكره البوصيري (ج 2/ ق 148 ب مختصر) وسكت عليه.

ص: 633

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 869) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 126 أ) من طريق الحارث بن أبي أسامة به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 147)، وابن قانع في معجمه (ق 129 ب) =

ص: 633

= من طريق إسماعيل بن عياش به بلفظه.

وأخرجه الحسن بن أبي سفيان، وابن أبي خيثمة، والإسماعيلي الثلاثة كما في الإصابة (4/ 239) من طريق إسماعيل بن عياش به بلفظه.

وأخرجه أحمد (1/ 19)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 245)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 310، 447)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (4/ 2074)، وأبو زرعة في مسند الشاميين، ويعقوب بن سفيان في تاريخه، والأخيران كما في الإصابة (4/ 239) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عامر، عن عروة بن معتب، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحب الدابة أحق بصدرها.

وقال الحافظ في الإصابة (4/ 239): والاختلاف فيه على إسماعيل بن عياش فرواه عنه هشام بن عمار كالأول -أي المرسل- ورواه أبو اليمان عنه كالثاني -أي الموصول-.

قلت: ومدار هذه الأسانيد على إسماعيل بن عياش وقد عنعن، وعتبة، والوليد مستوران، فالحمل عليهم في الاختلاف بين الوصل والإرسال إن كان عروة تابعيًا.

ويشهد له أحاديث كثيرة عن قيس بن عبادة، وبريدة، وبشير بن سعد، وعبد الله بن حنظلة الغسيل، وفاطمة، وأبي هريرة، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وعلي، وأبي تميمة الهجيمي، وعصمة بن مالك الخطمي رضي الله عنهم.

أما حديث في قيس بن سعد بن عبادة فله عنه ثلاث طرق:

الأولى: عن محمد بن شرحبيل، عن في قيس قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلًا فاغتسل، ثم أتيناه بملحفة ورسية فاشتمل بها، فكأني انظر إلى أثر الورس على عكنه، ثم أتيناه بحمار ليركب فقال: صاحب الحمار أحق بصدر الحمار فقلنا: يا رسول الله فالحمار لك. =

ص: 634

= أخرجه أحمد (6/ 6).

وفي سنده ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن قال في التقريب (ص 493) صدوق، سيء الحفظ جدًا فالإسناد ضعيف.

الثانية: عن عبد الرحمن بن أبي أمية، أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن عبادة وهو على فرس له، فتأخر له حبيب فقال له: اركب، فأبى قيس، وقال قيس رضي الله عنه، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: صاحب الدابة أولى بصدرها، فقال حبيب: إني لست أجهل مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولكن أخاف عليك.

أخرجه أحمد (3/ 422، 6/ 7)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 133)، والطبراني في الكبير (4/ 21، 18/ 350)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب) كلهم من طريق عبد العزيز بن عبد الملك، عن عبد الرحمن بن أبي أمية به.

وقال الطبراني: لا يروى عن حبيب إلَّا بهذا الإسناد تفرّد به ابن وهب.

وعبد العزيز بن عبد الملك هو ابن مليل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 388) وسكت عليه ولم أر من وثّقه، فهو مستور، وعبد الرحمن بن أبي أمية، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 214): شيخ لا يعرف. فالإسناد ضعيف.

الثالثة: عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن قيس بن سعد بن عبادة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صاحب الدابة أحق بصدرها.

أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 350)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ف 164 ب).

وحسين بن عبد الله قال في الميزان (1/ 538): كذبه مالك، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب، فالإسناد تالف.

وأما حديث بريدة قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمشي جاء رجل معه حمار، فقال: يا رسول الله! أركب وتأخّر الرجل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا أنت أحق بصدر دابتك =

ص: 635

= مني، إلَّا أن تجعله لي، قال فإني قد جعلته لك.

فأخرجه أبو داود (7/ 239 العون)، والترمذي (8/ 56 التحفة)، وأحمد (5/ 353)، والطبراني كما في الكنز (ح 24963)، والحاكم (2/ 64).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: في إسناد أبي داود، والترمذي، علي بن الحسين بن واقد قال في التقريب (ص 400) صدوق، يهم، إلَّا أنه لم ينفرد فتابعه زيد بن الحباب عند أحمد، وزيد قال في التقريب (ص 222): صدوق، فالحديث حسن إن شاء الله.

وأما حديث عبد الله بن حنظلة الغسيل مرفوعًا: الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، وأن يؤم في رحله.

فأخرجه الدارمي (2/ 197)، والبيهقي في الكبرى (3/ 125)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 243) ومدار أسانيدهم علي إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال في التقريب (ص 103): ضعيف.

وعزاه الهندي في الكنز (ح 24960) إلى الطبراني في الكبير.

وأما حديث النعمان بن بشير، عن أبيه مرفوعًا بنحو الحديث السابق.

فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 414).

وفي إسناده الحكم بن عبد الله الأيلي قال في الميزان (1/ 572) قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة، وقال أبو حاتم: كذّاب، وقال النسائي، والدارقطني، وجماعة: متروك الحديث. اهـ.

قلت: أحسن أحواله أنه متروك.

وأما حديث علي مرفوعًا: صاحب الدابة أحق بصدر الدابة، وصاحب الفرس أحق بصدر الفرس. =

ص: 636

= فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب).

وقال لم يروه عن علي بن زيد إلَّا يحيى، ولا روى عن المهاجر عن علي إلَّا هذا.

وفي سنده علي بن زيد بن جدعان قال في التقريب (ص 401) ضعيف.

وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: صاحب الدابة أحق بصدرها.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 275) من طريق الحسن بن علي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا.

والحسن بن علي هو النوفلي الهاشمي قال في التقريب (ص 162) ضعيف.

وأما حديث فاطمة مرفوعًا: الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، والصلاة في منزله، إلَّا مع إمامٍ يجمع الناس عليه.

فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 414).

وفي إسناده الحكم بن عبد الله الأيلي وتقدم في شاهد عبد الله بن حنظلة أنه متروك.

وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، وأن يؤم في بيته.

فأخرجه أبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 134) من طريق أبي عاصم، عن عبّاد بن موسى، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عمر.

وعباد بن موسى قال في تهذيب الكمال (14/ 165) روى أبو عاصم النبيل، عن عبّاد بن موسى، عن أبيه، عن مجاهد، فلا أدري هو هذا أو الذي قبله -يعني عبّاد بن موسى السعدي- فإن كل واحد منهما يروي عن أبيه، عن مجاهد. اهـ.

قلت: قال في التقريب (ص 291) عن كل واحد منهما مقبول، ولا متابعة، فالإسناد ضعيف.

وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الرجل أحق بصدر دابته، وأحق بمجلسه إذا رجع. =

ص: 637

= فأخرجه أحمد (3/ 32).

وفي إسناده إسماعيل بن رافع قال في التقريب (ص 107): ضعيف الحفظ.

وأما حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الرجل أحق بصدر دابته، والرجل أحق بصدر فراشه. فأخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 69).

وفي إسناده سعيد بن زربي قال في التقريب (ص 235): منكر الحديث.

وأما حديث أبي تميمة الهجيمي قال: بينما أنا على حمار لي، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأخرت على الحمار فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! اركب. قال: أنت أحق بصدر حمارك. قلت: يا رسول الله! الحمار لك، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقدمه وركبت على عجزه.

فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب).

وقال: لم يروه عن عاصم إلَّا هشام.

قلت: هشام هو ابن لاحق قال في الميزان (4/ 306): قال أحمد: تركت حديثه، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به وقواه النسائي، فالراجح أنه ضعيف.

وأما حديث عصمة بن مالك الخطمي قال: زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى قباء، فلما أراد أن يرجع جئناه بحمار قحاطي قطوف فركبه، قلنا يا رسول الله! هذا الغلام يأتي معك يرد الدابة، قال: صاحب الدابة أحق بصدرها، قلنا: يا رسول الله! اركب وردّها لنا، فذهب فرده علينا .. الحديث.

فأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 178).

وفي إسناده الفضل بن المختار، قال في اللسان (4/ 524): قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جدًا. فالإسناد ضعيف جدًا.

وعليه يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره بشاهد بريدة بن الحصيب، وبمجموع الشواهد الضعيفة.

ص: 638

2636 -

[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما:(اسْتَقْبَلَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ صلى الله عليه وسلم)(1) وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْآخَرَ خَلْفَهُ.

[2]

وَحَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ موزق، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ فَاسْتَقْبَلَهُ (2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما، (فَجَعَلَ صلى الله عليه وسلم أَكْبَرَهُمَا)(3) خَلْفَهُ، وَحَمَلَ أَصْغَرَهُمَا (4) بَيْنَ يَدَيْهِ.

هَكَذَا رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالَفَهُ عَاصِمٌ فَرَوَاهُ عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنه، أَخْرَجَهُ ابن أبي شيبة (5) وغيره.

(1) ما بين الهلالين تحرف في (حس) إلى "استقبلا النبي صلى الله عليه وسلم وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ فجعل صلى الله عليه وسلم ".

(2)

في (حس)"واستقبله".

(3)

ما بين الهلالين كتب في (حس)"فجعل صلى الله عليه وسلم فجعل أكبرهما".

(4)

تصحفت في (حس) إلى "أصغر ما".

(5)

هو في المصنف (9/ 35).

ص: 639

2636 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه راوٍ لم يُسَم، وهو شاذ.

ص: 639

تخريجه:

قال الحافظ هنا: هَكَذَا رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالَفَهُ عَاصِمٌ فَرَوَاهُ عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رضي الله عنه.

قلت: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 35) عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم قال: حدّثنا مورق العجلي، قال: حدثني عبد الله بن جعفر قال: كان =

ص: 639

= رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقى بنا، وقال: فتلقى بي، والحسن، أو الحسين قال: فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة.

وأخرجه مسلم (ح 2428)، وابن ماجه (ح 3773) كلاهما عن ابن أبي شيبة به بلفظه.

وأخرجه مسلم (ح 2428)، والنسائي في الكبرى (2/ 477)، وأبو داود (7/ 234 العون)، وأحمد (1/ 203) والبيهقي في الكبرى (5/ 260)، والبغوي في شرح السنة (11/ 184) كلهم من طريق عاصم به بنحوه.

وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 34)، وعنه مسلم (ح 2427)، والنسائي في الكبرى (2/ 478) من طريق ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن العباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

ويشهد له ما رواه ابن عباس رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مكة استقبله أغَيلِمة بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه وآخر خلفه.

أخرجه البخاري (10/ 395 الفتح)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (11/ 185)، والبيهقي في الكبرى (5/ 260).

ص: 640

2637 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [أَبُو هِشَامٍ](1): مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ هُوَ الْقُرَظِيُّ (2)، عَنْ رَجُلٍ "يُقَالُ لَهُ رُفَيْعٌ (3)، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها، قَالَتْ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَجُزِ نَاقَتِهِ لَيْلًا، فَجَعَلْتُ أَنْعَسُ فَيَمَسُّنِي وَيَقُولُ: يَا هَذِهِ! يَا بِنْتَ حُيَيٍّ، يَا صَفِيَّةُ.

[2]

حَدَّثَنَا (4) ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ نَحْوَهُ (5).

(1) تصحفت في الأصل و (سد) و (حس) إلى "أبو هاشم"، وما أثبته الصحيح من (عم)، ومسند أبي يعلى، وكتب التراجم.

(2)

تصحفت في (حس) إلى "عثمان بن كعب عن القرظي".

(3)

في مسند أبي يعلى "ربيع".

(4)

القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

قَالَ أَبُو يَعْلَى (13/ 38): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن نمير، حدّثنا يونس بن بكير، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل قال: حدثني عثمان بن كعب القرظي، قال: حَدَّثَنِي رَبِيعٌ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَ في حجر صفية، عن صفية بنت حيي قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ قَطَّ أَحْسَنَ خُلقًا مِنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَدْ رأيته ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلًا فجعلت أنعس فيضرب برأسي مؤخرة الرحل فيمسني بيده ويقول: يا هذه! مهلًا يا بنت حيي! حتى إذا جاء الصهباء قال: أنا إني أعتذر إليك يا صفية بما صنعت بقومك، إنهم قالوا لي: كذا وكذا.

(5)

................

ص: 641

2637 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه أربع علل:

الأولى: ضعف محمد بن يزيد الرفاعي.

الثانية: ضعف إبراهيم بن إسماعيل.

الثالثة: جهالة حال عثمان بن كعب القرظي.

الرابعة: رفيع لم أعرفه. =

ص: 641

= وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 252) وقال: رواه أبو يعلى بأسانيد وفي رجال هذه ربيع ابن أخي صفية لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

قلت: هذا وهم من الهيثمي رحمه الله فإبراهيم، كما تقدم في ترجمته لم يوثّقه أحد، وكذا عثمان القرظي سوى ذكر ابن حبّان له في الثقات.

ص: 642

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (13/ 36) بنفس الإِسناد والمتن وفي آخره: وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا صَفِيَّةُ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ بما صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا، إِنَّهُمْ قالوا لي كذا.

وأخرجه أبو يعلى (13/ 38) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يونس بن بكير به بنحوه.

وأخرجه ابن عساكر كما في الكنز (ح 37609).

ص: 642

2638 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ (1)، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا مِنْ خَيْبَرَ قَدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ رضي الله عنها عَلَى حَقِيبَتِهِ وَأَبُو رَافِعٍ رضي الله عنه، عَلَى جَمَلٍ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ! انْزِلْ عَنِ الْجَمَلِ وَاحْمِلْ عَلَيْهِ صَفِيَّةَ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: فَسَارَ أَبُو رافع حتى أدخلها المدينة.

(1) تصحفت في (عم) إلى "قايد".

ص: 643

2638 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علّته فضيل بن سليمان فهو صدوق له أخطاء كثيرة.

ص: 643

تخريجه:

لم أجده عند غيره.

ص: 643

2639 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (1)، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، رَأَى رَجُلًا رَاكِبًا يَسْعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ! لَوْ حَمَلْتَ هَذَا خَلْفَكَ، قَالَ: وَأَنَا كُنْتُ أَحْمِلُ هَذَا العِلْج خَلْفِي! قَالَ: فَلَوْ بَعَثْتَهُ إِلَى حَيْثُ تُرِيدُ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَلَوِ اسْتَبْدَلْتَ أَخَفَّ مِنْهُ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ: مَنْ سَعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ وَهُوَ رَاكِبٌ لم يزده الله تعالى إلَّا بُعدًا.

(1) زيد هنا في (سد)"قال".

ص: 644

2639 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته ليث بن أبي سليم فهو ضعيف.

ص: 644

تخريجه:

الحديث لم أجده عند غيره.

ص: 644

2640 -

وَعَنِ (1) لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه، أَبْصَرَ رَجُلًا يَسْعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ وَهُوَ رَاكِبٌ، أَوْ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَطَعَ الله فؤاده، قطع الله فؤاده.

(1) القائل هو مسدّد رحمه الله.

ص: 645

2640 -

الحكم عليه:

هذا إسناد فيه ثلاث علل:

الأولى: ضعف ليث بن أبي سليم.

الثانية: جهالة الراوي عن عمر.

الثالثة: لم يذكر مسدّد الواسطة بينه وبين ليث، إلَّا إذا كان الحافظ يعني بالإسناد السابق، فيكون لهذا الإسناد علتان فقط.

ص: 645

تخريجه:

وذكره الهندي في الكنز (ح8880) وعزاه إلى مسدّد.

ص: 645