المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4 - باب بر الوالدين - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌4 - باب بر الوالدين

‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

2531 -

[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ طَيْسَلَةَ (2) بْنِ مَيَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3) قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فَرَقي قَالَ: أَتَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ النار؟ قلت: نَعَمْ، قَالَ: أفَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ فَقُلْتُ (4): نَعَمْ، فَقَالَ: أحيُّ وَالِدَاكَ؟ فَقُلْتُ: عِنْدِي أُمِّي، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ أَلَنْتَ (5) لَهَا الْكَلَامَ، وَأَطْعَمْتَهَا (6) الطعام لتدخلنَّ الجنة ما اجتنبت الموجبات.

(1) كتبت في (سد) و (عم): "أنبأنا".

(2)

تصحفت في (سد) إلى "طيلاسمة" وفي (عم) إلى "طيلسلة".

(3)

تتمة الحديث: فَأَصَبْتُ ذُنُوبًا لَا أُرَاهَا إلَّا مِنَ الْكَبَائِرِ، فذكرت ذلك لابن عمر قال ما هي؟ قلت:

كذا وكذا.

قال: ليست من الكبائر، هُنَّ تسع: الإشراك بالله، وقتل نسمة، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وأكل مال اليتيم، وإلحاد في المسجد، والذي يتسخر، وبكاء الوالدين من العقوق، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فَرَقي

الحديث في الأدب المفرد، (ح8).

(4)

كتبت في (سد): "قلت".

(5)

تصحفت في (حس) إلى "ألفت".

(6)

تصحفت في (حس) إلى "اصعمها". =

ص: 315

2531 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126/ ب مختصر) وقال: رواه مسدّد، وإسحاق بن راهويه بسند واحد ورواته ثقات.

ص: 316

تخريجه:

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 8)، قال حدّثنا مسدّد، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم.

وأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 246، 740)، والخطيب في الكفاية (ص 132)، والبغوي في الجعديات (ح 3303)، والبرديجي في الأسماء المفردة كما في تهذيب التهذيب (5/ 33)، والبيهقي في الكبرى (3/ 409)، والطبري في التفسير (5/ 26)، كلهم من طريق أيوب بن عتبة، عن طيسلة بن مياس، عن ابن عمر قال: الكبائر سبع: الشرك بالله وعقوق الوالدين، والزنا، والسحر، والفرار من الزحف، وأكل الربا، واكل مال اليتيم، ولم يذكر أول الحديث ولا آخره.

وتابع زياد بن مخراق سعيد الجريري قال: أن رجلًا جاء إلى ابن عمر، قال: إني كنت أكون مع النجدات وقد أصبت ذنوبًا فأحب أن تعد علي الكبائر، فعد عليه سبعًا أو ثمانيًا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، واليمين الفاجرة. ثم قال له ابن عمر: هل لك والدة؟ قال: نعم، قال: فَأَطْعِمْهَا من الطعام وأَلِنْ لها من الكلام، فوالله لتدخلن الجنة.

أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 206) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن سعيد الجريري به.

وسعيد بن إياس الجريري قال في التقريب (ص 233)، ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين إلَّا أن إسناده منقطع والله أعلم فالجريري لم يسمع ابن عمر فوفاته سنة أربع وأربعين ومائة، وعبد الله بن عمر توفي سنة ثلاث وسبعين فالفرق بين وفاتيهما إحدى وسبعين سنة.

ص: 316

2532 -

وقال عبد: حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رضي الله عنها قالت: إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ: وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مُلْكِكَ

الحديث.

ص: 317

2532 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:

الأولى: عمر بن سعيد الدمشقي فهو ضعيف جدًا.

الثانية: مكحول لم يسمع من أم أيمن، قال ابن أبي حاتم، حدّثنا أبي قال: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلَّا أنس بن مالك. المراسيل (ص 165).

ص: 317

تخريجه:

تقدم تخريجه مفصلًا في الحديث رقم (2476).

ص: 317

2533 -

[1] حَدَّثَنَا (1) عُمَرُ، حَدَّثَنَا (2) سَعِيدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: الْمُوصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ رضي الله عنه.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زنجويه، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز

الحديث.

(1) القائل: هو عبد بن حميد رحمه الله.

(2)

تصحفت في (عم) إلى "بن" فصارت عمر بن سعيد.

ص: 318

2533 -

الحكم عليه:

هذا الأثر عند عبد بن حميد إسناده ضعيف جدًا علته عمر بن سعيد الدمشقي.

بينما هو عند أبي يعلى صحيح الإسناد رجاله كلهم ثقات.

ص: 318

تخريجه:

هو في المنتخب في مسند عبد بن حميد (ص 462).

وتابع عمر بن سعيد أبو مسهر فروى الأثر عن سعيد بن عبد العزيز به.

أخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا وأبو مسهر ثقة.

ص: 318

2534 -

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ [عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ] (1) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا يُقرأ أَنْ لَا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم (2).

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "عدي السعدي" وفي مسند الطيالسي إلى "ابن عدي بن عدي"، وما أثبته الصحيح من منحة المعبود، وكنز العمّال، وكتب التراجم.

(2)

هذه آية منسوخة.

ص: 319

2534 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع فعدي بن عدي لم يسمع من أبيه. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 7): روي عن أبيه مرسل، لم يسمع من أبيه، يدخل بينهما العرس بن عميرة.

وكذا قال العلائي في جامع التحصيل (ص 236) ونقل كلام ابن أبي حاتم وعزاه لأبي حاتم.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر) وسكت عليه.

ص: 319

تخريجه:

هو في مسند الطيالسي (ص 12) بنفس الإسناد والمتن وتصحفت عنده "عدي" إلى "أبي عدي"، وهو في منحة المعبود (2/ 8) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه أبو عبيد في فضائله، وابن راهوية، ورستة في الإيمان كما في الكنز (ح 15371) من طريق عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عمر: كنا نقرأ فيما نقرأ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ، ثم قال لزيد بن ثابت أكذلك يا زيد؟ قال: نعم.

وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد كما في الكنز (ح 15372) من طريق عدي بن عدي بن عميرة بن فروة، عن أبيه، عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبي: أوليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال: بلى، ثم قال: أوليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر، فُقِد فيما فقدنا من كتاب الله؟ قال: بلى. =

ص: 319

= وأخرجه البخاري (12/ 144 الفتح)، وعبد الرزاق (9/ 50)، وعنه أحمد (1/ 47) كلاهما من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه سمع عمر يقول، وذكر حديثًا طويلًا وفيه

ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم

الحديث.

وقوله: "لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ". رواه أبو هريرة مرفوعًا.

أخرجه البخاري (12/ 54 الفتح)، ومسلم (ح 62)، وأحمد (2/ 526)، وأبو عوانة (1/ 24)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 84)، كلهم من طريق عراك بن مالك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر.

ص: 320

2535 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: تُقام الصَّلَاةُ وَيَدْعُونِي والديَّ قال أجب والداك.

ص: 321

2535 -

الحكم عليه:

هذا الأثر رجاله ثقات إلَّا أن هشيمًا قد عنعن وهو مدلس فالإِسناد ضعيف.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر)، وسكت عليه.

ص: 321

تخريجه:

أخرجه هنّاد بن السري في الزهد (ح 973)، عن هشيم به بلفظه.

وذكره البغوي في شرح السنة (10/ 379).

ص: 321

2536 -

وَحَدَّثَنَا (1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ (2): إِذَا دَعَتْكَ أُمُّكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ فَأَجِبْهَا، وَإِذَا دَعَاكَ أَبُوكَ فَلَا تُجِبْهُ حتى تفرغ.

(1) القائل هو مسدّد.

(2)

سقطت من (سد) و (عم).

ص: 322

2536 -

الحكم عليه:

هذا الأثر إسناده صحيح.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر) وقال: رواه مسدّد ورواته ثقات.

ص: 322

تخريجه:

أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 195) من طريق مسدّد به بنحوه، ولم يذكر شطره الثاني.

وأخرجه هنّاد في الزهد (2/ 477) قال: حدّثنا عيسى بن يونس به بلفظه.

ص: 322

2537 -

[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ القاسم (1)، حدّثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَنْهُ (2) رَاضِيَانِ إلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصبح وَوَالِدَاهُ عَلَيْهِ سَاخِطَانِ (3) إلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذكره وَزَادَ فِي آخِرِهِ: فَقَالَ أُرَاهُ رَجُلًا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

* إِسْنَادُ أَبِي يَعْلَى حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا.

[3]

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه إِنِّي رَجُلٌ حَرِيصٌ عَلَى الْجِهَادِ وَلَيْسَ مِنْ قَوْمِي أحدٌ إلَّا قَدْ لَحِقَ بِالْأَمْصَارِ أَوْ بِالْجِهَادِ (4) غَيْرُ وَالِدِي، أَوْ قَالَ: غَيْرُ أَهْلِي وأبويّ، أَوْ قَالَ: أَبِي (5) كَارِهٌ لِذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا يَكُونُ لِرَجُلٍ أَبَوَانِ فيُصْبح مُحْسِنًا إلَّا فتحَ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَا يُمسي وَهُوَ مُحْسِنٌ إلَّا فُتِحَ لَهُ بَابَانِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ محسنٌ إِلَيْهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَأَصْبَحَ مُحْسِنًا فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلَا يَسْخَطُ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا أَوْ وَاحِدٌ (6) مِنْهُمَا فَيَرْضَى اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَرْضَى.

قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا.

(1) أظنها زائدة ففي ترجمة عبد القدوس ذكر الذهبي في الميزان (2/ 643) الحديث وجعله من رواية ابن أبي عمر حدّثنا عبد القدوس، وكذا في الكامل في الضعفاء لابن عدي (5/ 343) قال: حدّثنا هارون بن يوسف، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا عبد القدوس بن حبيب الدمشقي.

(2)

كتبت في (عم): "عليه".

(3)

قوله: "ساخطان" كتبت في (عم): "غضبانان".

(4)

كتبت في عن "أو الجهاد".

(5)

تصحفت في (حس) إلى "إني".

(6)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "أحد".

ص: 323

2537 -

الحكم عليه:

إسناد ابن أبي عمر ضعيف جدًا علته عبد القدوس بن حبيب الدمشقي.

بينما إسناد أبي يعلى حسن من أجل المغيرة بن مسلم فهو صدوق.

وحسنه الحافظ في المطالب هنا، وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر).

وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند رواته ثقات.

وإسناد مسدّد ضعيف فيه سعد بن مسعود مستور.

ص: 324

تخريجه:

أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 343)، من طريق ابن أبي عمر، عن عبد القدوس بن حبيب الدمشقي به.

وتابع عبد القدوس ستة وهم:

الأول: المغيرة بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه مرفوعًا بنحوه وزاد فَقَالَ: أُرَاهُ رَجُلًا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

أخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا (ح 2537/ 2)، والشجري في آماليه (2/ 120).

وإسناد أبي يعلى حسن.

الثاني: محمد بن المنكدر، عن عطاء، عن ابن عباس بنحو الطريق السابقة.

أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ص 1/ 201). =

ص: 324

= الثالث: أبان، عن سعد بن مسعود أو غيره عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه معمر في كتاب الجامج (ح 20128).

وسعد بن مسعود ضعيف.

الرابع: سليمان التيمي، عن سعد بن مسعود، عن ابن عباس موقوفًا.

أخرجه مسدّد كما في المطالب هنا (ح 97 ج)، والبخاري في الأدب المفرد (ح7)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 354)، والبيهقي في الشعب (6/ 206).

وسعد بن مسعود يأتي في الحديث رقم (97 ج) أنه ضعيف.

الخامس: سعيد بن سنان، عن رجل، عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الأول.

أخرجه هنّاد في الزهد (ح 993).

وهذا الإسناد ضعيف لجهالة الراوي، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

السادس: يعقوب بن القعقاع، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الأول.

أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 206).

وفي سنده عبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي. قال في اللسان (3/ 461): اتهمه ابن عدي بالكذب، ثم ذكر ابن حجر حديث ابن عباس بهذا الإسناد وقال: رجاله ثقات، أثبات، غير هذا الرجل، فهو آفته.

وهو في الأفراد للدارقطني كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 315) ، من حديث زيد بن أرقم بنحو ابن عباس.

ص: 325

2538 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أَبِي غَصَبَنِي مالًا، قال: أنت ومالك لأبيك.

ص: 326

2538 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته ابن أبي ليلى.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 125 ب مختصر) وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف لضعف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى.

ص: 326

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 159) عن وكيع به بلفظه.

وأخرجه في المصنف (14/ 196) عن وكيع به بلفظه إلَّا أن أبا ليلى رواه عن أبيه، عن الشعبي.

ورواه سعيد بن منصور في سننه (2/ 115) من طريق ابن أبي ليلى به بنحوه.

ومدار هذه الأسانيد على ابن أبي ليلى وقد علمت حاله.

وللحديث شواهد كثيرة عن جابر، وعبد الله بن عمرو، وعمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن عمر، وعائشة، وسمرة بن جندب، وأبو بكر، وأنس بن مالك رضي الله عنهم.

أما حديث جابر قال: إن رجلا قال: يا رسول الله! إني لي مالًا وولدًا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي؟ فقال: أنت ومالك لأبيك.

فأخرجه ابن ماجه (ح 2291)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 158)، وفي المشكل (2/ 230)، والطبراني في الصغير (ح 947)، وابن عدي في الكامل (5/ 72، 7/ 165)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 385)، والخطيب في الموضح (2/ 74)، والمخلص في حديثه (ج 12/ ق 69 ب المنتقى منه) وأبو الشيخ في عوالي حديثه (ج 1ق 22 أ)، والمعافي بن زكريا في جزء من حديثه (ق 2 أ)، الثلاثة الأخيرة كما في إرواء الغليل (3/ 325)، والبيهقي في الكبرى (7/ 481)، وابن النجار، وابن =

ص: 326

= عساكر كما في الكنز (ح 45933)، وابن حزم في المحلى (8/ 120)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ).

وإسناد ابن ماجه صحيح، رجاله ثقات.

وأما حديث عبد الله بن عمرو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي اجتاح مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من أموالهم.

فأخرجه أبو داود (9/ 446 العون)، وابن ماجه (ح 2292)، وأحمد (2/ 204)، وابن الجارود في المنتقى (ح 995)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 158)، وفي المشكل (2/ 230)، وابن أبي شيبة (7/ 161)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 22)، والبيهقي في الكبرى (7/ 480)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 49)، والمخلص في بعض الخامس من الفوائد (ق 252 ب)، وأبو بكر الشافعي في حديثه (ق 2 ب)، وابن المنقور في القراءة على الوزير (ج 2/ ق 20 ب)، وأبو بكر الأبهري في جزء من الفوائد (ق2 أ)، والسلفي في الطيوريات (ق 115 أ) والخمسة الأخيرة كما في الإرواء (3/ 325).

وإسناد أبي داود، وأحمد، وابن الجارود صحيح.

وأما حديث ابن مسعود يرفعه بنحو الحديث السابق.

فأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 99)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ)، وفي الصغير (ح 2)، وابن عدي في الكامل (6/ 402)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 7/ ق 454)، والمعافي بن زكريا في (جزء من حديثه)(ق 2 أ)، كما في إرواء الغليل (3/ 325).

وقال الطبراني في الصغير: لا يروى عن ابن مسعود إلَّا بهذا الإسناد تفرّد به ابن ذي حمامة وكان من ثقات المسلمين. وكذا قال في الأوسط. قلت: وبقية رجاله ثقات فالإسناد صحيح. =

ص: 327

= وأما حديث ابن عمر فله عنه ثلاث طرق:

الأولى: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! والدي أكل مالي، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّكَ ومالك لأبيك.

أخرجه أبو يعلى (10/ 99).

ورجال أبي يعلى ثقات إلَّا أبو حريز قال في التقريب (ص 300): صدوق يخطئ. فالإسناد ضعيف.

الثانية: عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر به بنحوه.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 84).

وقال البزّار: لا نعلمه يروي عن ابن عمر إلَّا بهذا الإسناد.

قلت: بل روي عن ابن عمر بغير هذا الإِسناد، كما تقدم، وكما سيأتي.

وفيه ميمون بن يزيد أو زيد قال: أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 238): ليّن الحديث.

الثالثه: عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الولد من كسب الوالد.

أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ).

وذكر الحديث الهيثمي في المجمع (4/ 154) وقال: فيه محمد بن أبي بلال ولم أجد له ترجمة وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلت: فيه خلف بن خليفة قال في التقريب (ص 194): صدوق، اختلط في الآخر، فلا أدري إن كان محمد بن أبي بلال سمع منه قبل الاختلاط أو بعده. ومحمد بن أبي بلال هو التميمي لم أجد له ترجمة.

وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيرويه سعيد بن بشير، عن مطرف، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن عمر إن رجلا أتى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أبي يريد أن يأخذ مالي، قال: أنت ومالك لأبيك. =

ص: 328

= فأخرجه البزار كما في الكشف (2/ 84)، وقال البزّار: لا نعلمه عن عمر مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه، وقد رواه غير مطرف، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده.

قلت: سماع سعيد بن المسيب عن عمر مختلف فيه كما في جامع التحصيل (ص 184).

وأما حديث سمرة بن جندب قال: أتى رجل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ الله! أن أبي اجتاح مالي، قال: أنت ومالك لأبيك.

فأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 234)، والطبراني في الكبير (7/ 230)، والبزاركما في الكشف (2/ 84)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ).

ومدار أسانيدهم على عبد الله بن إسماعيل الجوداني، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 3): هو ليّن.

وتابعه عبد الله بن حرمان الجهضمي.

أخرجه ابن بشران في الأمالي (ق 56 أ) كمافي الإرواء (3/ 327).

قال الألباني: الجهضمي لا يعرف. قلت: لعل اسم أبيه تصحّف من عثمان.

وعبد الله بن عثمان الجهضمي، هو عبد الله بن إسماعيل الجوداني، نُسب إلى جده، وإلى الجهاضم. بدلًا من أبيه، وجودان: وهي قبيلة من الجهاضم كما في الجرح والتعديل (3/ 5).

وأما حديث عائشة فله عنها ثلاث طرق:

الأولى: عن عروة، عن عائشة قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ أَبِي يأخذ مالي ويعطيه أخي وليس هو ابن أمي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك، إنما أنت سهم من كنانة أبيك.

أخرجه ابن عدى في الكامل (2/ 335). =

ص: 329

= وفي إسناده الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، قال ابن عدي: يسرق الحديث ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق.

الثاني: عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، به بنحوه.

أخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 316).

وفيه عبد الله بن كيسان وهو المروزي قال في التقريب (ص 319): صدوق يخطىء كثيرًا.

الثالثة: عن عثمان بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة به بنحو الطريق الأولى.

أخرجه أبو القاسم الحامض في (حديثه) كما في الإرواء (3/ 326).

قال الألباني: وفيه الأسود بن موسى بن باذان المكي: لم أجد له ترجمة.

وأما حديث الرجل: فيرويه قيس بن أبي حازم، قال: حَضَرْت أبا بكر الصديق أتاه رجل فقال: يا خليفة رسول الله! هذا يريد أن يأخذ مالي كله فيجتاحه، فقال له أبو بكر: ما تقول؟ قال: نعم، فقال أبو بكر: إنما لك من ماله ما يكفيك، فقال يا خليفة رسول اللَّهَ! أَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك؟ فقال أبو بكر: أرضى بما رضي الله به.

فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ)، والبيهقي في الكبرى (7/ 481).

وقال الطبراني: لم يروه عن إسماعيل إلَّا المنذر.

والمنذر: هو ابن زياد الطائي قال في اللسان (6/ 104)، قال الساجي: يُحدث بأحاديث بواطيل وأحسبه ممن كان يضع الحديث، وقال الفلاس: كان كاذبًا. فالإسناد تالف.

وأما حديث أنس، فيرويه الحباب بن فضالة، قال سألت أنس بن مالك: ما يحل لي من مال أبي؟ قال: ما طابت به نفسه، قلت: ما يحل لأبي من مالي؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنت ومالك لأبيك. =

ص: 330

= فأخرجه أبو بكر الشافعي في الرباعيات (ج 1/ ق 106 أ) كما في الإرواء (3/ 329).

والحباب بن فضالة قال في اللسان (2/ 208): قال الأزدي: ليس حديثه بشيء، وقال ابن ماكولا: ليس بالقوي.

فالإِسناد ضعيف.

ولعائشة في الباب حديث آخر بلفظ إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه.

فأخرجه أبو داود (9/ 444 العون)، والنسائي (7/ 240)، والترمذي (4/ 591 التحفة)، وابن ماجه (ح 3137)، وعبد الرزاق (1/ 133)، وأحمد (6/ 31، 127، 162، 193، 201، 202)، والحميدي (ح 246)، والدارمي (2/ 247)، والطيالسي (ح 1580)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 407)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 227)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (ح 964)، والبغوي في شرح السنة (9/ 329)، والحاكم في المستدرك (5412)، والبيهقي في الكبرى (7/ 479)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 76).

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي.

قلت: إسناد النسائي وأحمد صحيح.

وعليه يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.

ص: 331

1871، 2539 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَزِيدُ في عمر الرجل ببره والده (1).

* الكلبي: متروك.

(1) كتبث في (سد) و (عم)"والديه" والظاهر أنها الأصوب.

ص: 332

5239 -

الحكم عليه:

هذا إسناد تالف فيه علتان:

الأولى: الكلبي فهو متهم بالكذب.

الثانية: ضعف أبي صالح.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 621 أمختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف الكلبي.

ص: 332

تخريجه:

أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 119) من طريق حصاد به بلفظه.

ولمعنى الحديث شواهد كثيرة عن ثوبان، وأنس، وأبي هريرة، وابن عمر، وعلي، وعائشة، وسلمان، وسهل بن معاذ رضي الله عنهم.

أما حديث ثوبان رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق:

الأول: عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان مرفوعًا: لا يزيد في العمر إلَّا البر، ولا يرد القضاء إلَّا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

أخرجه أحمد (5/ 277، 280، 282)، وابن ماجه (ح 90، 4022)، وابن أبي شيبة (10/ 144) والطحاوي في المشكل (4/ 169)، وهنّاد بن السري في الزهد (ح 1009)، ووكيع في الزهد (ح 407)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (2/ 133)، وأبو حنيفه في جامع المسانيد (1/ 113)، والطبراني في الكبير (2/ 100)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 36)، وعبد الغني المقدسي في الدعاء =

ص: 332

= (ح12)، والحاكم في المستدرك (1/ 493)، والبغوي في شرح السنة (13/ 6)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 116)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 10)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 202).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: مدار أسانيدهم على عبد الله بن أبي الجعد، قال في التقريب (ص 298): مقبول أي يصلح في المتابعات وقد توبع لكنها لا تصلح لما فيها من علل كما سيأتي.

الثانية: عن راشد بن سعد، عن ثوبان مرفوعًا: لا يزيد في العمر إلَّا البر، ولا يرد القضاء إلَّا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 16) من طريق أبي علي الدارسي، حدّثنا طلحة بن زيد، عن ثور، عن راشد بن سعد به.

وأبو علي الدارسي وبشر بن عبيد، قال في الميزان (1/ 320): كذبه الأزدي.

وقال ابن عدي: منكر الحديث عند الأئمة بين الضعف جدًا. فالإسناد ضعيف جدًا.

الثالثة: عن مجاهد، عن ثوبان مرفوعًا بنحو الطريق الثاني.

أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 481) من طريق علي بن قرين، عن سعيد بن راشد، عن الخليل بن مرة، عن حميد الأعرج، عن مجاهد به.

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: ابن قرين كذاب، وسعيد واهٍ، وشيخه ضعّفه ابن معين.

قلت: علي بن قرين، قال الذهبي في المغني (2/ 453): كذبه غير واحد، وتركه أبو حاتم. وسعيد هو ابن راشد. قال في المغني (1/ 258): متروك، والخليل بن مرة قال في التقريب (ص 196): ضعيف فالإسناد تالف.

وأما حديث أنس رضي الله عنه، فله أربع طرق:

الأولى: عن ميمون بن سياه، عن أنس مرفوعًا قال: من أحب أن يَمُدَّ الله في =

ص: 333

= عمره، ويزيد في رزقه، فليُبرّ والديه، وليصل رحمه.

أخرجه أحمد (3/ 229، 266)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 189)، وابن عدي في الكامل (6/ 414) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 244)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 107)، والبيهقي في الشعب (6/ 185)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 203) كلهم من طريق حزم بن أبي حزم القطيعي، عن ميمون بن سياه به.

وميمون حسن الحديث، لكن فيه حزم بن أبي حزم، قال في التقريب (ص 157): صدوق يهم، فالإسناد ضعيف.

الثانية: عن ابن شهاب، عن أنس مرفوعًا: من أحب أن يوسّع له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه.

أخرجه البخاري (10/ 415 الفتح)، ومسلم (ح 2557)، والنسائي في الكبرى كما في التحفة (1/ 337)، وأبو داود (5/ 111 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح56)، والطحاوي في المشكل (4/ 169)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 22)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 218)، والبغوي في شرح السنة (13/ 18)، وابن عدي في الكامل (3/ 150)، والبيهقي في "الأربعون الصغرى"(ح96)، والشجري في الأمالي (2/ 125).

الثالثة: عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا: من سره أن ينسى له في عمره، وأن يثرى له في ماله فليبر والديه، وليصل رحمه. لفظ هنّاد.

أخرجه وكيع في الزهد (ح 405)، وهنّاد في الزهد (ح 1006، 1007)، وأبو يعلى (7/ 139)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 365)، والشجري في الأمالي (2/ 124).

ويزيد الرقاشي ضعيف.

الرابعة: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين المكي، عن أنس مرفوعًا: =

ص: 334

= من سره أن يُعَظّم الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه.

أخرجه أحمد (3/ 156)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 244) كلاهما من طريق مسلم بن خالد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين به.

ومسلم بن خالد هو الزنجي، قال في التقريب (ص 529): صدوق كثير الأوهام، فالإسناد ضعيف.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يبسط له في رزقه وينسأله في أهله، فليصل رحمه.

فأخرجه البخاري (10/ 415 الفتح)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 57)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 257)، والبيهقي في الشعب (6/ 218).

وأما حديث ابن عمر موقوفًا قال: من اتقى ربه، ووصل رحمه نسىء في أجله، وثري ماله، وأحبه أهله.

فأخرجه وكيع في الزهد (ح 408)، وهنّاد في الزهد (ح 1008)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 58) كلهم من طريق مغراء أبي المخارق قال: سمعت عبد الله بن عمر به.

وفي أسانيدهم مغراء قال في التقريب (ص 452): مقبول ولم يتابع.

وأما حديث علي رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: عن الحارث، عن علي قال: من أحب أن يمُد الله في عمره فليتق الله وليصل رحمه.

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 391) من طريق جعفر بن عمر الكندي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث به.

وحفص بن عمر الكندي قال ابن حبّان في المجروحين (1/ 259): يروي عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به.

الثانية: عن عاصم بن ضمرة، عن علي مرفوعًا: من أحب أن يمد في عمره، =

ص: 335

= ويبسط في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، ويستجاب دعاؤه فليصل رحمه.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 374)، والبيهقي في الشعب (9/ 216) كلاهما من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة به.

وإسناده ضعيف لعنعنة حبيب فهو مدلس من الثالثة.

وأما حديث سلمان رضي الله عنه، مرفوعًا قال: لا يرد القضاء إلَّا الدعاء ولا يزيد في العمر إلَّا البر.

فأخرجه الترمذي (6/ 347 التحفة)، والطحاوي في المشكل (4/ 169)، والطبراني في الكبير (6/ 251)، والقضاعي في مسند الشهاب (833) كلهم من طريق أبي مودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان مرفوعًا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث يحيى بن ضريس، وأبو مودود، إثنان: أحدهما يقال له فضة، والآخر: عبد العزيز بن أبي سليمان، أحدهما بصري والآخر مديني وكانا في عصر واحد، وأبو مودود الذي روى هذا الحديث اسمه فضة.

وأبو مودود قال في التقريب (ص 447) فيه لين، فالإسناد ضعيف.

وعليه يتبيّن أن متن حديث الباب له أصل إلَّا أن إسناده باقٍ على حاله فهو تالف.

ص: 336

2540 -

وَقَالَ ابْنُ مَنِيعٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الدَّرَجَةِ الدُّنْيَا، قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ وضع رجله عَلَى الثَّانِيَةِ، فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ وَضَعَ رِجْلَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: آمِينَ، فَلَمَّا فَرَغَ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُطْبَتِهِ وَنَزَلَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَانِي حِينَ وَضَعْتُ رِجْلَيَّ عَلَى الدَّرَجَةِ الدُّنْيَا فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُغفر لَهُ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ (1)، قُلْ: آمِينَ، قلت: آمين [الحديث](2).

(1) تصحفت في (عم)"فأبعد الله".

(2)

سقطت من الأصل وأثبتها من باقي النسخ.

ص: 337

2540 -

الحكم عليه:

هذا إسناد مرسل ضعيف علته علي بن زيد.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 أ) وقال: رواه أحمد بن منيع مرسلًا بسند ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

ص: 337

تخريجه:

ويأتي تخريجه في الحديث الآتي.

ص: 337

2541 -

[1] حَدَّثَنَا (1) هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَمِثْلِهُ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلَالِيًّ](2)، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة رضي لله عنه، نحوه.

(1) القائل هو أحمد بن منيع.

(2)

تصحفت في جميع النسخ إلى "أبو نعم" وما أثبته من مسند أبي يعلى، وصحيح ابن حبّان حيث رواه عن أبي يعلى.

ص: 338

2541 -

الحكم عليه:

إسناد ابن منيع ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف يحيى بن عبيد الله.

الثانية: والده عبيد الله بن عبد الله مستور.

وإسناد أبي يعلى حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فهو صدوق.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 أمختصر) وقال: رواه ابن خزيمة، وأبو يعلى، وعنه ابن حبّان، وله شواهد في كتاب الزهد في الدنيا.

ص: 338

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (10/ 328) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 131) عن أبي يعلى به.

وتابع أبا سلمة أربعة وهم:

الأول: الوليد بن رباح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال: آمين، آمين، آمين. فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال: قال لي جبريل: أرغم الله أنف عبد أو بَعُدَ، دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد أو بعد أدرك والديه أو أحدهما ولم يدخله الجنة، فقلت: آمين. ثم =

ص: 338

= قال: رغم أنف عبد أو بعد، ذكرت عنده فلم يصل عليّ. فقلت: آمين.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 646)، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 192)، والبيهقي في الكبرى (4/ 304)، والبزار كما في الكشف (4/ 49) كلهم من طريق كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح به.

وكثير بن زيد هو الأسلمي، قال في التقريب (ص 459): صدوق يُخطىء. فالإِسناد ضعيف.

الثاني: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، مرفوعًا قال: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر، فلم يدخلاه الجنة. وقال ربعي: ولا أعلمه إلَّا قد قال: أو أحدهما.

أخرجه أحمد (2/ 254)، والترمذي (6/ 530 التحفة)، وعنه القاضي عياض في الشفا (2/ 653)، وأخرجه الجهضمي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ح 16)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 132)، والبغوي في شرح السنة (3/ 198)، والبيهقي في الدعوات الكبير (ح 152)، والحاكم (1/ 549).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وسكت عليه الحاكم.

قلت: إسناد أحمد صحيح.

الثالث: سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف قيل: من يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة.

أخرجه مسلم (ح 2551)، وأحمد (2/ 346)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 21)، والقاضي عياض في الشفا (2/ 152) والبيهقي في الشعب (6/ 196).

الرابع: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ بنحو حديث الباب. =

ص: 339

= أخرجه أحمد بن منيع كلما في المطالب هنا (ح 2541/ 1) وتقدم أنه حديث ضعيف.

تبيّن من خلال سوق المتابعات أن الحديث أخرجه مسلم، والترمذي، وأحمد، لكن لم يذكر في هذه الكتب قول جبريل ولا تأمين الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ولهذا والله أعلم وضعه الحافظ في المطالب، ومع ذلك فقول جبريل وتأمين الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت من طريقين كليهما حسن فيكون بهما صحيح لغيره.

ولحديث الباب مع قصة جبريل والتأمين شواهد عن كعب بن عجرة، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وابن عباس، ومالك بن الحويرث، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي. وسعيد بن المسيب مرسلًا، وأنس بن مالك رضي الله عنهم.

أما حديث كعب بن عجرة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرج يومًا إلى المنبر فقال حين ارتقى درجة: آمين، ثم رقى أخرى فقال: آمين، ثم رقى الثالثة فقال: آمين، فلما نزل عن المنبر، وفرغ قلنا يا رسول الله! لقد سمعنا منك كلامًا اليوم؟ قال: أوسمعتموه؟ قالوا: نعم. قال: إن جبريل عليه السلام عرض بي حين ارتقيت درجة فقال: بَعُدَ من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة، قال: قلت: آمين، وقال: بعد من ذُكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، ثم قال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين.

فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 144)، والحاكم في المستدرك (4/ 153)، والبيهقي في الشعب (2/ 215)، والجهضمي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ح 19).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: مدار أسانيدهم على إسحاق بن كعب بن عجرة قال في التقريب (ص 102): مجهول الحال.

وأما حديث جابر بن عبد الله بنحو حديث كعب بن عجرة. =

ص: 340

= فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 644) من طريق عصام بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر.

والبيهقي في الشعب (3/ 309) من طريق محمد بن عيسى العبدي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.

وفي إسناد البخاري عصام بن زيد قال في التقريب (ص 390): مقبول، أي يصلح في المتابعات. وتابعه محمد بن عيسى العبدي عند البيهقي في الشعب. قال عنه الذهبي في المغني (2/ 632): ضعفوه بمرة، أي لا يصلح للمتابعات فيبقى الحديث على ضعفه.

وأما حديث جابر بن سمرة بنحو حديث كعب.

فأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 243، 247)، والبزار كما في الكشف (7/ 48).

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 65): رواه البزّار عن شيخه محمد بن جوان ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا.

قلت: تابعه عند الطبراني محمد بن عبد الله بن عبيد، ولم أجد له ترجمة.

وأما حديث ابن عباس بنحو حديث كعب.

فأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 82) بإسنادين في أحدهما يزيد بن أبي زياد، قال في التقريب (ص 601): ضعيف. وفي الآخر إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال الذهبي في المغني (1/ 72) قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث.

وأما حديث مالك بن الحويرث بنحو حديث كعب.

فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 291).

وفي سنده عمران بن أبان قال في التقريب (ص 428): ضعيف.

وأما حديث عمار بن ياسر بنحو حديث كعب.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 47) من طريق عثمان بن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ =

ص: 341

= محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جده، عن عمار به.

وقال البزّار: لا نعلمه يُروي عن عمار إلَّا بهذا الإسناد.

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 64) رواه البزّار وفيه من لم أعرفهم.

قلت: عثمان بن عبيدة لم أجد له ترجمة.

وأما حديث عبد الله بن مسعود بنحو حديث كعب.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 48) من طريق جارية بن هرم، حدّثنا حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عن عبد الله بن مسعود به.

وجارية بن هرم الفقيمي، قال الذهبي في المغني (2/ 126): متروك، واهٍ.

فالإِسناد تالف.

وأما حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي بنحو حديث كعب.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 48)، والطبراني كما في المجمع (10/ 165) قلت: في إسناد البزّار ابن لهيعة وهو ضعيف، وقال الهيثمي عن سند الطبراني فيه من لم أعرفهم.

وأما حديث سعيد بن المسيب مرسلًا فلفظه بنحو حديث كعب.

فأخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب هنا (ح 2540).

وإسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان.

وأما حديث أنس بن مالك بنحو حديث كعب.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 49) من طريق سلمة بن وردان، عن أنس به.

قال البزّار: وسلمة -أي ابن وردان- صالح، وله أحاديث يستوحش منها، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره.

قلت: سلمة بن وردان، قال في التقريب (ص 248): ضعيف.

ص: 342

2542 -

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ [حَرْمَلَةَ](1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مَا كَادَ (2) يَسْتَبِينُ (3) وُجُوهَهُمْ بَعْدَ مَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ ارْتَحَلَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوْصِنِي .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَكَانَ [أَبِي](4) عُلَيْبَةَ بَرًّا بِأَبِيهِ حَرْمَلَةَ، كَانَ (5) إِذَا كَانَ فِي الْمَنْزِلِ نَظَرَ أَوْطَأَ مَوْضِعٍ فَأَجْلَسَهُ فِيهِ، وَنَظَرَ أَوْفَرَ عَظْمٍ وَأَطْيَبَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِذَا كَانَ فِي الْمَسِيرِ نَظَرَ أَوْطَأَ بَعِيرٍ مِنْ رَوَاحِلِهِ فيحمله عليه، فكان هذا بِرُّهُ به.

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "خولة" وما أثبته الصحيح من المنتخب من مسند عبد بن حميد، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم.

(2)

تصحفت في (سد) و (عم) و (حس) إلى "ما كان".

(3)

تصحفت في (عم) إلى "تستبين".

(4)

تصحفت في جميع النسخ إلى "ابنه" وما أثبته من المنتخب من مسند عبد بن حميد وهو الأظهر والموافق للسياق.

(5)

كتبت مكانها في (سد)"حتى".

ص: 343

2542 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

1 -

جهالة عُليبة بن حرملة بن عبد الله التميمي.

2 -

جهالة ابنه ضرغامة بن عليبة.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 1126 مختصر) وقال: رواه عبد بإسناد صحيح.

قلت: لعل البوصيري رحمه الله استند في تصحيح الإِسناد على ذكر ابن حبّان لضرغامة وأبيه في الثقات، وهذا لا يكفي لتوثيقهما. =

ص: 343

= تخريجه:

هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ص 161) بنفس الإسناد ولفظ متنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فصليت معه الغداة، قال: فلما قضى الصلاة نظرت فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مَا كَادَ يَسْتَبِينُ وُجُوهَهُمْ بَعْدَ مَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ ارْتَحَلَ قلت: يا رسول الله! أوصي. قال: عليك باتقاء الله عز وجل، وإذا قمت من عند القوم فسمعتهم يقولون لك مما يعجبك فأته، و [إذا] سمعتهم يقولون لك بما تكره فاتركه.

قال: وكان أبي عليبة برًا بأبيه حرملة، قلت: وما كان بره به؟ قال: كان إذا قرب الطعام نظر أَوْفَرَ عَظْمٍ وَأَطْيَبَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِذَا كَانَ في المسير نظر أوطأ بعير وأجله فحمله عليه، فكان هذا بره به.

وأخرجه الطيالسي في مسنده (ص 167)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 399)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 188 أ)، وفي الحلية (1/ 358).

قال الطيالسي: حدّثنا قرة بن خالد به ولفظه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في ركب من الحي فلما أردت الرجوع، قلت يا رسول الله أوصني؟ قال: اتق الله، وإذا كنت في مجلس وقمت منه وسمعتهم يقولون ما يعجبك فأته، فإذا يسمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته.

أخرجه الأمام أحمد (4/ 305)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 398)، وابن سعد في الطبقات (7/ 50)، والطبراني في الكبير (4/ 6)، وابن قانع في معجمه (ق42 أ) كلهم من طريق قرة بن خالد به بنحو حديث الطيالسي.

ومدار هذه الأسانيد على ضرغامة بن عليبة، وقد علمت حاله وحال أبيه، وتابعه ثلاثة وهم:

الأول: حبّان بن عاصم، حدثني حرملة به.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 222)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 309)، =

ص: 344

= وحبان قال في التقريب (ص 149): مقبول أي يصلح في المتابعات وقد تُوبع.

الثاني: صفية ابنة عُليبة، عن حرملة به.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 222).

وصفية، قال في التقريب (ص 749): مقبولة أي تصلح في المتابعات وقد توبعت.

الثالث: خولة بنت عُليبة، عن حرملة به.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 222).

وخولة قال في التقريب (ص 749): مقبولة أي تصلح في المتابعات وقد توبعت.

إلَّا أن الواوي عن الثلاثة هو عبد الله بن حسان التميمي قال في التقريب (ص 300): مقبول أي يصلح في المتابعات لكن لم يتابعه أحد في الرواية عند أحد هؤلاء الثلاثة، فيبقى الحديث على ضعفه والله أعلم. على أن الزيادة المذكورة في حديث عبد بن حميد لم ترد عند غيره وإسناده كما تقدم.

ص: 345

2543 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ [مُنِيرِ بْنِ الزُّبَيْرِ](1)، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ كَفَّارَةُ الْكَبَائِرِ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ قَادِرًا عَلَى الْبِرِّ مَا دَامَ فِي فَصِيلَتِهِ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.

* هَذَا موقوف، وراويه عن مكحول ضعيف.

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "مسير بن الزبير" وما أثبته الصحيح من بغية الباحث، وكتب التراجم.

ص: 346

2543 -

الحكم عليه:

هذا الأثر إسناده ضعيف فيه علتان:

الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم وهو كثير التدليس عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.

الثانية: ضعف منير بن الزبير.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 أمختصر) وقال: رواه الحارث بسند ضعيف، منير -بضم الميم وكسر النون- هو أبو ذر الشامي ضعّفه دُحيم، وابن حبّان، والذهبي.

ص: 346

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 880) بنفس الإِسناد والمتن.

ص: 346

2544 -

وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبَاكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَدْنَاكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: الأقرب فالأقرب.

ص: 347

2544 -

الحكم عليه:

هذا إسناد مرسل ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف عون بن عمارة.

الثانية: هو من رواية هشام بن حسان، عن الحسن وفيها مقال كما تقدم في ترجمة هشام.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 أمختصر) وقال: رواه الحارث مرسلًا بسند ضعيف، لضعف عون بن عمارة.

ص: 347

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 879) بنفس الإسناد والمتن.

ويشهد له أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، ومعاوية القشيري، والمقدم بن معد يكرب، وابن سلامة السلمي رضي الله عنهم.

أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأولى: عن أبي زرعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال: أمك -ثلاث مرات- قال: ثم من؟ قال: أبوك.

أخرجه البخاري (10/ 401 الفتح)، ومسلم (ح 2548).

الثاني: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، بنحو الطريق الأولى.

أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 150 أ) من طريق سليمان بن داود اليمامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة به. =

ص: 347

= وسليمان بن داود اليمامي قال الذهبي في المغني (1/ 279): ضعّفه غير واحد.

وأما حديث معاوية القشيري قال: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ.

قلت: ثم من؟ قال: أمك. قلت ثم من؟ قال: أمك. قلت: ثم من؟ قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب.

فأخرجه أبو داود (13/ 47 العون)، والترمذي (6/ 21 التحفة)، وأحمد (5/ 513)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 11)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20121)، وهنّاد بن السري في الزهد (ح 965)، والطحاوي في المشكل (2/ 270)، والطبراني في الكبير (19/ 404)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 68)، والحاكم (3/ 642، 4/ 150)، والبغوي في شرح السنة (13/ 5)، والبيهقي في الكبرى (4/ 179)، وفي الشعب (6/ 180)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 265)، (10/ 376).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي .. وهو كما قالا.

وأما حديث المقدام بن معد يكرب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يوصيكم

بأمهاتكم (ثلاثًا)، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب.

فأخرجه ابن ماجه (ح 3661)، وأحمد (4/ 132،131)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 60)، والبيهقي في الكبرى (4/ 179)، وفي الشعب (6/ 182)، والشجري في أماليه (2/ 120) كلهم من طريق بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب مرفوعًا.

وإسناد أحمد والبخاري رجاله ثقات إلَّا بقية فهو ثقة في حديثه عن الشاميين ولا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع وروايته عندهما عن بحير بن سعد وهو شامي كما في =

ص: 348

= ترجمته في التقريب (ص 120)، وصرح بقية بالتحديث في رواية أحمد فصار الإسناد صحيحًا.

وأما حديث ابن سلامة السلمي قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أوصى أمرءًا بأمه، أوصى أمرءًا بأمه، أوصى أمرءًا بأمه، أوصى أمرءًا بأبيه، أوصى أمرءًا بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذى يؤذيه.

فأخرجه أحمد (4/ 311)، وابن ماجه (ح 3657)، والبيهقي في الشعب (6/ 181) ومدار أسانيدهم على عبيد الله بن عُرْفُطة قال في التقريب (ص 373): مجهول.

كما يشهد له حديث رقم (2546) وشواهده.

وعليه يرتقي مرسل الحسن إلى الحسن لغيره بمجموع هذه الشواهد على أنه لم يتكرر في حديث الباب ذكر الأم إلَّا مرتين وفي بقية الشواهد ثلاث مرات.

ص: 349

2545 -

حَدَّثَنَا (1) سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: كَانَ الْهُذَيْلُ بْنُ حَفْصَةَ يَجْمَعُ الْحَطَبَ فِي الصَّيْفِ، فَيُقَشِّرُهُ، وَيَأْخُذُ الْقَصَبَ فَيَفْلِقُهُ (2)، قَالَتْ حَفْصَةُ: فَكُنْتُ (3) أَجِدُ قِرّة (4)، فَكَانَ يَجِيءُ بِالْكَانُونِ حَتَّى يَضَعَهُ خَلْفِي وَأَنَا أُصَلِّي، وَعِنْدَهُ مَنْ يَكْفِيهِ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ، (فَيُوقِدُ لِي ذَلِكَ)(5) الْحَطَبَ الْمُقَشَّرَ، وَالْقَصَبَ الْمُفْلَقَ وَقُودًا يُدفئني وَلَا يُؤْذِينِي (6) الْحَرُّ، قَالَتْ: فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَيْهِ وَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ! ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، ثُمَّ أَذْكُرُ مَا يُرِيدُ فَأُخَلِّيَ عَنْهُ، وَكَانَ يَغْزُو وَيَحُجُّ، فَأَصَابَتْهُ حُمى وَقَدْ حَضَرَ الْحَجُّ، فَنَقِه فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى أَهَلَّ بِالْحَجِّ، قُلْتُ: يَا بُنَيَّ كَأَنَّكَ خِفْتَ أَنْ أَمْنَعَكَ، مَا كُنْتُ (7) لِأَفْعَلَ، قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ لِقْحة فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ حَلْبَةً (8) بِالْغَدَاةِ (9)، فَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ، لَتَعْلَمُ أَنَّنِي لَا أَشْرَبُهُ وَأَنَا صَائِمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا أُمَّ الْهُذَيْلِ! إِنَّ أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي ضَرْعِ الإِبل، اسْقِيهِ مَنْ شِئتِ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَ (10) اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ (11) مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ (12) غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ غُصة لَا تَذْهَبُ، فَبَيْنَمَا (13) أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ:{وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (14) إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَالَتْ: فَأَعَدْتُهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كُنْتُ أَجِدُ.

(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة

(2)

تصحفت في (عم) إلى: "منطلقه".

(3)

تصحفت في (عم) إلى: "لأكون".

(4)

تصحفت في (سد) و (حس) و (عم) إلى: "قوة".

(5)

ما بين الهلالين سقط بأكمله من (حس)، وفي (عم) سقط حرف الفاء فقط في "فيوقد".

(6)

المعنى غير تام ولعلها تصحفت من "ريحه" أي ريح الحطب لا تؤذي بسبب تقشيره.

(7)

مكانها بياض في (سد).

(8)

تصحفت في (حس) إلى: "رحلته".

(9)

زيد هنا في (حس): "يا بني" ولا معنى لها.

(10)

كتبت في (عم) و (سد)"رزقني" والمعنى صحيح بها وبما أثبته.

(11)

قوله: "عليه" سقط من (عم) و (حس) و (سد).

(12)

كتبت في (عم) و (سد)"يرزقني" والمعنى صحيح بها وبما أثبته.

(13)

قوله: "فبينما" كتبت في (عم) و (حس) و (سد)"فبينا" والمعنى صحيح بهما.

(14)

قوله: "لكم" سقط من (عم).

ص: 350

2545 -

الحكم عليه:

هذا الأثر إسناده صحيح.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة ورواته ثقات.

ص: 351

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 881) بنفس الإِسناد والمتن.

ص: 351

2546 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرْبٍ الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ دَاجَةَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عِقَالُ بْنُ [شَبَهٍ](1) بْنِ عِقَالِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْمُجَاشِعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ صَعْصَعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، أَبَاكَ، أُخْتَكَ، أَخَاكَ، أَدْنَاكَ، أدناك.

(1) تحرفت في جيمع النسخ إلى: "سند" وما أثبته من كتب التراجم وكتب الحديث.

ص: 352

2546 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه خمس علل:

الأولى: عبد الله بن حرب الهلالي، لم أجد له ترجمة.

الثانية: إبراهيم بن إسحاق لم أجد له ترجمة.

الثالثة: عقال بن شبة، مجهول.

الرابعة: شبّة بن عقال، مجهول.

الخامسة: عقال بن صعصعة، مجهول.

وذكره الهيثمي في الصجمع (3/ 120) وقال: فيه من لم أعرفه.

ص: 352

تخريجه:

أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (ح 226)، والطبراني في الكبير (8/ 92)، والحاكم في المستدرك (3/ 611) كلهم من طريق محمد بن مرزوق، به.

وسكت عليه الحكم.

وأخرجه أبو نعيم في المعرفة، (ح1/ ق 328 ب)، وابن قانع في معجمه (ق 73 أ) كلاهما من طريق عبد الله بن حرب، به.

وذكر الحديث ابن حبّان في الثقات (5/ 284).

وللحديث شواهد كثيرة عن كليب بن منفعة عن جده، وثعلبة بن زهدم، =

ص: 352

= وأبي رمثة، وعبد الله بن مسعود، وطارق بن عبد الله المحاربي، ورجل من بني يربوع رضي الله عنهم.

أما حديث كليب بن منفعة، عن جده أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، وأباك، وأختك، وأخاك، ومولاك الذي يلي ذلك حقًا واجبًا ورحمًا موصوله.

فأخرجه أبو داود (13/ 48 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 47)، وفي التاريخ الكبير (7/ 230)، والبيهقي في الكبرى (4/ 179).

ورجاله ثقات إلَّا كليب بن منفعة قال في التقريب (ص 462): مقبول، ولم أجد له متابعة.

وأما حديث ثعلبة بن زهدم قال: انتهى قوم ثعلبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول: يد المعطي العليا، ويد السائل السفلى، وابدأ بمن تعول: أمك، أباك، وأ ختك، وأخاك، وأدناك، فأدناك.

فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 212)، وهناد في الزهد (ح 963)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 86)، ومن طربقه البيهقي في الكبرى (8/ 345).

وإسناد ابن أبي شيبة رجاله ثقات إلَّا معاوية بن هشام قال في التقريب (ص 538): صدوق له أوهام. وتابعه قبيصة وهو ابن عقبة عند هنّاد. وقبيصة، قال في التقريب (ص 453): صدوق، ربما خالف. فيرتقي الإِسناد بمجموع طريقيه إلى الحسن لغيره.

وأما حديث أبي رمثة عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يد المعطي العليا: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثم أدناك .. الحديث.

فأخرجه أحمد (2/ 226)، والنسائي في المجتبى (5/ 66)، والبيهقي في الشعب (6/ 181). وإسناد أحمد صحيح.

وأما حديث عبد الله بن مسعود قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله! =

ص: 353

= إني رجل من أهل البادية، وإني موسر، وإن لي أمًا، وأبًا، وأختًا، وأخًا، وعمًا، وعمة، وخالًا، وخالة فايهم أولى بصلتي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، وأدناك، أدناك.

فأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 376)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 150 أ) والبيهقي في الشعب (6/ 181).

ومدار أسانيدهم على السري بن إسماعيل قال في التقريب (ص 230): متروك الحديث. فالإسناد ضعيف جدًا.

وأما حديث طارق بن عبد الله المحاربي قال: قال صلى الله عليه وسلم يد المعطي العليا، وأبدأ بمن تعول: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، وأدناك، أدناك .. الحديث.

فأخرجه النسائي في المجتبى (5/ 6)، والمروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ح410)، والحاكم (2/ 611)، والبيهقي في الكبرى (2/ 6).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.

وأما حديث الرجل من بني يربوع قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يكلم الناس، فسمعته يقول: يد المعطي العليا: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثم أدناك .. الحديث.

فأخرجه هنّاد في الزهد (ح 962)، والبيهقي في الكبرى (8/ 27).

وإسناد هنّاد صحيح.

يتبين من خلال هذه الشواهد، أن متن الحديث صحيح ولكن سنده يبقى على ضعفه وذلك لأن خمسة من رجال إسناده مجاهيل أو لم يعرفوا.

ص: 354

2547 -

حَدَّثَنَا (1) هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ -هُوَ ابْنُ أَبِي مُوسَى- قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَانِي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فَقَالَ لِي: تَدْرِي لِمَ جِئْتُكَ؟ قُلْتُ: لَا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصل أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ، وَإِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَبِي عُمَرَ (2) وَبَيْنَ أَبِيكَ (3) إخاءٌ وَوُدٌّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ ذَلِكَ.

أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (4) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ (5) عَنْ هُدْبَةَ، به.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(3)

هو الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

(4)

هو في صحيح ابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 329).

(5)

الحسن بن سفيان: هو الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان، أبو العباس الشيباني، الخراساني، النسوي، صاحب المسند، روى عن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه

وعنه ابن خزيمة، وابن حبّان. ثقة، حافظ، ثبت. ثوفي سنة ثلاث وثلاثمائة.

انظر في ترجمته: الجرح والتعديل (3/ 16)، المنتظم (6/ 132)، طبقات علماء الحديث (2/ 424)، تذكرة الحفاظ (2/ 703)، ميزان الاعتدال (1/ 492)، السير (14/ 157)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 263) البداية والنهاية (11/ 124)، لسان الميزان (2/ 264).

ص: 355

2547 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبر يعلى، وابن حبّان وصححه، ولابن عمر في صحيح مسلم وغيره إن البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه.

وذكره الألباني في السلسة الصحيحة (3/ 517)، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري وقد تكُلّم في حزم وهدبة بغير حجة. =

ص: 355

= تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (10/ 37) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 329) من طريق هدبة بن خالد، به بلفظه.

والحديث أصله في الصحيح وغيره عن ابن عمر بلفظ مختلف قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه. لفظ مسلم.

أخرجه مسلم (ح 2552)، وأبو داود (13/ 52 العون)، والترمذي (6/ 29 التحفة)، وأحمد (2/ 88، 91) وعبد بن حميد في المنتخب (ح 294)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 41)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 112)، والبيهقي في الكبرى (4/ 180)، وفي الشعب (6/ 199)، والخطيب في الموضح (2/ 507)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 210).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 151 أ) ولفظه: احفظ ود أبيك لا تقطعه فيطفىء الله نورك.

وقال الطبراني: لم يروه عن ابن دينار إلَّا خالد.

وللحديث شواهد عن أبي أسيد، وأنس.

أما حديث أبي أسيد قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جالسًا فجاء رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هل بقي من بر والدَيّ في موتهما شيء أبرهما، به؟ فقال: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وانفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلَّا من قبلهما .. الحديث.

فأخرجه أبو داود (14/ 51 العون)، وابن ماجه (ح 3664)، وأحمد (3/ 498)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 324)، والبيهقي في الشعب (6/ 199)، والحاكم (4/ 154) كلهم من طريق أسيد بن علي بن عبيد الأنصاري، عن =

ص: 356

= أبيه، عن أبي أسيد، به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

قلت: إسناده ضعيف من أجل علي بن عبيد الأنصاري قال في التقريب (ص 403): مقبول، أي يصلح للمتابعات، ولم أجد له متابعة.

وأما حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من البر أن تصل صديق أبيك.

فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 151 أ).

وقال الطبراني: لا يروى عن أنس إلَّا بهذا الإسناد، لم يرو ابن سابط، عن أنس غيره.

قلت: في إسناده عنبسة بن عبد الرحمن قال في التقريب (ص 433): متروك رماه أبو حاتم بالوضع. فالإِسناد تالف.

ص: 357

2548 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ نَجِيحٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟ قَالَ (1): أُمِّي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَأَبْلِ اللَّهَ فِي بِرِّهَا، (فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ)(2) فَأَنْتَ حَاجٌّ، وَمُعْتَمِرٌ، وَمُجَاهِدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ، فاتق الله وبرها.

(1) قوله: (قالا سقط من (ص).

(2)

ما بين الهلالين تصحف في (سد) و (عم) إلى: "افعل ذلك"، وفي (حس) كتبت "افعل ذلك، فإن أنت فعلت ذلك".

ص: 358

2548 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن من أجل ميمون بن نجيح فهو صدوق.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبر يعلى، والطبراني في الأوسط، والصغير بإسناد جيد.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 138)، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الصغير، والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير ميمون بن نجيح ووثّقه ابن حبّان.

وحسن إسناده العراقي: كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 314).

ص: 358

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (5/ 150) بنفس الإسناد والمتن.

ومن طريقه أخرجه الشجرى في الأمالي (2/ 117).

وأخرجه الطبراني في الصغير (ح 218)، والبيهقي في الشعب (6/ 179) كلاهما من طريق إبراهيم بن الحجاج، به بنحوه.

وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في المجمع (8/ 138)، وابن النجار كما في الكنز (ح 45945)، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 173). =

ص: 358

= ويشهد له أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما عن عبد الله بن عمرو، وجاهمة السلمي، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.

أما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه أربع طرق:

الأولى: عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أجاهد؟ قال: لك أبوان؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.

أخرجه البخاري (10/ 403 الفتح)، ومسلم (ح 2549)، والنسائي في المجتبى (6/ 10)، وأبو داود (7/ 203 العون)، وأحمد (2/ 165، 188، 193، 197، 221)، والطيالسي (ح 2254)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 20)، وابن أبي شيبة (12/ 473)، والحميدي (2/ 268)، وعبد الرزاق (5/ 175)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 520)، والبغوي في شرح السنة (10/ 377)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 66، 7/ 234)، والبيهقي في الكبرى (9/ 25)، وفي الشعب (6/ 176).

الثانية: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! جئت أبايعك، وتركت أبويّ يبكيان، قال: ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما.

أخرجه النسائي في المجتبى (7/ 143)، وابن ماجه (ح 2782)، وأبو داود (7/ 203 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 13)، والحميدي (2/ 267)، وابن أبي شيبة (2/ 473)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 606)، وهنّاد في الزهد (ح989)، وعبد الرزاق (5/ 175)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 325)، والحاكم (4/ 152)، والطحاوي في المشكل (3/ 30)، والبغوي في شرح السنة (10/ 378)، والبيهقي في الكبرى (9/ 26)، وفي الشعب (6/ 178).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قال.

الثالثة: عن ناعم مولى أم سلمة، عن عبد الله بن عمرو بنحو الطريق الأولى. =

ص: 359

= أخرجه مسلم (ح 2549)، وهنّاد في الزهد (ح 991)، والبيهقي في الكبرى (9/ 26)، وفي الشعب (6/ 177)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 208) من طريق مسلم.

الرابعة: عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو بنحو الطريق الأولى، أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 68)، والبيهقي في الشعب (6/ 176) كلاهما من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عد الله بن باباه، به.

وحبيب بن أبي ثابت عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين كما في طبقات المدلسين (ع 59)، وقد عنعن في الحديث فالإسناد ضعيف.

وأما حديث جاهمة السلمي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم استشيره في الجهاد، قال: لك والدة؟ قلت: نعم، قال: اذهب فأكرمها، فإن الجنة عند رجليها.

فأخرجه النسائي في المجتبى (6/ 11)، وابن ماجه (ح 2781)، وأحمد (3/ 425)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 122) معلقًا، والطحاوي في المشكل (4/ 151)، وهنّاد بن السري في الزهد (ح 990) وأبهم اسم الصحابي، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 58).

وذكره الألباني في صحيح سنن النسائي (2/ 651) وقال: حسن صحيح.

وأما حديث طلحة بن معاوية السلمي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: أمك حية؟ قلت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم-الزم رجلها فثم الجنة.

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 474)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (8/ 372)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 98) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن معاوية السلمي، عن أبيه. الحديث.

قال الحافظ في الإصابة (1/ 229) معلقًا على هذا الحديث: "وهو غلط نشأ عن =

ص: 360

= تصحيف وقلب، والصواب عن محمد بن طلحة، عن معاوية بن جاهمة، عن أبيه، فصحف (عن) فصارت (ابن) وقدم على قوله عن أبيه فخرج منه أن لطلحة صحبة، وليس كذلك، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب. اهـ.

وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: إن رجلًا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني هاجرت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قد هجرت الشرك ولكنه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ قال: أبواي، قال: أذنا لك؟ قال: لا، قال: فارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد، وإلَاّ فبرهما.

فأخرجه أبو داود (7/ 204 العون)، وأحمد (3/ 75)، وابن الجارود في المنتقى (1035)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 325)، والحاكم في المستدرك (2/ 102)، والبيهقي في الكبرى (9/ 26) كلهم من طريق دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث عبد الله بن عمرو ففيهما فجاهد وتعقبه الذهبي فقال: دراج واه.

ودراج بن سمعان أبو السمح قال في التقريب (ص 201): صدوق، وفي حديثه عن أبي الهيثم ضعف. قلت: رواه هنا عن أبي الهيثم، فالإسناد ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن عمر فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2550).

وعليه يرتقي هذا الحديث إلى الصحيح لغيره بمجموع هذه الشواهد.

ص: 361

2549 -

حَدَّثَنَا (1) إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ (2) بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ بَرّ وَالِدَيْهِ طوبى له و (3) زاده الله في عمره.

* زبّان ضعيف.

(1) القائل هو أبو يعلى.

(2)

تصحفت في جميع النسخ إلى: "زيّان" بالياء، وما أثبته في مسند أبي يعلى، وكتب التراجم.

(3)

اسقط حرف العطف من (سد) و (عم).

ص: 362

2549 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته زبان بن فائد. وضعّفه الحافظ هنا.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والأصبهاني، والحاكم وصححه وليس كما زعم زبان بن فائد.

ضعيف. اهـ.

وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 137) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني وفيه زبان بن فائد، وثّقه أبو حاتم، وضعّفه غيره وبقية رجال أبي يعلى ثقات. اهـ. قلت: لم يوثقه أبو حاتم وإنما قال: شيخ صالح.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 317) وضعّفه.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 95 الفيض) وصححه. وتعقبه الألباني فضغفه في ضعيف الجامع (ح 5502).

ص: 362

تخريجه:

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 22)، والحاكم في المستدرك (4/ 154)، والبيهقي في الشعب (6/ 185)، كلهم من طريق ابن وهب، به بلفظه.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. =

ص: 362

= وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 198)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 163)، والشجري في الآمالي (2/ 118)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 208) كلهم من طريق رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، به بلفطه.

ومدار أسانيدهم على زبان بن فائد وقد علمت حاله.

ولكن يشهد للحديث أحاديث كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2530) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.

ص: 363

2550 -

حَدَّثَنَا (1) أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ [نَاعِمٍ] (2) مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما حَاجًّا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ أَتَى شَجَرَةً يَعْرِفُهَا، فَجَلَسَ تَحْتَهَا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَّجَرَةِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ شَابٌّ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي جِئْتُ لِأُجَاهِدَ مَعَكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عز وجل وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَبَوَاكَ حَيَّانِ كِلَاهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم فَاخْرُجْ فَبِرَّهُمَا، قَالَ: فَانْفَتَلَ رَاجِعًا مِنْ حَيْثُ جَاءَ.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تصحفت في جميع النسخ إلى: "نعيم" وما أثبته هو الصحيح من مجمع الزوائد، وكتب التراجم.

ص: 364

2550 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته عنعنة محمد بن إسحاق وقد عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل الأئمة حديثهم إلَاّ إذا صرحوا بالسماع.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 138) وقال: رواه أبر يعلى، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح إن كان مولى أم سلمة ناعماً، وهو الصحيح وان كان نعيماً فلا أعرفه.

ص: 364

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (10/ 88) بنفس الإسناد والمتن.

وتقدم أن علته محمد بن إسحاق فلم يصرح بالتحديث، وخالفه عمرو بن =

ص: 364

= الحارث فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ مولى أم سلمة، عن عبد الله بن عمرو.

أخرجه مسلم (ح 2549)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 208) من طريق سعيد بن منصور.

وأخرجه البيهقي في الكبرى (9/ 26) من طريق أصبغ.

وأخرجه في الشعب (6/ 177) من طريق أحمد بن صالح ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، به.

وعمرو بن الحارث قال عنه في التقريب (ص 419): ثقة، فقيه، حافظ.

فتكون روايته محفوظة، ورواية ابن إسحاق شاذة.

ثم إن ابن إسحاق وافق عمرو بن الحارث مرة فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ، عن عبد الله بن عمرو، به.

أخرجه هنّاد بن السري في الزهد (ح 991) من طريق ابن إسحاق، به.

فدل هذا على وهم ابن إسحاق في حديث الباب، حيث جعله من مسند عبد الله بن عمر والصحيح أنه من مسند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.

ص: 365

2551 -

وقال أبر بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فَقَالَ: حَلِيفُ القوم منهم، وابنُ اخت القوم منهم.

ص: 366

2551 -

الحكم عليه:

هذا إسناد تالف فيه علتان:

الأولى: كثير بن عبد الله فهو متهم بالكذب.

الثانية: عبد الله والد كثير مجهول العين والحال.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 132 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف.

ص: 366

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده: كما في نصب الراية (4/ 148)، وأخرجه الحربي في غريب الحديث: كما في نصب الراية (4/ 149) من طريق ابن أبي شيبة، وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 160)، والطبراني في الكبير (17/ 12)، وإسحاق بن راهوية في مسنده كما في نصب الراية (4/ 148) كلهم من طريق كثير بن عبد الله، به.

وللحديث شواهد كثيرة عن أنس بن مالك، وابن عباس، وجبير بن مطعم، وأبي موسى الأشعري، وأبي سعيد، وأبي هريرة، ورفاعة بن رافع، وعتبة بن غزوان رضي الله عنهم.

أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه فله عنه أربع طرق:

الطريق الأولى: عن قتادة، عن أنس قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال: هل فيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا، إلَّا ابن أخت لنا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابن أخت القوم

منهم. لفظ البخاري.

أخرجه البخاري (6/ 552 الفتح)، ومسلم (ح 1059)، وأحمد (3/ 275، =

ص: 366

= 277)، والترمذي (10/ 402 التحفة). وأبو يعلى (5/ 356، 6/ 12)، والبغوي في الجعديات (ح 936)، والبغوي في شرح السنة (8/ 356)، والبيهقي في الكبرى (2/ 151).

وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.

الطريق الثانية: عن شعبة قال: قلت لمعاوية بن قرة، أكان أنس يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنعمان بن مقرن: ابن أخت القوم منهم؟ قال: نعم.

أخرجه النسائي في المجتبى (5/ 106)، وأحمد (3/ 172، 222، 231)، وابن أبي شيبة (9/ 61)، والدارمي (2/ 160)، وأبو يعلى (7/ 172)، والبغوي في الجعديات (خ 1115).

وإسناده صحيح.

الطريق الثالثة: عن حميد، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.

أخرجه أحمد (3/ 201)

وإسناده صحيح.

الطريق الرابعة: عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.

أخرجه أحمد (3/ 246).

وإسناده صحيح.

وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:

الأولى: عن أبي الجوزاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخذ بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال: يا بني عبد المطلب! هل فيكم أحد من غيركم؟ قالوا: ابن أخت لنا. قال: ابن أخت القوم منهم. الحديث.

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 202)، والطبراني في الكبير (12/ 170) كلاهما من طريق صالح بن عبد الله، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، به. =

ص: 367

= وصالح بن عبد الله أبو يحيى، قال في الميزان (2/ 296): قال البخاري: فيه نظر. فالإسناد ضعيف.

الثانية: عن سماك أبي زميل، عن ابن عباس بنحو الطريق الأولى.

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 197) من طريق محمد بن جابر، عن سماك، به.

ومحمد بن جابر السحيمي قال في الميزان (3/ 496) ضعّفه ابن معين، والنسائي، فالحديث ضعيف.

وأما حديث عائشة، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ابن أخت القوم منهم.

فأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 331)، والبزار: كما في الكشف (1/ 119) كلاهما من طريق عتاب بن حرب، عن جده، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، به.

وعتاب بن حرب، أبر بشر، قال عنه في المغني (2/ 422): قال أبو حفص الفلاس ضعيف جدًا.

وأما حديث جبير بن مطعم بنحو حديث عائشة.

فأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 136)، والضياء في المختارة كما في الجامع الصغير (1/ 87 الفيض) وإسناد الطبراني حسن من أجل حاتم بن إسماعيل قال في التقريب (ص 144): صحيح الكتاب صدوق يهم، وبقية رجاله ثقات.

وأما حديث أبي موسى الأشعري بنحو حديث ابن عباس.

فأخرجه أبر داود (14/ 27 العون)، وأحمد (4/ 398)، وابن أبي شيبة (9/ 61).

ومدار أسانيدهم على أبي كنانة قال في التقريب (ص 669): مجهول ويُقال: هو معاوية بن قرة ولم يثبت.

وأما حديث أبي سعيد الخدري بنحو حديث ابن عباس.

فأخرجه الطبراني في الصغير (ح 216). =

ص: 368

= وفي إسناده معاذ بن عوذ الله القرشي، لم أجد له ترجمة.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حليف القوم منهم، وابن اختهم عنهم.

فأخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 119) من طريق محمد بن عمر بن واقد، عك كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وفي إسناده الواقدي، تقدم في الحديث رقم (70) أنه متروك.

وأما حديث رفاعة بن رافع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مولى القوم منهم، وابن أختهم منهم، وحليفهم منهم.

فأخرجه أحمد (4/ 340)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 75)، وابن أبلي شيبة (9/ 61)، والطبراني في الكبير (5/ 45)، والحاكم (2/ 328)، والبيهقي في الكبرى (2/ 151).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: مدار أسانيدهم على إسماعيل بن عبيد قال في التقريب (ص 109) مقبول ولمم أجد له متابعًا فالحديث ضعيف.

وأما حديث عتبة بن غزوان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومًا لقريش: هل فيكم من ليس منكم، قالوا: ابن أختنا عتبة بن غزوان قال: ابن أخت القوم منهم، وحليف القوم منهم.

فأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 118)، والحاكم (3/ 262)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 232)، ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 114 أ) كلهم من طريق عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان، عن أبيه، عن جده عتبة، به.

وقال الحاكم: ذكر عتبة بن غزوان في الحديث غريب جدًا. وقال الذهبي: إسناده مظلم. =

ص: 369

= قلت: عتبة بن إبراهيم ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 369) وسكت عليه، ولم يوثّقه أحد.

ولم يرو عنه غير عمر بن يحيى فهو مجهول. وأبو إبراهيم لم أجد له ترجمة.

ومن خلال هذه الشواهد يتبين أن قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم "ابن أخت القوم منهم" ثابت في الصحيحين وغيرهما.

أما قوله صلى الله عليه وسلم: "حليف القوم منهم" فأفضل طرقه حديث رفاعة بن رافع فهو ضعيف ولا شاهد له مثله أو أحسن منه.

وسند حديث الباب باقٍ على حاله فإسناده تالف كما تقدم.

ص: 370