الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - بَابُ الشِّعْرِ
2597 -
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يتمَثل من الأشعار "وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ".
* أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (2) مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ زَائِدَةُ، وَرِوَايَةُ غَيْرِهِ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن عائشة رضي الله عنها.
(1) قوله (كان)"سقط" من (حس).
(2)
هو في كشف الأستار (3/ 5).
2597 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف، فهو من رواية سماك، عن عكرمة وهي ضعيفة.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 150 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه:
هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 506) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 5)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ص 27)، والطبراني في الكبير (11/ 288)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 11)، كلهم من طريق أبي أسامة به بنحوه.
وعند الطبراني زيادة في أوله وآخره. =
= وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 13) من طريق سماك به بنحوه.
ومدار هذه الطرق على سماك، عن عكرمة وروايته عنه ضعيفة.
وللحديث شاهد عن عائشة رضي الله عنها وله عنها أربع طرق:
الأولى: عن مقدام بن شريح، عن أبيه قال: قلت لعائشة: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتمثل شيئًا من الشعر؟ قالت: كان يتمثل من شعر عبد الله بن رواحة، قالت وربما قال: ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
أخرجه الترمذي في السنن (8/ 140 التحفة)، وفي الشمائل (ح 231)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 997)، وأحمد (6/ 138، 156، 222)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 867)، والبغوي في الجعديات (ح 2285)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (ح 104)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 867)، والبغوي في شرح السنة (12/ 373).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: رجاله ثقات إلَّا شريكًا قال في التقريب (ص 266): صدوق، يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء.
الثانية: عن الشعبي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا استراث الخبر تمثل بقافية طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
أخرجه أحمد (6/ 31، 146)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 995).
ورجاله ثقات إلَّا أن الشعبي لم يسمع من عائشة كما في جامع التحصيل (ص 24).
الثالثة: عن عكرمة، قال: سُئلت عائشة رضي الله عنها هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل شعرًا قط؟ قالت: كان أحيانًا إذا دخل بيته يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. =
= أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 383)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 155)، والضياء في المختارة (25/ 51/ ب) كما في الصحيحة (5/ 90)، والبيهقي في الكبرى (10/ 239)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 12).
ومدار أسانيدهم على الوليد أبي ثور قال في التقريب (582): ضعيف.
الرابعة: عن قتادة، قال: قيل لعائشة رضي الله عنها هل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل آخره أوله، وأوله آخره فقال له أبو بكر: إنه ليس هكذا، فقال نبي الله: إني والله ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي.
أخرجه الطبري في التفسير (23/ 27)، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم: كلهم كما في الدر المنثور (7/ 71).
وإسناده منقطع قتادة لم يذكر الواسطة بينه وبين عائشة، وهو لم يسمع منها كما في جامع التحصيل (ص 256).
وعليه يرتقي حديث ابن عباس بمجموع طرق حديث عائشة رضي الله عنها إلى الحسن لغيره.
2598 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (1)، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَدَّقَ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ فِي بَيْتٍ مِنْ شعره، قال:
رَجُلٌ (2) وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ
…
(3) والنَّسْر لِلْأُخْرَى، وَلَيْثٌ مُرْصَدُ (4)
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ قَالَ:
وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ
…
(5) حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ (6)
[تَأْبَى](7) فَمَا تَطْلُعْ (لَنَا فِي رِسْلِهَا إلَّا مُعَذَّبَةً)(8) وإلَاّ تُجْلَدُ
(فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صدق)(9).
(1) كتبت في (عم): "ابن إسحاق".
(2)
تصحفت في (حس) إلى "زحل".
(3)
غير واضحة في (سد).
(4)
معنى هذا البيت فسره البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (2/ 95) فقال: وإنما أريد به ما جاء في حديث آخر عن ابن عباس أن الكرسي يحمله أربع من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة أسد، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، فكأنه- إن صحَّ- بين أن الملك الذي في صورة رجل، والملك الذي في صورة ثور يحملان من الكرسي موضع الرجل اليمنى، والملك الذي في صورة نسر والذي في صورة الأسد وهو الليث يحملان من الكرسي موضع الرجل الأخرى أن لو كان الذي عليه ذا رجلين.
وقال الجاحظ في الحيوان (6/ 222): قالوا: وجاء في الخبر أن الملائكة منهم من هو في صورة الرجال ومنهم من هو في صورة الثيران، ومنهم من هو في صورة النسر، يدل على ذلك تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لامية بن أبي الصلت حين أنشد
…
وذكر الأبيات. اهـ.
والأبيات في ديوان أمية (ص 365 - 366).
(5)
تحرفت في (حس) إلى "آخر كل ليلة".
(6)
في هذا البيت والذي بعده حديث عن أمرٍ ورد في بعض الآثار، وهو أن الشمس لا تطلع من نفسها حتى تعذبها الملائكة وترغمها على الظهور صباح كل يوم ويأتي بعضها في التخريج.
(7)
تصحفت في الأصل و (عم) إلى "تأتي" والمثبت من باقي النسخ، وديوان أمية بن أبي الصلت.
(8)
ما بين القوسين مكانه بياض في (سد) ومكان "رسلها إلَّا" بياض في (عم)، وتصحفت
"رسلها" في (حس) إلي "رسكها".
(9)
ما بين الهلالين سقط بالكامل من (عم).
2598 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 150 أمختصر) وسكت عليه.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 127) وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، ورجاله ثقات إلَّا أن ابن إسحاق مُدلس.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (4/ 365) بنفس الإِسناد والمتن.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2/ ق 116)، من طريق أبي يعلى به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 505)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 255)، وابن عبد البر في التمهيد (4/ 8) به بلفظه.
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 256)، من طريق عبدة بن سليمان به بلفظه.
وتصحف عنده اسم أبي يعقوب بن عتبة إلى عتيبة. وبإخراج أحمد للحديث لا يكون الحديث من الزوائد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 256)، والطحاوي في شرح المعاني (2/ 207)، والدارمي (2/ 207)، والطبراني في الكبير (11/ 233)، وابن عساكر في تاريخه (ج 3/ ق 116)، كلهم من طريق عبدة بن سليمان به بلفظه.
ومدار هذه الأسانيد على محمد بن إسحاق ولم يصرح فيها بالتحديث، إلَّا أنه صرح بالتحديث في رواية البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 95)، من طريق أحمد بن =
= عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني يعقوب بن عتبة به بلفظه.
وأحمد بن عبد الجبار قال في التقريب (ص 81): ضعيف.
فعليه يكون الحديث باقٍ على ضعفه.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه (ج 3/ ق 117) من طريق عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قال ابن عباس: إن الشمس تطلع كل سنة في ثلثمائة وستين كوة تطلع كل يوم في كوة لا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام القابل، ولا تطلع إلَّا وهي كارهة فتقول: رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك يعلمون بمعاصيك، فقال: أو لم تسمعوا إلى ما قاله أمية بن أبي الصلت: [إلَّا معذبة]، وإلَاّ تجلد، قلت: يا مولاي أو تجلد الشمس؟ فقال عضضت على هن أبيك إنما اضطر الراوي إلى الجلد.
وعمارة بن أبي حفصة قال في التقريب (ص 408) ثقة. وبقية رجاله ثقات، فيرتقي الشطر الثاني بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره.
ويشهد لشطره الأول أحاديث عن وهب، ومكحول، وعروة رحمهم الله.
أما حديث وهب قال: حملة العرش الذين يحملون، لكل ملك منهم أربعة وجوه، وأربعة أجنحة، جناحان على وجهه من أن ينظر إلى العرش فيصعق، وجناحان يطير بهما
…
لكل واحد منهم وجه ثور، ووجه أسد، ووجه إنسان، ووجه نسر
…
الحديث.
فأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 600)، وعبد الرزاق في تفسيره كما في هامش العظمة، وإسناد أبي الشيخ رجاله ثقات إلَّا أنه من الإسرائيليات إذ رواه وهب من قوله وهو مشهور برواية الأخبار الإسرائيلية.
وأخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر كما في الحبائك في أخبار الملائك (ح 195). =
= وأما حديث مكحول قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن في حملة العرش أربعة أملاك ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم، وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور، قال: فما زال غضبان منذ يوم العجل إلى ساعتي هذه، وملك على صورة سيد الطير وهو النسر.
فأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 756)، من طريق ركن الشامي، عن مكحول به.
وركن الشامي قال في الميزان (2/ 54): قال النسائي، والدارقطني: متروك.
وأما حديث عروة قال: حملة العرش أحدكم على صورة إنسان، والثاني على صورة ثور، والثالث على صورة نسر، والرابع على صورة أسد.
فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (4/ 9) معلقًا، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 143) معلقًا.
وهذه الشواهد لا تصلح لترقية شطر الحديث الأول.
2599 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (عَبْدِ اللَّهِ)(1) بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها رحم الله لبيدًا، قال:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعاش فِي أَكْنَافِهِمْ
…
وَبَقِيتُ فِي خَلْف كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ
فَكَانَ (2) أَبِي يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَكَيْفَ لَوْ رأت زماننا هذا.
(1) ما بين الهلالين مكانه بياض في (سد).
(2)
في (سد): "وكان".
2599 -
الحكم عليه:
هذا إسناد صحيح.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ 150 أمختصر) وقال: رواه الحارث ورواته ثقات.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ح 877) بنفس الإِشاد والمتن.
وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 169/ ب) من طريق الحارث به.
وأخرجه ابن منده، وسعدان بن نصر في الثاني من فوائده كما في الإصابة (6/ 5)، والبيهقي في الزهد الكبير (ح 215)، وابن ناصر الدمشقي في نفحات الأخيار من مسلسلات الأضبار، والإبراهيمي في مسلسلاته، والحافظ أبو مسعود الأصبهاني في مسلسلاته، والثلاثة الأخيرة كما في إتحاف السادة (6/ 478)، كلهم من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: رحم الله لبيدًا إذ يقول:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعاش فِي أَكْنَافِهِمْ
…
وَبَقِيتُ فِي خلف كجلد الأجرب.
فقالت عائشة: كيف لو أدرك زماننا هذا؟ =
= قال عروة: رحم الله عائشة، كيف لو أدركت زماننا هذا؟
وهكذا تسلسل عند أصحاب المسلسلات.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 183)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20448)، ومن طريقه الخطابي في العزلة (ح 270)، وخيثمة بن سليمان في حديثه (ص 209)، والبيهقي في الزهد الكبير (ح 216)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 74 مختصر)، وابن جرير في تهذيب الآثار كما في الكنز (ح 39648)، والدينوري في مسلسلاته، والحافظ أبو مسعود الأصبهاني في مسلسلاته، والأخيران كما في إتحاف السادة (6/ 478)، كلهم من طريق الزهري، عن عروة به بنحوه.
ويشهد لمعناه ما رواه الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال: اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلَّا والذي بعده أشر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم.
أخرجه البخاري (13/ 20 الفتح)، وأحمد (3/ 132، 177)، والطبراني في الصغير (ح 528)، والإِسماعيلي، وابن مسنده كما في الفتح (13/ 20).
2600 -
حَدَّثَنَا (1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا هُذَيْلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ دُخَانٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ جَزْلٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُعطى بِهِ السَّائِلُ، ويُكْظم بِهِ (2) الْغَيْظُ، وبه يبلغ القوم في ناديهم.
(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة رحمه الله.
(2)
غير واضحة في (سد).
2600 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا فيه أربع علل:
1 -
العباس بن الفضل فهو متروك.
2 -
هذيل بن مسعود لم أجد له ترجمة.
3 -
محمد بن سعيد بن دخان لم أجد له ترجمة.
4 -
الرجل من هذيل لم أعرفه.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 150 أمختصر) وقال: رواه الحارث بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ح 875).
وأخرجه أبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعر (ق 30/ ب) عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به.
إلَّا أنه قال عن عمر بن سعيد بن دُخان بدلًا من محمد بن سعيد، عن رجل من أهل اليمن، عن رجل من هذيل، عن أبيه.
وذكره أبو نعيم معلقًا في معرفة الصحابة (3/ 218) فقال حديثه أي التوأم أبو دخان عند أبي أمية الطرسوسي، حدّثنا العباس بن الفضل الأزرق، حدّثنا =
= هذيل بن مسعود الباهلي، عن شعبة بن الدخان بني التوأم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ سجع من كلام العرب.
وقال ابن مسنده: إسناده مجهول، وهو وهم.
وأخرجه ابن عساكر، وابن النجار كما في الكنز (ح 7999) من طريق شعبة بن وجاد الذهلي عن أبيه، عن رجل من هذيل.
هكذا وقع الاختلاف في أسماء رواته، وفي إسناده ولم يتبين لي الصواب.
2601 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ إلَّا قَصِيدَةَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ فِي أَهْلِ بَدْرٍ (1)، وَقَصِيدَةِ الْأَعْشَى فِي ذِكْرِ عَامِرٍ وَعَلْقَمَةَ (2).
(1) هي قصيدة قالها أميهّ في رثاء زمعة بن الأسود وقتلى بني أسد يوم بدر قال فيها:
عُين بُكي بالمسبلات أبا الحا
…
رث لا تذخري على زمعة
ديوان أمية بن أبي الصلت (ص 417 - 418).
(2)
عامر وعلقمة كلاهما من كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهما يلتقيان عند الجد الثالث لعلقمة، والثاني لعامر، وكانت السيادة في بنى كلاب خاصة، وفي عامر بن صعصعة عامة، للأحوص جد علقمة. وكان الأحوص على رأس عامر يوم رحرحان، وأخوه مالك بن جعفر يشهدها ومعه ابناه عامر والطفيل، فلما مات الأحوص انتقلت السيادة إلى ابن أخيه عامر بن مالك، وهو أبو براء، الملقب: بملاعب الأسنة، فلما أسن أبو البراء تنازع عامر وعلقمة الرياسة، عامر يرى أنها يجب أن تنتقل إليه لأنها في عمه، ثم هو يرى نفسه أحسن بلاء في الحرب من علقمة وأجود منه، وعلقمة يرى أنها كانت في جده الأصلي، وإنما انتقلت إلى أبي براء بسببه لأنه ابن أخيه وسرى الشر بينهما حتى صارا إلى المنافرة، والأعشى انحاز إلى عامر وقال قصيدة ينفر فيها عامرًا على علقمة ومطلعها:
شاقتك من قتله أطلالها
…
بالشط فالوتر إلى حاجز
فرُكن مِهْراس إلى ماردٍ
…
فقاع منفوحة ذي الحائر
انظر ديوان الأعشى الكبير (ص 138 - 147).
2601 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا علته أبو بكر الهذلي فهو متروك.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق150/ ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار بسند واحد مداره على أبي بكر الهذلي وهو ضعيف.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 122) وقال: رواه كله البزّار، وأبو يعلى باختصار وفي إسنادهما من لا تقوم به حُجة. =
= تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (10/ 447) بنفس الإِسناد والمتن.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 323) عن أبي يعلى به بلفظه.
وأخرجه أبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31/ أ) من طريق أبي يعلى به.
وأخرجه ابن عدي في نفس الموضع السابق من طريق إبراهيم بن سعيد به بلفظه.
وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 454)، عن إبراهيم بن سعيد به ولفظه: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في شعر الجاهلية إلَّا قصيدتين للأعشى: إحداهما في أهل بدر، والأخرى في عامر وعلقمة.
قلت: وهنا اختلاف بين متني الحديثين فجعل الأول قصيدة أهل بدر لأمية وهو الصحيح بينما جعل الثاني القصيدتين للأعشى.
ومدا هذه الطرق على أبي بكر الهذلي وهو متروك، فالحمل عليه في اختلاف المتن، فبقية الرواة ثقات.
لكنه لم ينفرد في رواية الحديث إذ تابعه سليمان بن أرقم، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رخص لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في كل شعر جاهلي إلَّا قصيدتين للأعشى زعم أنه أشرك فيهما.
أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 454).
وسليمان بن أرقم قال في التقريب (ص250): ضعيف.
2602 -
وَحَدَّثَنَا (1) الْجَرَّاحُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا (2) أَوْ دمًا خيرٌ له (3) من أن يمتلىء شعرًا هجيت به.
(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.
(2)
كتبت في (سد)"و".
(3)
سقط في (عم).
2602 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا علته النضر بن محرز فهو ضعيف جدًا.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (4/ 47) بنفس الإِسناد والمتن.
وعلته أحمد بن محرز كما تقدم، وقال الحافظ في اللسان (6/ 197): وقال العقيلي: أحمد لم أقف على ترجمة له، فلعله من تغيير بعض الرواه، أو (النضر) لقبه. اهـ.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 288)، وابن عدي في الكامل (7/ 29)، ومن طريق العقيلي ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 260)، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 569) كلهم من طريق النضر بن محرز، عن محمد بن المنكدر به بلفظه.
وقال العقيلي: النضر بن محرز لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلَّا به، وإنما يعرف هذا الحديث بالكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والنضر لا يتابع عليه على هذا، ولا يعرف إلَّا به. =
= قلت: والنضر تقدم أنه ضعيف جدًا. وحديث ابن عباس الذي ذكره العقيلي متنه بنحو حديث جابر.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 289)، وابن عدي في الكامل (6/ 119) كلاهما من طريق حبّان بن علي، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس به.
وحبان بن علي قال في التقريب (ص 149): ضعيف.
والكلبي هو محمد بن السائب قال في التقريب (ص 479): متهم بالكذب. فهذا إسناد تالف لا يصلح كشاهد. وقد خولف حبّان في إسناده فرواه إسماعيل بن عياش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قال: قيل لعائشة: إن أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: لَأَنْ يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا، فقالت عائشة: يرحم الله أبا هريرة، حفظ أول الحديث ولم يحفظ آخره، إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا من مهاجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (2/ 371)، وابن عدي في الكامل (6/ 120).
وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها فالكلبي كوفي. ثم إن محمد بن السائب تقدم قول الحافظ في التقريب (ص 479): متهم بالكذب.
وعلى ذلك فإن هذا الحديث بهذه الأسانيد وبهذا المتن لا يثبت بل هو باطل بهذه الزيادة "هجيت به" كما قال الحافظ في الفتح (10/ 454)، والألباني في الضعيفة (3/ 238).
علمًا أن الحديث دون الزيادة ثابت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وعوف بن مالك، وعمر بن الخطاب، ومالك بن عمير، وأبي الدرداء رضي الله عنهم، وطاووس مرسلًا. =
= أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن أبي صالح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا.
أخرجه البخاري (10/ 548 الفتح)، ومسلم (ح 2257)، والترمذي (8/ 144 التحفة)، وأبو داود (13/ 351 العون)، وأحمد (2/ 288، 391، 478)، وابن ماجه (ح 3759)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والحربي في غريب الحديث (2/ 754)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 860)، وابن أبي شيبة (8/ 532)، والبغوي في الجعديات (ح 2996)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 3)، وابن عدي في الكامل (5/ 255)، والبيهقي في الكبرى (10/ 244)، وفي الشعب (4/ 276).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الثانية: عن ذكوان، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى.
أخرجه البغوي في الجعديات (ح 737)، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 514)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 6)، والبغوي في شرح السنة (12/ 380).
وإسناد البغوي في الجعديات صحيح.
الثالثة: عن الحسن، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى.
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 71).
وفي إسناده الحارث بن نبهان قال في التقريب (ص 148): متروك.
أما حديث عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لأن يكون جوف المؤمن مملوءآ قيحا خيرٌ له من أن يكون مملوءًا شعرًا.
فأخرجه البخاري (10/ 548 الفتح)، وأحمد (2/ 39، 96)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر 2/ 3)، وابن أبي شيبة (8/ 532)، والدارمي (2/ 297) والطبراني في الكبير (12/ 318)، =
= والبخاري في الأدب المفرد (ح 870)، وأبو يعلى (9/ 389)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 88)، والبيهقي في الكبرى (10/ 244).
أما حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: عن محمد بن سعد، عن أبيه مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة.
أخرجه مسلم (ح 2258)، والترمذي (8/ 43 التحفة)، وابن ماجه (ح 3765)، وأبو يعلى (2/ 138)، وأحمد (1/ 174، 177، 181)، والطيالسي (ص 28)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (2/ 2)، ورواه ابن أبي شيبة (8/ 534) مرسلًا.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الثانية: عن عمر بن سعد، عن سعد مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة.
أخرجه أحمد (1/ 175).
وفي إسناده قتادة، وقد عنعن، وهو ممن لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، فالإسناد ضعيف.
أما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فعرض له شاعر ينشد فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا.
فأخرجه مسلم (ح 2259)، وأحمد (3/ 8، 41)، وابن أبي شيبة (8/ 532)، والحربي في غريب الحديث (2/ 506)، والطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (2/ 4)، والبيهقي في الكبرى (10/ 244).
وأما حديث عمر بن الخطاب يرفعه بنحو حديث أبي هريرة.
فأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والبزار كما في الكشف (2/ 452)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند عمر (2/ 1).
وإسناد ابن جرير صحيح.
وأما حديث عوف بن مالك يرفعه بنحو حديث أبي هريرة. =
= فأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والطبراني في الكبير (18/ 78).
وفي إسناده ابن لهيعة، ضعيف.
وأما حديث مالك بن عمير قال: يا رسول الله! أفتني في الشعر؟ فقال: لأن يمتلئ ما بين لبتك إلى عاتقك قيحًا خيرٌ لك من أن يمتلئ شعرًا. قلت: يا رسول الله! امسح على رأسي، فوضع يده على رأسي، فما قلت بعد ذلك بيت شعر.
فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 295)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ف 165 ب).
وفي إسناده واصل بن يزيد السلمي، لم أعرفه.
وأما حديث أبي الدرداء بنحو حديث أبي هريرة.
فأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 415).
وفي إسناده الأحوص بن حكيم قال في التقريب (ص 96) ضعيف الحفظ.
وأما مرسل طاووس مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة.
فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20503).
وإسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل.
قلت: من خلال هذه الشواهد يتبيّن أن الحديث في الصحيحين وغيرهما عن عدد من الصحابة دون هذه الزيادة.
قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 595): في سياق هذا الحديث -حديث الباب- ما يدل على بطلان تلك الزيادة من حيث المعنى، فإنه لم يذم الشعر مطلقًا، وإنما الإكثار فيه، وإذا كان كذلك فقوله "هجيت به" يعطي أن القليل من الشعر الذي فيه هجاؤه صلى الله عليه وسلم جائزًا، وهذا باطل وما لزم منه باطل فهو باطل. اهـ.
قلت: قول "هجيت به" هي زيادة مدرجة من بعض الرواة ألحقت في متن الحديث، حيث روى الشعبي حديث "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا، خيرٌ له من أن =
= يمتلئ شعرًا" ثم فسره رحمه الله، بقوله: يعني من الشعر الذي هُجي به النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 296)، من طريقه البيهقي في الكبرى (10/ 244). وهذا اجتهاد من الشعبي في تفسير معناه، لذلك قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (1/ 36): والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول، لأن الذي هجي به النبي صلى الله عليه وسلم لو كان شطرين لكان كفرًا، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه أنه قد رخص في القليل منه، ولكن وجهه عنده أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه، فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه، فليس جوف هذا عندنا ممتلئًا من الشعر. اهـ. =
2603 -
حَدَّثَنَا (1) عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن ثابت، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قالت: سُئل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشِّعْرِ فَقَالَ: هُوَ كَلَامٌ فَحَسَنُهُ حَسَنٌ، وقبيحه قبيح.
(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.
2603 -
الحكم عليه:
هذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت. وهو صدوق له أوهام.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 150 ب مختصر) وسكت عليه.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 122) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وثّقه دحيم وجماعة، وضعّفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 175) وحسنه، أما الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 3733)، وفي السلسلة الصحيحة (1/ 730) وصححه.
قلت: لعله بالنظر إلى شواهده.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (8/ 200) بنفس الإِسناد والمتن.
وأخرجه أبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31 أ)، والبيهقي في الكبرى (10/ 239) كلاهما من طريق أبي يعلى به.
وقال البيهقي: وصله جماعة والصحيح عنه -أي عروة- عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وتابع عبد الرحمن بن ثابت ثلاثة وهم:
الأول: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن هشام بن عروة به بلفظه.
أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 156).
وعبد الرحمن قال في التقريب (ص 344): متروك فهي متابعة لا يُفرح بها. =
= الثاني: عبد العظيم بن حبيب بن رغبان، عن هشام بن عروة به بلفظه.
أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 155).
وعبد العظيم قال الذهبي في المشتبه (ص 320): متروك فهي متابعة لا يُفرح بها كذلك.
الثالث: يونس بن عبيد، عن ابن شهاب، عن عروة به بلفظه.
أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 137).
وفي إسناده ابن لهيعة ضعيف.
وروي الحديث موقوفًا.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 866) من طريق جابر بن إسماعيل وغيره، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تقول: الشّعر منه حسن ومنه قبيح، خذ بالحسن ودع القبيح. ولقد رُويت من شعر كعب بن مالك أشعار، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا ودون ذلك.
وجابر بن إسماعيل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 501) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، ولا يروي عنه غير عبد الله بن وهب. فهو مجهول.
ورواه عروة مرسلًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح.
أخرجه البيهقي في السنن الصغير (4/ 182) معلقًا.
وقال البيهقي: وهذا مرسل وروي موصولًا بذكر عائشة. ووصله ضعيف.
قلت: تقدم أن إسناد الموصول حسن.
وللحديث شاهدان عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة رضي الله عنهما:
أما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فله عنه طريقان:
الأولى: عن عبد الرحمن بن نافع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشعر بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 865)، والطبراني في الأوسط كما في =
= مجمع البحرين (ق 141 أ)، والدارقطني في السنن (4/ 156)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 138)، وأبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31 أ). ومدار أسانيدهم على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف.
وأخرجه الديلمي في الفردوس (ح 1368).
الثانية: عن حبّان بن أبي جبلة، عن عبد الله بن عمرو بنحو الطريق الأولى.
أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 138).
وكذلك فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: حسن الشعر كحسن الكلام وقبيح الشعر كقبيح الكلام.
أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 156) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وإسماعيل بن عياش مُدلس لا يقبل من حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. ولم يصرح هنا.
2604 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ (1) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لواء الشّعر (2) إلى النار.
(1) سقط من (سد).
(2)
في (سد) و (عم): "الشعراء".
2604 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:
الأولى: أبو الجهم الواسطي فهو ضعيف جدًا.
الثانية: عنعنة الزهري، وقد عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 119) وقال: رواه أحمد، والبزار، وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2/ ق 98) من طريق أبي يعلى، به.
وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 150)، وابن عدي في الكامل (4/ 85، 7/ 137) من طريق يحيى بن معين، به بنحوه.
وأخرجه أحمد (2/ 228)، والبزار: كما في الكشف (2/ 452)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 122)، وابن عدي في الكامل (7/ 300)، والخطيب في كتاب شرف أصحاب الحديث (ح 224)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 138)، وأبو عروبة في الأوائل: كما في فيض القدير (2/ 187) كلهم من طريق هشيم، به بنحوه.
وقال البزّار: لا نعلمه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد. =
= قلت بل جاء عنه صلى الله عليه وسلم بغير هذا الإسنادكما سيأتي.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد: أبو الجهم: مجهول.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال ابن حبّان: روى عن الزهري ما ليس من حديثه. اهـ.
قلت: وبإخراج الإِمام للحديث لا يكون من الزوائد على أنه تحرف عنده أبو الجهم إلى أبي الجهيم.
ومدار هذه الأسانيد على أبي الجهم الواسطي وقد علمت حاله، لكنه لم ينفرد بروايته عن الزهري إذ تابعه: يحيى بن أبي رواد، عن أبيه، عن الزهري.
أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 157) عن شيخه أحمد بن محمد بن مصعب، عن أبيه وعمه قالا: حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى أبي رواد، به.
وقال ابن حبّان عن شيخه: كان ممن يضع المتون للآثار ويقلب الأسانيد للأخبار .. فاستحق الترك.
فالإسناد تالف، وهي متابعة لا يُفرح بها.
وله متابعة أخرى عن ابن عون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به بلفظه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 201)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 3/ ق 99)، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 370)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 139) وفي إسناد ابن عدي أحمد بن محمد بن حرب. قال ابن عدي: يتعمد الكذب ويلقن فيتلقن فهو موضوع، وفي إسناد الخطيب أبو هفان الشاعر. قال ابن الجوزي: لا يعول عليه.
وللحديث شاهدان عن عفيف بن معد يكرب، والصلصال رضي الله عنهما.
أما حديث عفيف بن معد يكرب مرفوعًا قال: امرؤ القيس بن حجر قائد الشعراء إلى النار يوم القيامة، وهو رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة. =
= فأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 99)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 372)، وابن عساكر في تاريخه (ج 3/ ق 92)، وأبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31 أ).
ومدار أسانيدهم على هشام بن محمد الكلبي قال في المغني في الضعفاء (2/ 711): تركوه وهو أخباري.
وأخرجه البغوي في معرفة الصحابة، وأبو زرعة الرازي في كتاب الشعراء كلاهما: كما في الإصابة (4/ 249).
وأما حديث الصلصال قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: امرؤ القيس صاحب لواء الشّعر إلى النار يوم القيامة.
فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 310).
وفي إسناده محمد بن الضوء قال في الميزان (3/ 586): حديثه باطل، وقال الخطيب: ليس محمد بمَحلّ أن يؤخذ عنه العلم لأنه كذاب، كان أحد المتهتكين بالخمور والفجور. اهـ.
وعليه وبالنظر إلى المتابعات والشواهد نجد أنها إما شديدة الضعف، أو موضوعة فلا تزيد الحديث إلَّا وهنًا فهو باقٍ على ضعفه الشديد.
2605 -
[1] حَدَّثَنَا (1) عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ [سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ](2)، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ رَجُلَيْنِ يَتَغَنَّيَانِ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ فَذَكَرَ شِعْرًا. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم (3): من هَذَانِ؟ فَقِيلَ لَهُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم أَرْكَسَهُمَا (4) اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، ودَعَّهُما إِلَى النَّارِ دَعًّا.
[2]
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ (5) يُحَدّث أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعُوا (6) غِنَاءً [فَاسْتَشْرَفُوا](7) لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرّم الْخَمْرُ فَأَتَاهُمْ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ، وَفُلَانٌ وَهُمَا يَتَغَنَّيَانِ يُجِيبُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ:
لَا يَزَالُ جَوَارِيَّ لَا يَلُوحُ عِظَامُهُ
…
[زَوَى](8) الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ [يُجَنَّ](9) فَيَقبُرَا
فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ: أَرْكَسَهُمَا اللَّهُ فِي الْفِتْنَةِ، اللَّهُمَّ دَعِّهِمَا إِلَى النار.
(1) القائل: هو أبو يعلى: رحمه الله.
(2)
في جميع النسخ: "سليمان بن عمرو أبي الأحوص" وما أثبته الصحيح من مسند أبي يعلى، وكتب التراجم.
(3)
قوله: "رسول الله صلى الله عليه وسلم " سقط من (حس).
(4)
في مسند أبىِ يعلى، وكُتُب الحديث:"اللهم اركسهما" والمعنى واحد.
(5)
"الأسلمي، سقط من (سد).
(6)
تصحفت في (سد) و (عم) إلى: "يسمعوا" ولا يليق وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم به، بل يستحيل عليه، كما لا يصح لغويًا.
(7)
تصحفت في جميع النسخ إلى: "فاستثرعوا" وما أثبته من مصنف ابن أبي شيبة وهو الموافق للسياق.
(8)
تصحفت في جميع النسخ إلى: "ذو" وما أثبته الصحيح من مصنف ابن أبي شيبة.
(9)
تصحفت في جميع النسخ إلى: "يخر" إلَّا في (عم): "يجر"، وما أثبته من مصنف ابن أبي شيبة.
2655 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:
الأولى: ضعف يزيد بن أبي زياد.
الثانية: جهالة حال أبي هلال العكي.
الثالثة: جهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 121) وقال: رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى وفيه يزيد بن أبي زياد وأكثر على تضعيفه.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (13/ 430) بنفس الإِسناد والمتن.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 233) عن محمد بن فضيل، به بنحوه.
وأخرجه الإِمام أحمد (4/ 421)، وابنه عبد الله في الزوائد (4/ 421)، وأبو يعلى (13/ 431) كلهم عن ابن أبي شيبة، به بنحوه.
وبرواية الإِمام أحمد له لا يكون من الزوائد.
وأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 453) من طريق محمد بن فضيل، به بنحوه.
وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 101)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 21) من طريق محمد بن فضيل، عن سليمان بن عمرو بن الأصل، عن أبي برزة -وأسقط أبا هلال- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فسمع صوت =
= غناء فقال: انظروا ما هذا؟ فصعدت فنظرت فإذا معاوية، وعمرو يغنيان فجئت فأخبرت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اللَّهُمَّ أركسهما في الفتنة ركسًا، اللهم دعهما إلى النار دعًا.
وقال البزّار: أبو هلال العكي غير معروف، وسليمان بن عمرو روى عنه يزيد وغيره.
وتعقب السيوطي ابن الجوزي في اللآلى (1/ 427)، ووافقه ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 16) في تعقبه على ابن الجوزي. فقال السيوطي: هذا لا يقضي بالوضع، والحديث أخرجه أحمد في مسنده وذكر سنده، وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني، ثم ساق رواية ابن قانع -سيأتي تخريجها- وقال بعدها. وهذه الرواية أزالت الاشكال وبينت أن الوهم وقع في الحديث الأول -حديث أبي برزة- في لفظة واحدة وهي قول "ابن العاص" وإنما هو رفاعة أحد المنافقين، وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين، والله أعلم. اهـ.
وشاهد ابن عباس الذي ذكره السيوطي أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 38) من طريق طاووس، عن ابن عباس قَالَ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صوت رجلين وأحدهما يقول:
لا يزال جواري تَلُوحُ عِظَامُهُ
…
زَوَى الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيَقبُرَا
فسأل عنهما، فقيل: معاوية، وعمرو بن العاص، فقال: اللهم أركسهما فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا وَدَعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا.
وفي إسناده عيسى بن سوادة النخعى قال في اللسان (4/ 459): قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف. اهـ. وعليه فهو متهم. فلا يصلح حديثه كشاهد.
وأما رواية ابن قانع التي ذكرها السيوطي. فعن شقران قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فسمع قائلًا. يقول:
لا يزال جواري تَلُوحُ عِظَامُهُ
…
زَوَى الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيَقبُرَا =
= فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ هذا؟ فقلت: هذا معاوية بن رافع التابوت، وعمرو بن رفاعة ابن التابوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما إلى نار جهنم دعًا.
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 4)، وابن قانع في معجمه: كما في اللآلى (1/ 427).
وزاد ابن قانع فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم من السفر.
وقال ابن عدي: وشعيب بن إبراهيم -وهو أحد رجال الحديث عنده- له أحاديث وأخبار وهو ليس بذلك المعروف ومقدار ما يرويه من الحديث والأخبار ليست كثيرة وفيه بعض النكارة؛ لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف.
وقال في الميزان (2/ 275): فيه جهالة فالإِسناد ضعيف.
وله شاهد ثالث، ولم يشر إليه السيوطي وهو حديث المطلب بن ربيعة قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يسير في بعض أسفاره بالليل إذ سمع غناء فقال: ما هذا؟ فنظروا فإذا رجل يطارح رجلًا الغنى، لا يزال جواري يَلُوحُ عِظَامُهُ زَوَى الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا، فقال: اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ودعهما إلى نار جهنم دعًا.
أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 165 ب) من طريق عمر بن عبد الغفار، عن نصر بن أبي الأشعث، وشريك، وأبو بكر بن عباس، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن الحارث، عن المطلب، به.
وقال: لم يروه عن نصر إلَّا عمرو.
قلت: في إسناده يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم قال في التقريب (ص 601): ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيًا. وعمر بن عبد الغفار: لم أجد له ترجمة.
وعليه وبالنظر إلى هذه الشواهد نجد أنها إما شديدة الضعف، أو بها مجاهيل، فالحديث باقٍ على ضعفه.